الأربعاء 27 نوفمبر 2024

وبقى منها حطام انثى بقلم منال سالم

انت في الصفحة 42 من 57 صفحات

موقع أيام نيوز

أنا معنتش مستحملة
لوت إيمان ثغرها وأضافت قائلة عن عمد 
أهو ذنب ناس وبيخلصه ناس !!
نعم لقد صدقت والدتها في تلك المقولة 
هي تعمدت قول هذا لتشعر ابنتها بفداحة ما فعلته في الماضي إيذاء ابنة عمها وكيف افترت عليها زورا فأذاقها الله من المعاناة ما جعلها ټندم على فعلتها 
جلس عمرو على أحد المقاهي العامة ليفكر في خطوته القادمة ولما لا يصارح عائلته بهذه المسألة هو لم يعد صغيرا وظل لفترة يبحث عن عروس مناسبة وهو يراها الأنسب له 
طوال سنوات كانت جارته ورغم المشاحنات بينهما إلا أنها أثبتت أنها فتاة محترمة على خلق وذات أصول طيبة وعشوائيتها الأولى كانت بسبب مرحلة المراهقة لكنها الآن نسخة من أخته إيثار 
لم يحتك بها ولكنه كان متابعا لأغلب الحكاوي عن الفتيات وسلوكهن المشين والمتجاوز بصورة فجة فعزف عن الإرتباط لكن حان الوقت ليستقر ويؤسس أسرته  
لم يفكر مسبقا بجدية في الزواج إلا بعد تعامله الجاد معها 
حسم أمره بمفاتحة والدته وأخته عن رغبته في الإرتباط بها 
ليس ما يقلقه هو رفضهما أو حتى اعتراضهما عليها لكن مالك هو شاغله الأكبر فالتاريخ
وبقي منها حطام أنثى
الفصل السادس والعشرون الجزء الثاني 
استعدت إيثار للذهاب إلى عملها فقد ظنت أنه ليس من الجيد الاعتذار أو التكاسل عنه حتى لو أعطاها مالك اﻹذن بهذا هي تود إثبات أنها جديرة بتلك الوظيفة كذلك هي اشتاقت لرؤية الصغيرة ريفان والتي أصبحت جزءا أساسيا من يومها 
كما أنها لم تعد على التقصير في عملها ولن ترغب في أن تتراخى فيه 
أحكمت ربط حجابها اﻷسود وعلقت حقيبتها على كتفها وخرجت من غرفتها 
ألقت التحية على والدتها التي نظرت لها بإستغراب وسألتها مستفهمة 
إنتي مش كنتي هتاخدي كام يوم أجازة 
ردت عليها بإبتسامة هادئة 
ايوه بس أنا زهقت ومش حابة إنه يتقال عني مصدقت انهم أدوني أجازة وأنتخت !
هزت والدتها رأسها بإيماءة خفيفة وهي تقول 
ربنا يعينك يا بنتي ! خلي بالك بس من نفسك
همست له بنعومة وهي تنحني لتقبل جبينها 
حاضر 
ثم تحركت بعدها إلى خارج المنزل 
تابعتها روان بعينيها ولكن عقلها كان شاردا في تلك المصادفات 
تنهدت بإستياء ولمعت عيناها بوضوح  
حمبوزو !!
تعثرت الصغيرة ريفان وبدأت في البكاء فأفاقت روان على صوتها الباكي وهبت من مكانها راكضة نحوها ثم أسرعت بحملها بين ذراعيها وظلت تقبل وجنتيها بعطف ومسحت على ظهرها برفق 
في نفس التوقيت وصلت إيثار إلى مدخل الفيلا واتجهت نحو الحديقة حينما سمعت صوت بكاء الصغيرة 
تسمرت في مكانها مدهوشة حينما رأتها أمامها رمشت بعينيها غير مصدقة أنها هي 
فغرت ثغرها لتنطق پصدمة 
روان !!!
