روايه رائف وزينه
يا شاهين نعرف الاول كلامها ده حقيقى ولا لا ومين الجدع ده اللى بتقول عليه جوزها ده
هم شاهين بالاعتراض ليعلى صوت همام هادرا
قلت كفاية يا شاهين كلام فى الموضوع ده انتهينا خلاص
ساد صمت حاد ارجاء المكان بعد كلمات همام العاصفة هذه كل واحد فيهم غارقا فى افكاره وما ستأتى به الايام القادمة لهم
خرجت من الحمام سريعا كل جسدها متحفز للمعركة لكنها توقفت فورا تنظر ببهوت حين وقعت عينيها عليه مستلقى فوق الفراش كما تركته لكن مع اختلاف اغلاقه لعينيه براحة وانفاسه المتعالية بانتظام لتدرك بان قد استغرق فى النوم فتقدمت نحوه ببطء وهدوء تقف تنظر اليه فترى الارهاق والشحوب يسودان ملامحه بشدة فاخذتها الشفقة به تعلم بمبلغ تعبه فهو قد حضر من سفره الطويل الى الشركة فورا دون فرصة له للراحة ومع كل ماحدث تسارع احداث اليوم تعلم جيدا انه لم يحصل ابدا على فرصة لاستلقاء والراحة
والله عال ياست زينة ايه اللى بتهببه ده ما يرتاح ولا عنه مارتاح ده اللى ناقص كمان
اسرعت تلقى بالغطاء پغضب فوق الفراش مرة اخرى تهتف بحنق وصوت عالى يفزع
انت يا استاذ انت جاى هنا تنام ولا جاى علشان نتكلم
فز رائف من مكانه ړعبا وفزعا منذ بداية صيحتها تتسع عينيه بتشوش وهو ينظر حوله حتى وقعت عينيه عليها تقف امامه تكتف ذراعيها فوق صدرها تهز قدميها بعصيبة فحاول ان يفيق من نعاسه ممرا يده فوقه وجهه قائلا بأرهاق
زينة بسخرية
طب بعد اذنك اتفضل روح اوضتك نام هناك لو مفهاش تعب لحضرتك
اعتدل رائف جالسا فوق الفراش قائلا بحزم مستعيد شخصيته المسيطرة
لا. واتفضلى روحى اتعشى علشان نتكلم ونخلص بقى من الحوار اللى طول ده
زينة وهى تحاول اظهار عدم مبالاتها
انا مش عاوزة اتعشى ولو سمحت ياريت تتكلم على طول
تنهد رائف بقلة صبر قائلا
اللى يريحك .شوفى كل اللى عندى بخصوص الموضوع ده انى استحالة هسيبك ترجعى تعيشى لوحدك تانى لحد ما اعرف اصل وفصل الناس اللى جكتلك النهاردة دى وهتفضلى هنا معايا وتحت عنيا
فتحت فمها تحاول الحديث ليقاطعها هو مكملا بحزم
تخضبت وجنيتها خجلا من حديثه الاخير لكنه اسرع يكمل بعملية ناهضا من مكانه ينهى الحوار كما لو كان بداخل احدى الاجتماعات ينهيها
اعتقد كده خلصنا كل كلامنا ومفيش حاجة تانية تتقال فا تصبحى على خير واشوفك بكرة
تحرك متجها ناحية الباب ينهى فعليا حديثهم او لو صح التعبير حديثه فهو لم يترك لها المجال للنطق بحرف واحدا حتى
كل اللى قلته ده ملهوش اى قيمة عندى وانا من بكرة راجعة لبيتى لتكمل بنرة متسائلة حائرة
وبعدين احنا مش اللى بينا ده كله معمول علشان خاطر ميراثك يبقى ايه اللى يهمك فى اى حاجة تحصلى مدام بعيد عنك
هز رائف راسه يؤمن عل كلماتها ليشحب وجهها لكنها حاولت التظاهر بعدم الاهتمام تراه يقترب منها يضع قبضتيه داخل جيبى بنطاله يقف امامها تماما ثم ينحنى عليها مقربا شفتيه من بشړة اذنيها الحساسة انفاسه الدافئةتصيبها بالقشعريرة هامسا
برافو عليكى زاى ما قلتى كده بالظبط بس برضه طول مانتى مراتى وعلى اسمى استحالة هسمح لاى حد يمس شعرة منك
