حلم ولا علم بقلم منى لطفي
ممدوح يرحب بأمجد بينمايمد يده لمصافحته قائلا
اهلا اهلا استاذ أمجد فرصة سعيدة..
شد امجد على يده وهو يجيب تحيته بابتسامة صفراء
أنا اسعد ...
هتف علاء باستغراب ودهشة
امجد ! غريبة ! ما قولتش انك جاى يعني دى اول مرة
تعملها!
أجاب أمجد ونظره مثبت على هبة والتي هربت بعينيها منه
لا ابدا قلت اخليها مفاجأه انا عارف انك عندك بروفة هنا وبعدين انا متأكد ان زيارتى دي مش هتكرر تانى ..
لالا يا أ . أمجد اسمحلي ! لازم تيجي ! على الاقل علشان تسمع احلى الحان من هبة ..
تضايق امجد حين سمعه ينطق اسم هبة مجردا بل لقد شعر أنه ينطقه كمن اعتاد مناداته كثيرا وكأنه على معرفة جدية بها وليس أقل من ساعة زمنية!! ..
بجد انا بحسدك على هبة بلبل بيغرد ..صوابعها بتطلع الحان ما سمعتش في روعتها وانا اللي شغلى كله في الموسيقى واؤكد لك انها موهوبة لدرجة انها ممكن تعزف في الاوبرا ... فكرى في اللي قلتلك عليه يا هبة ولو وافقت سيبي كل حاجه عليا انا ...
ايه يا أمجد بالراحه مش كدا هقع !!
وقف فجأه فاصطدمت بظهره وكادت تسقط لولا انه لف وأسندها قابضا على ذراعيها فتأوهت من قبضته وخاصة ان اصابعه ماتزال اثارها موجودة وذراعها يؤلمها منذ أن شد عليه ڠضبا في وقت سابق من اليوم حين علم بانها ستأتى مع علاء البروفة هتف أمجد من بين أسنانه
لاحظ انها تعض على شفتيها بينما ارتسم تعبير الالم على وجهها فقطب وقال
هبة مالك ثم تدارك وتابع ساخرا
إيه ۏجعتك اووى ولا زعلانه علشان ماشية وسايبه المعجب الولهان
نظرت اليه بحزن وڠضب وأجابت محتدة
انت هتفضل طول عمرك كدا مش بتشوف ابعد من مكان رجليك عاوز تعرف انا تعبانه من ايه اتفضل !!
ايه دا من ايه
أجابت بسخرية وهى تعيد اكمامها ثانية
اكيد ما ضربتش نفسي ولا جبت الالوان ولونت
فقال پحده
هبة ! مش وقت تهريج !!. من ايه اللى انا شوفت....
ثم بتر عبارته ونظر اليها مصډوما وأكمل في غير تصديق
انا مني انا معقوول مسكتي هي اللي عملت فيكي كدا ..
لا تعلم هبة لما اشفقت عليه عندما شاهدت معالم الصدمة على وجهه فأجابت محاولة التهوين من الأمر وهى تشيح بيدها
ما .. ما حصلشي حاجه !! انا اللي بتأثر بسرعه .. بشرتي حساسة!!
نظر اليها وهو لا يدري ماذا يقول فآخر ما يريده ان يتسبب لها بالأڈى أيا كان حتى وان كان بدون شعور منه قال بأسف حقيقي
انا .. انا آسف !! معلهش حقك عليا .. صدقيني ما اعرفش ولا اخدت بالي اوعدك اللى حصل دا مش هيتكرر تانى ..
