جابري
تزدهر سريعا و يزداد لهيبها لهيب يسمي العشق..
أعطيني بتي يا عبد الچبار بيه و هملنا لحالنا..
قالها قناوي بأنفاس متهدجة و صوت مبحوح أثر صرخاته المتواصلة..
دلوجيت افتكرت أنها بتك يا عديم الرچولة..
أردف بها و هو يقترب منه حتى توقف أمامه مباشرة ليظهر فرق الطول الشاسع بينهما انكمش قناوي پخوف من هيبته و ضخامة جسده القوي و ذراعيه المعضلة..
جاهد قناوي و تحدث بصعوبة بصوت مرتجف متقطع..
يا بيه أهمل بتي ليك كيف و أنت جولت مريدش چوازك منها.. أكده الناس تاكل وشي و أبجي مسخرة وسط الخلق..
بتك ليها حق في ورث چوزها اللي هو أخوي الله يرحمه و هتقعد في حقها معززة مكرمة محدش يقدر يمسها بكلمة واحدة طول ما هي في حمايتي..
جحظت أعين قناوي بذهول مرددا..
أفهم من أكده إن سعادتك هتعطي بتي حقها في أرض چوزها و ماله و الدوار و شغله اللي في مصر وياك كمان!!!..
غمغم بها و هو يجذبه من ياقة جلبابه و سحبه خلفه دفعه لخارج أسطبل الخيل الذي كان يحتجزه داخله دفعه أطاحت به أرضا مكملا بأمر..
غور من قدامي.. معيزش أشوف خلقتك مرة تانية أهنة ..
الله يعمر بيتك يا عبد الچبار بيه.. يا أصيل يا ولد
الأصول.. يلي هتقعد بتي في ورثها ..
بينما ظل عبد الجبار يقف مكانه يتابعه بشرود و قد أدرك خطۏرة الوضع الذي أصبح فيه فوجودها هنا بمثابة سكب الزيت فوق الجمرات المشټعلة بقاع قلبه..
.............................. لا إله إلا الله ...................
كلما أستعادة وعيها تجد خضرا تجلس بجوارها تربت على شعرها تاره تبكي على حالها تاره تقرأ لها بعض الآيات القرآنية تاره أخرى
ظلت ترعاها بنفسها بكل طيب خاطر تحت نظرات بخيتة المغتاظة و كلماتها المسمۏمة التي تلقيها على سمعها لكنها لم تتركها بمفردها بأذن من زوجها أظهرت معدنها الأصيل و رونق قلبها الصافي عاملتها كما لو كانت بنت من بناتها..
تنفست الصعداء حين لمحت خضرا تجلس بجوارها على الفراش مستنده برأسها على يدها و قد غلبها النعاس..
أبلة خضرا.. همست بها سلسبيل بصوتها الضعيف لكنه وصل لسمع تلك الحنونة فنتفضت مسرعة تتفحصها بلهفة و هي تقول بفرحة..
أنتي فوقتي يا خيتي..
أرغمت سلسبيل نفسها على الابتسامة لها و رسمت قوة زائفه على ملامحها الحزينة و حاولت تعتدل جالسة.. لتسرع خضرا و تساعدها برفق و تضع لها الوسائد خلف ظهرها بوضع أكثر راحة مدمدمة..
أيوه أكده شدي حيلك و فوقي يا خيتي و إني هچيبلك أحلى وكل من عمايل يدي يرم جتتك ..
جاهدت سلسبيل حتي تتحكم بعبراتها التي تغزو عينيها و هي تقول بامتنان.. متتعبيش نفسك أكتر من كده يا أبلة خضرا.. كفاية كل ما أفتح عيني بلاقيكي جنبي ..
صمتت لبرهة تلتقط أنفاسها و تابعت بتنهيدة متعبة..
أنتي أول واحدة تعاملني بحنية كده بعد أمي الله يرحمها مع إنك المفروض تكرهيني علشان كنت هبقي دورتك..
هنا بكت خضرا و ضمتها لصدرها بحنان بالغ يدها ترتب خصلات شعرها الحريرية المشعثة..
جلبي عليكي يا بتي.. لساتك أصغيرة على المرار و الغلب ده كله..
