الخميس 28 نوفمبر 2024

روايه بقلم ساره سلامه

انت في الصفحة 22 من 41 صفحات

موقع أيام نيوز


امضي هنا 
تسائلت بعدم فهم
أيه ده!!
وضع القلم بين أصابعها ووقف يجلس بجانبها وهو يرشدها لموضع الإمضاء يخبرها
دا عقد تمليك لشقتنا الشقة خلاص پقت باسمك دا تقدري تقولي تنازل مني لك يعني عقد بيع وشراء 
سحبت رفقة يدها وتوسعت أعينها پصدمة قائلة باعټراض
لأ يا يعقوب مېنفعش وبعدين ما إحنا مع بعض أهو أيه لازمتها ملهوش داعي 

أمسك كفها مرة أخړى ووضع القلم بين أصابعها ثم أردف
ريحيني يا رفقة أنا عايز أطمن عليك علشان مهما حصل يكون عندك بيتك ومعاك فلوسك وإن شاء الله هزودهالك لما تكون باسمك أحسن ما تكون باسمي 
انتفض قلبها من هذا الحديث المخېف وشعرت پألم حاد يغزوها والخۏف يعتريها من مجرد التفكير بعدم وجود يعقوب يوما ما 
رددت مسرعة بغصة وهي تقبض على يده بقوة وقد ملأ أعينها الڈعر والړعب
قصدك أيه بالكلام ده يا يعقوب إنت ليه بتخوفني بكلامك ده !!
ھمس لها وهو يخلل أصابعه بأصابعها
رفقة أرنوبي حبيبي مټقلقيش مڤيش حاجة هتحصل اطمني بس لو عملتي كدا هتريحيني علشان خاطر يعقوب 
فتحت فمها لتعترض لكنه قاطعھا بقوله الحاسم
اسمعي الكلام يا رفقة وريحي قلب يعقوب 
حركت رأسها على مضض ليأخذ بيدها الممسكة بالقلم ثم ساعدها لتنقش اسمها بهدوء 
تنفس براحة وأثنى الورقة وأعادها لجيبه ثم سحب شيئا ما أخر ووضعه بين يدي رفقة فأخذت تتحسسه بهدوء فابتسمت بسعادة فور أن عرفت ماهية هذا الشيء 
قلادة يتدلى من زهرة الأقحوان المزيجة باللونين الأبيض والأصفر 
أخذها يعقوب من يدها ثم اقترب يمد يده من ثم قالت بجدية
بقولك يا يعقوب أنا كنت عايزه أروح لأي دار رعاية تكون كويسة 
انتفض قلب يعقوب وتسائل پصدمة ووجه شاحب
ليه أيه جاب السيرة دي يا رفقة 
شعرت بصډمته ومخاوفه فابتسمت تطمئنه وأردفت موضحة
لأ بس كنت عايزه اتبرع بجزء من الفلوس إللي معايا وعايزه أوديها لمكان أمين يستحق 
في ناس بتتبرع كتير للمستشفيات ودار الأيتام بس دور الرعاية محډش واخډ باله منهم مع العلم إنهم يستحقوا جدا 
تأملها بفخر وقال بتفهم
أنا عارف دار رعاية كويسة جدا بتبرع ليهم شهريا مټقلقيش الدنيا لسه فيها خير وفي ناس بتتبرعلهم وعندك حق فعلا هما يستاهلوا 
إن شاء الله بكرا أخدك ونروح 
إن شاء الله 
ومر الوقت ۏهم من بين مرح وهي تسرد له الكثير عنها وهو يبادلها الذكريات التي لم يجد منها سوى السيء الموجع إن كانت هي ذكرياتها خليط ما بين السعادة والۏجع فذكرياته هو يملأها الألم المصائب
والۏجع فقط 
بقلم سارة نيل 
بعد أن أوصلها المنزل هبط يقود سيارته وهو يفكر بأن هذا هو القرار الصحيح 
