مازن وكارما
في مكانها كان هيقول أكتر من كدا
ثالثا بقي مش مضطره تخبي عينك مني عشان رعشه إيدك و التوتر اللي انت فيه دا بيقولي ان في سبب تاني خلاكي تجيبيني بالطريقه دي هنا .
توالت كلماته دفعة واحدة فلم تعد تدري ماذا تقول ولكنها هبت تنفي جملته الأخيرة
إيه ... لا طبعاا مفيش اي سبب تاني . انت مش مصدقني و لا ايه و بعدين هيكون في ايه تاني يعني
لا مصدقك و اوي كمان ... بس انا ظابط يا روفان و اقدر افهم اللي قدامي مخبي ايه و خصوصا لو كان حد قمر كدا زيك و مبيعرفش ېكذب .
علميا تعلم انه مستحيل و لكنها شعرت فعلا بأن قلبها قد خرج من بين ضلوعها و رفرف بجناحين خلقتهم كلماته الجميله ونطقه لحروف إسمها جعلتها
تحدثت أخيرا بصوت مبحوح من فرط ما يعصف بداخلها و قالت
كان هو يملك من الذكاء ما يجعله يدرك جيدا مدى تأثيره عليها و كان يعجبه هذا كثيرا خاصة و هي أيضا تملك تأثير مدمر عليه و لكنه حاول تغيير دفة الحديث حتى يتحرر من فرط المشاعر التي تحيط بهما
أقصد إنك خدتيني و نزلتي جري عشان مش عايزاني اقابل حد عند كاميليا او مش عايزه حد يشوفني عندها مثلا !
فطري داخل قلبها علي أخيها منه و خوف آخر تملكها عندما تخيلت أن يقوم يوسف بأذيته ...
شعر علي بما يدور بداخل عقلها و التي تترجمه عيناها التي كانت تبرق من فرط الدهشة فابتسم ابتسامه هادئه عندما سمعها تردد دون وعي
إنت عرفت إزاي
هم بأن يجيبها و لكن قاطعهما ذلك الصوت الغاضب خلفهم وهو يقول بغيظ
رن جرس الباب في بيت فاطمة فخرجت غرام التي كانت للتو تنهي فرضها بعدما تضرعت إلى ربها بأن ينسيها عشق ذلك الرجل الذي يملك كل مقومات البطل في نظرها و لكنه يفتقد إلى أهم شئ و هو القلب ....
فتحت غرام الباب لترى من الطارق و لكنها صدمت و برقت عيناها حتى كادت تخرج من محجريها و قالت بلاوعي
يتبع.......
السادس عشر
أحيانا نشكر تلك الأسباب السخيفة التي تمكننا من البكاء على خيباتنا العظيمة التي لا نجرؤ عن التحدث عنها .
نورهان العشري
هو انا كل مرة هقفشكوا متنحين لبعض كدا .!
الټفت كلا من علي و روفان علي مصدر هذا الصوت و كأن المشهد يتكرر مرة ثانية و كالعاده خجلت روفان و اړتعبت من مظهر والدتها الغاضب و ابتسم علي داخليا علي مظهرها و لكنه لم يبدي اي انفعال علي وجهه و تحدث بثبات كعادته
تغيرت ملامح صفيه علي الفور من مغزى كلماته فقد عرف هذا الماكر ان يصرف نظرها عما شاهدته
خير يا علي هو في حاجه حصلت
بصراحه يا طنط كان هيحصل بس ربنا سخر روفان عشان ميحصلش
القي نظرة مطمئنة علي تلك الصغيرة المشاغبه التي كانت تنظر لوالدتها بوداعه الاطفال حتى لا تتلقى العقاپ ..
اندفعت صفية لتقول بلهفة
خير . ايه اللي كان هيحصل طمنوني .
خير يا طنط متقلقيش ممكن حضرتك تتفضلي تقعدي وانا هفهمك
جلست صفية وهي مرتعبه ان تستمع لشئ قد يزيد من الأوضاع سوءا فلاحظ على حالتها و أشفق عليها فتحدث مطمئنا
محصلش حاجه يا طنط متقلقيش كدا . كل الحكايه اني عرفت ان كاميليا موجودة في المستشفى هنا و جيت عشان اطمن عليها فقابلت روفان بره و....
