السبت 30 نوفمبر 2024

مازن وكارما

انت في الصفحة 44 من 74 صفحات

موقع أيام نيوز


تجلى ذلك في نظرات عينيه التي أرسلت اعتذارات صامتة و ملامحه التي لانت قليلا و أيضا تلك التنهيده التي خرجت من منتصف قلبه الذي عنفه بشده علي غباء كلماته و ذكره بصدق حديثها 
كلامك اللي انت بتقوله دا كله بيبين ان كلامي صح لما حست ان انت مش هتكون في حياتها بدأت تلجأ لأي حاجة تقربك منها . لو فكرت في كلامي بعقلك و ركنت قلبك على جنب هتعرف ان عندي حق ...

القت كلماتها بوجهه و همت بالخروج من سيارته فلم تعد قادرة على البقاء معه دون أن تنخرط في نوبه بكاء عڼيفة جراء ذلك الچرح الذي سببته كلماته و لكن اوقفتها قبضته بلهفه فقد أوشك قلبه علي الانخلاع عندما رآها تغادره و هذا الشئ الذي لن يسمح به ابدا فهو إن كان يحبها سابقا فبعد ذلك السلام الذي وجده بجانبها فقد اصبح يعشقها و لن يقدر علي فراقها قلبه مادام ينبض بالحياه 
رايحه فين و سيباني 
تلك اللهفه في صوته هزت قلبها پعنف ولكنها حاولت التماسك أمام سحر عشقه الذي يطوقها و التفتت له قائله 
ماشيه عشان مكنش بجبرك تفضل معايا 
آلمه قلبه لحزنها الواضح في عينيها الجميله و اقترب منها محاولا ان يراضيها و لكنها فاجأته بوضع يدها حائل بينهما وهي تقول بحزم 
علي فكرة يا مازن باباك ومامتك ممتوش غضبانين عليك و لا حاجه عشان بابا و ماما راحوا عندهم بعد ما انت مشيت و بابا اتكلم مع انكل توفيق و فهمه ان اسلوبه معاك غلط و هو اعترف بدا و نوى

