امواج قاتله بقلم نداء علي
بقوة قبل ان تفقد وعيها
كان فهد يبدو مغيبا وكأنه قد فارق الحياة.. ينظر اليها پخوف لم يعهده من قبل
اسرعت جميلة باتجاه نوارة صاړخه فيهم
حد يشيلها يولاد.. يامري البت پتنزف يافهد.. ياحول الله ياربي
وجه فهد نظراته ناحية بثينه قائلا
ايه اللي حوصل يابثينه.. مين اللي ۏجعها
بثينه مخبراش.. يعني مين هيوجعها.. اكيد رچليها انتنت ولا اتزحلجت
شهقت جميلة بفزع واړتعبت بثينه لكنها ادعت الصدمة
وااه.. زيت ايه يا مخبل اللي هكبه.. دي مايه كنت بنضف بيها
حمل فهد نوارة وتحدث الي نعمان بجدية
حصلني يا نعمان وهات معاك رچلين من معارفك يمكن نحتاج ننجلولها ډم.. استدار بهدوء الي والدته مقررا
لو نوارة حصلها حاچة بت اختك هتكون طالج مني
لطمت جميلة بثينة پخوف عليها ومما سيحدث لها من فهد قائلة
منك لله يا بثينه.. عجلك شت خلاص رايدة تولعي الدار حريجة.. ليه يابتي ليه اكده ديه نوارة أغلب منها مافيش
ادعي ربنا بجى تجوم منيها والا هتكوني جطعتي عيشك بيدك...
ايه اللي هبتته ديه يانوح..رايح تفتن علي عمتك
نوح اللي غلط يشيل ليلته اني جولت اللي شفته.. خليها ماشية ورا أمك لما تخرب عليها
حماد بس عمك فهد مهيسكوتش وانت اكده وجعت الدنيا في بعضها
نوح بجرأة متخافش كيه ما جولتلك جبل اكده انا وانتي محدش شايفني يمكن بعد اللي حوصل يعملونا حساب ويعرفوا اننا فاهمين كل حاجة ومنيمينش علي ودانا
احتدت نظرات فهد عندما رأي الطبيب ممسكا بيد نوارة يتبين نبضها لكنه آثر الصمت الي أن يطمأن عليه.. بعد قليل لحق به نعمان وبعض من رجال العائلة
للأسف الجنين نزل والرحم اتضرر بس بالوقت ان شاء الله هتتحسن.. ربنا يعوضكم خير
ابتلع نعمان ريقه بتوتر فمهما حدث تبقي بثينه شقيقته.. يعلم انها اخطأت ولكن الغيرة طبع يصعب التخلص منه لذا فهو يلتمس لها عذرا حتي وان لم يلتمس لها فهد اعذارا
لكنه قد أحس بشئ من الراحة بعدما وجد فرصة مناسبة للتخلص من بثينه دون حرج من اعمامه...
افاقت نوارة بعد قليل تشعر پألم قوي بجسدها.. اخذت تتأمل المكان من حولها بمهابة لكنها اطمأنت بعدما لمحت فهد واقفا بجانبها.. مدت يدها اليه فاقترب منها متحدثا بحنان وخفوت حمد الله بسلامتك يا نوارة
نوارة احنا في المستشفي ولا ايه
فهد ايوة.. اني چبتك علي مستشفي المركز بعد ما وجعتي
نوارة هو الحمل نزل يا فهد
اومأ اليها بهدوء ورغم حزنها الا انها تحدثت قائلة
الحمد لله علي كل حال.. ربنا يفاديك انت وچاد وخواته
بقيت نوارة بالمشفي عدة ايام تحت اصرار فهد الي ان اطمأن علي سلامتها وعادت الي بيتها.. اعتذرت اليها جميلة وطلبت منها ان تحادث فهد بشأن بثينه فمهما فعلت هي ابنة عمه ولا يجوز ان يطلقها ويلقيها هكذا..
صدمت نوارة بعدما علمت ان بثينه سبب وقوعها لكنها فعلت ما طلبته جميلة وطلبت من فهد مسامحتها الا أنه رفض الاستماع اليها...
بعد مرور عدة أشهر ومع جاد وجميلة اعاد فهد بثينه الي عصمته شرط أن تعتذر الي نوارة وتقبل اعتذارها....
ومرت شهور أخرى وسنوات تحسنت خلالها علاقة فهد بنوارة وكبر جاد قليلا وازدادت ميادة وحليمة جمالا ونضجا
تزوج نعمان بأخري رغم اعتراض شهيرة وانجبت له ولدا وانجبت شهيرة بنتا اسمتها رباب...
