اسد وخمس قطط بقلم فاطمه عيد
تحكيلى ايه اللى حصل لنورين خلاها تفقد النطق
ديالا باحراج بس اعتقد انها هتضايق لو عرفت انى حكتلك
كريم بس دا هيساعدها اكتر انها تتعالج .. اعتقد علاجها اهم من زعلها .. ولا ايه !
ديالا تفكر شويه ومش عارفه تبدأ ازاى وخاېفه ان اختها تضايق منها وفى نفس الوقت نفسها تتعالج وتكون احسن .. تاخد نفس عميق وتبص قدامها
ديالا كنا فى اولى ثانوى .. وراجعين من درس .. وقتها الدنيا كانت ليل شويه وبتشتى .. واسكندريه فى الشتا وبليل بتكون فاضيه تماما .. ساعتها انا قولتلها انى نفسى اتمشى على البحر ونفسى اخرج .. لان بابا كان مانعنا من الخروج .. هى عارضتنى جدا ومرضيتش لكن انا اصريت وقولتلها لو مجتيش معايا انا هروح لوحدى .. وهى طبعا خاڤت عليا لانها عارفه انى جبانه ولو حصل حاجه مش هعرف اتصرف .. فاضطرت توافق .. روحنا على الشط ووقفنا بره خالص عند السور .. كنت عاوزه ادخل عند الميه واخليها تلمس رجلى .. وهى رفضت برضو وقالتلى الدنيا شتا والموج عالى بيوصل لاخر السور .. وقالت ان الميه لو خدتنا هنغرق ومحدش هيلحقنا ومفيش حد هيجازف بحياته اصلا ويفكر يطلعنا .. انا عندت وقولتلها تيجى معايا لكن هى فضلت رافضه تماما .. جريت انا وضحكت ودخلت الشط لوحدى وهى صوتت .. انا كنت فاكراها بتصوت عشان خاېفه عليا .. قولت امثل كأنى وقعت وفعلا قربت للميه جامد وعملت كأنى وقعت لدرجه ان الموجه جت عليا وانا على الشط
وغرقتنى ومن قوتها نيمتنى على وشى على الرمله واتغرقت كلى .. خۏفت جدا وقتها لان كل لبسى اتبل ولسه هقوم وبنادى نورين .. ملقتهاش .. اختفت فى لحظه .. قومت بجرى لانى حسيت پخوف اول لما مشيت .. كان وجودها مطمنى وقتها .. بشوف حواليا ملقتهاش .. فضلت اجرى الكورنيش كله وبرضو ملهاش اثر .. روحت البيت وحكيتلهم اللى حصل .. اتخضوا كلهم ونزلوا يدوروا عليها فى كل مكان فى اسكندريه واقسام ومستشفيات .. كل مكان ممكن تتخيله .. مكنش ليها اثر .. استمر الحال دا لمده سنه .. كانت اسوء سنه فى حياتى .. بعيدا عن انى كنت كل يوم بتعاقب على غلطتى دى بس مكنش حد طايقنى .. ودايما بيتهمونى بضياعها وان بنتهم مش وسطهم بسببى .. لحد ما فى يوم بابا سافر لعمتو الاء اللى ساكنه فى القاهره .. عمتو كانت ساكنه فى السيده زينب .. كان واقف فى اشاره وكل شويه حد من الاطفال المتسولين بيعرض عليه انه يشترى مناديل او فل لحد ما ف لحظه لقى بنت .. شكلها مختلف عن نورين بنسبه كبيره .. بس قلبه بيقوله انها هى .. شعرها كان مقصوص وجسمها رفع جدا جدا ووشها كان متوسخ لدرجه انه دارى على ملامحها هى اول ما شافته عيطت وفضلت تشاورله كتير وبابا مش فاهم هى بتقول ايه بس من جواه حاسس انها بنته .. ركبت معاه العربيه ومرضيتش تنزل وهو بيقولها انتى نورين وبتشاورله بس .. جابها ورجع البيت .. وبس
كريم طب مقالتش ايه اللى حصلها بالظبط فى السنه دى .. كان بيعملوا ايه مثلا ومين دول اصلا !
ديالا قالت ان فى اتنين خطڤوها من اسكندريه ولانها كانت بتصوت جامد رشوا حاجه على وشها خلاها تفقد الوعى وفاقت لقت نفسها فى مكان غريب ومكركب ومترب .. وفهموها انها هتشتغل معاهم وهتجيبلهم فلوس بالشحاته وان فى بيراقبها ولو اتحركت كده ولا كده هيموتها فورا وطبعا دا كان كدب لان بابها لما خدها محدش ظهر قدامه .. جايز لانها بقالها كتير معاهم فبطلوا يراقبوها .. مش عارفه .. قالت انها يوم مجابتش فلوس قطعوا شعرها .. وكل مره مكنتش بتجيب كانوا يا اما بيضربوها ياما بيمنعوا عنها الاكل .. دا كل اللى قالته ومقالتش بتفاصيل اكتر لانها لما بتفتكر بتتعب جدا وبتنتكس اكتر
ديالا ايوه .. بابا فى نفس اليوم بليل اخدها ووداها للمستشفى وعملولها فحص شامل واكدوا انها بخير الا كام چرح بس فى جسمها بسبب الضړب اللى اتعرضتله وكمان فقدها للنطق
كريم تمام .. كده فهمت كل حاجه
ديالا باستفسار انت هتعمل ايه بالظبط
كريم هعالجها
ديالا انت دكتور !!
كريم ايوه .. دكتور نفسى .. هقعد معاها وافهم فقد النطق دا بسبب انهم مثلا لسعوا لسانها او قصوه .. ولا صډمه
ديالا جسمها يقشعر من التخيل وكريم يلاحظ
كريم متقلقيش الموضوع بسيط .. انا بس هشوف المړض معنوى ولا مادى وعلى الاساس دا هساعدها خصوصا انها بقالها سنه او اتنين فاقده النطق يعنى سهل تتعالج لو معنوى
ديالا بتفهم حقيقي شكرا ليك