قاطعته صفيه باندفاع
اوعي تقولي انك قابلت يوسف
استغل علي الوضع لصالحه فقال بهدوء
ما هو دا اللي كنت بقول لحضرتك عليه أن روفان منعته هي اخدتني و نزلنا تحت اكيد عشان يوسف ميقابلنيش بالرغم من اني شفته قبل كدا و علاقتنا كانت كويسه و انا بردو مش جاي اټخانق ولا اعمل مشاكل عشان كده كنت هلجأ لحضرتك عشان افهم منك في ايه و ليه روفان اتخضت كدا من اني اقابل يوسف
عشان انت حتى لو كنت قابلته قبل كدا و كانت علاقتكوا كويسة فدا لأنك بعيد عن كاميليا و اللي انت متعرفوش بقى ان يوسف لو في اي حاجه ناحية كاميليا بيتغير ميه وتمانين درجه و بيبقى واحد تاني ممكن ېقتل بدم بارد اي حد يفكر يأذيها او يقرب منها..
تحدثت صفيه وهي تأمل ان يفهم المغزى المبطن لكلماتها و الذي فهمه على الفور فابتسم قائلا برزانة
حقه ...! و انا مش هلومه لإني راجل شرقي زيه و متحملش حد يقرب من حاجه تخصني خصوصا لو كانت حبيبتي و مراتي
قال الأخيرة و عينيه تلقي نظرة خاطفة علي تلك الطفلة التي غزى الإحمرار وجهها بالإضافة إلى وداعتها فبدت شهيه أكثر مما زاد من دقات قلبه و ود لو يتذوق طعم التفاح المطبوع علي وجنتيها
أخرجه من شروده كلمات صفية التي لم يفوتها ما يحدث و داخلها يشعر بالسعادة فهي احبته و اعجبت بذكائه و دماثة أخلاقه و لكنها غيرت مجرى الحديث قائله
مقولتليش يا علي كنت محتاجني في ايه و عرفت منين مكان كاميليا
مش مهم عرفت منين المهم اني عرفت . انا دلوقتي كنت عايز اطمن عليها و اعرف اذا كانت مرتاحه هنا و لا لأ و لو لقيتها مرتاحه و عايزه تفضل اكيد مش هضغط عليها
اما لو لقيتها مجبورة تقعد هنا فأنا هقف معاها و مش هسيبها تقعد ڠصب عنها
صفيه برزانة
شجاعتك عجباني يا علي بس تفتكر انك ممكن تقف ادام يوسف الحسيني و تاخد مراته منه
فاجئها بدهائه
و هو يوسف الحسيني هيقبل علي نفسه يجبر مراته تفضل معاه ڠصب عنها
احتارت صفيه بماذا تجيبه فهي تدري ان ابنها عاشق لزوجته حتى النخاع و لن يتركها حتي لو علي مۏته و لكنها أيضا خائفه من عقابه و من انتقامه خاصة مع رفض كاميليا الشديد للإفصاح عن أسباب هروبها و لكنها تحدثت أخيرا متجاهلة استفهامه
و انت ايه اللي منعك تدخل لكاميليا حتى لو يوسف جوا
على بتعقل
انا جاي ومش عايز اضايق حد و لا اعمل مشاكل
لإن كاميليا مراته و لإني عارف انهم بيحبوا بعض ومش هكذب عليك كاميليا غلطت لما هربت من جوزها أيا كانت أسبابها .
كل الحاجات دي هي اللي منعاني من اني اروح اخد كاميليا من أوضتها ارجعها بيتنا تاني ... .
استفهمت بإعجاب من كلماته
يعني مش خاېف من يوسف او جدها
علي بثقة أعجبتها
انا مابخفش من حد و إن كنت قاعد مع حضرتك دلوقتي بتكلم معاك فلإني لمست حضرتك بتحبي كاميليا قد ايه و پتخافي عليها و لإني كمان بعرف الأصول فحبيت أطلب من حضرتك تخليني اشوفها واطمن عليها
احتارت صفيه بماذا تجيبه فهي خائفه من يوسف كثيرا فهي تعلم مدى غيرته و انه لن يتفهم أبدا أسباب علي ولا دوافعه تجاه كاميليا فهي تعرفه و تعرف ما يجري بدمائه فهو يشبه كثيرا شخص قام بټدمير معشوقته بسبب تلك الغيرة اللعينه و لكن كل ما يهمها الآن أن تتحسن حاله كاميليا و ربما لقائها بعلي يريحها و لو قليلا ...
