الخميس 28 نوفمبر 2024

هل للعمر بقيه بقلم نرمين همام

انت في الصفحة 23 من 26 صفحات

موقع أيام نيوز


ويشاء ربنا يهديكى وتربى انتى بنتها 
ونعمه بالله يا بابا كل شيء بقى وانا ربنا يهدينا جميعا والله لولا قدره ربنا اولا ثم الحاجه ايمان ما كنتش هاعرف حاجه في ديني يلا ربنا يسامحها امي عموما ربنا يشفيها مهما كان ربنا يوفقنا على الوالدين
فرد عليها ابيها وقال
عموما يا بنتي ربنا يسامحنا جميعا انا كمان كنت مغلوب على امره قصاد امك حسبي الله ونعم الوكيل لازم تكوني عارفه ان انا لما بروح لها المستشفى ولا بيهتم بها والله يا بنتي علشانك علشان اعمل باصلي لاخر لحظه في حياتي

_ عارفه يا ابويا ارجوك ادعي لها انا جهزت خلاص ملابس حبيبه واكلها
  ونظرت ناحيه غرفه النوم وقالت باعلى صوت استيقظ يا عبدالغنى لقد حضرت الافطار ووضعته على المنضدة 
فرد عليها من الداخل خلاص حالا انا صحيت خلاص ماهو انا اتأخرت فى النوم بسبب الحلم ال حلمتيه انتى وصحتينى من النوم مڤزوع 
فنظر لها ابيها وقال اية حلم 
فقصت عليه سعدية الحلم فقال لها ابيها شدى حيلك يا بنتى شكل امك ربنا افتكرها مش عاوزك تصوتى او تعملى ال الستات بتعمله كلنا لها يابنتى
ونظرت له باستغراب وقالت وانت يا ابى كيف عرفت بمۏتها 
ماهو الحلم يابنتى مفسر نفسه 
يالا بسرعة نروح المستشفى لكن الاول حتصل على عمك منعم في شارع الرحمه ال جنب العمود يجهز التربه ال جنب هنيه وامها ما انا استحالة حدخلها عليهم ما ينفعش يا بنتى دى كانت بتكرهم  يبقى انا كده يا بنتي  هاكون سبب في  تعبهم دنيا واخره خليها هي في حالها وهم فى حالهم
لكن يا بابا حضرتك كده بتستعجل لما نروح المستشفى وانا والله عارفه ان كله بامر الله لكن الفرقه وحشه
فرقه ايه يا بنتي ودي واحده احد يبكي عليها بعد اللي عرفناه كانت عارفه انا بسيمه بتخون جوزها مع الولد ابراهيم ساكته ومطنشه وشايف كل حاجه بيعيها وعامله هبله هو مش ده حرام كانت تعتبرها بنتها وتمسحها لوجه الله والتو بها حتى لو عرفت كده لكن مكتبهاش ماشيه في الغلط وفي الاخر هي اللي كانت في الڼار
ربنا يرحمهم يابا ما اقدرش اقول غير كده عمومي انا هلبس هدومي و هلبس عبايه سوداء 
ودخلت سعديه غرفتها لكي تغير ملابسها الا انها ظللت فكه لماذا لم تبكي حتى ولو كان ما يقوله ابيها لم يتحقق او سواء تحقق لماذا لم تبكي حتى ولو دمعه واحده رفعت يدى الى السماء وقالت يا رب ايه اللي حصل يا قلبي انا عمري ما كان قلبي اسود كده  حتى ما نزلش دمعه لما ابويا قال لي ان ممكن امي تكون ماټت
وبعد قليل خرج الجميع من المنزل وكان السعديه تحمل حبيبه وتقبلها قبلات كثير على وجهها الصغير ثم ذهبت بها الى  صفيه واعطتها الفتاه واوسطها  عليها خيرا واتمنى كلها كل الخير في مشروعها الجديد هي وزوجها اما صفيه فقد نظرت اليها وقامت بالرتب على كتفها وقالت لو صحيح لاقيتى امك ماټت تصلو بالقهوة وهما يبلغونا ورنا مايجبش حاجو وحشة ابدا لحد
وكان ابيها فى المقهى يكلم الحاج منعم التربي ليقوم بفتح المډفن احتياطى ويقوم بعمل اللازم
ثم رجع لسعديه وشاهدها تقف مع صفيه والقى عليها تحية الصباح ومضو في طريقهم للمشفى 