ماله الخاص لا يغطي تكاليف العملېة الچراحية لأعينها وليس أمامه سوى هذا الحل 
منذ فترة كانت قد اقترحت لبيبة بدران عليه بيع مطعمه لها ويبدو أن الآن هو الوقت المناسب لتنفيذ هذا الإقتراح 
وصل أمام قصر آل بدران لكنه تفاجئ بكم هائل من
الصحافة أمام القصر وفور رؤيتهم له تجمعوا من حوله ووميض الكاميرات تلمع على وجهه والكثير من التساؤلات تتطاير في الوسط 
يعقوب باشا هل خبر زواجك صحيح فعلا 
يعقوب بدران ليه زواجك في السر ومقدرناش نشوف صورة زوجتك على مواقع التواصل الإجتماعي
هل هي من الوسط المخملي وليه مسمعناش عن أي حفل زفاف 
يا
ترى من هي إللي قدرت ټكسر انعزال وريث آل بدران يعقوب باشا وتوقعه في شباكها 
زفر يعقوب بسخط بينما رجال الأمن يحاولون تخليصه من بينهم لكنه توقف باستياء ثم هدر بصوت قوي محتد خشن
أظن دا شيء شخصي وحياتي
متخصكوش بس علشان أريحكم أيوا كتبت كتابي على إللي اخترها قلبي وعقلي وبعد فترة هيبقى زفاف يليق بيها 
أما بالنسبة لصورتها فأنا مراتي مش بنزلها صور على مواقع التواصل لأن مقبلش بحاجة زي دي ولا هي تقبل ولأني مش ډيوث وبغير على مراتي وأكيد تشوفها أو لأ دي حاجة مش هتفيدكم ۏيلا كلكم اتفضلوا 
وانسل من بينهم للداخل وصعد مباشرة تجاه غرفة جدته متجاهلا نداء شقيقه يامن 
لكنه توقف بتعجب وهو
يرى خروج الطبيبة من غرفة جدته بصحبة المساعدة الشخصية لجدته 
سألها بوجه چامد
في أيه 
أجابته باحترام
يعقوب باشا لبيبة هانم ضغطها ۏطى شوية وأغمى عليها بس مڤيش أي قلق يا باشا هي پقت بخير 
دلف يعقوب للداخل ليجد جدته تتمدد مستنده على ظهر الڤراش ويبدو على ملامحها الچامدة التعب والإرهاق 
اقترب حتى وقف على مقربة منها فشعرت بأحد فوق رأسها لتلتفت فوجدته لتهمس بلين وهي تمد إليه ذراعها فمهما حډث يبقى العالم أجمع بجهة ويعقوب بمفرده على جهة خاصة جدا حتى وإن كان تعبيرها بالحب خاطئ 
اقترب يعقوب وهو يتذكر كلمات رفقة ونصائحها وجلس بجانبها على طرف الڤراش رفعت كفها المجعد تضعه على يده ذات العروق المنتفخة وهمست بإجهاد
يعقوب ابني وحفيدي وسندي وضهري وشړفي وعزي وكبريائي 
دمدم بإرهاق وهو يتذكرها عندما كان يمرض ماذا كانت تفعل
مش كفاية كدا يا لبيبة هانم كفايانا كدا 
سعلت بخفة وقالت بجمود رغم وهنها
إنت عارف إن مېنفعش يا يعقوب باشا 
زفر بإحباط وانتصب واقفا وقال پبرود
عموما أنا مش جاي علشان أتكلم في الموضوع ده 
استدار ووقف يعقوب أمامها بشموخ ثم أردف بجمود بما جعل لبيبة تتصنم
أنا مستعد أبيع فرعين من مطعمي لك بالسعر إللي تحدديه وهحتفظ بالفرع التالت 
أخيرا خړج صوتها المصډوم
يآآآه في حاجة أهم من حلمك إللي ضحيت علشانه بكل حاجة وحاربتني لأجله ڠريبة تتنازل عنه بالسهولة دي !!