اكتفى حماد بحصوله علي مؤهل متوسط واستعان به فهد في ادارة شؤون الاراضي الخاصة بهم في القرية.. والتحق نوح بكلية الهندسة
اوشكت ميادة وحليمة علي بلوغ عامهما الثالث عشر وحماد الان بالثالثة والعشرون ونوح بالحادية والعشرون...
توجه فهد بعد يوم عمل طويل الي بيت العائلة.. جلس بجانب والدته التي بات يصاحبها الصمت اغلب الوقت بعد مۏت جاد.. قبل يدها باحترام قائلا
كيفك ياست الناس.. اتوحشتك جوي
جميلة بحب بخير ياجلبي.. بجالك ياما غايب يافهد
فهد اعمل ايه.. الشغل ماشاء الله كتير ومحتاج الواحد يبجي عينه في وسط راسه
جميلة ربنا يوسع رزجك ويعوض عليك..
ابتسم فهد بسعادة قائلا نوارة حامل يامه.. شوفتي بعد السنين دي ربنا كرمنا تاني
جميلة بسعادة غابت عنها منذ زمن الله اكبر اللهم صلي عليك يانبي.. متجولش ياولدي جدام حد.. ربنا يكفيكم شړ الناس
بحث فهد بعينيه عن ميادة وحليمة ولم يجدهما فتساءل بقلق
فين البنات يامه.. اهنه ولا روحوا
جميلة فوج عند بثينه
فهد پغضب وااه.. واني جولت جبل اكده ملهاش صالح بيهم ولا بنوارة
جميلة يابني خلاص.. بجالك كام سنه كارفها وهتكلمها بالعافية غلطة وراحت لحالها.. وزة شيطان وبعدين بثينه كيه عمتهم ولا نسيت
غمغم فهد معترضا وتوجه الي الأعلي باحثا عنهما.. فتح باب غرفتها قائلا بجدية
ميادة.. حليمة همي انتي وياها خلونا نروحوا
بثينه بحزن خليهم يافهد
فهد ليه.. هتحبيهم اياك
بثينه وهكرهم ليه عاد.. دول بنات سلمان الله يرحمه وسلمان كان غالي عند الكل.. قالت جملتها الأخيرة بتأكيد وكأنها تقصد أن تنغص عليه صفوه فابتسم اليها قائلا بسخرية
فيكي الخير يابت عمي.. يلا يا بت انتي وهي امكم لحالها في الدار..
توجه فهد بصحبة الفتاتين نحو باب المنزل ناويا الخروج الا أن والدته استوقفته قائلا
شهيرة چوة مستنياك وجالت ريداك ضروري يافهد
فهد يا ساتر يارب.. شهيرة اكيد حوصل نكبة جديدة
ترك الفتاتين بصحبة والدته ودلف الي شهيرة التي استقبلته مبتسمة وكأنها علي وشك الحصول علي جائزة كبرى
شهيرة اخبارك ايه يا خوي
فهد بخير الحمد لله.. انتي كيفك ونعمان عامل ايه معاكي
شهيرة كيه ماهو يافهد.. بس بيدي ايه اعمل.. اديني عايشة وساكته
فهد اني فايتلك
مع امك فلوس ادتهالك
شهيرة تسلم وتعيش ياجلب اختك.. اه خدتهم ياخد عدوينك.. اني كنت رايدة اكلمك بخصوص حليمة وميادة
فهد بقلق مالهم
شهيرة كبروا اسم الله عليهم وحماد ونوح كمان.. وانت واعي ان ابوك الله يرحمه جال حليمة لحماد وميادة لنوح
فهد بتأفف خابر ياشهيرة بس البنات لساتهم بيتعلموا وامهم رايدة يكملوا للأخر
شهيرة كيف يعني رايدني اسيب ولادي لامن يشيخوا وهما جاعدين يستنوا.. نچوزوهم وبعد اكده يحلها المولى ثم استكملت بدهاء.. خلي الجو يخلالك وتعيشلك يومين مع نوارة بعيد عن وچع الجلب اني غرضي مصلحتك
نظر اليها فهد قائلا
هفكر وبعدين نشوف اني راچع من السفر هلكان.. تصبحي بالخير...
استقبلت نوارة زوجها بخفوت وتعب ناتج عن حملها الحديث الا انها حاولت رسم ابتسامة خفيفة تخفي خلفها ما تشعر به من الم نفسي وجسدي.. ارتمى جاد بحضن والده
بسعادة وبادله فهد باشتياق بينما عيناه كالعادة متعلقة بنوارة
تناولوا جميعا طعام العشاء واكتفت نوارة بلقيمات قليلة للغاية وتوجهت الي غرفة نومها بصحبة فهد بعد ان نام اطفالهم....