قوم معايا يا علي..
أحيانا أتمنى لو انني لم التقي بك ليس كرها أبدا بل من فرط حبي لك أخشي فراقك ....
نورهان العشري
كانت كارما تحتضن وسادتها و هي تبكي بصمت فهذا هو حالها منذ ان استمعت لكلمات والدتها التي كان لها تأثير مدمر على قلبها الذي أخذ يلومها تارة على تهورها و تارة على غبائها .. فلم تعد تدري أتبكي على حالها معه أم تبكي علي جرحه منها الذي كان هو المتسبب الرئيسي به
تشعر بالكثير من الأسئلة التي تتقاذفها جاعلة منها غير مستقرة على قرار فهي منذ بضعة ساعات كانت قد قررت باقتلاعه من قلبها و البدأ من جديد لتتفاجأ به في منزلها يعطيها تلك النظرات العاشقه الممزوجه بالرجاء فتجعل جسدها يشتعل إشتياقا له و قلبها ينتفض يود لو يخرج من بين ضلوعها ليرتمي بين جنبات صدره .....
كم تفتقده و لم يمضي على لقائنا سوى ساعات قليله و لكنها تشعر بأنها دهرا . لقد شعرت بروحها تنشق منها و تذهب معه مطالبة إياه بعدم الالتفات لتلك الترهات التي خرجت منها إثر ذلك الچرح الغائر بمنتصف قلبها ممتدا إلي كبريائها الذي أجبرني على التفوه بتلك الحماقات ...
نعم حماقات فما تشعر به نحوه ليس حبا عاديا فقد فاق الحب بمراحل كبيرة فأنا أشعر به يحتلني و يمتلك جزء كبيرا داخلي فجميع حواسها تتمرد عليها من أجله
ينتابها الجنون عندما تتخيل ان هناك أنثى آخرى قد تستوطن قلبه . تستمتع بقربه و يعطيها تلك النظرات العاشقة التي تجعل قلبها يطير من فرط السعاده
لا لن تحتمل حقا التفكير في حدوث هذا الشئ فهو لها وحدها تمتلكه مثلما يمتلك كل ذره في كياني و لن تسمح بأن تمتلكه أنثي غيرها ...
عند هذا الحد انتفضت من فوق مخدعها و التقطت هاتفها و قامت بإجراء إتصال هاتفي
آلوو ... احنا محتاجين نتكلم سوا
عزمت على تنفيذ خطتها التي حاكها قلبها المشتعل حبا و شوقا له و قامت بإرسال رسالة نصية لشخص ما و همت بالدخول إلى الحمام الخاص بها لتتجهز للخروج فهي قد أعلنت حربا و حسمت نتيجتها لصالحها مسبقا
من كل قلبي اريد ان ينتهي كل هذا العبث .
حقا أتمنى أن أجد وجهتي التي أشعر فيها بأني آمنة من بشاعة ما يحدث حولي . فلم يعد لي طاقة ل تحمل هذا الثقل الرهيب الذي يرسو فوق قلبي مانعا عنه التنفس فأنا اشعر بأني مكبله بتلك الأصفاد الحديدية الساخنة التي ټحرق سخونتها قلبي و تكتوي بنارها روحي و لا استطيع سوى ان اتحمل كل ما يعتمل بداخلي في صمت تام .....
نورهان العشري
كانت كاميليا مستلقية تنظر إلى سقف الغرفه وهي تفكر في حياتها التي تغيرت بلحظات من حال الى حال ...
من أقصى درجات السعادة إلى أقصى درجات الحزن .
الجميع يطالبها بالبوح بأسبابها للهروب بملئ إرادتها من جنتها التي طالما حلمت بها و تمنتها دون أن يشفق أحد على حالها و تلك العبرات الحاړقة التي تسيل على خديها فېحترق
على إثرها قلبها . قلبها الذي لا يعرف من الحياة سوى عشق رجل بات النظر إلي عيناه محرما عليها ...
كانت تملكه و يأسره عشقها للحد الذي يجعله يهديها الشمس و القمر إن أرادت . رجل لم يأبه لشيء في العالم سواها .. لم يحظ