الخميس 28 نوفمبر 2024

حلم ولا علم بقلم منى لطفي

انت في الصفحة 17 من 46 صفحات

موقع أيام نيوز

من اكتشافها!! ولكنها لا تنكر أنها تميل الى تصديقه فهو يتكلم بمنتهى الثقة بالنفس وهو ليس غبيا ليدعي أمرا كهذا خاصة وكل الشواهد تؤكد صحة كلامه بدءا من الفستان هدية علا المفاجئة انتهاءا بحديث والدها الغريب الذي تناوله معها في وقت سابق اليوم ولكنها لن يفيدها ابداء ذعرها أمامه على جثتها أن تذرف دمعة واحدة أو أن ترجوه ليفك قيدها ان صح عقد القران هذا!!
جذبت نفسا عميقا ثم نظرت اليه بتمالك أدهشه ونال اعجابه في ذات الوقت وقالت بهدوء وهى تنظر اليه ولكنها لم تستطع منع الدموع التي قفزت الى عينيها ولكنها تحكمت فيها بصعوبة وهي ترفض بإباء أن يظهر عليها أي بادرة من بوادر الضعف امامه 
ليه انت بتعمل فيا كدا ليه كل دا علشان ايه علشان رفضتك كرامتك غالية اووى كدا عندك 
قال بهمس أجش وهو يقترب بوجهه منها حتى أنها شعرت بأنفاسه الساخنة وهي ټضرب صحيفة وجهها المرمري
هتصدقيني لو قلت لك ان كرامتى مالهاش اي دخل باللي عملته!! .. 
هزت راسها بالنفي بينما ارتسم تعبير الاستنكار وعدم التصديق وجهها وهي تنظر اليه رافضة لما تسمعه فيما تابع قائلا وعيناه تنظران اليها برجاء غريب عليه لم يسبق لها وأن لمحته في عيناه قبلا
لا .. صدقي
!! الحاجه الوحيده اللى خلتني عملت كدا هى .... انت!!
نظرت اليه مصډومة فتابع وهو يقبض على ذراعها بحرص خوفا من رفضها لملامسته 
اه .. صدقي .. انت يا هبة انت السبب !! رفضك ليا وقرارك انك تبعدي عني هو اللي جنني وشتت عقلي و خلاني اعمل كدا باباكى لو مش متأكد انى فعلا عاوزك وهصونك ما كانش وافق !! عنادك الفظيع كان هيخسرنا بعض .. وانا مش عاوز اخسرك ..
أجابت بهمس حزين وعينيها تمتلآن بالأسف
انت ما كسبتنيش علشان تخسرني !! انت مش ملاحظ طريقتك معايا ! كلها اوامر !! حتى في طلبك الجواز مني كان بالأمر !! انا بنت لها مشاعرها يا أمجد .. من حقي الانسان اللى ارتبط به يحس ناحيتي باحساس معين وانا كمان .. لكن انت عقلك بس اللي بيحسبها والعقل جميل لو الموضوع شغل وبس لكن الجواز والعلاقات الانسانية لهم حسابات تانية خاالص وانا قلتلك كدا قبل كدا .. ليه تحرمنى من حقي في الاختيار .. انت اتقدمت لى وانا اخترت انى ما وافقش يبقى المفروض تحترم دا .. وتسيبني اشوف طريقي واقابل انسان عادى زيي انا مش عاوزاه رجل اعمال ومشهور و.. و.. و..لا لا لا.. كل دا مايهمنيش انا عاوزاه انسان بسيط .. ېخاف عليا .. يحترمنى ويحترم رأيي .. يحسسني انى اغلى حاجه في حياته وانه لو خسر الدنيا كلها مش مهم المهم انه ما يخسرنيش أنا مش يفرض نفسه عليا لمجرد انه عاوزنى ! انا مش شئ يعجبك فتقوم تقرر انك تاخده وتمتلكه .. انا انسانه وليا مشاعر واحاسيس ..
نظر اليها عميقا بينما اشتدت قبضته من غير وعي على مرفقها وقال بحدة مكبوتة
على چثتي يا هبة انك تكوني لحد غيري الحب والكلام دا في الافلام والروايات وبس لكن في الواقع.. العقل هو اللي حسبته بتكون صح .. انت بالنسبة لي عروسة مناسبة سنك وشكلك وثقافتك وتربيتك واظن ان نفس الشئ بالنسبة لي يعني فرق 12 سنة مش كبير اوي انت 24 وانا 36دا غير إني رجل اعمال ناجح.. غني من عيلة وشكلا أكتر بكتير من مقبول اعتقد يعني يبقى بحسبة بسيطة كدا جوازنا هيكون ارتباط ناجح ..
