الأحد 01 ديسمبر 2024

وبها متيم

انت في الصفحة 62 من 121 صفحات

موقع أيام نيوز

 


كالقطة المطيعة وتجاريه بعد ذلك في رغباته بحرارة تجيدها من أجل ترويض غروره والحصول على ما تبتغيه منه.
في اليوم التالي.
استيقظت مودة بين كوم الملابس والأشياء التي ابتاعتها بالأمس لتنام ليلتها بينهم كطفلة في ليلة العيد تنتظر الشروق حتى ترتدي الجديد بسعادة طالعتهم وقد افترشوا الفراش بجوارها على التخت قبل أن تنهض بهمة ونشاط دؤوب لتغتسل سريعا في حمام منزلها القديمة ثم تناولت شطيرة من الجبن بالخبز البلدي قبل أن تعدوا عائدة بمرح لتبدل العباءة المنزلية بهذه الفستان الرائع والذي ظلت تلتف به أمام المرأة لفترة طويلة من الوقت تتحرق داخلها لترى نظرة زملائها لها في الفندق بهذا الفستان الافت بنقوشه الزاهية والتي تذكرها بألوان الربيع حتما ستتغير نظرتهم إليها.

تنهدت بحالمية لترتدي الحذاء الجديدة ثم تنثر رائحة العطر وقد اجادت بحرفية وضع المساحيق على وجهها فلم يتبقى سوى الذهاب إلى العمل باطلالتها الجديدة الجاذبة للنظر 
تناولت حقيبتها تبحث عن مفتاح المنزل لتنذكر وضعه بالسترة القديمة التي عادت بها من التسوق بحثت عنها لتجدها وسط كوم الملابس المتسخة والتي رمتها دون تركيز اثناء خلعها بالأمس نظرا لانشغالها في تحضير الطعام لجدتها ثم انشغالها بتجربة الأشياء الجديدة امام المراة حتى نامت بينهم.
اخرجت المفتاح لتتذكر فجأة الخاتم الذي وجدته في محل الملابس وشكله الرائع بحثت سريعا داخل الجيب والجيب الاخر ولم تجده.
عادت للبحث مرة أخرى ټلعن غبائها كيف لها أن تنسى شيء كهذا حينما يأست القت السترة لتبحث بين بقية الملابس لربما وجدته ببنهم وقبل أن تتفحصهم بدقة تفاجأت بصوت الجرس المزعج القديم وطرق عڼيف على باب المنزل جعل جدتها تردف بالسباب عليها وعلى الطارق لتنهض مجبرة حتى ترى من القادم.
فتحت لتفاجأ بعدد من الوجوه شكلها لا ينبئ بخير على الإطلاق.
آنسة مودة.
قالها الرجل الأول ذو الهيئة الجامدة والباعثة على الړعب لتجيبه على الفور
أيوة حضرتك أنا مودة بس انتو مين 
جاءها رد الرجل بنبرة قاطعة
احنا قوة أمنية مكلفة بالقبض عليكي پتهمة سړقة خاتم الماظ تمنه ربع مليون جنيه.
...
تقلبت يمينا ويسارا عدة مرات بمقاومة غريزية لعدم الاستيقاظ وهذا الصوت المزعج لا يتوقف دوي مكتوم من هاتفها الذي لا تعي أين وضعته بعد أن غلبها النوم اثناء محادثة الأمس.
توقف فجأة الصوت لتتنفس براحة باعتقاد ساذج ان ألضجيج قد انتهى قبل أن يعود مرة أخرى لتنتفض مجبرة على الأعتدال تبحث أسفل الوسادة وبجوارها على الفراش تريد العثور عليه حتى تغلقه نهائيا.
اخيرا عثرت عليه وقد كان على حافة الفراش وعلى وشك أن يقع.
تناولته سريعا وقبل أن تهم بغلقه تفاجأت بالأسم المدون سون سون My Love يتصل بك.
يا مصېبتي.
دمدمت بها مرفرفة بأهدابها بعدم استيعاب قبل أن يعود إليها وعيها جيدا وتتذكر وضعها الجديد وخطيبها المزعج الذي لم يرحمها منذ الأمس باتصالاته وقد دون بنفسه هذا اللقب المخجل لها على الهاتف الذي تناوله منها في جلسته معها بجرأة لم تعتاد عليها من أحد قبل ذلك.
همت لتنفيذ ما نوت عليه بإغلاق الهاتف ولكن قلبها لم يطاوعها وفتحت تجيبه رغم تعب الرأس الذي يفتك بها
الووو... صباح الخير. 
صباح الورد والفل والياسمين اخيرا القمر حن ورد عليا وحشتيني.
قال الأخيرة بحرارة جعلتها تبتلع ريقها بتفكير مضني للبحث عن كلمات تناسب رقته فجاء ردها بتعلثم
ااا وانت كمان... وانت كمان وحشتني يا...حسن.
أحلى حسن دي ولا ايه حبيبي يا مقاول حياتي انت.
