روايه بقلم فاطيما يوسف
متزعليش منيه وخليها عندي اني وكل لما تحسي انك زهقانة وهو ضاغط عليكي كلميني واني هجي لك نقعد مع بعض واخفف عنك وجعك إنتي متعرفيش غلاوتك عندي قد إيه إنتي بقيتي اكتر من اخت يامها
أحست بحنانه عليه وأنه الوحيد الذي تفهم تفاصيل مشكلتها وأنه الوحيد الذي طبطب على چروحها وصدقها بأنها لم تفتري عليه ولن تخلق أكاذيب من الهواء كما تنعتها والدتها وزوجها دائما وصعب عليها حالها وانف جرت في البكاء مرات ومرات لم تعرف عددها
طيب معلش متعيطيش بقي دموعك بيقطعوا فيا وبيكرهوني في اخويا والود ودي اروح اخانقه علشان خاطرك
تخدر جسدها من حركته كما تخدر عقلها وحركت وجهها وهي تتمسح داخل باطن يداه باحتياج لتلك اللمسات الحنونة التي أشعرتها بأن إحساسها لن يم وت كانت مغمضة العينين ثم بحركة عفوية منها وضعت كلتا يداها على يديه استشعر لمساتها ودق قلبه لأول مرة بين ضلوعه وأصبح يب تلع أنفاسه بصعوبة بالغة من منظرها الآخاذ فالأنثى في أشد لحظات ضعفها واحتياجها لرجل لمست حنانه تكن في أصفى حالات جمالها
هديتي ياغالية ولا لسة
فتحي عيونك يامها
فتحت أعينها بتمهل نظر لعينيها بعمق لأول مرة فرغم أن جفونها محاطة بالدموع إلا أنها لامعة وبريقها خطفه وأشعره بالاحتياج مثلها
ثم غمغم وقلبه ينبض
تعرفي إن عيونك حلوة قووي
ابتسمت قليلا ثم قالت
بادلها الابتسامة بمثلها وهتف بتأكيد
لا هما حلوين فعلا وهما اللي بيشفوش صح عيونهم عميانة
تنهدت بضيق
وهيفيدني بإيه أنهم حلوين ملهمش لازمة
التوي ثغره باعتراض
لااا مين قال اكده دي العيون عالم تاني خالص كلامهم بيرشق في القلوب مبيتنسيش وبسمتهم بتنور الكون للأعمى ورمشهم هوا للحران في عز الن ار العيون دي اجمل حديث يتقال من خلالها لأي حبيب وحبيبة علشان اكده قبلتهم رغبة
إنت عرفت الحاجات دي منين
كلامك جميييل قووي ياعامر أول مرة اسمعه
أمسك كلتا يداها واحتضنهم بين يداه واجابها
الكلام ده مش محتاج علام دي فطرة في اي إنسان عادي ربنا خلقنا نحب ونتحب ونحس ببعض ونعاتب ونلوم بعض وقت الزعل
لوت شفتيها بامتعاض واردفت
ثم أتى ببالها سؤال سألته إياه
هو إنت ياعامر لو مرتبط وفي حاجة مزعلاك من الطرف اللي معاك هتتعامل إزاي
سحبها من يدها وجلسا كلتاهما على الأريكة وكانوا بالقرب من بعضهم ثم أجابها
شوفي ياستي وقت الزعل لما ناجي نعاتب نستني ساعة الضيقة تعدي الأول ونهدي حالنا ونروق اعصابنا ليه بقي هقول لك علشان في الوقت ده الإنسان بيبقى ڠضبان اووي وممكن لسانه يقول كلام جارح للطرف اللي قدامه وهو مدريانش فالطرف اللي قدامه مهما تكون قوة تحمله لازم يبقى ليه رد فعل لأنه انجرح ورد الفعل مش هيعجب الطرف التاني خالص لانه في شدة غضبه وكلمة من ده على كلمة من ده العاړكة تشتغل ومع كل عاړكة القلب بيشيل لحد ما يفيض والطرفين وقتها هيكرهو بعض لمجرد أنهم مبعدوش وقت الڠضب
أما بقى لو استنوا وقت وأدوا لنفسهم فرصة يهدوا ويخرجوا الشيطان من بينهم وقتها هيبقى بدال العاړكة عتاب هادي وملام من غير چرح والمشكلة هتنفض بكل سهولة لأن كل طرف قعد مع نفسه الأول اټخانق شوية معاها وطبطب شوية عليها وادى شوية اعذار للطرف التاني فالبتالي العقل في شدة الڠضب زينة اي راجل وست
كانت تستمع إليه باهتمام بالغ راقت لها كلماته ودت لو رمت نفسها داخل أحضانه الآن ولكنها خجلت من الفكرة ذاتها ثم ردد لسانها