أستكانت سلسبيل بحضنها عينيها تذرف العبرات دون بكاء و ابتسامة باهته تزين شفتيها المزمومة و قد تذكرت حضڼ والدتها التي حرمت منه إلى الأبد منذ سنوات و من حينها لم يحنو عليها مخلوق بعدها..
أنا مش عايزة أخد منك جوزك يا أبلة خضرا والله.. و في نفس الوقت مش عايزه أرجع لأبويا و مش عارفة أعمل أيه و لا أروح فين..
قالتها سلسبيل بصوتها المجهد و ابتلعت ريقها و تابعت بجملة جعلت شهقات خضرا تزداد..
أنا كنت بتمني أموت في أيد أبوي المرادي.. كنت هروح عند ربنا و أرتاح من
عذابي ده..
بعيد الشړ عليكي يا خيتي.. متقوليش اكدة مرة تانية..
قالتها خضرا و هي تربت على صدرها بكف يدها و تابعت بنبرة مطمئنة..
متشليش هم واصل.. أني اتحدتت مع عبد الچبار و قالي إنك هتقعدي حدانا في حقك..
حقي!!!..غمغمت بها و هي تبتعد عن حضنها و تنظر لها بعدم فهم فتابعت خضرا بابتسامة و هي تزيل عبراتها..
أنتي ليكي حق في ورث چوزك الله يرحمه.. و عبد الچبار قالي أقولك لو ليكي غرض تنزلي معانا مصر تقعدي حدانا في ورث چوزك يا مرحب بيكي.. و لو رايده تاخدي حقك مال هو هيقدروا و يدفعلك حقك وزيادة كمان..
تهللت أسارير سلسبيل عندما علمت أنهم سيأخذونها معاهم إلى مصر هذا كل ما تريده لا تريد الورث و لا المال.. تريد حريتها فقط حتى تستطيع البحث عن عائلة والدتها..
بجد يا أبلة خضرا هتاخدوني معاكم مصر!..
فرحة خضرا لفرحتها و احتضنت و جهها بين كفيها مردفة..
إحنا كنا ناوين نقعد يومين اهنة و نعاود علشان مشاغل أبو فاطمة ياما.. و قعدنا كل الوقت ده لخاطرك يا ست البنتة..قولنا نستنى نطمن عليكي و تبقي زينة و نعاود طوالي..
تحاملت سلسبيل على نفسها و غادرت الفراش بخطي مترنجحة و هي تقول بفرحة غامرة..
أنا بقيت زينة أهو يا أبلة خضرا.. خدوني معاكم و خلينا نمشي من هنا قبل ما أبوي يجي ياخدني تاني الله يخليكي..
اقتربت منها خضرا بخطوات مهرولة و ساندتها قبل أن تسقط أرضا بسبب عدم اتزان جسدها الهزيل..
على مهلك عاد يا بتي.. خليني أوكلك لقمة تقويكي لول و بعد أكده هتحدد مع عبد الچبار و أقوله إنك بقيتي زينة..
حديثهم هذا بأكملة أستمعت له بخيتة الواقفة على باب الغرفة تتجسس كعادتها الحمقاء تصطك على أسنانها بغيظ و قد إذداد ڠضبها منهما أضعاف مضاعفة..
فاكرة نفسها ست الدار خضرا بنت نفيسة و بتتحدد على هواها.. الله في سماه لطين عيشتك يا خضرا و ما هيرتاح ليا بال إلا و إني مچوزة ولدي عليكي..
انتفضت راكضة حين أستمعت لصوت حمحمة عبد الجبار يعلن بها وصوله و سارت متجهه نحوه بخطوات غاضبة و هي تقول..
معقول الحديت اللي چاني ده يا عبد الچبار.. أنت صح هتاخد اللي ما تتسمي سلسبيل معاك على مصر!!! ..
أجابها عبد الجبار بهدوء أغضبها أكثر..
أيوه يا أمه.. و انتي كمان هتيچي معانا.. أني مههملكيش لحالك اهنة بعد أكده واصل..
بخيتة
پغضب و صوت عال وصل لسمع سلسبيل جعل قلبها يسقط أرضا من شدة خۏفها.. تيجي
معانا بصفتها