وعندما وصلو هناك  نبا وفاه كيداهم في انتظارهم وقال لهم الممرضه اللهم يجب ان ينزلوا فاهيتا و يذهب الى المبنى اذوه الطابق الواحد وهو مبنى المشرحه او بالاصح ثلاجه المۏتى
 و بالفعل ذهبوا الى هناك وقد كان والدك سعديه سريعه واكلم  احد  يتفق علي تغسيل المتوفاه وان يحضر سيدة لتلك العمليه فاخبره فعلا ان المستشفى يوجد لديها تلك السيدة فهم متفقين معها ويتم تقسيم مبلغ الغسل بينهم 
وقد قام الحاج منعم بايصال كفن لهما هناك بالمشفى 
ودخلت سعديه على امها وهالها ما رأ فقد رات سواد وجه وعلامات ړعب وخوف على وجهه امها كما رأت دموع تنساب من اعين والدتها فأرتعبت 
وكانت السيدة التى تقوم بالغسل معها وقالت لها 
فى الحاله دى ربنا يحفظنا حنحتاج حد معانا جوزها ولا حد تانى من بناتها لانى لوحدى وماعيش حد
فقالت لها وهل يجوز دخول ابي عليها 
فقالت السيدة طبعا ما دام زوجها وليس طليقها وخرجت تسأل ابيها وقال لها لقد رميت عليها اليمين يا بنتى من حوالى عشرة ايام وماعرفش 
فقالت لعبدالعنى ينوبك ثواب تتصل على بيت الشيخ على وتسأله
وخرج عبدالغنى سريعا وعلى اول تليفون وامسكه واتصل على رقم الشيخ على وزوجته والتى اعطته له زوجته وقال له الشيخ طالما فى العدة يجوز فهو ما زال زوجها 
ودخل زوجها الا انه حين شاهدها اړتعب وقال لا استطيع فبكت 
فقال يا بنتى انا عارف هى كدا ليه وماينفعش قلبى يطاوعنى وهى بالمنظر دا اشوفها حتى لو كانت حد غريب قلبي مش حيقدر يشوف شكل العڈاب ال على وجهها 
لذلك قامت السيدة التى تغسلها بالارسال لسيدة اخرى اتتها سريعا 
وكانت كلما وضعو عليها الماء تزداد سواد حتى المياه التى من بقايا الغسل كانت رائحتها بشعه 
ظلت السيدات يدعون الله ويسبحون ويقرأون القرأن كثيرا وعندما اكملو والبسوها الكفن كانو تأخرو جدا فقالت السيدة بصراحة اول حاله تعدى عليا بالشكل دا تقيله خالص ال يحس يفتكر انى بأشيل جبل مش ست واسضا كميه طاقة سلبية غريبه كانت فى المكان 
فبكت سعديه من هول الموقف وليس حزنا على مۏت امها ولكن حزنا لان امها لم تستغفر الله قبل مۏتها وتتوب عن اعمالها ولانها قامت بأيذاء اناس كثيرون في حياتها ولعل هذا بالتأكيد عملها فالله يأتى منه سبحانه كل خير ام الشړ فمن انفسنا 
وقاموا باخراجها ووضعها بسيارة المۏتى وذهبو بها الى المسجدليصلو عليها اولا الا ان صلاه الظهر قد فاتت وللغريب لم يجدو اناس يصلون عليها فصلو عليها وهى بالسيارة لان كان هناك رائحة فظيعه 
وعندما دخلو بها فى النعش ووصلو عند المقپرة كان الحاج منعم واقف منتظرهم ووجهه به علامات غريبه وممسك بسبحته يسبح الله
وقال يا حاج فرحات كل ما افتح مډفن حاجة تحصل والله الاقى زى نعابين كتير موجودة اخرج واقفل اروح مډفن تانى الاقى كدا 
لان اهل الخير هنا كتتير وفيه مدافن صدقه المډفن الوحيد ال لقيته فاضى ال جنب الصور لوحده دا 
والمډفن دا بناه واحد وباعه لواحد وفاضى ماحدش اندفن فيه ممكن تشتريه انت من صاحبه 
وعموما هو كان موكلنى بكدا فخلاص بقى انا انهد حيلى ندخلها هنا وتبقى تدفعلو مبلغ 
فنظر له فرحات وهو صامت وحضرت صفيه وبكر وبذلك اصبح المتواجدين سعديه وزوجها وصفيه وزوجها والحاج فرحات واتى معلم القهوة وصبي القهوة وعدد ثلاثه من رواد القهوة وهم ايضا اصدقاء للحاج فرحات وبالطبع الحاج منعم ومساعديه
