عقوق العشاق
انت في الصفحة 1 من 131 صفحات
روايةرواية عقوق العشاق الحزء الرابع من سلسلة العشق الأسود للكاتبة هدى زايد منرالفصل الأول ل الفصل العاشر
الفصل الأول
كانت جالسة أمام ماكينة الحياكة تضع لمساتها الأخيرة فستان جديد و عمل جديد تحاول أن تتخلص من هذا العمل و لكن على ما يبدو أن العمل لا يريد التخلص منها غدا اول أيام الشهر الفضيل تريد أن تبتاع احتياجاتها قبل حلول الغسق نظرت إلى الساعة المعلقة على الحائط ثم
عادت ببصرها إلى الماكينة انتهت منه اخيرا
وقفت من خلف منضدة الماكينة ثم قامت بتبديل ملابسها نظرت لصورتها المنعكسة في المرآة لاحت إبتسامة خفيفة على ثغرها وصل إلى مسامعها صوت والدها الذي نفذ صبره تنهدت بضيق وهي تحدث نفسهابضجر تعيد كلمات والدها التي حفظتها عن ظهر قلب
اتجهت إلى خزانة الملابس و بدلت الرادء بآخر من تصميمها يتميز بالبساطة ثم جذبت الثوب ووضعته في الحقيبة الجلدية و خرجت أخيرا من كهفها ابتسمت بسماجة وقالت
نعم يا بابا
لكزها بعكازها في كتفها و قال بغيظ
ما لسه بدري يا اختي الواد معدته نشفت من شرب الشاي
ايوة يعني اعمل إيه ما المطبخ اهو يدخل يعمل اللي يعجبه
عيب يا مهدية ابنك ضيف عندنا
نظرت مهدية له وقالت بإبتسامة مزيفة
أنت ضيف عندنا
اجابها بإبتسامة سمجة ردا على إبتسامتها
طب الحمد لله ادخل و اطبخ بقى عشان أنا مش فاضية سلام
استوقفها والدها بصوته العال قائلا
بت يا مهدية خدي هنا
زفرت مهدية بحنق و هي رافعة بصرها لسقف الردهة نفذ صبرها من تحكمات أبيها التي تحدث شهريا بسبب ذاك المتطفل استدارت بجسدها كله قائلة بغيظ مكتوم
نعم يا بابا نعم يا حبيبي خير !
ادخلي حضري الغدا عشان بلال يتغدا معانا قبل ما تنزلي
لأ ياعمي أنا مستعجل خليها مرة تانية
غادرت مهدية قبل أن يناديها والدها مرة أخرى
لحق بها بلال و حاول اقناعها بأن يكون سائقها الخاص لكنها رفضت أشارت إلى سيارة أجرة وقبل أن تلج قبض على ذراعها وقال من بين أسنانه
اموت واعرف أنت عاوز مني إيه يا بارد يا اخي خلي عندك ډم أنا مبكلمش و لا عاوزة اصلا اتكلم معاك
مش ها كرر كلامي تاني يا مهدية
قلت لأ
رد السائق بنفذ صبر و هو يتابع الموقف من البداية و لم يعقب عليه لكنه قرر أن ينهي هذا الجدال .
ما تخلصنا يا استاذ و سبها تركب
رد بلال وهو يميل بجذعه العلوي قليلا قائلا
اطلع أنت هي هتركب معايا
و أنت مالك يا بارد أنا مش عاوزة اركب معاك
لم ينتظر ردها جرها خلفه حاولت أن توقفه لكنه لا يبالي قام بفتح باب السيارة دفعها للداخل ثم سار تجاه مقعد القيادة جلس و تنفس بعمق محاولا كتم غضبه الشديد فرغ فاها لتتحدث قاطعها قائلا بحدة وصرامة
مافيش
مالك
مافيش
مهدية يا حبيبتي للمرة التالتة والأخيرة عشان المرارة بقت على آخرها مالك
قلت لك مافيش
هدر بلال بصوته الجهوري قائلا بنفاذ صبر
مهد ية قلت لك مالك !
