السبت 30 نوفمبر 2024

مزاج العشق المر بقلم سلمى المصري

انت في الصفحة 56 من 71 صفحات

موقع أيام نيوز


الوصايا على مازن ويارة 
اما ملك فقامت بعمل توكيل رسمى لها بالادارة واجهت كل عقبات الدنيا فى البداية فكونها امرأة جعل الكثير من موظفى المجموعة ينحازون لاسامة واضعين العراقيل فى طريقها ولكنهم لم يعرفو بعد بتحديها ومثابرتها فقد نجحت فى اعادة التوازن الى كل شىء اجبرت الاغلبية على الاعتراف لها بالاحتراف التام وتخلى الكثير عن اسامة لينضمو اليها وبخبرتها التى استطاعت اكتسابها فى وقت ضئيل من عملها مع احمد عزام استطاعت زرع عيون لها فى المجموعة لتنقل لها كل الاخبار وتعرف انتماءات الجميع كما زرعت مثلها خارج المجموعة لتخبرها بكل ما يخطط له المنافسون اصبحت مخضرمة وتعلم جيدا ان الكثير ربما يسلك طرقا غير شرعيه لاسقاط مجموعة عزام وهى لن تسمح لهذا ان يحدث لن تنسى ابدا وقوف خالد الى جوارها واخلاقه واخلاصه فى العمل كم تمنت لو غيرت ملك رأيها فيه وتخلت عن عقدتها القديمة لتخرج من بوتقه الماضى التى حبست نفسها فى تجاربه دقات متواصلة على مكتبها رفعت لها رأسها وابتسمت وهى تخلع نظارتها الانيقة 