ياه على كلامك الجميل ياعامر حلو قووي قوووي ودخل قلبي بس للأسف مينفعش معاي إحنا مفيش بينا اني ومجدي حوار اصلا ولا أخد ورد عملي من الدرجة الأولى لحد ما فقدت الأمل
ثم التمعت عيناها بالدموع مرة أخرى وداخلها ينعى حالها البغيض رأى لمعة عينيها بالدموع فسألها
طيب ليه الدموع داي تاني يابت الناس ماكنا
هدينا وروقنا
انقلبت الدموع إلى شهقات عالية من شدة ۏجعها فوجد حاله يأخذها لأول مرة بين أحضانه وياليته مافعل تمسكت به وكأنها غريق تعلق بقشة النجاة أما هو جسده تفاعل مع حركتها تلك هي في أحضانه وأنفاسها بجانب اذناه ورائحتها عبئت صدره وتمسكها به جعله يشعر بالإثارة داخله
ثم دف ن رأسه في رقبتها وهمس في أذنيها برغبة
ريحتك حلوة قووي مميزة وتسحر
عودة من الباك
فاق من شروده على صوت الطبيب يردد
للأسف إمكانيات المستشفى هنا متنفعش مع حالة اخوك لازم يتنقل المستشفى العمومي
نظر عامر بأسى للطبيب على حالة اخيه ثم هتف بموافقة
تمام ياداكتور اللي تشوفه زين لحالته نعمله ونبدأ من دلوك
هز الطبيب راسه بموافقة وأبلغه بأنه سيبدأ في إجراءات نقله الآن في سيارة الإسعاف الخاصة بالمشفى وتركه وذهب
اما هو قرر مهاتفتها لأجل ان تأتي كي تقف بجوار زوجها المړيض وهو في أشد حالات مرضه وبالفعل قام بمهاتفتها وقص عليها ماحدث واڼصدمت من حالة مجدي المتدهورة وأبلغته بقدومها في الوقت والحال
محدش يقول لي البارت قصير البارت داخل على ٦٠٠٠ كلمة
انتهي البارت
من نبض الۏجع عشت غرامي
بقلمي فاطيما يوسف
مستنية رأيكم وتوقعاتكم
دمتم في رعاية الله وأمنه
بسم الله الرحمن الرحيم
لاإله إلا الله وحده لاشريك له يحي ويميت له الملك وله الحمد وهو علي كل شئ قدير
البارت الخامس عشر
من نبض الۏجع عشت غرامي
بقلمي فاطيما يوسف
حبيبتي سكون أبشري لقد عشقتك پجنون وفي هواكي صرت مفتون فأنت أصبحت دوائي من الحرمان وفي دنياكي سكنت الجنان
اقتربي مني تدللي وتغنجي فأنا سأفرد لكي بساط غرامي كي ټقتحمي عالمي كالفرسان
فانا مغرم لا أشبع ومن عيناكي لا أزهق ففي اقترابك نسيت الأحزان وفي دنياكي يريد أن يسكن العمران
خاطرة عمران المهدي
بقلمى فاطيما يوسف
ارتدت مها ملابسها الأنيقة ولفت حجابها بإحكام وحملت حقيبتها وارتدت نظارتها الشمسية المحببة لقلبها ثم خرجت إلى والدتها وأبنائها سحبتهم من يداهم بحنو وتحدثت
حبايب ماما أني رايحة مشوار ويمكن أتأخر شوي خلي بالكم من بعض ومتغلبوش تيتى ماجدة وتبقوا أشقيا وطبعا التاب مش أكتر من نص ساعة علشان ماما متزعلش وكمان علشان أجيب لكم حاجات حلوة بتحبوها
ابتسم لها الطفلان ببراءة ووعداها بانهم لن يكونوا أشقياء
أما والدتها سحبتهم لأحضانها وهي تردد
ياحبايب تيتى اتشاقوا براحتكم وغلبوني وملكمش صالح بأمكم الرخمة داي شقاوتكم على قلبي زي العسل وتابعت حديثها وهي تنظر إلى مها متسائلة
رايحة لجوزك يابتي دلوك
بعيناي يملؤها الإرهاق من قلة النوم ليلة أمس أجابتها
أيوه ياأمي رايحة له خلي بالك من الولاد هكلمك علطول أطمن عليهم خلي التليفون جارك أني هتصل بيكي كتير إنتي عارفة مقدرش أبعد عنيهم
ربتت ماجدة على كتفها وطمئنتها
مټخافيش عليهم ياحبيبتي دول في عيوني
وعندما رأت تعلق عيناها بالصغيرين وهي تنظر لهم بوحشة سألتها
ياه قد اكده بتحبيهم يابتي لدرجة انك علشان رايحة مشوار وهتسبيهم نص يوم عيونك هتلمع بالدمع !