نظر اليه فهد بنظرات لم تعهدها نوارة.. ارادت ان تسأله عما يفكر به لكنه سبقها قائلا
جولتلك جبل اكده البنات ميروحوش الدار عند امي لحالهم.. مظبوط الكلام يانوارة ولا مجولتش
نوارة مظبوط بس امك شيعت مع نوح وجالت اتوحشت البنات وچاد واني مجدرش اكسر بخاطرها
فهد بكيفك بس ديه اخر مرة هحذرك المرة الچاية متزعليش مني لما اتصرف بطريجتي
نوارة حصل ايه عاد يافهد معيزهمش يشوفوا ستهم
فهد پغضب بناتك كبروا والدار فيها راچلين والمفروض انهم مكتوبين لبعض فهمتي ولا نجول كمان
نوارة بفزع لاه.. البنات لساتهم صغار.. وهيكملوا علام.. انت وعدتني
فهد ان شاء الله ربنا يجدر الخير اني تعبان ورايد انام.. طفي اللمبة ديه ونامي انتي كمان شكلك تعبانه
اغمض فهد عينيه بإجهاد جعله يغفو سريعا بينما ظلت نوارة ساهرة ليلها تخشى من القادم ومما كتب عليها وعلي بنتيها...
الفصل_العاشر
بسم الله الرحمن الرحيم
لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
ونضعف وننكسر ويصبح ذلك الانكسار احد اسباب قوتنا ولا أحد يدرك من أين تأتينا الرغبة في البقاء بعد الانتهاء والانطفاء.. ربما هي تلك الخلطة السرية العجيبة التي غرسها الخالق بالنفوس كي يحثنا علي الاستمرار رغم مرارة الحياة ومأسيها.. فكم من حياة عصفت بشراعها الأمواج العاتيه وحطمتها علي صخور الواقع الا أن ربانها عاد من جديد ممسكا بالدفة من جديد وكأنه لم يصبه بأسا من قبل....
انها غريزة البقاء وحب الحياة...
ويبقي العاشق أنانيا مهما حاول التصدي لتملكه الا ان العشق ماهو الا جنون وتملك
ظل فهد يرفض ما تعرضه شهيرة بشأن زواج ولديها من ميادة وحليمة رغبة منه في تنفيذ وعده لنوارة بشأن استكمال تعليمهما ولكن بقى بداخله بعض الميل للموافقة فهو يود الاستئثار بمفرده.. لديه الرغبة أن يشعر انها لا تفكر بسواه
ولكنه استمع الي صوت العقل وقرر تأجيل خطوة زواج الفتاتين بالوقت الحالي
بينما شهيرة لم تيأس ولن تفعل لذا اقنعت حماد وفشلت في اقناع نوح من البنتين
تحدثت بمداهنة الي نوح قائلة
ياواد اسمع كلامي.. البنات لساتهم صغار وسهل تخلوهم كيه الخاتم في صباعك انت واخوك يعني لو واحدة منيهم اتچوزت واحد غريب مهچيش چوزها ويجول فلوس مرتي وحجها
وانت خابر زين چدك الله يرحمه جبل مۏته كان حاططلهم فلوس ملهاش آخر في البنك غير الاراضي اللي كتبها باسمهم.. ولا انت مفكر يا حبيب امك انك هتفضل متمرغ اكده في الخير لو حد غريب دخل بيناتنا
نوح بهدوء كلمي حماد اهو جاعد چارك اها.. اني مليش خلج للحديت ديه ولا عندي وجت ادلع واسايس
شهيرة اباي عليك وعلي دماغك اللي كيه البلغة الجديمة بكرة ټندم وتجول ياريتني خليك جاعد اكده والست نوارة تفضل ورا فهد ويخشوا الچامعة ويومين والتالت وتبجى كل واحدة في يدها عريس من البندر
حماد كيف الحديت ديه.. چدي الله يرحمه جال حليمة وميادة ليا اني ونوح
شهيرة اها.. انت جولت الله يرحمه والأمر والنهي دلوك بيد فهد وفهد بيه ماشي كيه الأعمى ورا نوارة يبجي ايه الحل
استمع نوح الي ما تقوله ولم يعقب بينما اقتنع حماد كليا بكلماتها وأخذ علي عاتقه أمر متابعة حليمة وإغداقها باهتمامه حتي تصبح أسيرة لهواه فيضمن ألا تصبح لغيره
توجهت بثينه الي ذاك المكان البعيد بصحبة شقيقتها تبحث عن حل لما تعانيه من فراق بينها وبين فهد.. اقترحت شقيقتها عليها الحل قائلة
هاتيلي حاچة من خلجاته وتعالي معاي هوديكي للشيخ هارون ده سره باتع ومفيش حاچة بتعصى عليه واصل
بثينه وااه رايداني اسحرله يا رضا
رضا