طبقات قرفتنا بقلم ندا حسن
انت في الصفحة 1 من 29 صفحات
طبقات_فرقتنا_ولكن
الفصل_الأول
ندا_حسن
ليس هناك مكان تشعر فيه بالدفء
سوا أحضان الوالدين بين جدران
منزل قديم لا يحتوي سوا
السعادة وأنتم
داخل حارة شعبية صغيرة يسكنها أبسط الناس في المجتمع هؤلاء الذين لا نسمع لهم صوتا مهما كان هناك صرخات ونداءات استغاثة منهم إلا أنهم يعتبرون ليس من مجتمعنا فهو يحمل فقط هؤلاء ذو الطبقات الإجتماعية الراقية التي تحمل من المال ما يكفي بعدهم أجيال وتحمل من الخبث والمكر ما يكفي افات وذئاب العالم أجمع
منزل صغير داخل هذه الحارة يحمي عائلة بسيطة ونقية تجهل بطش السلطات لا تعرفه إلا عندما يشاهدون مسلسل يحمل لهم ذلك يحملون من الطيبة والمحبة والسلام الداخلي ما يكفي العالم بأسره
يلا يا ولاد الفطار جهز يلا يا محمود علشان أنت اتأخرت
أتى زوجها محمود من داخل غرفته البسيطة سريعا ثم توجه إلى مقعد قديم بجوار باب المنزل وجلس عليه ينحني بجانبه قليلا ليحمل حذائه ثم شرع في ارتدائه على عجلة من أمره
نظرت له زوجته غاضبة فهي تعلم ما يفعله دائما يجعلها تحضر الطعام ثم يذهب دون النظر إليه صاحت وهي تضع يدها في منتصف خصرها بسخرية
أنت مش هاتفطر ولا ايه..
أجابها مبتسما ببلاهه وهو يقف على قدميه بعد أن انتهى من ارتداء حذائه
كادت أن ترد عليه ولكن قطع حديثها خروج ابنتيها من داخل غرفتهم التي تجمع بينهم وحديث ابنتها الصغرى التي قالت سريعا
ايه ده بابا أنت لسه هنا كويس يلا خدني معاك
اردفت والدتها ب انزعاج بعدما وجدتهم يذهبون واحدا تلو الآخر وقد حملت ملامحها الڠضب
هو ايه أصله ده أنت كمان يا ست منة هو محدش هياكل من الفطار ده هو خسارة فلوس ونعمة على الفاضي
تحدثت منة مجيبه إياها بهدوء ومكر عندما وجدت والدها يشير لها من خلف والدتها محدثها بأنه سينتظرها بالأسفل ليستطيع الهروب من زوجته قبل أن يعلق معها مرة أخرى
نظرت لها والدتها بغيظ ثم أبعدت نظرها لابنتها الكبرى وهتفت قائلة بسخرية مرة أخرى
وأنت يا ست سما ناويه تفطري ولا هتنزلي زيهم
تحدثت سما سريعا مبتسمة وهي تشير إلى شقيقتها منة بأن تلحق بوالدها
لا طبعا يا كريمة هانم أنا هاكل معاكي وكمان هشرب شاي
نظرت لها والدتها مضيقة عينيها بعدم تصديق ثم اردفت
أما نشوف
ابتسمت سما ببلاهه ثم جلست على مقعدها ككل يوم وهتفت قائلة
أهو حتى يلا اقعدي افطري أنت كمان
جلست والدتها مقابلة لها تشرع في تناول الطعام بهدوء على عكس ما بداخلها من غيظ يسببه لها زوجها وبناتها بعنادهم ولكن لا تنكر أن ذلك يعمل على سعادتها أيضا عندما تشاهدهم حولها يحاولون قدر الإمكان تفادي ڠضبها بطريقة مضحكة يخططها والدهم ماذا تريد أكثر من ذلك.
خطت بقوامها المتناسق داخل كليتها تتقدم نحو المبنى الذي يوجد به قاعة المحاضرات الخاصة بها لتستمع إلى صوت ذكوري يلقي عليها بعض من تلك الكلمات التي يستخدمونها في المعاكسات الغير لائقة فتقدمت إلى وجهتها غير مبالية بما يقوله تقدم خلفها هو الآخر وهو عازم أمره أن يجعلها تقع بشباكه ولكنه لم يكن يدري من هي ليفعل ذلك..