على نفس نظراتها المتعلقة بالصغيرين تحدثت
مقدرش أبعد عنيهم خالص هما روحي والنفس اللي بتنفسه هما اللي ماليين علي دنيتي الباردة اللي عايشاها مع أبوهم
وأكملت وج عها وهي تمسح على شعر أحدهم بحنو
تعرفي ياأمي أني بزرع فيهم الحنان والحب والاحتواء اللي ابوهم حارمني منهم
بعلمهم الهدوء والراحة النفسية في المعاملة رغم صغر سنهم
مبعديش موقف ولا جملة بيقولوها غلط إلا وأعلمهم من وراه درس يخليهم رجالة مش شبه رجالة
ساعات بعملهم اكل بسيط جدا ميكلفش فلوس كتير واجيب لهم لعب بفلوس قليلة وأحسسهم إن الأكل ده جميل جدا رغم بساطته واللعب مش بتمنها بس بتقضي الغرض واعرفهم ان الأكل علشان يشبعنا بس واللعب مهما كانت تمنها قليل بس بردو بتجمعنا مع بعض ومش مهم تكون غالية علشان يتعلموا إن أهم مطالب الحياة اللي هو الأكل مش محتاج فلوس كتيرة نضيع عمرنا علشان نجمعها
وان الاهتمام والقعدة الحلوة مش محتاجة حاجات فخمة وغالية وعلشان نجيبها نتعب ونهمل في اعز الناس
وتابعت حديثها المغلف بالۏجع والاحتياج لتلك الأشياء وهي تحتضن ابنائها تحت ابطيها برعاية وحب
بعلمهم بالمواقف إن الراجل مش جيب يطلع فلوس وبس لااا الراجل بحبه واهتمامه بأهل بيته بزرع فيهم حنان علشان احصده اهتمام بيا وباللي هيعيشوا معاها بعد
اكده لما يبقوا رجالة وأصحاب بيوت
بزرع فيهم حب كبير اكبر ماخيالهم يتوقعوا علشان أحصد ثمرة بيوتهم اللي هيفتحوها ويدعولي علي تربيتي ليهم
وعارفة ياماما بسقي زرعتي ايه
ابتسمت اليها والدتها بغرابة من حديثها الم ۏجع وتابعت هي إجابة سؤالها
بسقيها عيون مبتنامش علشان تطبطب عليهم وتغطيهم في عز البرد
بسقيها تعب جسمي واني بصحى من عز نومي بدري قبل مايصحوا علشان اخلص شغل بيتي قبل مايصحوا واقعد معاهم اهتم بتفاصيلهم علشان مفيش حاجة تشغلني عنيهم
أنهت كلماتها واخذتهم بين أحضانها تقبلهم وټشتم رائحتهم بحب غريب لم يراه إنسان من ذي قبل
التمعت عيناي والدتها بالدموع ورددت بصوت مبحوح من تأثيرها بكلام ابنتها
ياه يابتي ده إنتي شايلة هم جبال فوق كتفك محدش يقدر يتحمله
ليه يابتي متتركيش الوج ع اللي معيشة حالك فيه وتعيشي حياتك عادية وتكبري دماغك ومتبقيش حساسة للدرجة اللي توجع داي
نفخت بضيق وهتفت وهي تشيح بيدها
يووه يااامي يوووه منيكي ! عايزاني انسي اني ليا حقوق واني ست ربنا خلقها تحس كيف الستات !
عايزاني اعيش آلة متحركة واتعلم البرود !
عايزاني ابقي ايه علشان استريح وبردو مش هستريح أني عارفاني بحب نفسي علشان عارفة إن هي تستحق وده لان نفسي مش مقصرة في اي حاجة ولا مع أي حد
واسترسلت نبض ۏجعها بح رقة قلب
اني لو كنت مقصرة فعلا فهبقي مقصرة في حق نفسي يا امي
مقصرة في إني سبتها تتنازل يوم ورا يوم وسنة ورا سنة ومبعدتش
مقصرة اني ماأخدتش موقف من البداية لحد ماغلطت غلط كبير مبينيمنيش الليل وهفضل ندمانة عليه طول عمري
ثم انف جرت باكية مما جعل الطفلان يتعلقان بها وحزنوا لأجل بكاء والدتهم
أما ماجدة هتفت باندهاش ولم يهمها بكاؤها التى تعودت عليه منها
غلط ايه اللي عملتيه يابتي ومبينمكيش الليل
سمعت أذناها ذاك السؤال فشهقت اكثر من ذي قبل مما جعل اندهاش ماجدة يزداد ثم أخرجت المنديل الورقي من حقيبتها وجففت ډم وعها وارتدت نظارتها الشمسية ثم ودعتهم وعيناها متعلقة بعينيهم إلى أن خرجت من المكان وهي تاركة قلبها المنقسم إلى نصفين في جحر أبنائها
بعد نصف ساعة وصلت إلى