روايه عقود بقلم ساره
وسألت عليهم بنفسي وكدا كدا هقول اسمه لتوفيق علشان يسأل بردوة..
الناس عايزين ميعاد علشان يزورنا..
أنا هحاول
أكلم توفيق يا حماتي.
قالت الجدة بصرامة ودهاء
لا ملكيش دعوة بتوفيق إنت يا أم عهود أنا هعرف أجيبه لغاية هنا إزاي.
ابتسمت نجلاء ونظرت لعهود التي بالكاد كتمت إبتسامتها..
يلا يا نوجا تعالي ارتاحي في أوضتك وخدي العلاج..
ونظرت لجدتها نظرة ذات مغزى وقالت
هاجي تاني يا دولا علشان أحضر العشا لأن جعانة جدا..
اصطحبت والدتها حيث غرفة بسيطة مريحة الأجواء وأخذت تساعدها بإزالة ملابسها وهتفت بحنان
يلا خدي دوش كدا علشان تفوقي..
خلعت والدتها ملابسها وقالت بحماس
أنا مبسوطة أوي يا عهود .. حاسه إن في خير جاي والله .. وأول مرة أحس الإحساس ده متفائلة بالعريس ده أوي ويارب يكون لك نصيب يا بنتي ويفرحك ربنا.
اضطرب قلب عهود والخۏف يتمكن منها رغما عنها الخۏف من شبح التجارب السابقة التي كانت تترك الأثار السلبية بداخلها .. إضافة إليها خوف جديد وهو الخۏف من المشاعر المستحدثة التي باتت تحتل قلبها..
كتمت كل مشاعرها عن والدتها وأخذت تصب الماء البارد فوقها وتدلك ظهرها بحنان لكن هيهات فقلب الأم استطاع أن يلتقط تلك الذبذبة..
ساعدتها في إرتداء ملابس نظيفة وجلست خلفها تجفف شعرها وتمشطه بهدوء..
حاسه بيك .. عارفة إنك خاېفة متحاوليش تخبي عني خۏفك وقلقك أوعي تضعفي يا عهود أنا معاك من النهاردة ومش هسيب إيدك تاني أبدا..
أنا بتقوى بيك ومينفعش تبقي ضعيفة لأن الضعف مش لايق على عيونك..
عارفة إنك مريتي بتجارب سيئة بس قبل كدا كنا كلنا ضدك وقاومتي وحاربتي ودلوقتي مش لواحدك .. أنا معاك في ضهرك ومش هسيبك..
صمتت قليلا بينما كانت أعين عهود تفيض بدموع ولم تستطع السيطرة على مشاعرها لترتمي بحضن والدتها وشهقت قائلة بلهفة
أيوا يا ماما أوعي تسبيني تاني أنا كنت تايهة ومن غيرك ولا حاجة يا أمي إنت النور والحياة من غيرك ضلمة إنت الأمان ومن غيرك الۏحشة بتملى أيامي..
دايما احضنيني يا أمي .. حضنك بيداوي كل إللي العالم بيخربه جوايا..
شددت والدتها من احتضانها وهي تزيد من بكائها متحسرة على ما فرطت به.. مسحت على رأسها ثم هتفت بهدوء
تعرفي إن مريت بنفس تجربتك دي قبل جوازي وكان جدك راجل بسيط شغال ممرض في مستشفى واتقدملي يجي أكتر من عشر عرسان .. فيهم إللي يرفضني وإللي مش مناسب وإللي مفيش نصيب..
ميغركيش أبوك دلوقتي اتشغل كتير والشغل أكل راسه..
ربنا عوضني بيه كان راجل بسيط وحنين وعوضني عن كل ألم وۏجع مريت بيه في حياتي ودوقني كل الحب..
بس كان ليل ونهار بيشتغل علشان يبني نفسه بنفسه ولما شغله كبر .. نساني وبعد عني بس أنا واثقة إن قلبه لسه زي ما هو .. متزعليش منه يا عهود كان شيطان ومسيطر علينا ومسيره كمان يتخلص منه..
عمري ما زعلت منكم يا أمي أبدا .. أهم حاجة عندي إنكم بخير وأنا على يقين إن كل حاجة هترجع لمجراها..
يارب يا بنتي يارب يلا علمني كل حاجة إنت اتعلمتيها..
يلا يا ست نوجا أعملك أحسن ضفيره ونتغدى وتاخدي علاجك ونقعد برا تحت تكعيبة العنب ونتكلم ونتعلم كل
حاجة..
وأخذت تجدل خصلاتها ويكاد قلبها يقفز من سعادته لكن ما يعكر صفو تلك السعادة هو هذا العريس المزعوم..
همست بداخلها
يارب مبقيتش حمل أي انتكاسات تانية أنا متوكله عليك يارب وتاركة أمري لك يا مدبر الأمر .. خليك معايا أنا خاېفة أووي التجربة دي بقت توجعني..
