السبت 23 نوفمبر 2024

انتي حقي انا بقلم نورهان حسني

انت في الصفحة 9 من 49 صفحات

موقع أيام نيوز

مش مشكلة أي حد تاني أوعي تسمحي لحد يا فيروز إنه يقلل ثقتك من نفسكفاهمه أقصد إي
ظهر شبح الإبتسامة علي وجه فيروز وقالت فاهمه
قام حسن وقال يبقي الدموع دي مش عايز أشوفها تاني
قامت فيروز لتكون في مستوي حسن وقالت حاضر
تقابلت العيون ليسود الصمت بينهم من جديدنسيت فيروز حزنها من حرمانها من أن يقام لها زفافنسيت ما قالته غادةو إنصاعت للغة الحب التي تنبع من حسن قطع تلك اللحظة الهادئة طرقات علي باب الغرفةليبتعد حسن عن فيروز بضيق و يفتح سنتيمترات من الباب ليجد سميرة أخته تقول ماما عايزاك تحت
حسن بضيق بالغ طيب نازل
أغلق حسن الباب و ذهب ما أختهتاركا فيروز كالمخدرة من تأثيرانتبهت فيروز أخيرا لنفسها و ذهبت إلي سناء
حضر الليل سريعا وسط ترتيبات الزفاف ليحل المساء و تتزين السماء بالنجوم لتصنع أجمل صورة تسعد الناظرين لها أما في حديقة قصر آل توفيق كان عامر و زوجته هما من يزينان الحديقة بابتسامة السعادة المرسومة علي وجههمما بين عيون سعيدة و عيون حاقدة وعيون لا تبالي و عيون في الحزن غارقةكانت تجلس صاحبة العيون الزرقاء بجانب حماتها تستقبل الضيوف بابتسامة هادئة وهي لا تبالي لتعليقاتهم أو لنظراتهمتجلس كأنها في عالم آخر شاردة في سناء التي تتزين بالفستان الأبيض حلم كل فتاةنظرت لدبلة وضعت في يدها منذ شهور و مالت برأسها قليلا لتري زوجها يقف بجانب أخيه و حوله مجموعة من رجال الأعماللا تعلم كيف وافقت علي زواجها منه و لا كيف سلمت له نفسها و لا كيف دق قلبها الصغير بحبها له!!! دار حوار عصيب بين قلبها و عقلهاأيعقل أن تحب أيها القلب من في سن أباك!!! و لكنني لم أجد أحد يحبني كهذا!!! و إن كان هل تستسلم لهذا الرجل زادت ضربات قلبها
و كأنها تصرخ في عقلها قائلةما بال هذا الرجل هو من أحببنيهو من حماني من هذا العالم الۏحشيلم ينظر قط إلا جسدي و مفاتنه و لكنه أحبنينعم لقد أحبنيحنانه عوضني عن لحظات خوف كثيرة مرت بى 
فاقت فيروز من صراع عقلها و قلبها علي صوت حماتها تقول فيروز فيروز
فيروز بانتباه أيوة يا ماما
حنان سناء بتشاور ليكي يا بنتي
نظرت فيروز إلي سناء و شرعت في القيام وقالت طب عن إذنك يا ماما
سارت فيروز في اتجاه سناء غير مبالية لنظرات غادة و سميرة الساخرة
مع دقات الساعة معلنه حلول منتصف الليل كان عامر ممسك بيد زوجته متجهين إلي جناحهم الخاص في قصر آل توفيقودعوا أهلهم بسعادة وصعدوا لغرفتهم لبدء حياتهم الزوجية تحت رعاية الله
أما حسن اصطحب فيروز عائدا إلي فيلاته الخاصة بعد أن اقنع والدته أنه سيعود صباحا
في منزل سميرة و زوجها
أغلقت سميرة باب الحمام الملحق بغرفتها و جلست أمام مرآتها تصفف شعرها ليقول زوجها ناصر عملتي إي في اللي قولتلك عليه !!
سميرة بضيق أعمل إي يعني يا ناصر دي حاجه بتاعت ربنا
ناصر پغضب مكتوم و أنا بقولك هنكشف و بس أعملي حسابك أول ما نسافر هنروح لدكتور صاحبي نطمن
تسرب شعاع من القلق لقلب سميرة و سرت في جسدها رعشة خوف وقالت اللي تعوزه يا حبيبي
اقترب ناصر منها بابتسامة و قبل رأسها قائلأ متزعليش مني يا حبيبتي بس أنا نفسي في ابن منك
ابتسمت سميرة بقلق وقالت بإذن الله يا حبيبي