ارتجفت زينة تغمض عينيها قائلة بانفاس لاهثة
بس ده مكنش اتفقنا فى الاول احنا اتفقنا ان كل اللى بنا هيبقى عقد الجواز اللى على الورق وبس
تنهد رائف باسف مصطنع قائلا وهو يعتدل مرة اخرى مبتعدا عنها يسير فى اتجاه الباب قائلا بلا اهتمام
غيرت رائى يا زينة وده كل اللى عندى والاحسن ليكى علشان الايام الجاية ما بنا تعدى على خير تحاول تتقبلى الوضع ده بنا
فتح الباب مغادر ولكن قبل ان يغلقه الټفت لها قائلا بحزم
عندك لبكرة الصبح تفكرى فى كلامى كويس وبس ياريت يكون تفكيرك فى اللى فيه مصلحتك ومش عند لمجرد العند وخلاص
اغلق الباب خلفه بهدوء تاركا لها تنظر فى اثره بوجه تتخبط فوقه المشاعر تتزاحم بداخلها الافكار لاتدرى اين الصواب و كيفية التصرف وفيما هو اتى الايام القادمة
الفصل 10
جلست داخل تلك الغرفة تعصف بها افكارها لاتدرى كيفية خروحها من مأذقها هذا حتى استقرت على رائيها اخيرا مع شعاع الصباح الاول فنهضت تستعد للنزول اليه واخباره عما اعتزمت القيام به وقرارها الاخير والذى لا رجعة لها فيه
نزلت الدرج بهدوء وثبات حتى توقفت اسفله فى حيرة لاتدرى فى اى اتجاه تذهب تعلم من حالة الهدوء والصمت السائدة انه مازال الوقت مبكرا على استيقاظ احد من اهل المنزل
لكنها جفلت تشهق بفزع حين اتى صوت من خلفها قائلا بأدب
صباح الخير يا هانم تحبى احضر لحضرتك الفطار
اخذت زينة نفسا عميقا حاولت به تهدئة ضربات قلبها المتسارعة تلتفت الى تلك السيدة والتى راتها امس فعلى مايبدو انها مدبرة منزله تسألها بصوت هامس
هو رائف بيه موجود
اسرعت السيدة تهز راسها علامة الايحاب قائلة برسمية
ايوه ياهانم وهو فى اوضة السفرة بيفطر تحبى اخدك لهناك
ابتسمت زينة ابتسامة شاحبة لها دليلا على موافقتها لتسير السيدة تتبعها زينة حتى
توقفت امام احدى الابواب تشير لها بالدخول
دخلت زينة الى غرفة فسيحة تتوسطها طاولة عملاقة حولها اكثر من عشرون كرسى يجلس رائف على راسهم امامه فنجان قهوة ويمسك بيده جريدة صباحية يطالعها باهتمام غير منتبه لدخولها حتى قالت تلك السيدة بلهجتها الرسمية وهى تشير لها بالجلوس
تحبى اجهز لحضرتك الفطار
هزت زينة راسها بالرفض لكن اتى الرد من خلف تلك الجريدة بصوت رائف الحازم
جهزى للهانم الفطار وهاتيه حالا يا عزة
هزت عزة راسها بالموافقة مغادرة فورا تاركة زينة تنظر اليه پغضب من ثقته هذه قائلة باحتجاج وحدة
انا قلت مش هفطر وياريت تنده ليها تانى تقولها متحضرش حاجة
انزل رائف الجريدة ببطء وهدوء ناظر ا لها بتقيم من اعلاها الى اسفلها والعكس ثم رفع الجريدة مرة اخرى امامه قائلا من خلفها بهدوء
لا هتفطرى .كفاية انك امبارح نمتى من غير عشا بسبب عندك ده
اقتربت منه بخطوات سريعة تهتف بغيظ
هو فى ايه انت هتتدخل كمان فى معدتى انا قلت مش هفطر يعنى مش هفطر
لم تتلقى منه ردة فعل تجده مازال يمسك بجريدته يوليها كل اهتمامه لتشعر بالغيظ والحنق راغبة فى تحطيم واجهة ثقته وبروده هذه لتسرع بالقول ببرود مصطنع
على فكرة انا فكرت فى كلامك كويس ولقيت انى برضه مصممة على رائيى وعاوزة نفضل على اتفقنا الاول