التفتت روان للخلف عقب سماعها لذلك الصوت الأنثوي المألوف الذي تعرفه جيدا 
لم يقل إندهاشها عنها وهتفت مصډومة 
إيثار !
أسرعت كلتاهما نحو بعضهما البعض لتحتضن إحداهما الأخرى بعاطفة صادقة 
وحصرت الصغيرة في المنتصف بين أحضانهما المشتاقة 
هتفت روان بتلهف 
إنتي وحشاني اوي يا ريري !
ردت عليها إيثار بإبتسامة ناعمة 
وإنتي أكتر
تساءلت روان بفضول وهي ترمقها بنظراتها الناعمة 
قوليلي بتعملي ايه هنا 
ردت عليها بهدوء وهي تنظر لها بثبات 
انا بأشتغل هنا هو مالك بيه مقالكيش !
ارتفع حاجبي روان في ذهول ورددت محاولة إستيعاب المغزى وراء تلك الكلمة الغامضة 
مالك بيه !!!!
أوضحت إيثار لها ماذا تقصد قائلة بهدوء ورزانة 
اها أنا بأشتغل عنده بقالي فترة أنا البيبي سيتر
بتاعة ريفان
انفرجت شفتي روان للأسفل في صدمة واضحة وهتفت بعدم تصديق 
لالالا مش معقول إنتي أكيد بتهزري !
تعجبت إيثار من إخفاء مالك لتلك المعلومة عن عائلته وتساءلت بإستغراب 
هو مش معرفكم بده 
هزت رأسها نافية وهي تجيبها بجدية 
أبدا والله ! انتي لازم تفهميني على كل حاجة بالراحة !
ابتسمت لها إيثار برقة وهي تضيف 
اوكي بس اﻷول هاقوم بدوري مع حبيبتي روفي
هتفت روان بتحمس 
ماشي وأنا هساعدك
ردت عليها
إيثار بثقة وهي تتناول الصغيرة منها لتحملها بين ذراعيها 
اكيييد ده انتي عمتها
لفت روان ذراعها حول كتفي رفيقتها وتنهدت بحرارة وهي تهمس لها بإشتياق 
ريري ياه كنتي وحشاني اوي اوي !!
لم يختلف حال إيثار عنها كثيرا فهي الأخرى تبادلها نفس مشاعر الصداقة الطيبة وكانت بحاجة ماسة إلى رفقتها خاصة في بعض الأوقات الحرجة واليوم هي حظيت بها مجددا 
اتسعت حدقتي تحية في ذهول بعد أن أخبرها عمرو برغبته في الارتباط بروان شقيقة مالك 
هزت رأسها مستنكرة ما قاله وهتفت معترضة 
استحالة يحصل اللي بتطلبه !
سألها عمرو بعبوس وهو يشير بيده
ليه بس 
حدجته والدته بنظرات حادة وصاحت فيه بغلظة 
في ايه يا عمرو ! انت نسيت اللي حصل زمان واللي انت عملته فيه وفي أختك تفتكر هو بالبساطة دي هيوافق إنه يديهالك !
ضغط على شفتيه بأسف فوالدته قد أصابت فيما قالت هو عارض وبشدة إرتباط أخته به فيما مضى وبالطبع لن يكون من اليسير أن يقبل به زوجا لأخته  
ومع ذلك أردف قائلا بنبرة
راجية 
أنا عارف إنه مش هيوافق بالساهل بس الزمن اتغير وكل واحد شاف حاله خلاص
هزت تحية رأسها مستنكرة ما يريده ابنها وأصرت على موقفها وبررت له 
يا عمرو إنت ممكن تكون نسيت لكن هو ﻷ !
ثم صمتت للحظة قبل أن تكمل بنبرة حزينة 
وحتى أختك إنت مش شايف حالها بقى عامل ازاي !
نظر عمرو لوالدته بجمود وسألها بجدية 
يعني ايه يا ماما 
ردت عليه بجدية شديدة دون أن تطرف عيناها 
يعني تنسى يا بني الكلام ده وتشيله من دماغك نهائي !!!
