روايه رائعه بقلم ناهد خالد
بدلت فستانها وهي تطلع للجالس فوق الفراش بأريحيه ماكره بغيظ.. أخذت الفستان ودلفت به غرفة الملابس ووضعته بالداخل ثم أخذت نفس عميق قبل أن تخرج للغرفة مره أخري واتجهت للفراش بصمت متسطحه فوقه ودثرت نفسها بالمفرش بصمت مطبق.. نظر لها الجالس بجوارها ببهوت.. ماذا تفعل هذه الحمقاء! منذ دلفوا وهي تتجنب الحديث معه حتي أنها رفضت تناول العشاء فتناوله هو بأريحيه وهي بالداخل تغير ثيابها.. مد يده يرفع المفرش عن جسدها وهو يهتف بضيق
_ ده اسمه ايه ده بقي
انتفضت فجأه جالسه علي الفراش حتي أنه فزع من انتفاضتها وقالت پحده
_ بقولك ايه أنا عفاريت الدنيا بتتنطط في وشي ابعد عني احسنلك.
اقترب بوجهه منها وهو يهمس لها بنظره بريئه
_ وأهون عليك تسبيني لوحدي وتنامي ده أنا حتي أهبل وبحبك..
ابتلعت ريقها بتوتر وهي تتراجع للوراء قليلا وقالت
_ غيث اتمسي وقول يامسا.
_ يامسا..
هتف بها ببرود فنظرت له بضيق وقررت العوده للتسطح ولكن قبل أن تفعل وجدت نفسها بين أحضانه حين جذبها له في سرعه ماكره وهو يقول بصدق
_ النهارده بدايه جديده لينا حياه جايه أهم بكتير من كل الي عدي.. حياه مليانه تحديات ولازمها أساسيات زي الثقه والحب والتفاهم.. اوعديني أن عمرك ما هتحكمي عليا في اي حاجه غير لما تسمعيني وتثقي فيا اكتر مابتثقي في نفسك.
تنهدت بهدوء وقالت بصدق مماثل
_ اوعدك ياغيث.. أنا بحبك ومش هسمح لحياتنا تفشل عشان مش هقدر ابعد عنك في يوم.
رفع رأسها له وهو ينظر لعمق عيناها بصدق قائلا
_ وأنا بعشقك..
وبدأت صفحه جديده في حياتهما.. صفحه تحمل بين طياتها الكثير..
______ ناهد خالد _______
في اليوم التالي..
_ ها يا يامن حصل ايه
تسائلت بها تالا وهي تحدثه عبر الهاتف بعدما خرج من محاكمة رودينا
_ خدت حكم بالإعدام.
وضعت تالا كفها فوق فمها تمنع شهقه كادت تصدر منها وقالت بحزن
_ مفيش نقض
تنهد مجيبا
_ لأ خدت اعدام في قضية مرات ابوها ومؤبد في قضية السواق و٢٠ سنه في قضيتك وطبعا كل ده ملوش لازمه مادام خدت اعدام.
_ لا حول ولا قوة إلا بالله.
أراد تغيير الحديث فقال
_ بقولك هجيلك أنا وماما وبابا النهارده الساعه ٨.
_ ماشي وانا كلمت خالي الي في بورسعيد الي كنت حكتلك عنه وهيوصل كمان ساعتين كده.
_ تمام ياحبيبتي.. سلام.
_ مع السلامه ياحبيبي ..
أغلقت المكالمه وتنهدت بآسي لما علي الإنسان أن يكبح نفسه في المحظور! لما يودي بنفسه للتهلكه..تنهدت بخفوت وقالت
_ يارب..
_____ ناهد خالد ______
عامان مروا بأحداثهم السعيده والأخري البائسه.. بيوم مر ويوم حسن.. براحه وشقاء.. فهذه هي الايام تتوالي علينا بكل المشاعر المختلفه وما بين يوم وآخر تتبدل المشاعر بمشاعر أخري.. فربما بت ليلتك حزينا وأصبحت سعيدا.. بين ليله وضحاها يحدث الكثير فلا حال يستمر..
فتح باب الغرفه بهدوء يخشي افاقة ابنه النائم بعد حرب ضاريه مع والدته التي كادت تشق ملابسها من طفلها العنيد ذو العام وشهر واحد فقط.. دلف ببطئ يسير علي أطراف أصابعه فالصغير يشعر بحركة النمله كما يقولون.. تنفس الصعداء حينما وصل للحاسوب دون أن يستيقظ الصغير.. رفعه ببطئ من فوق المكتب والتف ليعود للخارج ولكن دون قصد منه داس بقدمه علي لعبة الصغير فأصدرت صفير مزعج استفاق علي أثره الآخر.. تعالي بكاء الصغير عمر كما أسموه ليصبح عمر غيث الراوي.. ركض غيث تجاه بنبره يكاد يبكي وهو يرفعه بين يديه
_ بس.. هش.. هش.. بس وحياة أمك أبوك هينام علي الكنبه النهارده بسببك ..