ابعدت الهاتف عن أذنها مغمغمة بصوت خفيض يشوبه الإستغراب
دا شارب ع الصبح دا ولا ايه
شهد!
أيوة يا حسن انا معاك هو .
قالتها وقد عادت بالهاتف ملبية النداء لتتابع بحرج
بس يعني..... هي الساعة كام معاك دلوقت
الساعة سبعة بتسألي ليه
قالها ببساطة وكأنه يخبرها بأخبار الطقس أغمضت عينيها لتتمالك حتى لا تخطيء في الرد فخرج صوتها اخيرا برجاء
يا حسن انا بسأل عشان مستغربة إمتى لحقت تنام عشان تصحي بدري كدة دا احنا فضلنا ع الشات لقريب الفجر.
جاء رده بمكر مشاكسا
اه لما نمتي مني....
ضغطت على شفتها بحرج ولم تستطع الرد عليه ليزيد عليها بضحكه مستطردا
يا قاسېة يا ام قلب جامد دا انا فضلت اهاتي وابعت في الرسايل انده عليكي لما تعبت وفي الاخر استسلمت وودعتك مجبر بس بصراحة بقى أنا معرفتش انام غير يدوب ساعتين خطڤ وصحيت بسرعة عشان اكلمك واتصبح بصوتك ها بقى عاملة إيه
هاا
قالتها لينطلق بموجة من الضحك مرة أخرى فتغضنت ملامحها بحنق حقيقي هذه المرة حتى كادت أن تبكي في ردها عليه
إنت بتضحك عليا يا حسن عشان مش مركزة وانت فايق ومروق ربنا يسامحك.
بمهادنة سريعة منه رد بصوت جمع بين اللطف والحنان
لا لا لا من غير زعل يا قلبي انا بس بناكفك عشان تفوقي وتصحيلي الساعة سابعة وانا قايلك من امبارح هعدي عليكي بالعربية عشان نتفسح.
طب والشغل يا حسن
قالتها متحججة لتتنصل قليلا من حصاره وهذه الشبكة من المشاعر التي يحاوطها بها في وضع جديد لم تعتاد عليه قبل ذلك فحياتها الجافة وداومة العمل والمسؤولية جعلتها وكأنها اسلوب حياة في الوحدة والتكيف معها ولكنه كان لها بالمرصاد
مجاتش على يوم يا شهد ثم اعملي حسابك يا قمر احنا من هنا ورايح هنبقى مع بعض على طول حتى الشغل هحاول انظمه معاكي عشان نخلق وقتنا الخاص بينا على ما نجتمع في بيتنا لوحدنا يا قلب سون سون. 
يا لهوي تاني سون سون.
تمتمت بها بعدم انتباه لتصل إليه فقال حازما يجفلها
أيوة يا شهد هتدلعيني بسون سون أو سونة وانا هقولك يا شوشو دي مفيهاش جدال ما بينا عشان يبقى في علمك يعني تمام يا شوشو.
تمام يا
سون سون
قالتها بابتسامة جميلة ارتسمت على ثغرها وقد نجح في استدراجها لتجاريه فيما يريد .
ليلة طويلة من السهد والتفكير المقلق قضتها رغم ادعائها السعادة والتصنع معه بذلك لتضيف على إرهاق ذهنها بمعلومات الأمس التي زادت عليها بأضعاف حتى أنها لم تحتمل مرافقته الغرفة إلى الصباح وتركته فور شعورها باستغراقه في نوم عميق لتأتي إلى غرفتها الخاصة بالتصوير والبث المباشر لمتابعينها وجلست بشرفتها حتى غفت على كرسيها ولم تستيقظ سوى على لمساته في الصباح الباكر ليكون وجهه اول ما تقع عليه عينيها في بداية يومها
صباح الخير.
قالها بصوت متحشرج بأثر النوم شعر رأسه المبعثر بعدم اهتمام الجذع بهيئة طبيعية كباقي البشر قبل ان يرتدي حلته ويرتدي معها ثوب القوة والسلطة المتمسك بها منذ نشأته العسكرية مع والده بوسامة غير متكلفة هذا الوجه الذي كانت تعشقه قديما قبل أن تكبر وتعي بالعيوب القوية بشخصيته والغير قابلة على الإطلاق لتغيرها.
صباح النور
تمتمت بها بعد فترة من تأملها الصامت له مع استرخائها للمسات اصابعه الحانية على بشرتها فعاد بمخاطبتها
صحيت وملقتكيش جمبي قومتي ليه وسيبتني
اعتدلت هذه المرة لتجيبه بارتباك
ممعلش بس انا بصراحة مكنش جايلي نوم خۏفت لازعجك واقلق نومك إنت كمان معايا 
بحنان نادرا ما يصدر منه تفاجأت به يقترب يقبلها على وجنتها يجفلها بقوله
وماله يا قلبي كنت صحيت معاكي عادي يعني. 
قالها ثم توقف برهة ليخيب ظنها البريء بقوله