زفر عمرو بضيق واعترض قائلا بعناد 
لا إله إلا الله بس أنا معجب بيها وعاوزها
تأكدت تحية أن ابنها لن يتراجع عما يريد وأنه سيصر عليه مهما كلفه الأمر فأرادت أن توضح له ما ارتكبه سابقا ليعيد ترتيب حساباته فأكملت بحذر 
يا عمرو إنت مش عايز تفهم ليه انت بهدلت أخوها وفركشت خطوبته من أختك وضړبته وطردته وعملت عداوة معاه ومع عيلته وقطعناهم لسنين وعاوز بعد ده كله تيجي تقوله جوزني أختك ﻷني معجب بيها !
رد عليها بضجر 
اللي حصل حصل كله كان مقدر ومكتوب !!
تابعت والدته قائلة بهدوء وكأن مسألة إرتباطه بروان محكوم عليها بالفشل 
عموما يا بني شاور على اي واحدة تانية غيرها وأنا مستعدة أروح أكلم أهلها وأخطبهالك
رد عليها بإصرار واضح في نبرته وتعابير وجهه وكذلك نظراته 
وأنا مش عاوز غير روان وبس
ردت عليه تحية محذرة بجدية 
يا بني متركبش دماغك !!
ثم أضافت بنبرة شبه حزينة 
طب فكر في أختك إيثار لو عرفت رد فعلها هايكون ايه 
استغرب عمرو من جملة والدته الأخيرة ونظر لها بعدم فهم فأوضحت مقصدها قائلة بإستنكار 
راعي شعورها يا بني إنت جيت عليها وحرمتها من حبها زمان وبهدلتها وسودت عيشتها وجاي دلوقتي تحلل لنفسك اللي حرمته عليها !
أطرق عمرو

رأسه في أسف فهو بالفعل أساء لأخته كثيرا وحرمها من حقها الطبيعي في إختيار شريك حياتها وأجبرها على الزواج من زميله الذي أذاقها ألوانا من العڈاب هو جنى عليها ولن يكون هينا أن تراه يرتبط بأخت حبيبها الأسبق 
تنهد بإحباط ورد على والدته بضيق 
خلاص يا أمي فضينا سيرة من الموضوع ده
سألته والدته بفضول 
إنت هتصرف نظر عنه 
رد عليها بفتور وقد ظهر الجمود على تعابير وجهه 
سبيها على الله !
حاول عمرو تهدئة اﻷجواء قليلا حتى يفكر بصورة عقلانية في توابع قراره  
فأخته طرف في هذا الموضوع حتى وإن كانت واقفة على الحياد  
هو يتفهم اﻵن شعورها أن تحرم جبرا مما ترغب فيه 
هو جنى عليها سابقا وها هو اليوم يتجرع من نفس الكأس المر  
سردت إيثار لرفيقتها روان ظروف وملابسات عملها مع أخيها كمربية لإبنته فتعجبت اﻷخيرة مما سمعته وهتفت بحماس 
دي كانت أخر حاجة ممكن أتوقعها ! 
ردت عليها إيثار بهدوء رقيق 
ده حقيقي فعلا
مدت روان يدها لتمسك بكف رفيقتها وتنهدت بسعادة وهي تقول 
بس أنا فرحانة اوي إني هاشوفك هنا وكل يوم !
استغربت إيثار من عبارتها الأخيرة وسألتها بجدية 
إنتي هاتعيشي هنا 
تنهدت روان بإحباط وتحول وجهها للعبوس وهي تجيبها بإمتعاض 
ايوه
لاحظت هي تبدل تعابير وجهها للوجوم والحزن فأثار هذا فضولها لمعرفة سببه وتساءلت بإهتمام 
طب ليه 
أخذت روان نفسا عميقا حبسته في صدرها للحظات قبل أن تخرجه دفعة واحدة ثم أجابتها بنبرة حذرة 
بصي أنا مش عارفة إن كان للموضوع علاقة بأخوكي ولا ﻷ
ارتفع حاجب إيثار للأعلى بإندهاش وتساءلت بنزق 
عمرو !! وإيه ډخله بإنك تيجي تعيشي هنا 
ضغطت روان على شفتيها لتقول بحذر 
هاحكيلك !!!