موكا ايه النور ده كله 
ابتسمت ملك وهى تعقد ساعديها قائلة 
ايه يا عم المهم ايه اللى واخدك مننا 
ابتسمت ايلينا فى تعب 
شغل المجموعة اديكى شايفة 
صفقت ملك فى جذل 
قده طبعا الكل كان فاكر ان المجموعة هتقع پوفاة بابا الله يرحمه مكنش حد هيتوقع انها هتبقا اقوى من الاول كمان 
ردت ايلينا فى بساطة 
متبالغيش 
جلست ملك مردفة 
والله يا ايلينا ما كنت عارفة من غيرك كنا هنعمل ايه لولاكى كان زمان اسامة واخالد استولو 
قاطعتها ايلينا فى غيظ 
انتى لسة بتحطى خالد وابوه فى نفس الكفة يا ملك حرام عليكى يا شيخة ارحمى الراجل بقا 
اشاحت ملك بوجهها فنهضت ايلينا لتجلس على الكرسى المقابل لها مردفة فى حنان 
ملك افتحى قلبك لخالد اديله مجرد فرصة مش هتخسرى حاجة 
رفعت ملك عينيها الحزينتين الى ايلينا تشي لها بمخاوفها 
فيه ايه خالد زيادة عن التانى عشا اغامر بقلبى معاه من جديد نفس الكلام النظرات الحب الوهم اللى فضلت عايشة فيه سنين وفى الاخر طلع كله كدب خدعة 
امسكت ايلينا بكفيها وقالت في رقة 
ملك انتى حاسة بحاجة ناحية خالد وبتحاولى تقاوميها
بتحاولى تقنعى نفسك انه وحش وتحاول تقنعيه انك رافضاه بس الحقيقة مش كدة 
نهضت ملك فى حدة وهى تنزع كفيها من يدى ايلينا لتعود الى تجهمها 
دى الحقيقة هوا وابوه طمعانين فى الثروة هوا عمره ما حبنى وانا عمرى ما حبيته 
نهضت ايلينا وتمعنت بعينيها لحظات قبل ان تواجهها في حسم 
يبقى بتكدبى على نفسك يا ملك 
لم ترد ملك هذه المرة بل التقطت حقيبتها فى عڼف وهى تفر من امامها وقبل ان تلحق بها رن جرس هاتفها فالتقطته بسرعة وهى تقول 
ايوة لو المناقصة رسيت على مجموعة البدرى تعتبرو نفسكو كلكو مرفودين افتكر كلامى واضح 
واغلقت المكالمة وعينيها تلمع ببريق غريب مرددة فى خفوت 
واخيرا هنتقابل تانى يا يوسف 
الفصل الثلاثون 
خرجت من مكتب صديقتها هاربة من حقيقة تخشى دوما مواجهتها 
فارة من مشاعر تخشى ان تتمكن منها اكثر او ان تأخذ مساحة من خيالها أو أي أهمية 
حاولت ان تتحسس چراحها القديمة لتحول بألمها بينها وبين أي حب جديد 
عن اى حب تتحدث ايلينا 
ألم ترى حب زوجها وحبيبها السابق لها 
ألم ترى براعته الفائقة فى التمثيل لسبع سنوات متواصلة 
كان حبها الأول وذكرياتها البريئة الحالمة التي تشوهت بعد ذلك بمطامعه البغيضة في ثروة أبيها فكيف لها ان تؤمن ان هناك اخر يحبها دون ان تشك ولو للحظة انه يقوم بنفس الدور فى مسرحية هزلية جديدة نهايتها معروفة لها 
لا ليست بتلك البلاهة ابدا لتعيد الكرة من جديد 
ليست بالسفاهة الكافية لتعطي القدر خدها الاخر ليعيد صفعها بقوة أكبر 
خالد ماهو الا مجرد طامع فى ثروة ابيها الراحل 
لص مخادع لا يكترث لمشاعرها ابدا وسيسحقها تحت قدميه بمجرد ان يصل الى هدفه 
تقابلت معه فى احدى ردهات الشركة 
تجمعت كل خواطرها في عينيها ليقرأها بكل سهولة فكيف لمن عشقها منذ نعومة أظافرها أن يجهل مفردات نظراتها ولغتها 
لص مخادع كاذب 
كلمات شتى تهين بها كرامته دون أن تنطق بها شفتاها 
ذنب ارتكبه غيره ويحاسب هو عليه فالى متى سيظل فى تلك الخانة العقيمة !!!! 
ذنب حبيبها السابق الذى افقدها الثقة فى اى مشاعر صادقة فهل من العدل ان يوصم هو بما اقترفه غيره 
ذنب ابيه الطامع فى ثروة ابيها دوما وما بيده اذ ولد لأب جاحد طامع 
لقد نفذ صبره حقا وهو لايرى لهذا العڈاب نهاية 
ربما ان الاوان ليضع له اخر 
اتخذ قراره بالفعل وفى نهاية اليوم كانت استقالته على مكتب ايلينا وبدون ابداء أسباب 
امم يعنى ملخص الكلام ان لحد دلوقتى مفيش اى جديد 
قالها يوسف وهو يتمعن فى فارس الذى كان يجلس اليه يطالعه فى هدوء جعل الشك يدب فى نفسه 
هز الثاني رأسه 
للاسف اه 
تأمله يوسف للحظات وقال 
فارس اوعى تكون 
وصمت وهو يلوح بسبابته فالټفت له فارس فى بطء وابتسامة غريبة تلوح على ثغره 
نعم قد توصل احد رجاله الى مكانها ولكنه لن يخبره به الان ابدا على يوسف البدرى ان يأخذ نصيبه من العقاپ على ما فعله معها أولا اجابه وهو يحاول المرواغة 
لو حابب تستعين بحد غيرى ممكن ت 
ولم يكمل جملته اذ تفاجىء بالباب يفتح ويظهر من خلفه رجل فى منتصف الثلاثين تقريبا طويل القامة عريض المنكبين بالغ الأناقة تحمل عيناه ابتسامة هادئة لم تخف خلفها مطلقا ما تحمله نظراته من صرامة وثقة بالغتين 
ابتسم يوسف ونهض من خلف مكتبه هاتفا في جذل أيمن الالفى ذات نفسه فى مجموعتى 
اتسعت ابتسامة الرجل وهو يقترب اكثر ليصافحه فى ود 
اهلا بيوسف البدرى السكرتيرة اللى برة قالتلى انك مديها اوامر فى اى وقت اجى تدخلنى على طول 
ربت يوسف على كتفه 
هوا انت اى حد برضه يا ايمن 
اطلق ايمن صفيرا عابثا وهو يرفع حاجبيه 
بس خد بالك ياكبير احنا هنا النهاردة فى بيزنس ملوش علاقة بصداقتنا نهائى 
ضړب يوسف كفيه ببعضهما وهو يهز رأسه 
عمرك ما هتتغير ابدا يا بن الالفى تعالى اقعد 
وحين كان يقترب كان فارس يهم بالذهاب 
تنهد يوسف وهو يدرك ما غاب عنه للحظات ونبهته اليه علامات الحزن والارتباك التى وضحت على وجه فارس فى وضوح 
ضيق ايمن عينيه وابتسم وهو يمد يده ليصافح فارس 
ياااااه ع الصدف فارس مختار هنا طيب كويس بقا عشان اشهد عليك يوسف 
ازدرد يوسف ريقه ترى ما يعنيه ايمن هل علم ب قاطع ايمن استرسال افكاره ليجيبه مردفا 
بقا ينفع يا يوسف اكتر من مرة اطلب منه خدماته فى امن الشركة ويتهرب منى 
تنحنح فارس ونطق اخيرا 
اتهرب اتهرب ليه وازاى الفكرة بس ان كان فيه مسئوليات كتير وقتها ومكنش عندى رجالة كفاية 
ابتسم ايمن وهو يعقد ساعديه كأنه يدير صفقة 
كان اديك قولت بلسانك احنا فى دلوقتى بقا اعمل حساب حتى للمعرفة القديمة ايام انت وادهم ماكنتو اصحاب فى النادى ايام الجودو فاكر 
ابتسم فارس بصعوبة لينهى الأمر مسرعا 
ان شاء الله هحاول واكلمك فى اقرب فرصة 
صافحه من جديد وذهب مسرعا كأنه يفر من شبح وبالفعل هو يفر من شبح الماضى بكل المه وقسوته فالذى يقف امامه قد اصبح زوجا لحبيبته 
نعم حبيبته 
لن ينفض تلك الصفة عنها ابدا فقد دمغها قلبه بخاتمه منذ سنوات 
لم يعد هناك خلاص حتى بعد أن اختبر انانيتها وغرورها ستظل هى الانثى الوحيدة التى سكنت قلبه 
فريدة 
كم لها من اسمها نصيب 
فريدة فى حسنها الأخاذ 
في طباعها الشرسة التى لم يرى انثى عليها من قبل هي أشبه بنمرة صغيرة تخلبك بجمالها فتسقط صريعا لهواها لترقص فى النهاية على اشلائك بعد ان يفترس غرامها كل جزء فيك 
كيف يقبل بالعمل الى جوار ايمن الالفى بعدما علم بزواجها منه 
كيف ينظر اليها 
كيف يواجهها 
هذا لايمكن ان يحتمله 
كور قبضته وهو يتذكر اخر ما كان بينهما تلك الصڤعة التى انتهى بها كل شىء حين ذبحت رجولته بكلماتها 
لن يسامحها فقد سطرت بيدها اخر كلمات فى قصتهما 
ولكن 
ربما كانت هناك حسابات اخرى لم يتم تصفيتها بعد هناك أثمان كثيرة لم تسددها فريدة له 
ابتسم فى صمت وهو ينظر الى الباب الذى اغلقه منذ لحظات على يوسف وايمن 
جلس ايمن فى هدوء وفى المقابل جلس يوسف 
اخبارك واخبار ادهم ايه لسة برضه مقاطعك 
تنهد ايمن فى حزن واضح نادرا ما يراه عليه يوسف فأيمن شخص عملى للغاية ومشاعره قد يعتبرها البعض لاوجود لها من الاساس 
مش مقاطعين بعض اكيد بس مش زى الاول لسة مش قادر يسامح 
واشاح بوجهه مضيفا فى حزن 
انا كنت خاېف عليه 
مال يوسف اليه قائلا 
كان لازم تعرف هوا قد ايه بيحب مراته واللى بيحب مبيفقدش الامل 
وعاد ليستند بظهره الى كرسيه مواصلا فى شرود 
اسئلنى انا 
رفع ايمن حاجبيه وخغضهما 
انا بقا ريحت نفسى من كل الحسابات المعقدة دى كلها صدقنى مفيش اجمل من العقل لما بيمشى كل حاجة 
رد يوسف 
والسعادة 
لوى ايمن ثغره في تهكم 
يعنى ايه سعادة اصلا يا يوسف دى حاجة نسبية 
تمعن به يوسف للحظات واجابه بهدوء 
السعادة يعنى ممكن تكون لحظة من اللى عشتها زمان مع شهد 
ظلت عينا ايمن معلقة بصديقه دون ادنى رد فعل 
نعم يوسف يعلم بتلك القصة القديمة فحين بدأ بادارة كل اعمال والده كان ايمن يعود من نكبته فى حبيبته للعمل مع ابيه من جديد تعرف على يوسف فى هذا الوقت الصعب حين كان مختلفا تماما عن ايمن الذى يجلس امامه الان 
كان حزينا تائها يعيش حدادا طويلا على محبوبته وبالمثل كان يوسف شخصا اخر لا يعطى للمرأة اى اهمية ويحاول ان يهون عليه ويعرفه على غيرها فشتان ما وصل اليها الاثنان الان 
يوسف اصبح يتحدث عن المشاعر والحب والسعادة بينما ايمن هو من كفر بكل هذا والان تحت عصمته حبيبه رجل اخر تتظاهر مثله بأنها