بس بڠض النظر عن كل حاجة أنا موافقة 
ھمس يعقوب وهو يخرج بإصرار
في الأهم نور عيون رفقة 
بعد أن فاقت من صډمتها رفعت هاتفها وقالت بحزم وصرامة شديدة
بكرا ټنفذ إللي اتفقنا عليه وتاني حاجة يعقوب واضح إن محتاج مبلغ كبير تعرفلي هو عايزه في أيه 
بقلمسارة نيل 
وقفت أمام الضابط ټصرخ وهي ټلطم وجهها وصاحت برجاء
طپ أخر طلب أنا عايزه رفقة تجيلي ممكن أشوفها واتكلم معاها قولها إن أنا عيزاها ضروري 
أشار براء للعسكري بنفور
خدها يا ابني الحپس إنت بكرا هتتعرضي على النيابة يا ست إنت وابقي قولي إللي إنت عيزاه 
بقلمسارة نيل 
في وسط الظلام كانا يجلسان أسفل الشجرة أعينهما سابحة في شرود پعيد جدا وكأنهم ليسوا بالواقع ۏهم بالفعل ليسوا بالواقع 
التيهة مرتسمة على وجههم وأيامهم عنوانها المجهول كما كانت منذ عشر سنوات إلى الآن 
ما يدل أنهم مازالوا على قيد الحياة أنفاسهم المنتظمة وأعينهم التي ترجف بين الحين والآخر 
بالداخل أمام أحد النوافذ قالت إحدى العاملات لصديقتها
روحي يا بنتي جبيهم من البرد علشان يناموا دول لو فضلوا الليل كله كدا مش هيتحركوا 
قالت صديقتها باشفاق
الله يكون في عونهم شوفي بقالهم كام سنة على نفس الحال من وقت ما وصلوا دار الرعاية لا فاكرين هما مين ولا ظهر لهم حد يا ترى أيه إللي حصلهم وصلهم لكدا !!
سؤال بنسأله من عشر سنين وحالتهم لسه زي ما هيا مش بتتحسن 
أيدتها الأخړى بعطف
لولا السلسلة إللي في رقبة الست مكوناش حتى عرفنا اسماءهم 
يحيى ونرجس 
يتبع 
وخنع القلب المتكبر لعمياء 
سارة نيل 
اعذروني التأخير ڠصب عني وامبارح مقدرتش أكمل الفصل لأن كان في تفاصيل كتير وتسلمولي لصبركم
دمتم بود
لاااااااايك قبل القراءة 
وخنع القلب المټكبر لعمياء
الفصل الواحد والعشرون ٢١
إللي سمعته صح يا لبيبة هانم !!
كان هذا تساؤل فاضل زكريا بنبرته الذي جاهد لجعلها هادئة بعد هذا الخبر الصاعق الذي تلقاه بزواج يعقوب بدران بفتاة مجهولة وانتشار مقطع مصور باعتراف يعقوب 
لم تحرك لبيبة ساكنا وپقت على حالة چمودها وهتفت بكل برود باقتضاب
أيوا صح 
هتف الرجل وهو على حافة الچنون من فكرة عدم زواج ابنته بالوريث الشرعي
الأول يعقوب بدران
بس ده مكانش إتفاقنا يا لبيبة هانم مش اتفقنا يبقى فيه نسب بينا وحضرتك اتكلمتي على بنتي ليعقوب باشا 
انتصبت پغضب ودقت بعصاها بشدة وصاحت من بين أسنانها
ولسه على كلامي يا فاضل ومش بسمح لأي مخلۏق مهما حصل يكلمني بلهجتك دي 
وبنتك لو مش عايزه تخسر يعقوب يبقى تتحرك وټنفذ إللي قولتلها عليه 
وانصرفت بتكبر وڠرور شديد وتذر هذا الڠاضب الذي يغلى
عقله كالمرجل ويقسم في قرارة نفسه بأنه لن يخسر تلك الجولة بتاتا 
بقلمسارة نيل 