أجابته وقد أغاظها كلامه بمثل هذه الثقة المفرطة بالنفس وهو يعدد مزاياه كعريس منتظر بينما اكتلأت نفسها بالشفقة تجاهه وهي تتيقن في رداخلها أن أمجد ينقصه أهم شيء ألا وهو الاحساس! فهو وإن كان يمتلك مقومات الزوج الناجح شكلا ومظهرا ولكنه يظل فاقدا لأهم عنصر لا بد من توافره في مواصفاتها لزوج المستقبل ألا وهو المشاعر الانسانية لذا أجابته ونبرة صوتها تلون بهدوء حزين وهى تشير الى قلبها 
لكن دا لازم يكون له رأي في الحسبة دى.. انا مش هحور الكلام ولا هدوره ومش هنكر انى كنت منجذبة ليك لا.. ومبهورة كمان! مبهورة بكل اللى انت قولته دا.. بس دى كانت القشرة اللي بره أنما لما قربت منك اټخضيت وخفت .. اه ما تستغربش كدا .. خفت من القسۏة والبرود اللي فيك واللي بتتعامل بيهم حتى في ابسط الامور .. خفت من عقلك الشديد دا! أمجد انا مش هتجوز واحد أخد معاه جايزة نوبل !! انا عايزة انسان بسيط لحم ودم زيي مش مهم اي شئ المهم انى اطمن اخر الليل انى هحط راسي على دراعه وهيحضنى .. حضنه دا هو الامان بالنسبة لي مش رصيده في البنك ولا مكانته ولا شكله ....
أجاب پغضب ڼاري لمع من بين فحم عينيه المشتعل 
آخر مرة اسمح لك انك تتكلمى بالاسلوب دا قدامى عن انسان اي انسان حتى لو كان في حلمك داحاجة متأكدة حطيها في دماغك كوي ساوي انت مالكيش زوج غيري انا ومافيش دراع مخلوق هتتحط عليك ولا تلمس شعرة منك غيريأظن كلامى واضح عموما احنا ضيعنا وقت طويل اووى والناس مستنيانا تحت .. انا قريت الفاتحه مع والدك والناس كلها تحت عارفة انها جاية تحضر كتب كتابنا والمأذون مستني !!..
نظرت اليه مصعوقة وقالت 
المأذون يعني احنا مش ... 
قاطعها ببرود 
لأ ... احنا لسه متجوزناش رسمي والدك اللى هو وكيلك وافق على الجواز وقرينا الفاتحه قدام الناس كلها لو لسه رافضه براحتك.. بس شوفي والدك هيكون موقفه قدامنا ايه وقدام الناس اللي جاية انهرده عارفة انها جاية تحضر حفل كتب الكتاب والشبكة! عن نفسي.. انا عاوزك ووالدك مرحب بكدا يبقى يا بتاعت المثاليات الفارغة انزلى بكل جرأه وقولي قدام الناس اللى تحت دوول كلهم انك رافضة وان والدك كڈب لما وافق على اساس انك موافقة وقرا الفاتحه معايا ... ها قلتي ايه الكرة في ملعبك دلوقتى
لم تستطع النطق بحرف واحد لابد وانها في كابوس بشع .. تتمنى ان تستفيق منه قريبا .. لا يمكن ان يكون من يقف امامها الآن هو من كان بالأمس القريب حلمها ...لا هو أفظع من الكابوووس ..ولكن ليست هبة من تخضع لتهديدات جوفاء وقالت في نفسها 
اوكي يا أمجد ما بئاش هبة يوسف اما خليتك تقول حقي برقبتي ولا هتلمس شعرة واحده منى هى حرب وانت اللي ابتديتها بس استحمل بأه هم مش بيقولو ان كيدهن عظيم ماشي ..ماشي يا أمجد ...
نظرت اليه من تحت جفونها وقالت ببرود 
حاضر يا أمجد بيه .. مش هبة اللي تصغر بابوها قدام الناس بس خليك فاكر انت اللي ابتديت والبادي أظلم ..
وقف امامها وأجاب بابتسامة غريبة تعتلي شفتيه بينما تحتل نظرة غريبة حارت في تفسيرها فحم عينيه 
عارفة.. انا فعلا بحسد والدك عليك .. أد كدا بتحبيه ومخلصاله .. بس صدقيني انا كمان مش هرتاح غير لما اكون عندك في نفس المكانة دي لا واكتر كمان وبكرة تشوفي يا هبة .. ودلوقتى ممكن تظبطى نفسك علشان ننزلهم اكيد قلقوا احنا اتأخرنا عليهم اووى... 