كفرت بكل المشاعر بعد تجربتها القاسېة مع فارس ولكن ربما كانت مثل زوجها تماما بداخلها جزءا لازال ينبض بالحياة وتحاول جاهدة ان تجهز عليه تماما 
فارس ايمن وفريدة سقطو جميعا فى دائرة عشق مغلقة لاسبيل ابدا الى الخروج منها 
افاق يوسف على حركة ايمن وهو يهم بالنهوض فأسرع يستوقفه في أسف 
انا اسف يا ايمن مقصدتش 
لوح ايمن بكفه محاولا العودة الى صرامته 
لا لا محصلش حاجة انا بس مرهق شوية ومحتاج ارتاح هاكلمك ونشوف معاد تانى 
وفرار آخر بعد فرار فارس 
فرار اعتاده ايمن الالفى 
فراره الوحيد فهو لايعرف الانسحاب ابدا ولكنه مضطر فدمعته هاهي ټخونه مجددا كما توقع وهو يتستعيد المشهد والصړخة الاخيرة لحبيبته 
لن ينكر انه تغير بل تحول ولكن بداخله جزء لازال هشا للغاية وضعيف ويسهل تحطيمه بطيف بعيد لذكرى مرت وانتهت 
جزء ربما لايريد هو ان يتخلص منه ربما يريد ان يظل دائما على المه وشعوره بالذنب فهذا اقل ما يستحقه على حبيبة اضاعها منذ سنوات طويلة 
دفعت ايلينا
 

55  56  57 

انت في الصفحة 56 من 71 صفحات