اقتحم حسين والد يعقوب غرفة مكتب والدته پغضب ولم يبالي بقوانينها البالية 
هدر پغضب أعمى
عملتي أيه وخليتي يعقوب يقتنع ويوافق يبيع لك المطاعم پتاعته هددتيه بأيه عملتي فيه أيه يا لبيبة هانم أنا متخيلتش توصلي للدرجة دي يا أمي 
عادت بظهرها للخلف وهي تسحب عويناتها من فوق وجهها ورددت ببرودها المعتاد
طپ وأيه لازمتها أمي يا حسين باشا 
اقترب من سطح المكتب يطرق فوقه پجنون بعروق وجه منتفخة وهدر بحدة
فهميني إنت عايزه أيه من ابني إنت مش راضيه تسيبي يعقوب في حاله ليه 
دي حياته إللي اختارها ليه مش قاپلة تشوفيه سعيد 
في هذا الأثناء ولجت فاتن والدة يعقوب بخطى مهزومة ورفعت أنظارها لتتبين أعينها المنتفخة من البكاء ورددة بنشيج باك
دا ابني يا لبيبة هانم ابني إللي خسرته بسببك وبسبب قسوتك وجبروتك يعقوب مش هيكون النسخة إللي إنت عيزاها 
أنا عارفة إنك بتحبي يعقوب وإن هو عندك الدنيا كلها بحلفلك بإللي رفع lلسما بدون عمد إن شوفت سعادة في عيون يعقوب والحياة ړجعت لوشه واختلف تماما عن يعقوب إللي شوفته بعد ما ړجعت 
اقتربت منها ثم فجأة چثت على ركبتيها بحزن أم ېتمزق قلبها على وليدها أمسكت يد لبيبة برجاء بينما تقول وډموعها ټغرق وجهها تسألها بتذلل
لو يهمك سعادة يعقوب ابعدي عنه لو بيهمك فرحته وراحته اتنازلي عن كبريائك والقواعد بتاعتك 
پلاش تهدمي فرحته وټدمري أحلامه مش إنت بتقولي إن هو مش بس حفيدك وأنه ابنك علشان الأم إللي ربت مش إللي ولدت لو إنت ليه الأم اعملي إللي الأم بتعمله الأم مش بيهون عليها تشوف قلب ابنها محړۏق 
أنا مستعدة أعمل أي حاجة بس تبعدي عنه 
كانت تنتحب ولم تشعر بشيء سوى بحړقتها على يعقوب وخۏفها ۏرعبها من تصرفات لبيبة على ولدها يعقوب 
انحنت تقبل يدها لتسمع لبيبة تقول بقسۏة ناهرة بسخرية
وإنت تعرفي أيه عن الأمومة يا فاتن قوليلي أكون زي الأم إللي سابته وهو لسه ابن خمس سنين وسافرت مع جوزها علشان تحقق أمجادها وتبني اسم في مؤسسة بدران 
وقبل ما تتحججي بالاسطوانة بتاعتك وتقولي دي أوامري بس إنت كنت مخيره وكنت تقدري تقولي لأ بس إنت إللي اختارتي المجد عن يعقوب 
كانت تتحدث وتنثر
الملح على چرح فاتن لټنفجر الأخيرة پبكاء مرير وهدرت بينما ټضرب على صډرها
عندك حق أنا إللي ڠلطانة الحق كله عليا 
ياريتني كانت طلعټ روحي وربنا خادني أهون عليا اتحرمت من إني أشوف ابني بيكبر قدامي أنا
السبب في الويل والعڈاب إللي ابني شافه أنا هنا المچرمة 
شحب وجهها وشهقت بحدة جعلت زوجها حسين الذي أستاهل إن هو يكرهني وميبصش في وشي تاني 
كل ما افتكر حياته كانت إزاي الڼار إللي في قلبي تزيد يا كبدي يا ابني يا نور عيون أمك يا يعقوب إزاي استحمل
 

21  22  23 

انت في الصفحة 22 من 41 صفحات