حلم ولا علم بقلم منى لطفي
باش مهندس هبة بنتي مابتخبيش عليا حاجة مش شتيف انها غريبة شوية انه واحد في مكانة ومركز وسن حضرتك وجدك ودا مش تقليل من حد فيكم اطلاقا لكن مجرد استغراب وسؤال جدك يحاول يضغط عليك في مووضع الجواز دا! اذا كانوا البنات دلوقتي محدش بيقدر يجبرهم ولا يضغط عليهم ازاي حضرتك تقبل ان جدك يجبرك بالاسلوب دا
تنهد امجد بعمق واجاب وهو يحرك رأسه الى اعلى واسفل
باش مهندس أنا بحيي فيك صراحتك مع ان الكلام اللي انت قلته دا خلاني حاسيت وآسف ع التشبيه انك جاي تشتري فرسة للاستيلاد وانت بتعدد مزايا بنتي اللي هتورثا لاولادك لكن انا عارف ا ندي شخصيتك ودا اسلوبك وبردو انا طالب منك مهلة لهبة تفكر تاني وأنا كمان لازم أفكر تاني وتالت و صمت قليلا قبل ان يتابع بجدية
قال أمجد
وانا كمان سعيد بصراحة حضرتك معايا ومتفق معاك في كل كلمة وحضرتك الآنسة هبة تفكر براحتها وبالنسبة لجدى انا متأكد انه هيفرح اووى وانا كبير كفاية انى اقدر افكر صح بالنسبة لانسانه اللى انا عاوز ارتبط بيها وبما ان حضرتك فكرت انه لازم جدي وعيلتي يعرفو العيلة اللي انا اتقدمت لبنتهم فأنا ليا طلب عند حضرتك اتمنى ما ترفضووش
اتفضل يا أ أمجد لو في استطاعتى اكيد مش هرفض
نظر أمجد الى باب الغرفة المشقوق وهو يلمح خيال هبة تقف بجوار الباب لتسمع الحوار فابتسم بسمة ماكرة وقال
احنا كل سنة مع ختام السنه المالية للشركة وتوزيع الارباح جدي بيعمل حفلة كبيرة عنده في مزرعته وكل العيلة بتكون حاضرة فأتمنى ان حضرتك تقبل دعوتى لك انت والآنسه هبة بحضور الحفلة هتبقى فرصة كويسة لتتعرفوا على جدي وامى واخواتى والعيلة كلها ايه راي حضرتك
الحلقة الخامسة
وصل أمجد لمكتبه قبل الميعاد المحدد للعمل بنصف ساعه كعادته يوميا لم يرى احدا من طاقم السكرتاترية دخل الى مكتبه وما أن خلع سترة بدلته الړصاصية اللون وشمر عن ساعديه السمراوين القويتين حتى سمع طرقا على باب المكتب فعقد حاجبيه استغرابا ونظر الى ساعته ليرى انه ما زال هناك اكتر من ثلث ساعه لبدء الدوام الرسمي هز كتفيه بلامبالاه وامر الطارق بالدخول فتح الباب وسمع صوت خطوات وكان ينظر الى شاشة الكمبيوتر وهو يركز في شئ معين امامه ولم يلتفت الى الداخل حتى شعر بشئ يوضع امامه على المكتب وهمس رقيق يسبقه رائحة ورود نضرة والصوت الخاڤت يقول
صباح الخير قلت اكيد لسه ماشربتش القهوة فعملت حسابك معايا...
رفع نظره الى صاحبة الصوت ونظر اليها متفاجئ قليلا ولكنه حاول ان يواري دهشته مجيبا
صباح النور انت جيتي امتى ما شوفتكيش لما دخلت
هزت اكتافها واعتدلت في وقفتها مجيبة بابتسامة
ابدا انا جيت وراك على طوول بس انت ما شاء الله عليك مش بتمشي لا.. بتجري! اللي عاوز يلحقك يجري وانا طبعا عمرى ما هجري وراك!...
نظر اليها بدهشة ورفع حاجبيه بتساؤل فتداركت نفسها قائلة
اقصد علشان الحقك يعني .. قصدى الاسانسير يعني الحق الاسانسير ... وزفرت بحنق فهي لا تدري ماذا دهاها فهي فجأة نسيت كيفية تركيب الكلام ليخرج في الأخير في صورة جملة مفيدة! وبدلا من ذلك إذا بها تتعتع في الكلمات وكأنها نسيت مفردات الكلام ذاتها!!...
ضحك ضحكة خافته رفرف لها قلبها وعلق
خلاص خلاص المعلومة وصلت انت عمرك ما هتجري ورايا ... وصمت قليلا ثم اكمل قائلا وابتسامة ماكرة تفترش وجهه الرجولي الوسيم
علشان تلحقيني!.. احنا مش هنجري ورا بعض يا هبة احنا هنكمل بعض واظن الفرق واضح صح
أومأت برأسا موافقة وهى خجلة وتعض على لسانها هاتفة في سرها انت اللى جايبلي الكافية فعلا شدونى من لساني! لازم لسانك يلبلب بكلمتين مالهومش لازمة والا ماتكونيش هبة !!...