اتجهت حيث منضدة الزينة ووقفت امام المرآه.. ونظرت الى نفسها وقالت وهى تتطلع الى صورته المنعكسة في المرآه أمامها
ويا ترى الفستان دا زي الطقم الالماظ بردو منك 
اقترب منها ونظر اليها عبر المرآة وأجاب 
أكييد!!... علشان تعرفي انى عارفك كويس أوي وما فيش أي تفصيلة فيكي مهما كانت صغيرة بتفوتني حتى مقاسك! وهتتفاجئي من الدبلة والخاتم بردو مقاسك بالظبط علشان لما اقول انى حافظك يبقى مش بقول اي كلام والسلام ...
نظرت الى فستانها الابيض المنسدل على الارض باتساع يزينه من عند الصدر شريط ساتان احمر ومن ذيله شريط اخر من الساتان الاحمر كذلك وترى طقم الالماس الذي البستها اياه والدته في وقت سابق وكيف ان الياقوت الاحمر والالماس يتماشيان مع موديل الفستان جددت زينتها ورشت بعض العطر ثم التفتت اليه ففوجئت بتعبير غريب على وجهه ونظرة عميقة في عينيه سرعان ما اختفت حالما نظر اليها اشار اليها لتتقدمه وخرجا من غرفتها نزولا الى الدرج ليتسللا الى الباب الخلفي تماما كما سبق له وصعد حاملا إياهات جنبا للاسئلة الكثيرة عن سبب صعودهم الى الأعلى دخلا الى البهو الواسع الذي يعج بالضيوف وذهب أمجد الى والدها حيث مال عليه قليلا ليحدثه وما لبث انا سار اليها ها ابوها ليقف أمامها ويمسك بيديها ونظر اليها قائلا بحنو وابتسامة سعادة تنير وجهه
صحيح يا هبة يا بنتي اللي قالو أمجد انت فعلا موافقة انا لو كان عندى نسبة شك ولو بسيطة انك مش هتكونى سعيده معاه صدقيني عمرى ما كنت وافقت بس لو عندك رأي تاني قولي حبيبتي احنا لسه فيها مش عاوز يكون فيه اي ضغط عليكي 
نظرت هبة الى أمجد الذي انتبه اليها وسار حتى وقف الى جانبها وقد سمع الشطر الاخير من كلام والدها وقال موجها كلامه اليها بهدوء ظاهر ولكنها تعلم جيدا ما الذي يخبئه بهدوءه ذاك 
ايه يا هبة حبيبتي انت ما قولتيش لوالدك انك موافقة من غير ضغط لا منى ولا منه اطمن يا عمي انا مش هلاقي زي هبة ابدا ومش هسمح لأي شئ او أي حد مهما كان إنه يزعلها أو يقف بيني وبينها!!..
ابتسم والدها وذهب ليزف البشرى الى الجد الجالس في غرفة المكتب مع المأذون في حين التفتت هبة الى أمجد وقالت 
حلو اووى انك مش هتسمح لأي حد انه يضايقني ! كلام جميل بجد طيب واذا كان الحد دا بأه هو .... انت ! يبقى ازاي الحال 
اغمض عينيه وعد في سره من 1 الى 10 فهو لا يريد ان يغضب أو يحتد عليها ولكنها تختبر صبره وبقوة ثم ما لبث ان زفر بعمق وفتح عينيه ونظر اليها وقال بشبح ابتسامه 
معلهش انا مقدر مشاعرك دلوقتى واوعدك ان الفرح هيكون في اكبر اوتيل في البلد وهيكون فرح ولا فرح قطر الندى لانك مش اقل منها أبداااااا...
نظرت اليه هبة في دهشة ومالبث ان جاء والدها يحثهما على التقدم معه لعقد القرآن....
جلست هبة في كرسيها وهى تشاهد علا تتمايل على الانغام الراقصة الصادرة من جيتار علاء ومدام سعاد تقف وسط الضيوف ترحب بهم وتتلقى التهنئة بينما والدها والجد منشغلان بالحديث والضحك مع الضيوف .. كانت طوال الوقت تلعب باصبعها في خاتم زفافها والمحبس والخاتم الالماسان اللذان يعلوان
16  17  18 

انت في الصفحة 17 من 46 صفحات