السبت 23 نوفمبر 2024

اصقلها الشيطان بقلم سماح سماحه

انت في الصفحة 8 من 60 صفحات

موقع أيام نيوز


انا أول ما هشوفه الليلة في صلاة الفجر هقوله وأن شاء الله هخليه يجي ليها في أقرب وقت 
أبتسمت له ميسرة ممتنة لأهتمامه بسدرة وكأنها أبنته فعلا 
تسلملي يا حسان والله ما عارفة من غيرك كنت هعمل أيه دا أنت بتعمل لسدرة اللي أبوها نفسه مكنش هيعمله 
نظر حسان أمامه ومسحة حزن تومض في مقلتاه 
الأب اللي ربى يا ميسرة وسدرة متربية على إيدي من صغرها ويعلم ربنا أن حبها في قلبي كبير يمكن لو كانت من صلبي مكنتش هحبها كدا بس عشان اتحرمت من الأبوة حاسس بنعمة وجودها في حياتي أكتر من أي راجل تاني ربنا رزقه بالخلف عارفة ليه يا حبيبتي

لأنها بتكمل النقص اللي عندي وربنا جعلها سبب أنها تملى فراغ حياتنا وتحسسك بالأمومة عشان متزهقيش مني وتسبيني 
أقتربت من ميسرة وجلست بجواره تربت على كتفه ثم أمسكت يده تقبلها بحب 
أنت عمرك ما كان عندك نقص في حاجة وانا عمري ما كنت هفكر حتى أن أسيبك عارف ليه يا حبيبي لأني أكتفيت بيك عن كل حاجة حتى الأطفال أنت عندي بالدنيا وما فيها عمر عيني ما شافت راجل ليها غيرك ولا هتشوف بأذن الله ربنا يبارك ليا في عمرك وميحرمنيش منك يا روح قلبي ونور عينيا 
ضم حسان زوجته لصدره مقبلا جبينها بحب 
ويخليك ليا ويبارك ليا فيك يا حبيبتي انا عارف حبك الكبير ليا وربنا يعلم انا بحبك قد ايه وقطعة السكر ربنا جعلها عوض لينا أحنا الأتنين ربنا يخليها لنا ويصلح حالها ويفرحنا
بيها 
أغمضت ميسرة

________________________________________
عينيها في حضڼ زوجها بعدما شعرت بالراحة والأمان والتي تستمدهما من أنفاسه ورددت بصدق 
اللهم آمين دا هيكون اسعد يوم في حياتي أن شاء الله 
وعند سدرة باتت ليلتها تحلم بثعبان ضخم يركض خلفها يريد أفتراسها وهى تعدو أمامه مسرعة حتى أنهكت قواها ووقعت أرضا مستسلمة لقضائها وأغمضت عينيها تنتظر ألتهامه لها لكنها فتحت عينها على رجلا لا تضح ملامحه لها يمسك بيده سيفا يحارب به الثعبان حتى أبتر رأسه بشجاعة ثم نظر لها يهز رأسه بأسف وابتعد عنها حتى تلاشى صورته من أمامها وشعرت بشيء يوكزها بيدها فنظرت بجانبها فلم تجد أحد لكنها استمعت لصوت خالتها يناديها من بعيد 
سدرة قومي يا حبيبتي كل دا نوم الساعة بقت عشرة سدرة قومي بقى يا بت غلبتيني 
أجبرت سدرة على فتح عينها فوجدت خالتها توقظها حقيقة فزفرت بقوة وهى تسألها بضيق 
ايه يا خالتو في أيه لكل دا 
مسحت ميسرة على رأسها بحب 
قومي يا حبيبتي بسرعة عمك حسان استأذن من شغله ساعتين لأنه جايب الشيخ أحمد أمام المسجد يرقيك ويحصنك من عنين الناس عشان متشوفيش الكوابيس دي تاني 
نهضت سدرة ورفعت عنها الغطاء ووقفت تتخصر بيديها 
ومين قالك بقى يا خالتو أن الكوابيس دي سببها حسد ولا الكلام اللي بتقوليه دا كل الحكاية أن الأمتحانات قربت وانا متوترة بسببها مش أكتر 
أشاحت لها ميسرة بيدها 
متوترة ولا مش متوترة أحنا بناخد بالأسباب زي ما ربنا قال مش أكتر وبعدين احنا مش هنعمل سحر ولا شعوذة دا الشيخ أحمد راجل أزهري ومن طول عمره عايش معانا ووسطينا ونحسبه على خير أن شاء الله وعمره ما قبل يعمل حاجة تغضب ربنا استعجلي وقومي جهزي نفسك على ما أعمل ليهم قهوة 
عادة سدرة لحاضرها حيث تجلس على فراشها كعادتها مؤخرا تسترجع ذكريات مضت منذ عامين وأكثر زفرت بضيق وهزت رأسها بندم وهى تجلد ذاتها لسامحها لذلك الشيطان باستغلالها حتى وقعت في براثنه ونجح في أخذ براءتها وفطرتها منها وأصبحت مثله لا تخشى الحړام ولا العيب وأنساقت في دروبه كسوق الحيوانات بعدما أوقفت عقلها عن التفكير أغمضت عينيها بأسى واستغفرت ربها مرارا وتكرارا وبينما هى كذلك لاح في ذاكرتها ومضات من ليلة أمس حينما كان هارون يراقصها وينظر في عينيها بقوة وتركيز فرأت في عينيه لمحات من حبه لها لكنه يجاهد نفسه كثيرا حتى يؤده داخل مقلتيه ويمحي اي أحساس بداخله ناحيتها دمعت عينيها وهى تتمنى أن يعطيها الفرصة للصفح عنها ومحو خطيئتها 
لو بس تنسى يا هارون وتسامحني هاعيش طول عمري أعوضك عن چرحي ليك أنت متعرفش انا بحبك قد أيه انا لو أطول أفديك بحياتي والله ما هتأخر 
ثم رفعت وجهها للسماء ودعت ربها بيقين 
يارب أنت قادر تلقي عليه محبتي وتخليه يسامحني يارب انا توبت ليك فتقبل توبتي يا الله 
في مجموعة البنا للبناء والتعمير جلس هارون في مكتب رئيس المجموعة الخاص به وأمامه الكثير من الملفات الورقية يراجعها بدقة وتركيز استمع لصوت نقرات متتالية على باب الغرفة فأمر لزائرة بالدخول 
أدخل 
دخلت سكرتيرته الحسناء تتمايل بقدها المنحوت 
الأستاذ حمدي النائب بتاع حضرتك بره وطالب يقابلك يا فندم 
أومأ هارون لها
 

انت في الصفحة 8 من 60 صفحات