انتفض علي صوتها الصارخ پغضب وهي تدلف للغرفه
_ غيث.
التف لها يبتسم ببلاهه وهو يجيب بتوتر
_ نعم ياحبيبي.
أشتعلت عيناها الجاحظه وهي تشير لابنها
_ صحيته صحيته ياغيث حرام عليك بقالي ساعتين بنيمه ومكملش خمس دقايق حراااام..
صړخت بالأخيره في ڠضب فقال بارتباك وهو ينظر لها وكأنه هو الصغير وليس ولده
والله صحي ڠصب عني اعمل ايه
ابتسم الصغير لوالدته وهتف ببهجه
_ مامي.. ما.. مي.
نظرت له لتلين نظراتها وتختفي ملامحها الشرسه وحلت أخري حانيه وهي تقول
_ ياروح مامي ياخراشي علي الحلوين..
فرغ فاه غيث علي آخره وهو يطالع طريقتها مع ابنه فقال بضيق حقيقي
_ هو ياروح ماما وأنا بتزعقيلي
نظرت له لثواني قبل أن تتنهد بتعب فغيث منذ قدوم الصغير أصبح أصغر عقلا من ابنه.. يغار إن فرقت في المعامله بينهما أو شعر أنها تدلل أبنها أكثر.. ويحزن بصدق إن شعر أنها تميل لعمر أكثر رغم محاولاته لمدارة كل هذا لكنها تلتقطه بوضوح فمن أدري حالا به غيرها!
اقتربت منه بهدوء وقالت بابتسامه ويدها ترتفع لتحيط بعنقه من جهة اليمين بعيدا عن ابنهما
_ ازعقلك.. هو أنا اقدر! أنا بس اتضايقت لما لقيته صحي عشان كنت ناويه أقعد معاك شويه علي رواقه بعيد عن زن الواد ده.. ولا هو يعني مليش حق أنفرد بجوزي حبيبي شويه.
زال ضيقه.. بل تبخر وكأنه لم يكن وملامحه تستكين براحه وتسائل بهدوء
_ كنت ناويه تعملي ايه
_ هعملك الكيكه الي بتحبها واشغل فيلم اجنبي نازل جديد بيقولوا تحفه ونقعد علي الكنبه كيكتنا في ايدنا وفيلمنا قدمنا ونعيش
عاد يتسائل بخبث
_ نوع الفيلم
ابتسمت بدلال وهي تقول
_ ړعب.
اتسعت ابتسامته وهو يغمز لها قائلا
_ لا ده نقطة ضعفي الړعب ده روحي جهزي القعده هنيم عمر واجيلك..
ابتسمت برضا لنجاحها في إرضاءه كما تفعل دوما واتجهت للخارج وهي تتذكر ما يحدث دوما في أفلام الړعب تلك وكيف تكون قريبه منه حد الملاصقه.. حد!.. بل تلاصقه بالفعل وأحيانا تجلس فوق قدمه من شدة رعبها ويقابلها هو بضحكاته العاليه علي خۏفها المبالغ كما يري!.. وكم يحب التصاقها به وتمرمغها كالقطه في أحضانه وترفض تماما أن تنام بعدها إلا وهو معها.. وتقبع في أحضانه وكل تخيلتها التي رأتها في الفيلم تصاحبها ليلاوقليل الحياء يكون أكثر من مستمتع بالأمر!!!
______ ناهد خالد _______
في اليوم الثاني.. وتحديدا مساء..في فيلا الشعراوي..
وقفت ترتدي عبائتها الفضفاضه كما طلبت منها والدة زوجها بلونها الأبيض الناصع ومدت يدها تجلب المجفف الكهربائي لتصفف شعرها حين وجدت يد تسبقها وتلتقطه.. نظرت للمرآه لتجد زوجها الحبيب يقف خلفها تماما بصدره العاړي وشعره المبلل فقد انتهي من استحمامه للتو.. ابتسمت له بصفاء حينما وجدته يجلسها برفق علي المقعد المقابل للسراحه مراعيا چرح بطنها آثر الولاده وهو يقول باهتمام
_ مرتاحه كده
أومأت بابتسامه فشغل المجفف وأخذ يجفف شعرها بتركيز في حين تنظر هي له عبر صورته المنعكسه في المرآه.. حبيبها وزوجها الحنون الذي تنعم بدفئ أحضانه وجنون حبه منذ عام و ثمانية أشهر بالتمام.. ومنذ أسبوع واحد رزقت ب يحي ثمرة حبهما أتي ليزيد حياتها بهجه وحب.. تذكرت تلك المعركه التي نشبت بينها وبين يامن حينما أخبرته في رغبتها بتسمية مولودهما ب اسم يحي
_ومين يحي ده أن شاء الله!
خرج سؤاله بنبره تحمل الكثير من الغيره اقتربت منه ببطنها البارزه بوضوح جلست جواره وهي تحتضن ذراعه بذراعها وتميل برأسها علي صدره وقالت
_ هحكيلك بس