اومات براسها موافقة وهى تهرب بعينيها منه ثم سارا الى ان ركبا السيارة سوية وانطلقت في طريقها
أبطأ امجد السيارة ما ان وصلا الى فسحة خالية من الطريق وأوقفها جانبا ثم صمت قليلا قبل أن يلتفت اليها يطالعها بينما سمرت نظراتها هي على الزجاج الأمامي للسيارة تطالع الطريق الشبه خال زفر أمجد بعمق ثم تحدث بهدوء قائلا
وآخرة العند دا إيه يا هبة أنا لو ما كنتش شوفت طريقتك مع باباكي وإزاي بتحترميه في الصغيرة قبل الكبيرة ودا أول حاجة شدتني ليكي احترامك الشديد له لو ما كنتش شوفت دا قلت يمكن مش واخده بالها لغاية دلوقتي اني جوزها والمفروض أي حاجه تحصل أنا أول واحد تاخد رأيه لكن انتي حاجة ز يدي ما تفوتكيش يا هبة يبقى أنت اكيد قاصدة تعملي كدا! ليه... ممكن تجاوبيني يا هبة!!..
التفتت هبة برأسها اليه ناظرة ببرود وتحدثت بهدوء مجيبة
عاوز تعرف ليه يا امجد اوكي هجاوبك أمجد انت مش ملاحظ انك بتتعامل معايا مش كزوجة زي ما انت دلوقتي بتفكرني انك جوزي حتى ولو ع الورق وبس... انت بتتعامل معايا زي ما اكون موظفة عندك!! لما أحس انك بتتعامل معايا كاتنين مرتبطين مش كرئيس ومرؤوس صدقني وقتها انا كمان اوتوماتيك هتعامل معاك بتلقائية لا هتعمد اني أنفيك من حياتي ولا اني هقلل من احترامك المشكلة بجد انك مش بتشوف غير اللي ليك وبس يا امجد مش بتراعي اللي عليك كمان!!..
نظر اليها أمجد قليلا ثم تساءل بهدوء
طيب ممكن نفتح صفحة جديدة مش هنتكلم في اللي فات ولا نعاتب ممكن نبتدي من جديد..
مد يد اليها مصافحا فطالعتها بريبة ثم مدت يدا مترددة سرعان ما تلقفتها يده وقبل أن تستوعب ما يجري وقال مازحا
كدا احنا وقعنا العهد دا!!...
ثم تابع مواصلة طريقهما والابتسامة تعلو وجهيهما!!..
حال وصولهما خرجت هبة من السيارة بعد أن فتح لها أمجد باب السيارة ودخلت الى المنزل متجهة الى غرفة الجلوس مباشرة حيث الكل مجتمع يلحق بها أمجد وبعد أن ألقيا السلام على الموجودين استرعى انتباه هبة غياب والدها فقطبت بحيرة وتساءلت بابتسامه
اومال ابو حجاج فين نايم
أجاب الجد وهو يربت على مقعد بجواره فأتجهت اليه وجلست بينما الجد يقول
والدك يا عروستنا الجميلة جالو تليفون من جيرانكم تقريبا ماسورة مايه اتكسرت في شقتكم والدنيا باظت فاضطر انه يسافر وهييجي انهارده بالليل ان شاء الله..
قفزت هبة من مكانها وقالت بدهشة وفزع
اييه بابا سافر من غيري طيب ليه ماقاليش ليه ما استنانيش وبعدين هيروح ويرجع انهارده ازاى المسافة لوحدها مش اقل من 3 ساعات
هون الجد عليها قائلا
يا بنتى ما تخافيش انا بعت معاه حسانين السواق هيفضل معاه ويرجعه اهدي وبعدين انت ما كونتيش موجوده والموضوع مستعجل وعاوز يكسب وقت علشان يرجع انهارده وانت في وسط اهلك بردو هو انا مش جدك ولا ايه
خجلت هبة من نفسها وتقدمت حيث جلست بجواره ومدت يدها تربت على يده وقالت
طبعا جدي ربنا يخليك ليا يارب بس انا ما اتعودتش ان بابا يروح في مكان من غيري ! مقدرش اتخيل انه يبعد عن عيني لحظة واحده!...
يا سلام ! اومال هتتجوزى وتبعدي عنه ازاى ولا انت ناوية تاخديه معاكى في الجهاز ..