يصالحك اول ما ترجع و طنط كمان كان دا كان رأيها وكانت بټعيط و بتتوسلك عشان متخرجش من البيت و انت زعلان منهم و دا اللي قالته لماما 
تفشت الصدمة بملامح وجهه و خاصة حين تابعت
_ و محمود صاحبك كمان انت مجبرتوش انه ياخد الطلقه بدالك و يضحي بروحه عشان خاطرك لو هو مش شايف انك تستحق دا مكنش عمل كدا 
تبدلت نظراتها إلى أخرى قاسېة قبل أن تتابع
_ اما بقي سيدرا فاللي يخصها انت اكتر واحد ادري بيه و عارف اذا كنت غلطت و لا لأ و لو عايز تعتبره ذنب بدل اللي اتشال من على كتافك فصدقني مش همنعك و استمتع بالمعاناة بقي براحتك عن اذنك 
عودة للوقت الحالي 
أضاء قلب كارما من جديد عندما قرأت تلك الرسالة على هاتفها من ذلك الذي كان يقود السيارة بسلاسه و لا يدري شيئا عن كل تلك المشاعر التي أثارتها كلماته البسيطه في قلبها 
وحشتي قلبي اللي طول الليل سهران يفكر فيك و خاصمني عشان خاطرك 
أغلقت كارما هاتفها بأصابع مرتعشة و دقات قلب چنونيه فهي نوت عدم الرد عليه عقاپا له علي حديثه الأخير معها ففاجئها برساله أخرى فقد التقمت عينيه يداها المرتجفه وهي تمسك بهاتفها و قد عزمت عدم الرد عليه كما توقع 
طب ما تجربي تطاوعي قلبك المسكين دا اللي وصلني صوت دقاته من هنا 
ارتبكت كثيرا هل لهذه الدرجه هي مكشوفه امام عينيه و هل فعلا سمع دقات قلبها الچنونية فبللت شفتيها من فرط الخجل ففاجئها برسالة آخري صډمتها 
وحياه امك لو عملتي الحركة دي تاني لهوقف العربية في نص الطريق و اديك واحدة ترجع عقلك لراسك تاني 
شهقت كارما من وقاحته و التفتت اليه غاضبه و لكنها أمسكت لسانها في آخر لحظة حتى لا تشتبك معه فهي قد أقسمت الا تحادثه طوال الطريق 
انت قليل الادب ووقح جدا 
انهت كارما رسالتها و ضغطت علي زر الارسال ليفاجئها مازن بضحكه صاخبه و كأنه راق له حديثها كثيرا 
قليل الادب دا بيعشقك 
أرسل
مازن رسالته ليتورد وجهها خجلا فتصبح كالبدر في سماه 
مش هرد عليك 
أرسلت رسالتها بعد ان عاندت قلبها و رفضت التسليم لعشقه الذي يأسرها ليجيبها بحب 
مش مستنيك تردي عشان عارف الاجابه . انا بس نفسي ادوقه 
هو ايه دا 
ارسلت رسالتها بعد ما احتارت في معنى رسالته ليفاجئها برسالته الوقحه 
التوت اللي قدامي دا ھموت و ادوقه 
قامت كارما بلكمه في كتفه قائله پغضب مصطنع 
بطل قله .... 
ليقاطعها بابتسامه ساحره قائلا 
بحبك ....
غرقا للحظات ببحر من العشق فهي لأول مرة تراه ينظر إليها بتلك النظرات فكانت عينيه خاليه من كل شئ سوى عشقه لها 
لأول مرة تجد صورتها المنعكسه بعينيه بمثل هذا الصفاء و الذي يوحي بأنه قد تخلص من ذلك الذنب الذي كان يشوب ملامحه و يضفي علي عينيه هذا الإنطفاء و الحزن كان ينظر إليها و كأنه يراها للمرة الأولي يرغب بالسعادة معها من كل قلبه يشعر و كأنه ولد من جديد معها فإن كان سابقا يحبها فالآن بات يعشقها .....
بعد إذن الحب ياريت نبص ع الطريق قدامنا مش عايزة اموت وانا في عز شبابي 
كان هذا صوت غرام الغاضب من خلفهما لينتفض كلامها فزعين ليدرك مازن انهم كادوا أن يتسببوا في حاډث و توالت عليه اللعنات والسباب من السائقين حوله لتضحك غرام بشده علي مظهره الغاضب من أولئك المجانين لتقول من بين ضحكاتها 
وسع صدرك يا ميزو لسه ياما هتتشتم و هتتمرمط بسبب الحب ولا انت عايز تاخد الصاروخ الروسي كدا سوليطي موليطي و لا ايه يا كوكو 
بس يا بيئه....
تحدثت كارما بعد ان حاولت السيطرة علي خجلها و أردف مازن متوعدا 
ماشي يا غرام الكلب اما وريتك .
غرام باستخفاف
و لا تقدر تعملي حاجه 
تجاهل حديثها و قال مقترحا 
بقولك ايه يا ميمو ما تنامي الطريق لسه طويل قدامنا بتاع سبع ساعات على ما نوصل و اكيد هتتعبي .
ليه ان شاء الله راكبين سلحفاه هنوصل في سبع ساعات ! و بعدين مين دي اللي تنام عشان اصحى الاقي نفسي بتحاسب في القپر و لا ايه 
قالت كارما بلهفه 
بعد الشړ عنك يا ميمو متقوليش كدا 
أيوا ياختي ثبتيني مانا هنام من هنا تقضوها انتوا نظرات و همسات من هنا و غرام الغلبانه تروح في الرجلين لا يا حبايبي قاعده علي قلبكوا ...
انفلتت ضحكه ناعمه من ثغر كارما لتشعل بجوفه نيران الشوق فصاح في غرام متوسلا 
أبوس إيد أهلك نامي نص ساعه بس عايزها في موضوع مهم 
تحدثت غرام التي كانت تعرف ما يريده ذلك الماكر فصاحت بمكر
موضوع مهم ! اه عليا انا الكلام دا ! و دا موضوع نظري ولا عملي ... و لا تكون ناوي تجرب التوت انسي يا بابا انا قاعده على قلبك اساسا امي بعتاني معاكوا نادورجي . اي حاجة هكا ولا هكا تلاقوني على دماغكوا على طول فاهمني طبعا 
وديني لهكون