وانزلوها المډفن وهى بكفنها وكان المډفن نظيف الا انه وحين وضعوها وكانو يخرجون الټفت الحاج منعم وهاله ما رأى وكان الارض انشقت على عدد من الثعابين السوداء الصغيرة والمتوسطة الحجم يتجمعون ويزحفون بسرعه كبيرة ناحيتها فهالهم ما رأو وقامو بالتهليل والدعاء الى الله بابعاد العڈاب عنهم واغلقو المډفن وكانت صفيه لاتستطيع ان تقف من الړعب بسبب ما قالو انهم شاهدوه وايضا سعديه كانت في حالة من الصدمة الا انها كانت تعلم بعذاب امها لانها كانت تستبيح ما حرمه الله الا انها حزنت لانها لم تستطع ان تغير امها 
ووضع عبدالغنى يده على كتف زوجته واخذها ابيها فى احضانه وقال لا تلومى نفسك يا ابنتى لقد حاولت كثيرا ان ارجعها من هذا الطريق الا انها ابت وعندت وكابرت 
ومافيش فى ايدنا حاجة غير اننا نقول ربنا يخفف من عڈابها ويسامحها ولان ال عملتو يا بنتى كتير
ونظر لابنته
وقال عاوز اروح المدينه وازور بيت الله واطلب غفرانه وكرمه لعله سبحانه يسامحنى انى عشت معاها سنين شايف اذاها للناس وساكت ومابعملش حاجه 
ربنا يسامحنى انا كمان يا بنتى 
الفصل الرابع عشر 
رجعت سعدية المنزل لاتقوى على السير جيدا فكان زوجها يمسك بها خشيه ان تسقط ارضا وكانت هى كانها فى دوامة من التفكير وكان حياتها كلها تعاد امام اعينها وتذكرت امها وحنيتها عليها فى صغرها وتذكرت كيف كانت تمشط شعرها وتضفره لها وتغيرها المفاجئ من حين لاخر وتذكرت كيف ان المظلومة منذ صغرها هنيه يوم ان قامو بغسلها وتكفينها كيف كان ظاهر على وجهها علامات الرضى والسعادة والوجه الحسن البشوش 
وحزنت لما الم لامها 
وادخلوها المنزل وطلبت من صفية احضار حبيبة من عند السيدة التى تبرعت ان تجلس الاطفال لديها فى هذه الظروف 
وذهبت صفيه للجارتها التى اول ما شاهدتها قالت 
_ البقاء لله لادايم الا وجه 
تخيلى كنا بنخاف منها سبحانه دى لسه من قريب كانت هنا عند بتها وكنت شيفاها من الشباك صحة وافترى ايوه والله افترى دا الناس كانت بتترعب منها 
_ الحمد لله على كل حال يا ام فوزى احنا تعبناكى معانا 
لا لا تعب ولا حاجة ابنك ادهم كان هو مخلى باله عليهم يأكل اخته ويطبطب على بنت خاله ربنا يجعله حنين يا اختى عليكم لما يكبر 
ونادت 
يا ادهم يا ادهم تعالى امك جت واقفة على السلم اهى 
وبعدها بدقيقتين اتى ادهم من الداخل يحمل الرضيعه وابنه السيدة تحمل اخته امل وهى نائمه و أصرت السيدة على ان تقوم ابنتها بتوصيل الطفلة النائمة لشقة صفيه بنفسها 
وبعدها اوصلت صفيه حبيبة الرضيعه لخالتها سعدية والتى حين شاهدتها اخذتها فى احضانها وظلت تبكى وتقبل الفتاه وتتكلم بصوت خاڤت 
فاستأذنت صفيه فى الانصراف 
ورجعت على الفور لشقتها وبعثت بابنها ليشتري عدة طلبات لتبعث بها الى سعدية ودخلت المطبخ سريعا وقامت بتحضير عدة اصناف من الاطعمة المختلفة 
ونادها بكر 
_ شوفتى ال حصل الواحد شاب من ال شافه ربنا يسترها علينا 
بقولك ايه تبقى توصلينى الجامع يوم الدرس وانا من بكرا حروح الجمعيه للدكتور علشان حياخد مقاسي علشان الرجل الصناعى 
_ يعنى مۏتها حيغيرك انت وعبدالغنى ال عمال يترعش وحساه خاېف والله متهيألى اخويا دا حيفضل يترعش كدا كام شهر يمكن يتعظ سبحان الله بيقولوا هم يبكي وهم يضحك انا مش صعبان علي في الحكايه دي كلها غير سعديه لو تشوف منظرها عامله ازاي طب اخويا وهيخرج هيروح الشغل ولا هيجي لك كل حد هيروح يقعد على
 

22  23  24 

انت في الصفحة 23 من 26 صفحات