سكت الموجودين فيما نظرت هبة الى أمجد وتساءلت بدهشة
نعم اخده معايا في الجهاز
نهضت من مكانها وهى تتابع قائلة بذهول
انت ازاى تتكلم بالاسلوب دا عن بابا
نظر الجد بصرامة الى أمجد وقال
أمجد ايه الطريقة في الكلام دى راعي طريقتك وكلامك ! اظن انت مش صغير علشان اعرفك المفروض تتكلم ازاى
اشاح أمجد بنظره بعيدا وقال
انا مش قصدى يا جدي عمي يوسف انا بكن له كل حب واحترام بس بصراحه طريقتها مستفزة اووى يعني هو مش سايبك مع اى حد ولا في الشارع !!
اشارت الى نفسها بدهشة
انا انا طريقتي مستفزة ولا انت اللى استاذ في الاستفزاز والفارسة
ولوت تقاسيم وجهها متابعة بسخرية طفيفة
بس عارف ايه الكلام معاك ضايع ..
ثم نظرت الى جدها وحماتها وقالت
معلش اسمحولي هطلع ارتاح في اوضتى شوية واكلم بابا وشددت على كلمتها اطمن عليه ..
تقبلا استئذانها ...فغادرت بينما زفر أمجد بحنق فلم يمر أقل من ساعة زمنية على صلحهما وها هما يعودان الى نقطة البداية من جديد بينما ألقى اليه كلام من الجد ووالدته بنظرات معاتبة ثم تبادلا النظر فيما بينهما بقلة حيلة فأمجد مهما حدث من الواضح أنه سيظل... أمجد!!
وصلت الى غرفتها حيث دخلت و اغلقت الباب سريعا وامسكت بالمحمول من فورها وطلبت رقم والدها وما هى الا ثوان وسمعت صوته الحبيب يجيبها فسارعت بالكلام بلهفة
بابا .. وحشتنى يابابا .. كدا يا ابو حجاج بردو .. ان غاب القط .. ما استنتنيش ليه طيب هاتيجي الليله دي ايه يمكن تبات للصبح
قفزت في مكانها فزعه وهى تقول
لالالالا يا بابا تعالى انهارده بلاش حكاية الصبح دى .. ها .. لا مافيش .. بس اصلي مش متعوده انام في حتة وانت مش فيها .. ضحكت قليلا ثم قالت انت هتقول زيه يا ابو حجاج !!.. ايه عنده حق .. لالامالوش اي حق عندى!! انت الاولانى يا حبيبي .. خلاص يا بابا زى ما تشوف بس اتعشى وخد الدوا بتاعك وابقى طمنى عليك ولو هتبات عندى شرط أنك... سكتت قليلا فقد قاطعها ثم ارتسمت ابتسامة شقية على شفتيها النديتين وأجابت بغمزة شقية
لالالا هتجيب لي ايه .. غزل البنات دى رشوة يا ابو حجاج وانت عارف انى ضعيفة قدام غزل البنات .. استنى ما تاكلنيش في الكلام الشرط يا ابو حجاج انه اول حاجه أفتح عينيا عليها الصبح وشك الجميل دا ها خلاص اذا كان كدا استبينا يا باشا هاهاها ان ما كنتش ادلع بابا حبيبي اومال مين يدلعه لا الاه الا الله..
واغلقت المحمول وما ان التفتت حتى شهقت بدهشة عندما طالعتها عينين سوداوين ونظرة غريبة تعتمل بداخلهما قالت بارتباك
انت .. انت دخلت ازاى
تقدم منها بهدوء وقد كتف ساعديه مما أظهر عضلات صدره القوية والتي تكاد تتمزع عليها بلوزته التي يرتديها بينما أجاب قائلا
خبطت ماردتيش وبعدين سمعتك بتكلمى والدك مارضيتش اقطع كلامكم وقلت استنى لما تخلصي المكالمة..
رفعت رأسها ونظرت اليه بقوة قائلة
في حاجه نسيت تقولها وجاي تكمل هنا
أجاب بهدوء
انا عارف انى زودتها بس بردو انت مش حاسه انك خلاص ماعدتيش البنت الصغيرة اللي
باباها هو كل حياتها انت كبرت وفي حكم المتجوزة يعني شوية وهتعملى عيلة يبقى لو ممكن شوية مراعية لجوزك ولو ربع باباكى
قالت باستغراب