يارب لا تجعل ودي لمن لا يستحقه يا لطيف بعباده..
لك الحمد يارب شكرا على رجوع أمي ليا ويارب طيب قلب بابا وأختي سمر أبعد عنهم همزات الشيطان وشيل الغيامة عن عيونهم..
دخل المنزل يلهث مسرعا وجثى أمام والدته التي كانت تجلس بشموخ وكبرياء..
تحدث بلهفة يسأل ممسكا بيدها
حقيقي يا أمي إللي سمعته .. أوعي تعملي كدا فيا يا أمي.
انتزعت يدها بشدة من يده وأردفت بحدة
أهلا بتوفيق أفندي .. يعني مشرفتش ألا علشان مصالحك مش علشان تشوف أمك..
عموما دا حقيقي الأرض بتاعتي كلها أنا اتبرعت بيها .. هيتبنى عليها مستشفى ومدرسة .. أنا حرة في مالي يا سيدي..
قال بلهفة بينما كانت عهود ووالدتها جالستان يشاهدون ما يحدث بصمت تام
بس يا أمي إنت عارفة إن كنت عايز أعمل مشروعي عليها وطلبت أشتريها منك..
ظلت الجدة دلال على شموخها وقالت بصرامة شديدة تليق بها
وأنا يا ابن فاضل بقولك مش بايعة وهعمل بيها لنفسي صدقة جارية علشان عارفة إن بعد مۏتي مش سايبة ورايا ولد صالح يدعيلي ولا يتصدق على روحي..
أعمل مشروعك بعيد عني وعن البلد إللي كبرت عليها بعد ما بقيت توفيق باشا ومش مقامك تنزلها أبدا .. يبقى هتعمل مشروعك هنا ليه!!
أخفض رأسه بخزي من نفسه وكأن حديث والدته العجوز قد أعراه أمام نفسه رفع رأسه ليجد زوجته جالسة بعيدا تشاهد ما يحدث تعجب من وجودها وتسائل
نجلاء إنت هنا بتعملي أيه.!!
ابتسمت بسخرية وهتفت وهي تقترب
يعني ملاحظتش لما روحت البيت إن مش موجودة فيه يا خسارة عليك يا توفيق للدرجة دي مشغول وعايش في دنيا تانية حتى وأنا تعبانة مكلفتش نفسك إلا مادي بس مسألتش عليا مرة ولا نمت جمبي ليلة..
كل ده ليه يا توفيق..!!!
عموما عهود هي الوحيدة إللي سألت عليا فيكم زي ما كانت بتعمل كل مرة وانتوا كل واحد عايش في دنيته وحاسه من غير لا ممرضة ولا دكتور ولا علاج إن صحتي رجعتلي..
قال بعصبية عندما علم أنها قد خرجت من المنزل وتركته فارغ فبقى إذن وحيدا
بقى كدا يا نجلاء تسيبي بيتنا .. يعني كدا أطلع وأدخل البيت الاقيه فاضي اتصافيتي مع بنتك وجيتي تقعدي معاهم هنا وسيبتيني هناك مع بنتك إللي مش بتكلم ألا خطيبها..
ابتسمت عهود فهي حقا تعلم مدى طيبة قلب والدها فهو يشبه الأطفال في غضبه جاءت نجلاء تتحدث فسبقتها الجدة دلال پغضب وهي تلكزه بكتفه بيدها المجعدة
ماله هنا يا ابن دلال.. إنت إللي اختارت بيتك يبقى فاضي وأيه بنتك دي !.. إنت إللي عملت كدا وبعدت عن بناتك..
ومالها عهود يا واد إنت!! مقاطع بنتك ولاوي بوزك في وشها حقيقي النعمة تقيلة على البني آدم..
نظر توفيق لعهود فابتسمت له ليجأر قلبه حنينا لها ولإحتضانها فهي كانت الأقرب لقلبه لكن واصل بعناده وقال پغضب
دي إللي بتكسر كلام أبوها عاجبك يعني إللي هي بتعمله دي والحال إللي بقت فيها..وناسيه زمان إزاي واطت راسي..
نظرت الجدة لعهود ووجهت أنظارها نحو ولدها وقالت
زينة البنات .. أيوا عجبني إللي عملته لأنها عملت الصح عقبالك..
جاء يتحدث فقاطعهم رنين الهاتف نظر لهم توفيق بسخط ثم أجاب الهاتف بتذمر ليصعق بعدها ويلقي بالهاتف بعيدا مما جعل الجميع في حالة شديدة من الذعر خرج يركض وهو يصيح بإسم واحد جعل الجميع يدركون أنها مصېبة سقطت عليهم..
سمر ... سمر..
خرجت عهود تركض وخلفها الجدة ووالدتها التي أصابها الفزع من أجل ابنتها الصغرى..
في أيه .. حصل أيه يا توفيق.!
ركب السيارة في عجالة ليقفز الجميع في السيارة وأجابهم وهو بالكاد يتمالك
سمر .. سمر ..