روايه رائعه بقلم ناهد خالد
يومها حلفت ما هسمح لحد يحرمني من الي بحبهم تاني..
هدأت ثورته وهو يسألها بعدم فهم
_ بتتكلمي عن مين
أغمضت عيناها بمرار وقالت
_ مامي
فتحت عيناها التي ومضت بذكريات الماضي الأليم حد الچحيم وهي تسرد
_ كنت وقتها عندي ١٣ سنه كنت أنا ومامي لوحدنا في الفيلا.. بابي كان مسافر ومامي كانت رافضه بابي يجبلها شغالين كانت عاوزه تهتم بينا بنفسها.. يومها رجعت من المدرسه بالباص وبابي كان جايب سواق عشان المشواير الخارجيه ليا أو لمامي وقتها رجعت بدري شويه عشان كان اليوم ده حفله مش دراسه دخلت من البوابه وملقتش الحارس موجود عرفت بعدين أن مامي كانت بعتته يجيب طلبات من السوبر ماركت دخلت الفيلا بهدوء عشان أفاجئ مامي بيا لما لقيت الباب مفتوح استغربت بس قولت يمكن نسيته.. دخلت المطبخ اشوفها بس ملقتهاش هناك سمعت كركبه جايه من أوضة المكتب القريبه من باب الفيلا. فكرتها بتنضف كالعاده بس لما قربت شوفت خيال شخصين من ورا الأزاز روحت علي الجنينه وبصيت من الشباك الي كان مفتوح حته صغيره لاقيت لاقيت السواق الي بابي جابه وبقاله كام شهر معانا موقع مامي علي الأرض وهو فوقها مفهمتش هو ايه الي بيحصل لأني مكنتش شايفه غير رأسهم وباقي جسمهم كان ورا كنبة المكتب بس.. بس مامي كانت مغمضه عنيها.. كان أغم عليها.. صړخت بأسمها ووقتها هو شافني وعلي ما لفيت عشان ادخل من باب الفيلا للمكتب كان مقابلني علي باب الفيلا وزقني جامد فوقعت وقدر يهرب مهتمتش له وجريت علي المكتب عشان أشوف مامي لقيتها مرميه علي الأرض وهدومها مقطعه جريت عليها أفوقها مكانتش بتفوق بعدها سمعت صوت الحارس بره جريت عليه واستنجدت بيه بعد ما غطيتها بفستانها علي قد ماقدرت ودناها المستشفى وهناك قالوا أنها ماټت نتيجة هبوط حاد في الدوره الدمويه وقالوا أن واضح أنه حصلها بسبب الاعتداء الي حصلها فمقدرتش تتقبل الموضوع ومستحملتش ومن كتر خۏفها جالها هبوط وماټت وماټت مامي بسبب الحقېر الي مهموش غير رغباته ماټت و سابتني.. والبجح جالي البيت في نفس اليوم لما الحارس رجعني لما بابي كلمه وقاله يروحني وميخلنيش في المستشفى جالي بعد ما شافني داخله الفيلا وهددني هددني لو اتكلمت هيعمل فيا زي ما عمل في مامي ومحدش هيلحقني زي ما محدش لحقها سكت.. خۏفت وقتها وسكت.. ولما سألوني قلت اني رجعت لقيتها كده ومعرفش مين الي عمل فيها كده بس مسكتش كتير.. رجع اشتغل تاني ولا كأن حاجه حصلت وهو واثق إني مش هتكلم.. لما بقي عندي ١٦ سنه. مقدرتش اسكت اكتر حسيت بڼار بتاكل فيا كل يوم عن التاني ووقتها قررت أني لازم اخد حق مامي منه وقټلته.. خدته مشوار معايا بره بعيد عن المكان وهناك.. ضړبته بالسکينه في قلبه وسيبته في العربيه ورجعت الفيلا والقضيه بردو اتقيضت ضد مجهول..
وللآسف.. وبكل الآسف لانت نظرات يامن وهو يطالعها بشفقه لا يجب أن يشفق عليها أليس كذلك! ولكن ما تقوله يستحق الشفقة بالتأكيد! فتاه في الثالثة عشر تري ما رأته وتعش ما عاشته الأمر مؤسف بحق تنهد بحيره وهو يقول
_طيب ومرات أبوك عملت ايه!