أنهت حمامها الدافئ و خرجت لتجد الغرفة خالية وقفت تنظر إلي نفسها في المرآة محادثه نفسها كانت سعيدة جدا اليوم و ي بفستانها الأبيضيا تري كيف يكون هذا الشعورلقد حرمتني تلك الحياة منه و من أحاسيس أخري يا الله ماذا أفعل لقد أوشكت علي الجنون
شعرت بخاتم زواجها بيدها كأنه يحدثها لقد منح الله لكي زوج يحبك و لا يريد سوي سعادتك
نظرت فيروز مرة أخري للمرآة ليمر أمامها كل لحظة عاشتها مع حسنلامت نفسها كثيرا وكثيرا فمهما كانت فرحت سناء في يوم زفافها لن تكون كفرحتها مع حسن 
زفرت بهدوء و اتجهت نحو خزانة ملابسها و بداخلها صراع هائل بين عقلها و قلبها
فتحت خزانتها و اختارت ثوب حريري باللون الكحلي منقوش من أعلي الصدرارتدته و اكتفت بأحمر الشفاه الذي أضاف جمال علي شفتيها
ما إن انتهت وضع أحمر الشفاه حتي فتح باب الغرفة و هو يظن أنها نائمة ليجدها بكامل زينتها
لم يظهر أي تعابير و لم تنطق شفتاه بحرف و إنما أخذ ملابسه و أخذ حمام بارد و عقله قارب علي الإڼفجار من كثرة التفكير
بعد أن أنهي حسن حمامه خرج ليجد فيروز مدثره بغطائها فقال لنفسهلا أعلم ماذا أفعلأحببتك بغير إرادتي!! و الآن أصبحت قلقا من أن أقترب منك فتظنين أنه حب و فقط
زفر حسن بضيق و جلس علي فراشه و قبل أن يغمض عيناه شعر برأسها علي صدره و يدها تحيط به
نظر حسن لها لتفتح عينيها بابتسامة هادئة و تقول بحبك
اڼهارت كل الصراعات التي كانت بداخل حسن و قال بصوت هادئ ليه
اندهشت فيروز من سؤاله و لكن قلبها هو من أملي عليها الإجابة قائلة عشان أنت الوحيد اللي بطمن معاه عشان لما حبيبتك مفكرتش في فرق السن اللي بينا و لا أنا إي و أنت إي عشان لما كنا النهاردة في الفرح و ألاقي واحدة من قرايبك بتسلم عليك ببقي نفسي أخنقهاعشان مبخفش و أنت جمبيعشان ببقي مرتاحة و أنا سامعه صوتكعشان عارفه إن لو في يوم الدنيا جيت عليا هتقف جمبي و تحمينيعشان لما ببعد عنك بحس إني بمۏت بالبطئعشان أنت الراجل الوحيد اللي يدق قلبي عشانه و أنوثتي تبقي ليه هو وبس
عشان مينفعش غير أني أحبك
كان حسن في حالة بين سعادته بكلام فيروز و صډمته من مشاعرها اتجاههلام عقله علي التفكير في البعد عنها و لو لدقائقلام نفسه عندما ظن أنها محرومة من السعادة معهشعر أن مشاعره لا تساوي شئ أمام مشاعرها الصادقةلم يستطع أن يجمع الكلمات و لم يقدر علي أن يلملم شتات نفسهسارت رعشة غريبة بجسده و انتفضت قلبه وقال
بصوت حنون بعشقك يا فيروز
ابتسمت فيروز بفرحة و قبل أن تتكلم اطفأ حسن الإضاءة التي كانت بجانبه
و اقتربلتستسلم له زوجته و يعيشان ليلة من ليالي العمر
ليلة صارح فيها العاشقان عن مشاعرهم كلهاليلة أصبحوا فيها كالروح الواحدة المنقسمة علي جسدانليلة تعاهدوا فيها علي ألا يفرقهم في هذا الزمان إلا المۏت
الفصل 17
مر أسبوع علي زواج عامر و سناء اللذان سافرا لقضاء عطلتهمو سافرت سميرة مع زوجهاأما غادة مازالت تدب سمها في طفلها و زوجها لكره فيروز بل و حسن أيضاأما فيروز و حسن مرت أيامهم بسلام أصبحوا كأي زواجان تنعم حياتهم بالحب
و في أحد الأيام انتظرت حتى غادر والدها إلي عملهو دخلت المكتب بهدوء و ظلت في محاولة لفتح هذا الدرج الذي ظلت أكثر من شهر تحاول أن تعلم ما بداخلهزفرت بضيق و أرجعت رأسها للخلف و هي تقولمخبي عن إي يا بابا
