الأربعاء 27 نوفمبر 2024

فاذا هوى القلب بقلم منال سالم

انت في الصفحة 10 من 77 صفحات

موقع أيام نيوز

رأس والدتها وهمست متسائلة بحذر
هي ساكنة قريب مننا
ردت عليها حنان بهدوء
لأ في حتة تانية
اعتدلت هي في نومتها ونظرت أمامها بشرود تفكر في الأمر لديها عمة لا تعرف عنها إلا القليل ولا تقطن بجوارهم بالإضافة لوجود مشاكل قديمة  
لاحظت والدتها شرودها وصمتها المفاجيء فهمست بصوت متحشرج
أسيف 
انتبهت ابنتها لها ورسمت ابتسامة مصطنعة على وجهها مرددة بنعومة
نعم يا ماما
وضعت حنان يدها على كف ابنتها وضغطت عليه بأصابعها قائلة بجدية
أنا مش عاوزاكي تغلطي غلطة ابوكي وتقاطعي قرايبك سمعاني مش عاوزاكي تكوني لوحدك لو جرالي حاجة 
هتفت أسيف بتوجس
بعد الشړ عنك يا ماما بس إنتي قصدك ايه بالكلام ده
ردت حنان بفتور وهي تنزلق بجسدها للأسفل لتغفو
بعدين سيبني أرتاح دلوقتي 
حركت أسيف رأسها بالإيجاب وهي ترد مبتسمة
حاضر يا ماما 
أعدت جليلة طاولة الطعام بالمأكولات الشهية ونظرت إلى ما وضعته بإعجاب فهي دوما تبرع فيما تطهوه
أطلقت تنهيدة متفاخرة من صدرها وغمغمت مع نفسها قائلة
والله ما في زي نفسي في الأكل بس اللي يقدر
وجهت أنظارها للجانب وهتفت بصوت مرتفع
الغدا جاهز يالا يا حاج طه
استندت بمرفقها على حافة المقعد الخشبي وتابعت ندائها العالي
يا منذر دياب تعالوا يا ولاد الغدا سخن
أخذت نفسا عميقا ثم أكملت بنفس الصوت الحاد
بت يا أروى سيبي مذاكرتي وهاتي يحيى في ايدك وتعالي
انتظرت هي للحظات قبل أن يأتي قاطني المنزل إليها
شمر الحاج طه عن ساعديه وحدق في صحون الطعام بنظرات إعجاب مرددا
ماشاء الله يا جليلة 
ردت مبتسمة بتفاخر
سفرة دايمة إن شاء الله
سحب منذر مقعده وجلس عليه دون أن ينبس بكلمة بينما أقبل دياب على الطاولة وهو ينفخ بضيق بادي عليه
نظرت له والدته بإستغراب متسائلة
مالك يا دياب وشك مقلوب كده ليه
نظر لها من طرف عينه بإنزعاج ولم يجب على سؤالها وقبل أن تضيف المزيد استمعت هي إلى صوت ابنتها الصغري هاتفا
يحيى مش جه يا ماما
التفتت سريعا برأسها نحو دياب وهتفت متسائلة بتخوف قليل
الله الواد راح فين يا دياب هو انت مجبتوش معاك
أجابها باقتضاب وقد اكتست ملامح وجهه بالتجهم
لأ
زاد قلقها لعدم وجود حفيدها ضمن أفراد العائلة فتساءلت بتوتر
ليه انت سبته فين
رد عليها بامتعاض
المحروسة خدته معاها عاوزاه يقضي اليوم
زفرت جليلة بإستياء وردت عليه قائلة
معلش يا بني ماهي أمه بردك ومن حقها تقعد معاه 
تمتم دياب من بين أسنانه بسخط
هي دي أم أصلا دي شيطان
صاح طه بصرامة وهو يدس ملعقته في صحن الأرز
فضونا من السيرة دي وخلونا ناكل على رواقة 
قامت جليلة بتوزيع الطعام على صحون أبنائها بعد أن قدمت لزوجها حصته أولا
تساءل دياب بجدية بعد أن ابتلع ما في جوفه
عملتوا ايه في موضوع الدكان
أجابه منذر بهدوء
لسه في شوية قلق كده
قطب دياب جبينه متعجبا وتساءل مهتما
قلق ايه ده هي عواطف ناوية تتنمرد علينا ولا ايه 
رد عليه أباه قائلا
لأ يا دياب الحكاية ومافيها إن أخوها شريك في الدكان وهي مش هاتعرف تتصرف فيه لوحدها
انتبهت جليلة لعبارة زوجها الأخيرة وهتفت مرددة بنزق
رياض ياه بقالنا كتير ماسمعناش عنه حاجة  
تساءل دياب بإستغراب
مين رياض ده
أجابته والدته قائلة بتنهيدة مطولة
ده أخو عواطف جدع طيب والله بس بخته قليل
تقوس فم دياب بعدم اقتناع مرددا
هي ليها أخوات أصلا
أجاب طه عليه بنبرة هادئة
ده من أيام الڤضيحة اياها
اهتم دياب بالحديث كثيرا خاصة أنه لا يعي عنه شيئا فتساءل بفضول أكبر
ڤضيحة ايه دي
ردت عليه جليلة بأريحية تامة
أم عواطف الست عزيزة الله يرحمها مكانتش تعرف إن جوزها الحاج خورشيد الكبير متجوز من قبلها ولما دريت بده وقت ما مراته الأولى دي ماټت على اللي عملته فيه وقلبت الدنيا ومقعدتش وكانت فضايح في الحتة شتمته وبهدلته وقلت أدبها عليه وعلى ابنه والكل اتفرج عليهم