هتف ذلك الشاب من خلفها والذي كان يدعى نبيل بكلمات لعوب لا تليق بالمكان المتواجد به
الجميل مش شايفني ولا ايه من ساعة ما دخل وهو ولا معبرني
وقفت زافره الهواء من صدرها بضيق شديد ثم استدارت تهتف بحدة في وجهه بعدما نفذ صبرها
إحنا مش بنلعب هنا يا اسمك ايه ولا أنت صغير على جو المراهقة ده دا أنت شحط
أردف مجيبا إياها مبتسما ببلاهه وبرود غامزا لها في نهاية حديثه
طب ياريت كنا بنلعب علشان أنا وأنت ندخل ماتش جامد مع بعض يا جميل
اشټعل وجهها بحمرة قانية وتحدثت بحدة وعصبية تطلقها عليه بعد أن وصلت لها معاني كلماته الغير مرغوب بها بالمرة
لا دا أنت قليل الأدب ولا شفت ربع ساعة تربية من أهلك بقى
زفر الآخر بحدة ثم هتف قائلا بضيق عندما وجدها تتخطى حدودها معه
لمي نفسك يا بت ولا علشان بقولك جميل وبتاع هتسوقي فيها
عقدت ما بين حاجبيها لتتحدث قائلة ب انزعاج
هي مين دي اللي بت ياض يا عرهه أنت
وقبل أن يجيبها تقدم منهم شاب آخر كان يتابع الحديث منذ بدايته وعلى الأحرى هو صديق نبيل الذي أخذ يتحدث بكلمات غير مفهومة
بس بس يا نبيل فكك منها دي باين عليها مچنونة
نظرت له غير مدركة من أين ظهر الآن هو الآخر ولكن أجابته بعصبية أكبر من ذي قبل محاولة أخذ حقها منهم هما الاثنين معا
هي مين دي اللي مچنونة أنت كمان وأنت أصلا شبه الإنسان اللي بعقل بهيمة
هتف مستنكرا بذهول وهو ينظر إلى عسليتها غير مدرك أنها تلقي هذه الكلمات عليه ولم يفعل لها شيء
بهيمة!.. أنا بعقل بهيمة..
أجابته بتأكيد قائلة وهي تلوي شفتيها بسخرية
أيوه بالظبط كده ها أي تاني
انحنى أمامها بوقفته ينظر لها بغيظ هاتفا پغضب وهو يشير إلى صدرة بتعالي
أنت تعرفي أنت بتكلمي مين يابت أنت أنا أكنان المهدي يعني من اسيادك
ابتسمت ببرود ثم صاحت قائلة باستفزاز
على نفسك وعلى صاحبك مش عليا يا..... يا مهدي بيه بهيمه
ثم ذهبت سريعا من أمامه بعد أن ألقت عليه تلك الكلمات التي جعلت النيران تندلع بداخله وكاد أن يذهب خلفها يقتلع ذلك الشعر الحريري من رأسها إلا أن يد صديقة منعته عن ذلك عندما تمسك به مهدأ إياه ببعض الكلمات الذي تدل على أنه لن يتركها وشأنها.
___
يجلسون حول طاولة طعام تحمل من أشهى المأكولات بأنواعها يجلس على رأس الطاولة والدهم أشرف المهدي وعلى يمينه ولده الأكبر وعلى يساره زوجته نبيلة التي كانت تأكل بهدوء وبرود شديد
صاح أشرف بهدوء قبل أن يضع الطعام في فمه سائلا عن بقية أبنائه بعد أن شاهد غيابهم الذي لا يرحب به أبدا
اومال أكنان ودينا فين..
أجابته زوجته بعد أن ابتلعت الطعام في فمها ورفعت كوب المياة على شفتيها ترتشف منه بهدوء ثم أجابت قائلة
أكنان راح الكلية من بدري ودينا بايته عند صاحبتها من امبارح
نظر لها ولدها الأكبر بذهول ثم صاح قائلا بضيق نفس الكلمات التي يهتف بها يوميا ولا يوجد أحد يستمع إليه غير والده
وأنت إزاي تسمحيلها يا ماما تبات بره البيت..
زفرت بضيق ثم اردفت مجيبه إياه ب اندفاع حيث أنها لا ترى أي خطأ تفعله
أتكلم عن أختك بأسلوب كويس بلص أنت ايه دخلك في الموضوع أنا عارفه أنا بعمل ايه كويس
ترك زوجها ما كان بيده من طعام ثم صاح قائلا بحدة من أثر حديثها الذي لا يوجد به شيء صحيح وبرودها المعتاد
يعني ايه الكلام ده هو مش أخوها الكبير مالوش دخل إزاي وأنت إزاي تسمحي ليها تبات بره البيت ولا خلاص البيت مبقاش فيه رجالة
تحدثت ب انزعاج قائلة وهي تشيح بيدها بلا مبالاة
ايه التفكير الرجعي
ده وفيها ايه لما تبات عند صحبتها بلص أنا
أمها