نظرت هدير إلي صورة ملقاة في سلة القمامةاتسعت عينيها دهشة وأمسكت بالصورة لتجدها لوالدها إسماعيل مع حسن صديق عمره و والدتها !! زفرت بضيق لتزداد شكوكها حول والدها الذي تغيير حاله منذ زيارة حسن الأخيرة
في قصر آل توفيق
حملت فيروز حقيبتها قائلة أنا همشي بقي يا ماما
حنان ما تخليكي شوية كمان يا بنتي
فيروز بإذن الله هأجي مع حسن يا ماما
حنان بابتسامة طيب يا حبيبتي في أمان الله
أكملت حنان متسائلة السواق معاكي بره عشان يوصلك 
فيروز أيوة يا ماما عن إذنك
سارت فيروز في طريقها للسيارة و لكن أوقفها رؤية ماهر يلعب وحيدا في الحديقةسارت اتجاهه و نزلت في مستواه وقالت ممكن ألعب معاك !!!
كاد ماهر أن يقول أجل و لكن أوقفه صڤعة والدته في آخر مرة كان بها مع فيروز ليقول پغضب لا مش عايز تلعبي معايا و لا تقعدي معايا أصلا
اختفت ابتسامة فيروز تدريجيا فهي تعلم أن غادة دبت سمومها في هذا الطفل أيضا و لكنها أخرجت كيس صغير من حقيبتها يمتلأ بالحلوي و وضعته بجانب ماهر وقالت طب خلاص أنا همشي بس عمو حسن باعتلك دا معايا
عادت فيروز إلي السيارة و مسحت دمعة دافئة سقطت من عينيها وقالت بصوت يملأه الحزن علي الفيلا يا عم عبده
في المساءدخل حسن الغرفة ليجد فيروز نائمة علي فراشها كالجنين ضامه قدمها إلي صدرها
اقترب حسن منها و دثرها بالغطاء و قال في واحدة نايمة رموشها بتتحرك كدا
فتحت فيروز عينيها ببطء لتظهر الدموع المتجمعة في عينيها و تقول بصوت متقطع حسن هو أنا وحشة أوي كدا
عقد حسن حاجبيه بتعجب وقال في إي يا فيروز حصل إي
ألقت فيروز نفسها بين ذراعي حسن و زاد صوت بكائها و حسن في حالة من الدهشة الممزوجة بالقلق
تمسكت فيروز بحسن و هي ترتعش و حسن يحاول أن يهدأ من حالتها هذه إلا أن قل صوت بكائها و اختفت رعشة جسدها و بدأت تقص علي حسن ما حدث من ماهر و حزنها من غادة التي تدب الكره ناحيتها حتي في هذا الطفل الصغير
فيروز بصوت يغلب عليه البكاء أنا بقيت حاسه إني مرض الكل خاېف يقرب منههو أنا عملت إي غلط يا حسن أنا اللي قولت لماما تتجوز بعد مۏت بابا علطول و لا أنا اللي قولت لجوزها يعيشني كل يوم في ړعب أنا مغلطتش لما هربت منه عشان أدافع عن نفسي و لا غلطت لما أشتغلت و سبت الشغل عشان واحد كل تفكيره في جسمي و لا كان بإيدي أقابلك و لا إنك تحبي الحاجة الوحيدة اللي اختارتها بنفسي إني حبيتك و قبلت أكون مراتك هو دا بقي ذنب يا حسن هو دا بقي ذنب الكل بيبص ليا باحتقار عشان أجوزتك رغم فرق السن و كل تفكيرهم إني أجوزتك عشان الفلوس
زاد بكاء فيروز و تعلقها بحسن وقالت خليهم ياخدوا كل حاجه و أنا مستعدة أكتب إني مش عايزه منك غير يحميني من الدنيا دي مش عايزه حاجه غير إني أبقي مطمنه يا حسن
كان حسن يسمعها في صمتغاضب من تصرفات زوجة أخيهحزين علي حالة فيروز تلكجن جنونه من دموعها السائلة علي أشخاص لا يستحقوا أن ټنزف تلك العيون دمعة واحدة عليهم
مسح بيده علي
رأسها و هو يقول أهدي يا فيروز أهديمفيش حاجه هتفرقني عنك غير مۏتي عمري ما هسيبك يا فيروز دا أنتي الوحيدة اللي حبيتهامفيش حد مصدقش مش مهم مين الناس دول دورهم في حياتنا إي و لا حاجأوعي دموعك دي تنزل علي ناس كل
10 

انت في الصفحة 9 من 49 صفحات