لوت ثغرها بضيق وهي تتشدق
_ الحقيقه هي كانت ست طيبه.. لا طيبه اوي.. بس المشكله مكنتش فيها المشكله كانت في أنها جت وخدت مكان مامي وكمان خدت بابي مني كانت طيبه لدرجه مستفزه كنت بعمل مشاكل والبسها فيها وهي مبتتكلمش.. بس بابا كان عارف أنها متعملش كده فكان بيصدقها هي وبيكدبني وده كان بيزيد ڠضبي وكرهي ليها وحبها.. حبها من طيبتها وحنيتها حاولت كتير اتخلص منها واوقع بينهم بس فشلت بس كله اتغير لما عرفت أنها حامل.. وقتها حسيت أن كل حاجه هتضيع من ايدي للأبد لو حملها ده كمل.. أولا بابي عمره ما هيسيبها ثانيا هتجيب كمان أخ يقاسمني في حبه واهتمامه.. هيقاسمني في كل حاجه.. ووقتها عرفت اني لازم أخلص منه.. ومنها لأني لو خلصت منه بس.. سهل تحمل في غيره وبالعكس بابا هيقربلها اكتر ويتعاطف معاها وفعلا خليتها واقفه علي السلم وزقتها جامد وقعت علي رأسها.. وماټت.. وارتحت.
هز رأسه عدة مرات يمينا ويسارا بذهول
_ أنت مريضه.. بس مش مريضه نفسيه.. أنت مريضه بغلك وكرهك.. السواق الي قتلتيه اقدر أتفهم سببك والحقيقه لو مكانك هولع فيه مش هقتله بس لكن مرات أبوك ايه ذنبها وتالا ايه ذنبها!.. أنت شړ لازم نخلص منه.
اتجه للباب وهو يقول
_ ودلوقتي كل الي قولتيه اتسجل وهتتحاسبي علي كل جرايمك.
وضع يده علي مقبض الباب وكاد يفتحه لكنها أوقفته وهي تسأله بصوت خاڤت
_ هو أنت ليه محبتنيش
التف نصف التفاته وقال
_ مينفعش تسألي حد أنت محبتنيش ليه بس تدوري علي الأسباب جواك وأنت قلبك مش نضيف يا رودينا عشان يتحب عارف أن حاډثة مامتك صعبه وصعب تتحمليها بس مرات أبوك معملتش حاجه عشان تاخدي روحها ولا تالا عملت حاجه أنت الي اخترتي طريقك محدش غيرك بنحب من غير سبب بنحب لما قلبنا يدق وروحنا تتعلق حتي لو من أول نظره مش بالمؤمرات والڠصب.. حقيقي أنا بشفق عليك أنت جواك شړ ھيأذيك أنت أول حد..
تنهد منهيا حديثه والتف للخروج وبداخله لا يعلم أهو ناقم عليها أم شافقا علي حالها.. وللحقيقه لا يهم فهو ليس القاضي ولا يهم رأيه أو شعوره في شئ.. ستأخذ عقابها علي أي حال.
في قانون نيوتن الثالت المتعلق بالجاذبيه يقول لكل فعل رد فعل مساوي له في المقدر ومعاكس له في الاتجاه.. وهنا يكمن المغزي ليس بالضروري أن ټقتل من قتل أو أن تسرق من سرق! ولكن فالتفعل ما يساوي مافعله فلتسترد حقك بنفس القدر وليس بنفس الطريقه فلكلا منا جهته وطريقه ولا الطرق تتقابل ولا الجهات تتفق والقانون هذا دوره يعطيك حقك بنفس القدر ولكن دون أن يكون بنفس الطريقه.
رودينا كان من الممكن أن تخبر والدها بالأمر وبالطبع لم يكن سيتركها حينها لينال منها ذلك المچرم إن أرادت حق والدتها بالفعل لكانت فعلت هذا فضلا عن قټله.. وإن تجاوزنا هذه الچريمه لن نتجاوز چريمة زوجة والدها والطبيبه تالا..
كل إنسان توجد نبتة شړ بداخله إن راعاها ستنمو وتتشعب قاضيه علي كل نبتات الخير الموجوده بداخله وتبقي هي فقط المسيطره علي كل أفعاله وتفكيره وتذكر أنه هو فقط من يسمح لها بالنمو لذا لا تأخذك الشفقه إن رأيت الشړ يتحكم من أحدهم فهو من سمح لنبتته بالنمو والتشعب..
الشفقه!.. التعاطف!
إذا تعاطفنا مع كل مريض نفسي قتل كل من آذاه يوما أو ارتكب جرم ما في حقه ووضعنا له العذر لأصبح كل المړضي النفسيين قټله!!
إذا وضعنا العذر وتعاطفنا مع كل سارق سرق لإحتياجه للمال لأصبح جميع المحتاجين سراق !!
الجرم لا يغفر له احتياج أو موقف صعب مر به صاحبه أو عقده تكونت لديه.. الجرم يغفر له شيئا واحد إن ارتكبه صاحبه وهو غير واعي