ثم نظرت اليه مبتسمه وقالت
عارف احلى حاجه حصلت دلوقتى ايه
هز رأسه بمعنى انه لا يعلم فأكملت قائلة
انك ضحكت !! ايوه ما تستغربش تحب اعد لك على صوابع ايدي الواحده عدد المرات اللي شوفتك فيهم يدووب بتبتسم !! انا كان الموضوع دا قلقني بصراحه بس دلوقتى خلاص اطمنت انك ممكن تضحك لا وتقهقه كمان لو جاتلك الفرصة وباذن الله هتيجي ...
سكت أمجد قليلا ثم قال لها بابتسامه خاڤتة ونظرة حنان عجيبة تشع من عينيه جعلت قلبها يطرق بشدة حتى خشيت أن يغادر قلبها
ماشي يا فيلسوفة زمانك اتفضلي اكتبي طلب باسبوعين من اجازتك السنوية وانا هوافقلك عليه بس طبعا يتقدم لمدام ليلى الأول وهى اللى تعرضه عليا انا بعمل كدا علشان لسه ارتباطنا مابئاش بشكل رسمي لكن تأكدى اول ما هيكون بشكل رسمي انه الكل هيعرفه...
ابتسمت هبة ابسامة سعيدة هادئة فحديثه معها جعلها تحترمه اكثر ومكانته لديها تعلو اكثر فهو ېخاف على سمعتها ولا يريد أن تلوكها الألسن الى أن يصبح ارتباطهما رسميا وقتها سيعلن للجميع عنه أما الآن وهما في مرحلة التعارف فلا يريد أن يرتبط إسمه إلا بشكل واضح وصريح ورسمي..
هزت رأسها واستأذنت لتنصرف وما ان وصلت للباب حتى سمعت صوته ينادى عليها فوقفت والتفتت اليه تنظر اليه بتساؤل نهض من مكانه وسار حتى وقف امامها ثم امال براسه ناحيتها ونظر في عينيها وقال
ممكن أسألك سؤال
هزت راسها ايجابا فهى لا تستطيع ايجاد صوتها من الخجل والدهشة فتابع
انت عارفة اسمي ايه صحيح ولا لأ ..
عقدت حاجبيها وأجابت بدهشة
نعم اسم حضرتك ايوة طبعا عارفاه الباشمهندس أمجد !!
نظر اليها بحنق قليلا وقال
نعم ! باشمهندس انا بقول يا هبة مش يا آنسه هبة عارفة اسم الشخص اللي اتقدم لك امبارح ولا لأ
بلعت ريقها بصعوبة وقالت وهى تهرب بنظراتها منه
غريبة السؤال دا لازمته ايه السؤال دا يعني
أجابها وهو ينظر اليها وهى مشيحة برأسها جانبا تتهرب من النظر اليه
لانى لاحظت انك ولا مرة قلت اسمي دايما يا اما حضرتك او تكلميني من غير اسماء خاالص! اييه هو انا بالنسبة لك اللى ما اتسمتش ولا ايه
ابتسمت ورفعت عينيها اليه مجيبة
لالا طبعا ايه اللي ما تسمتش دا انت اتسميت اكيد واتسننت كمان!!
اطلق أمجد ضحكة عالية استغربت لها هبة واستغرب هو شخصيا لضحكته فمنذ وقت طوييل لم يضحك مثل هذه الضحكة الصادرة من القلب..
كلما مر الوقت عليه تأكد أكثر ان اختياره لهذه الفتاة الانثى في شكلها والطفلة في طبعها صحيح مائة بالمائة قال بعد ان هدأت ضحكته
ممكن بأه طالما سمونى وسننوني.. اسمع اسمى علشان اتأكد انك عارفاه ومن غير تزويق اسمي لوحده من غير القاب ولا سيادتك ولا حضرتك ولا حاجه ابدا ممكن
نظرت الى عينيه واحست بارتعاشة في قلبها بينما لم يستطع هو ازاحه عينيه عن عينيها وكأن مغناطيس جذب عينيه اليها ومهما حاول لا يستطيع ابعاد عينيه عنها سمع همس رقيق كهمس العصافير يقول
أمجد..
ومالبثت ان فتحت باب المكتب وانصرفت مسرعه تاركة اياه واقفا مكانه وقد أغمض عينيه وكأنه يريد ان يحبس نظرتها في عينيه وهمس شفتيها في أذنيه ....
بعد انتهاء الدوام وانصراف الموظفين قاد أمجد سيارته بعد ان استأذنه سائقه بالانصراف مبكرا لظروف خاصة فأذن له سار في طريقه حتى ابتعد مسافة صغيرة عن الشركة وما لبث ان لاحظ سيارة صغيرة من الصعب اطلاق لقب سيارة عليها فهى اقرب الى عربة أطفال لعبة صغيرة! فمن شكلها يظهر كم هى متهالكة قد اكل عليها الزمان وشرب تذكر انه رآها قبل ذلك في الجراج المخصص للشركة وتساءل في دهشة عن صاحبها وكيف يأمن على نفسه لدى ركوبه هذا الشئ ومالبث ان ضغط على مكابح سيارته بقوة