عقد منذر ما بين حاجبيه متعجبا من جرأة تلك السيدة وأسلوبها الغير أخلاقي مع زوجها مرددا بضيق
يا ساتر
تابعت جليلة قائلة بتحمس
هو حاول يراضيها ويعوضها عن انه خبى عليها إكمن كان بينهم مصالح كتير وكتب لها جزء من أملاكه بس مرتاحتش كل همها ازاي كان متجوز ومخلف واد من وراها لأ وكان جدع وقتها يعني هيشاركها في كل حاجة
ارتشف دياب صحن الشوربة الساخن بالكامل دفعة واحدة وأسنده أمامه ثم تساءل باهتمام
وبعدين
أكملت جليلة بعد أن مصمصت أصابعها الملطخة بأجزاء من الطعام
مخلصهاش تسيبه كده قالت لقرايبها وكانوا شداد الصراحة حلفوا ما يسيبوا عمك خورشيد إلا لما يربوه على كدبه عليهم
رفع طه حاجبه للأعلى مرددا بحزم
خلاص يا جليلة بلاها السيرة النكد دي على الأكل
اعترض دياب على جملة أبيه قائلا بفضول
استنى يا حاج أما أعرف التفاصيل
لوى طه فمه هاتفا بتهكم وهو يسلط أنظاره عليه
يعني هتسمع الأملة
ضحك منذر قائلا بإستهزاء
عادي يا حاج طه ابنك غاوي حكايات
لم يعقب عليهما دياب واكتفى برمقهما بنظرات حادة ثم الټفت ناحية أمه وسألها مهتما
ها يا أمي ايه اللي حصل
ابتلعت ما في جوفها وأجابته بصوت جاد
اندهش دياب من تفكير زوجة ذلك الرجل الإجرامي واسترعى الأمر فضوله بشدة
أخفضت جليلة نبرتها لتضيف برثاء مصطنع
بس يا عيني اللي راح في الموضوع ده بت غلبانة باين فدت الحاج خورشيد وابنه
هتف دياب بشكل حماسي مفاجيء
شكل عزيزة دي كانت جبارة
ردت عليه جليلة بامتعاض وقد عبست تعابير وجهها
أجارك الله دي كانت فظيعة
أضاف منذر بجدية وهو يتفرس وجه والدته
بس عواطف مش طلعالها 
ردت عليه أمه بتنهيدة
عواطف زي أبوها طيبة وفي حالها
تساءل دياب بنبرة جادة وهو يعاود النظر إلى أبيه
المهم دلوقتي الدكان ده هنعرف ناخده ولا البيعة واقفة
أجابه طه قائلا بنبرة متريثة
عواطف قالت هتتصرف وأدينا مستنيين
هز دياب رأسه بإيماءة خفيفة مضيفا
اللي فيه الخير يقدمه ربنا
حدق منذر في وجه أبيه وهتف بخشونة وقد بدت الصرامة ظاهرة على محياه
يومين كده ونسألها عملت ايه
حرك والده رأسه بإهتزازة جادة موافقا إياه
وماله يا منذر
لاحقا وبعد مرور عدة أيام أجرت أسيف بحثا مكثفا على المواقع الطبية المختلفة باحثة عن طبيب مناسب يمكنه متابعة حالة والدتها وعلاجها إن اقتضى الأمر
فهي تخشى تدهور صحتها وربما خسارتها إن أهملت في نفسها
لذلك أجبرت نفسها على التحري في سرية لتصل إلى شيء مفيد لذلك جلست في مكتب والدها لتفعل هذا
ونوعا ما جمعت عدة معلومات عن عدة أماكن باهظة الثمن يمكنها أن تقدم لوالدتها فرصة جيدة في الفحص والتشخيص
دونت الأسماء في إحدى صفحات مفكرتها الزهرية الصغيرة
زفرت بتعب بعد
ذلك المجهود الذي أخذ من وقتها ساعات كثيرة
أرجعت ظهرها للوراء وحركت عنقها للجانبين وهي تفركه بكفي يدها
استرخت على المقعد قليلا وأغمضت عيناها لتريحهما
رددت لنفسها بتفاؤل وهي تتثاءب
إن شاء الله يجي تعبي ده بفايدة المستشفيات دي الأغلب بيشكر فيها
تمطعت بذراعيها وهي تكمل حديث نفسها المتحمس
أقنع بس ماما نروح لواحدة فيهم وأهوو فلوس بيع الأرض موجودة عشان مايبقلهاش حجة
قطع تفكيرها صوت رنين الهاتف الأرضي ففتحت عيناها سريعا ونهضت عن المقعد لتجيب عليه
وضعت أسيف السماعة على أذنها قائلة بصوت خاڤت
ألوو
استمعت هي إلى صوت أنثوي يردد بحزن
حنان
تجمدت تعابير وجهها نوعا ما متعجبة من وجود من يهاتف والدتها التي كانت نادرا ما تحدث أحد في الهاتف وصححت لها قائلة برقة
لأ أنا أسيف بنتها
بنت رياض
ردت عواطف مصډومة بتلك العبارة وقد بدا في نبرتها الذهول التام من وجود ابنة
10  11 

انت في الصفحة 10 من 77 صفحات