روايه رائعه للكاتبه دعاء عبد الرحمن
مين
قالت والدته بأنفعال وهى تجلس على الأريكة بجواره
انت عارف انى مبطقش البت دى يا فارس هتجيبها تعيش معايا هنا ازاى
تقدم نحوها وقبل كفها عدة قبلات سريعه وقال برجاء
ياماما انتى عارفه انى بحبها وهى كمان بتحبنى وبعدين يا ست الكل مش انتى يهمك سعادتى برضهوانا مش هبقى سعيد مع واحده تانيهعلشان خاطرى يا ماما حاولى تتقبليها علشان خاطرى
ربتت على رأسه وقالت بحنان يابنى والله يهمنى سعاتك وكل حاجه بس انا اصلا مبحسش ان البت دى بتحبك زى ما بتحبها قلبى مش مرتاحلها ابدا
رفع عينيه اليها وقال مؤكدا لا والله يا ماما انتى ظلماها دنيا طيبه جدا وبتحبنى اوى بس هى مشاعرها مش بتبان عليها بسرعه وبعدين بقى فى حاجه متعرفيهاش
والدته باهتمام حاجة ايه
الټفت حوله وكأنهما ليسوا وحدهما فى المنزل وقال بصوت خفيض عمرو حاطط عينه على عزة بس شكله كده مستنى لما يتخرج هو كمان
نظرت له تتفحصه وهى تقول بتكلم جد يا فارس هو اللى قالك كده
أومأ فارس براسه وأغمض عينيه فى حركه مسرحيه وقال بثقة مش لازم يقولى يا حاجه انا بلقطها وهى طايره فى الهوا
ضړبته على كفه وهى تقول تصدق انا غلطانه انى قاعده اتكلم معاك انا هقوم ألحق صلاة العشاءلم تلبث ان نهضت واقفه حتى سمعت طرقات خفيفه على الباب فغيرت مسارها اليه وهى تقول ياترى مين
فارس أستنى يا ماما هفتح أنا
اشارت اليه ان يجلس مكانه وهى تفتح الباب وقالت مين أم يحيى تعالى أتفضلى يا حبيبتى
أرتبكت جارتها أم يحيى وهى تقول بخجل واضح والله اسفه انى رجعت تانى يا ست أم فارس ثم قالت وهى تشير لأبنتها الصغيرة بس البت المضړوبه دى صممت أجيبها علشان تبارك للأستاذ فارس وراسها وألف سيف لازم تيجى دلوقتى وعماله ټعيط وتصرخ مقدرتش عليها ياختى
نظرت أم فارس الى الطفله الصغيرة فى يد والدتها وهى تفرك عينيها من اثر النوم وتتثائب وهى تقول بصوت مرتفع فين فارس يا طنط
وكزتها أمها فى يدها وهى تقول قولتلك مية مره قولى ابيه فارس دخلت الصغيرة دون إستئذان وهى تجذب يد أمها قائله بمشاغبه أحنا متفقين على كده وهو مش بيزعل
وقف فارس ينظر اليها وهى تحاول ترتيب شعرها الاشعث وعينيها التى أنتفخت من اثر البكاء والنوم وهى تقول مبروك يا فارس
ضحك وقال مداعبا بقى ده منظر تيجى تباركيلى بيه برضه
جذبتها أمها مره أخرى بشدة من يدها وهى تقول لفارس باعتذار معلش يا استاذ فارس عيله متقصدش
فارس ولا يهمك يا أم يحيى مهره صاحبتى وتقولى اللى هى عاوزاه
نظرت مهره الى والدتها فى أنتصار وهى تقول شفتى مش قولتلك
أقترب فارس منها ونزل على أحدى ركبتيه وهو يتصنع الڠضب قائلا بس انا زعلان منك يا مهره لسه جايه تباركيلى دلوقتى
قالت بأندفاع طفولى وانا مالى ماما سابتنى نايمه وجات لوحدها ولما صحيت صممت اجيلك شفت بقى انا جدعه معاك ازاى
ثم نظرت لوالدتها مؤنبة وهى تقول ماشى يا ماما بكرا لما أكبر وانتوا تصغروا هسيبكوا نايمين وهاخرج لوحدى
ضحكت أم فارس وهى تربت على شعر مهره وتحاول عبثا أصلاح غرتها المبعثره على جبينها وتمسح عليه قائله معلش يا مهره تلاقى ماما مرضيتش تصحيكى علشان عندك مدرسه الصبح بدرى
نظرت اليها مهره بعين مفتوحه والاخرى مغمضة احنا فى الاجازه يا طنطتى