مربيها 
قالها مازن لكارما مغتاظا لتطلق الأخيرة ضحكه كي تغيظه اكثر ليقترب منها قليلا ليقول من بين أسنانه بصوت خفيض لا يسمعه سواها 
اضحكي ضحكه زي دي تاني و انا ورحمة أمي لهكون شارحلك الموضوع عملي و واكل التوت كله قدامها و تبقي توريني هتعمل ايه بنت فاطمه .
القي كلماته و عاد يعتدل في جلسته أمام المقود تاركا تلك التي كان الخجل يغمرها و تتملكها السعادة الغامرة بعشقه لها ....
آلو .. أيوا يا شادي .. عرفتلي المعلومات اللي طلبتها منك تماام انا مسافه السكه هكون عندك 
انهى علب مكالمته ثم توجه نحو أدهم الذي كان يتناول قهوته و يشتعل قلبه شوقا لحبيبته التي لم تفارقه صورتها منذ ذلك اليوم الذي افترقا فيه و تلك النبرة الحزينة التي رمقته بها عندما غادرته و كلماتها السامة التي تقتله ببطئ و التي تتردد بأذنه طوال الوقت كي تذكره مدى حقارته معها 
أه لو تعلم كم يعشقها كم يتمني أن
يغمض عينيه ويفتحهما ليراها امامه 
يكاد يقسم انه سيغرسها بجانب قلبه و لن يسمح لها بمغادرته أبدا 
أخرجه من شروده صوت على الذي قال 
أدهم هخلع انا ساعتين ورايا مشوار مهم وبعدين هرجع عشان ....
قاطعه رنين هاتف أدهم الذي أشار له بالانتظار للرد على المكالمه الوارده 
أيوا يا رائد .
تنبه على عندما سمع ذلك الاسم لينصب تركيزه بتلك المكالمة التي ما ان انتهت حتى قال أدهم 
انا مضطر امشي انا كمان عشان في شغل متعطل في الشركه و يوسف مش موجود 
تمام روح و انا كمان هخلص مشواري و ارجع على طول . الا قولي يا ادهم هو مش رائد دا الي كان هنا و جدك طرده 
أدهم بامتعاض
اه يا سيدي دا واحد من الناس اللي جدي ڠضبان عليهم و رافض صداقته مع يوسف و حتي كمان رافض وجوده في الشركة 
و ليه كدا 
استفهم علي محاولا ألا يظهر الاهتمام الذي ظهر جليا في عينيه
بعدين بقي يا علوة انت مش وراك مشوار مهم نتكلم لما تيجي يالا بينا .
انصرف كلا منهما إلى وجهته و بعد مرور ساعه كان علي يدخل الي المقهي وعيناه تبحث عن ضالتها حتى وجد ذلك الرجل بإنتظاره يلوح له فتقدم منه و تبادلا السلامات ليدخل على في الموضوع قائلا 
قولي عرفت ايه عنه 
اسمه رائد محمود نصار وووووووو
يتبع ......
العشرون
أشعر بأن القدر يتحالف معك ضدي و بات يخيط الصدف كي يجمعنا سويا . لأجدني مبعثرة تماما أمام جيوش شوقي التي تجعلني أود لو ارتمي بين جنبات صدرك حتى تهدأ تلك النيران المندلعة بقلبي الذي يقسم في كل مرة يراك بها بأن يرفع رايته البيضاء و يحاربني معك و يجعل من نسيانك أمرا مستحيلا و ما أن أبدأ بلمله أطراف كبريائي الذي بعثره ذلك العشق الغاشم حتى يرمي بك القدر في طريقي مرة أخرى فأجد كل خليه بي تفر هاربة مني اليك لأعود لتلك المعاناة من جديد 
نورهان العشري 
و أخيرا يا بنت زهرة وقعتي في إيدي ...
كان هذا صوت سميرة المليء بالشړ تقترب من كاميليا بخطوات بطيئه و تلك النظرة الكريهة تطل من عينيها لتقذف الړعب في قلب تلك التي تقف في منتصف هذه الغرفة المخيفة بالمشفى تتطلع حولها فلا تجد سوى الظلام الذي غلف قلبها منذ رحيله عنها .. فأخذت تتراجع الى الخلف بخطوات مهزوزه لتصطدم بهذا الجدار الصلب فتلتفت بفزع لتجد تلك العيون الحمراء تنظر إليها نظرات مرعبة ليزداد فزعها و ما اوشكت علي الابتعاد عنه حتى امتدت يد رائد 
لتأتي سميرة و تمسك بيدها الآخرى و تأتي نيفين بتلك الإبتسامه الشريره و النظرات الكريهة تحاول وضع الحبل حول عنقها و هي تقول بشړ 
مۏتي يا كاميليا ... مۏتي و ريحينا . المرادي محدش هيعرف ينقذك و حبيب القلب خلاص .
نظرت لها كاميليا پصدمه و قد سكن كل جسدها ما أن ذكرته لتنظر لها باستفهام حتى نظرت لها نيفين بشړ وأشارت في اتجاه ما لتلتفت كاميليا الى ذلك الإتجاه لتصعق مما رأته حبيبها مع آخرى
 

43  44  45 

انت في الصفحة 44 من 74 صفحات