مالي حاضر ها قل لك مالي بقالك شهر مختفي كل ما اتصل عليك مشغول يا مهدية ها كلمك مرة تانية يا مهدية سلام دلوقتي يا مهدية و يوم ما تظهر تظهر لي بعد ماخلصت الفستان و بكل البرود اللي في الدنيا تقولي وحش مكشوف يا مهدية دي بدلة رقص مش فستان خطوبة
ختمت حديثها الغاضب وهي تقترب من أذنه قائلة
بغيظ شديد
عرفت بقى مالي
رفع بلال ذراعيه ليحمي وجهه من لكماتها التي لم تترك قيد أنملة في جسده إلا و طالته يدها رد بنبرة متعجبة و هو ينظر لها بدهشة وذهول شديدان
يخربيتك كل دا في قلبك من ناحيتي
على الجانب الآخر و تحديدا في منزل مالك كانت ملك تتدور حول نفسها سعادة الدنيا لا تكفي اليوم هو يوم حصادها غفران و هدية الله لها كانت تناجي ربها ليلا نهارا نظرت في ساعة يدها شهقت صوت عال قائلة
يا خبر غفران زمانه جاي
طرقات خفيفة قبل أن تأذن ل أبيها الثاني أن يلج
ولج عابد و على ثغره إبتسامة خفيفة هرولت تجاه احتضنته ثم طبعت على خديه قبلاتها الهادئة و قالت بمشاكسة
دقنك طويلة يا دوك إيه هتقابل العريس كدا
تنحنح وحاول أن يستجمع شجاعته و هو يحدثها بهدوء
ملوكة عاوز اقل لك حاجة
حاجة إيه بس دا أنا اللي عاوزة اقل لك حاجة مهمة بابا
ماله
من امبارح مش في البيت و لا راضي يرد عليا ولا مامي أنا خاېفة يتأخر على غفران
احتضن عابد كف ملك بين كفيه و قال بخفوت
منك لله يا مالك سبت لي مهمة صعبة
عقدت ملك مابين حاجيبها نظرت لعمها وقالت بتساؤل
عمو في حاجة مهمة إيه اللي صعبة اللي بابا سابها لك
رفع عابد بصره وقال بسرعة وبدون مقدمات وهو ينظر في عين ابنة اخيه
ملك غفران مش هايجي عشان هو مش عاوز يخطبك اصلا الموضوع كله كان سوء تفاهم من البداية
نزعت ملك يدها من بين كفيه و قالت بغصة في حلقها
إيه الكلام الفارغ دا يا عمو أنت بتقول ايه
بلع عابد لعابه بصعوبة بالغة وقف عن حافة الفراش وقف مقابلتها وقال بأسف
غفران النهاردا خطوبته على وصال اخت بلال وغفران كان جاي يطلب لك ل بلال كان جاي يقلنا على اساس إننا نفكر بس
قاطعته پغضب مكتوم قائلة
بس إيه إيه التهريج دا غفران بيحبني أنا مش وصال دا تلاقي تخطيط اللي اسمها مهدية عشان كنت عاوزة اخد منها الفستان بالعافية
تابعت بمرارة وهي تتجه نحو ردائها الأسود وقالت من بين دموعها
لو عاوزة الفستان دا كمان تاخده لكن متاخدش مني غفران قل لها كدا ياعمو عرفها إني مش مسامحها ابدا لو فرقت بيني وبينه
حق الله يتقال يابنتي ابوك هو اللي فهم الموضوع غلط وأنا اللي لفت نظره للموضوع لكن أنت مش في دماغ غفران اصلا !!
اصلا !!!
طب ازاي وهو قال إنه عاوز بابا يكون سبب إن فرحته تكمل
كان يقصد بيها إن بلال يخطب في نفس اليوم ابوك عارف بقال اسبوعين بس مش قادر يتكلم معاك وساب لي أنا المهمة دي أنا آسف يا ملك مكنتش حابب اعرفك حاجة زي كدا بس هو قدرك ولازم ترضي بي
هوت ملك على حافة الفراش و تركت لدموعها العنان اقترب منها عمها وضع يده على كتفها وقال بحنو وحب
ملك أنت كويسة
بلعت مرارة حلقها وهي تنظر له بأعين مليئة بالدموع أومأ برأسها علامة الإيجاب و قالت بصوت بالكاد أن يكون مسموعا
كويسة
غادر دون أن يضيف لحديثها كلمة واحدة لم