فارس بمناسبة المدرسه يا لمضه درجات سنه رابعه معجبتنيش أعملى حسابك السنه الجايه سنه خامسه وزى ما سمعنا كده هتبقى خامسه وسادسه مع بعض يعنى مش هقبل اقل من الدرجات النهائيه ها هاتذاكرى ولا هتقضيها كارتون
لوحت فى الهواء بطفوليه وهى تقول طبعا هذاكر وهبقى أشطر منك كمان وهجيب درجات أكبر من السنه اللى فاتت وماما هتعملى حفله كبييييرة وأشارت له محذره وعارف لو مجتش
قاطعتها والدتها وهى تقول لها يابنتى عيب كده ثم نظرت الى أم فارس قائله البت لسه مكملتش العشر سنين ومفتريه اومال لما تكبر هتعمل فينا ايه
ضحك فارس قائلا لها يا ستى إنجحى انتى بس وليكى عندى هديه معتبره
قالت وهى تمسك بيد والدتها ماشى لما نشوف يلا يا مامتىتصبحوا على خير كلكوا
دخلت دنيا فراشها وتدثرت وهى تتذكر ملامح فارس وكلماته الحانيه فأبتسمت وهى تغمض عينيها ولكن الابتسامه سرعان ما تلاشت عندما تذكرت لقائهما الاخيرطرقت والدتها الباب وأطلت برأسها وهى تقول نمتى يا دنيا ولا لسه
أدارت رأسها تجاه الباب وهى تقول لوالدتها لا لسه يا ماما فى حاجه ولا ايه
دخلت والدتها وجلست على طرف فراشها وهى تقول عاوزه أتكلم معاكى فى موضوع مهم وكنت مستنيه لما باباكى ينام
أعتدلت دنيا فى فراشها وقالت بأهتمام خير يا ماما
والدتها بصراحه كده انا مش عاجبنى حالك كده والكلام اللى قولتيه لفارس النهارده ده ولا هيقدم ولا هيأخر
زفرت دنيا بضيق وهى تقول انتى كمان يا ماما وانا اللى فاكراكى فاهمانى
والدتها بصراحه بقى انا مش فاهمه تمسكك بيه ده كله ليه ده فى الاخر هيتجوزك مع أمه فى شقتها فى مكان مش من مقامك انتى لسه فى اول العمر والدنيا فتحالك ايديها ليه تدفنى نفسك معاه
تنهدت دنيا وهى تنظر للفراغ وكأنها تنظر للمستقبل قائلة يا ماما فارس عنده عزيمه قويه انا عارفاه كويس ومش هيفضل حاله كده هيفضل يحارب لحد ما يبقى وكيل نيابه ثم ابتسمت وهى تقول وانا هبقى مرات البيه وكيل النيابه
مطت والدتها شفتيها وقالت ولحد ما يبقى وكيل نيابه هتقبلى انك تعيشى معاه عند أمه
رفعت دنيا كتفيها وهى تقول لاء طبعا انا قولتله كده بس فى الاول لكن انا عماله اهو أأجل فى الارتباط على قد ما اقدر لحد ما ياخد وضعه حتى الخطوبه عاوزه أجلها لحد ما يتعين
ثم نظرت لوالدتها فى ثقه قائله ياماما مټخافيش عليا انا مش مراهقه انا اه بحبه بس برضه مش هارتبط بيه غير لما احس ان المستقبل بقى مضمون وهيجيبلى شقه تانيه فى مكان تانى وساعتها كل حاجه هتتغير للأحسن
قالت والدتها بعدم تصديق عموما متخطيش خطوة الا لما تتأكدى الاول
عادت الابتسامه اليها مرة أخرى وهى تقول بعينين لامعتين مټخافيش عليا انا عارفه انا بعمل ايه كويس
فى الصباح أستيقظ فارس على صوت والدته وهى توقظه وتهتف به قوم يا فارس تليفون علشانك
نظر اليها بصعوبه وهو يحاول فتح عينيه قائلا مين يا ماما
والدته بتأفف السفيره عزيزة بتاعتك
ابتسم وهو ينهض من فراشه وأتجه مباشرة الى الهاتف ألو
صباح الخير يا حبيبى
لسه فاكره
هو انا لحقت ده انا لسه سيباك امبارح
سايبانى طول اليوم وانتى عارفه انى مضايق منك وجايه تتصلى تانى يوم
خلاص بقى يا حبيبى متبقاش حمقى كدهيالا بقى البس وانزل عاوزه أشوفك
أبتسم ولكنه صبغ صوته بنبرة جدية قائلا لا مش قادر انزل
كده برضه يعنى موحشتكش
أنتى فين دلوقتى
انا فى البيت
طيب خلاص نتقابل فى المكان بتاعنا بعد ساعه
زفرت بقوة وهى تقول يا حبيبى مش هنغير بقى المكان ده تلاقى مامتك أدتلك حلاوة