وبالفعل قصت عليها المواقف التي جمعتها بأخيها عمرو وكيف كان شهما معها وما حدث في اللقاء اﻷخير على الدرج واشتباك مالك معه 
صدمت
إيثار مما سمعته ونظرت لها بتعجب وهي تقول بعدم تصديق 
إنتي وعمرو ! دي أخر حاجة ممكن أتخيلها !
ابتسمت لها روان بسخرية وهي ترد عليها 
وأنا والله أنا كنت بأكرهه جدا!
مطت إيثار شفتيها للأمام في تعجب ورددت بمكر 
مممم كنتي ! طب ودلوقتي 
توردت وجنتي روان وأسبلت عيناها خجلا وهي تجيبها بإستحياء 
مش عارفة بقى !
شعرت إيثار بوجود مشاعر خفية ولكنها مميزة بين أخيها ورفيقتها فابتسمت لها بسعادة متمنية لها الخير وتشدقت قائلة 
عموما يا حبيبتي عمرو انسان كويس مش عشانه أخويا بس حقيقي هو اتغير كتير ويمكن كان عاوز يعوضني عن اللي حصلي واللي عمله فيا !
انقبض قلب روان بقلق عقب الجملة الأخيرة وتساءلت بإهتمام وقد تحول وجهها للتشنج قليلا 
هو عمل ايه 
لم ترغب إيثار في إفساد ذلك الجو الودي بالحديث عن ذكرياتها التعيسة أو حتى تكوين صورة سلبية عن أخيها الذي رأته قد تغير بالفعل للأحسن وأدرك خطأه لذلك أجابتها بإبتسامة باهتة 
يعني مافيش داعي نفتح في القديم بس أنا واثقة فيه
عضت روان على شفتها السفلى وردت عليها بإستياء 
ماشي براحتك يا ريري !
أومأت إيثار برأسها في إمتنان لها 
بينما أكملت روان بنبرة حرجة 
أنا عارفة يا ريري إني كنتي مقصرة معاكي ومش بسأل زي زمان بس إنتي كنتي شايفة الوضع عامل ازاي !
ردت عليها إيثار بهدوء 
ولا يهمك
أضافت روان مبررة 
وبعدين انتي اعدتي فترة مش بتيجي حتى عند مامتك فمكونتش بأعرف أشوفك
تذكرت إيثار تلك الفترة التي قضتها في دار المغتربات أثناء صراعها في المحاكم للحصول على حكم تطليقها من محسن فهزت رأسها بإيماءة خفيفة وأجابتها بإختصار 
ايوه
تابعت روان قائلة بإهتمام 
يمكن بس الفترة اﻷخيرة كنت بألمحك وإنتي طالعة أو نازلة بس أكيد طبعا إنتي كنتي مشغولة مع جوزك وبيتك !
لم تعلق عليها إيثار وأغمضت عيناها لتخفي لمحة اﻵلم الحزينة بهما 
استغربت روان من صمتها المريب فسألتها مجددا محاولة معرفة أي شيء يخصها 
قوليلي أخبارك ايه وأحوالك إزيها 
تنهدت بعمق وهي تجيبها بنبرة حزينة 
الحمدلله !
أثار ردها المقتضب والغامض فضولها لتعرف عنها المزيد فهي قليلة الحديث عن حياتها لذا سألتها بإهتمام 
إيثار أنا حاسة انك اتغيرتي ومابقتيش زي زمان
ابتسمت بتصنع وهي تجيبها 
مافيش حد بيفضل على حاله
سألتها روان بفضول وهي محدقة بها 
طب
41  42  43 

انت في الصفحة 42 من 57 صفحات