ساعتها كنا هنستغل الوقت بقى في أي حاجة شغل رياضة نكمل ليلتنا الحلوة المهم اننا نتعب وننام بعدها بدل ما تقعدي لوحدك. 
اخفت بصعوبة عدم رضاءها لتومي برأسها تدعي الاقتناع ابتسامة كرد له فنهض فجأة مررا كفه الكببرة على شعر رأسها قائلا بمداعبة
يا للا فوقي بقى واصحي يا تفردي ضهرك ع السرير بدل نومة الكرسي المتعبة دي.
بفعل كانت غير مخططة له على الإطلاق اعتدلت تمسك بكفه توقفه قبل أن يبتعد لتسأله
كارم هو انت بتحبني
القى نظرة على كفها المطبق على يده ليطالعها بابتسامة متسلية ورد غير مفهوم
أنت شايفة إيه
ودت أن تخرج ما في صدرها وتصارحه بكل مخاوفها وهواجسها بالإضافة لچرح قلبها من خياناته المستمرة لها ولكن غموض نظراته وتلاعبه المقصود حتى في الرد عن هذا السؤال الهام لها جعلها تتراجع بتصميم أكبر على المضي قدما في النهج الجديد معه وهو التعويض عما كسر بداخلها أو خسرته بالحصول على أكبر قدر من المكاسب منه فقالت بابتسامة متلاعبة
مش بالشوف يا كارم بالأثبات يا قلبي اثبتلي انك بتحبني.
اطلق ضحكة مجلجلة ليقرصها في خدها قائلا 
حبيبتي الطماعة كل حاجة عندها بتمن..... لكن انا برضو سداد.
ختم بتقبيل الجزء الذي قرصه قبل أن يتركها ذاهبا ولكنها استدركت تهتف لتوقفه مرة أخرى قبل أن يمسك بمقبض الباب
طب انا عندي ليك طلب يا كارم.
طرد من صدره زفير كثيف قبل أن يلتف نحوها يقول بسأم
عايزة ايه تأني يا رباب
عايزة اغير السواق والحارس. 
سألها باهتمام مستغرب الطلب
ليه يعني
كان من الممكن أن تخبره بالسبب الحقيقي وهو التشكيك في الأثنان ولكن بعند منها فضلت عدم الافصاح قائلة بكذب
هو كدة انا عايزة اغيرهم مش انت بتحبني وبتنفذ كل رغباتي انا بقى بقولك اهو اني مش طايقة الاتنين.
رمقها لمدة من الوقت صامتا بتفكير ثم ما لبث أن يأخذ القرار وهو يتحرك ذاهبا
حاضر يا رباب اصبري بس على ما الاقي اللي يحل مكانهم.
يعني اصبر لأمتى بالظبط
هتفت بها خلفه ولكن لم يستجيب وتابع طريقه نحو الوجهة التي يقصدها لتسقط هي على الكرسي من خلفها ودائرة من الحيرة تبتلعها
خرج من غرفته يتخايل بخطوات متأنية مقصودة في طريقه ليتناول وجبة افطاره على المائدة التي ارتصت بالإطعمة الخفيفة بعدة انواع وكان في انتظاره والدته وشقيقه الذي كان يرمقه بامتعاض معلقا
اهو خرج اهو المحروس بقالنا ساعة ننده ومنتظرين طلتك البهية يا سي الحبيب.
ناظره حسن من طرف أجفانه ليدنو من والدته طابعا قبلة على خدها قائلا بتجاهل متعمد للاخر
صباح الخير يا ست الحبايب سامحيني لو اتأخرت عليكي بس انتي عارفة بقى المشغوليات 
ضحكت مجيدة تنقل بنظرة ماكرة نحو ابنها الأكبر قائلة باندماج معه
صباح الخير يا قلب ماما عارفة يا حبيبي ومقدرة طول الليل سهران انا خدت بالي من نور الأوضة اللي ما اطفاش غير بعد الفجر. 
تنهيدة طويلة خرجت من حسن وهو يجلس ورأسه تهتز بدراما مستهبلا
حقيقي بجد السهر تعبني أوي يا ماما.
يا قلب امك يا خويا.
عقب بها أمين متهمكما بغيظ لتباغته مجيدة بتوبيخها
ولد عيب هي الالفاظ اللي بتتقال هناك في القسم هتتقال هنا كمان في البيت
صاح بها أمين منفعلا يستنكر قولها
امال عايزاني اقول ايه بس يا ماما مع فقع المرارة ده يعني المحروس يفضل يحب طول الليل في التليفون وجاي معانا احنا الصبح يعملي فيها التعبان وانتي كمان بتجاريه في الدلع المرئ بتاعه ده
تخصرت مجيدة تقارعه بقولها
وما ادلعهوش ليه يا حبيبي ان شاء الله مدام مراضيني وهيريح قلبي بجوازه....
وهجيبلك أحفاد يا ماما.
قالها حسن بإضافة دغدغت مشاعرها وزادت من حنق الاخر وهو يتابع تأثر والدته
يا نور عيني يا
 

 

61  62  63 

انت في الصفحة 62 من 121 صفحات