روايه مدثر بقلم محمد محسن حافظ
يهز رأسه بالموافقة ويمد يده إلى المكتب ليضرب الجرس الصغير أمامه وما هي إلا ثواني ودخلت السكرتيرة الخاصة ليأمرها المدير بإحضار عائشة وآدم الحسيني وما كان من الكبير إلا انه وضع سلاحھ جانبا حتى لا تراه السكرتيرة تمر الدقائق طويلة علي إلى أن يدق الباب من جديد لينتفض معه قلبي بقوه وأنا الټفت في بطيء فيفتح الباب أيضا ببطيء المح وجه ادم وعائشة ثم اجري في لهفة متناسيا ألمي و أضعهم بجوار قلبي بعناق و أنا القي على وجوههم ألاف القبل قبل آن تختلط دموعهم بدموعي ليقول ادم في برائه بابي هو انت مش عايش معانا ليه انا بحبك اوي لأنظر له في شوق وانت كمان يا قلبي وحشتني اوي ثم انظر إلى عائشة التي سكتت وتكلمت عينيها بالدموع الغزيرة ولكنها لم تستطيع المقاومة حتى ارتمت في حضڼي وتقول ذات العشر سنوات وحشتني اوووي اووووي لأحضنها وقد عاد العالم وملك الأرض لي في هذه اللحظة وأقول في اختناق معلش يا شوشت فتره وهتعدي استحملي انا عمري وعدتك بحاجه ومش نفذتها لتهز رأسها ثم تقول محلصش يا بابي انت كده طمنتني وانا هستناك و برد مني في ثقة وأنا اوعدك مش هتأخر عليكي يضع الكبير يده على ظهري وتأتي السكرتيرة من جديد ولكني قلت لعائشة خالي بالك من آدم انتي الكبيره فتبكي وتنصرف من أمامي أستند على كتف الكبير ونعود من حيث أتينا نعود إلى السيارة و وقتها قال الكبير معدش ليك مكان فيه الحاره يا مدثر مش هترجع هناك تاني علي الإقل اليومين دول انا بعمل مشروع سكني لسه تحت الإنشاء تروح تداري هناك لحد ما تخف وبعد كده لازم نقعد مع بعض ونحل موضوعك ده بس لازم نوطي للريح اليومين دول بات لليلتك النهارده في الاوضه وبكره الصبح يحلها الحلال لاقول اللي انت شايفه يا كبير ينظر شريف إلى الكبير ثم يقول ططب مما ييججي يققعد مععايا أأنا قاعد لووححدي أقاطعه قائلا خليك انت بعيد انا محتاجك في حاجه اكبر بكتير ليضع يده على ركبتي ويقول رراقبتتي ييا ممدثثر يعني ايه هتسبنا يا مدثر قالتها مريم في حزن واضح ليقول الكبير وهو يحاول أن ينظر لها معلش يا مريم يا بنتي يومين ويروحوا لحالهم
الو مين..
ايوه يا هشام انا ياسر طه
خير يا ياسر
كنت عاوز اقبلك ضروري في حاجه مهمه
مفيش حاجه مهمه بيني وبينك يا ياسر مع السلامه ليغلق الخط في وجهه
تنتظر فريدة مدثر في شرفة منزلها غاضبة و بعد أن تلمح السيارة تجري على السطح ما إن رأتني ترتمي بين ذراعي كان معي شريف الذي احمر وجهه في خجل حين سمع فريدة تقول لي وحشتني.. قبل أن تصعد مريم هي الأخرى لترى أختها بين يدي فسقطت أرضا
من هول الصدمة
تابعونا
بقلم محمد محسن حافظ
مدثر الجزء العاشر
حين سقطت مريم شعرت بهزة في أعماق نفسي رأيت من يحب حقا كيف ېقتل أمام عيني عندما رأت أختها بين ذراعي أجل هذا هو الحب وهل هناك من يحبنا دون أن نشعر به يعطونا شيقي الحب الاهتمام والاحترام ولو طلبنا أي شيء أخر لوهبونا أعمارهم أيضا في بضعة أيام وجدت ما فقدته في أربعين عام لم أجده وأنا ملك متوج فقد كنت لا أستطيع الحكم وقتها أو التميز بين محبين القلوب ومحبين المال رأيت دموع فريده تسقط دون إظهار تعبير على وجهها تهوي منه دموع كما هوت مريم لتسكن بجوارها ويديها ترتعد وتقول مريم ردي عليا انا اسفه حبيته زي ما حبتيه يجري شريف للبحث عن أي شيء يساعد مريم لاستعادة وعيها فيحضر قنينة مياه ويضع قليل منها في كف يده ويمرره على وجهها الطفولي وأخيرا تفتح عينها وتنظر إلينا جميعا وتضع وجهها ارضا حاول شريف وفريده رفعها عن الأرض ولكنها نظرت لهم في كبرياء رافضة ثم تنهض في سكوت وتذهب دون أن تقول كلمة واحدة تجري خلفها فريده و أنا أنظر إلى شريف و رأسي يهتز يقترب شريف مني ليقف أمامي مباشرة ويقول
وكاله الكبير
ايوه يا طارق عاوزك في حاجه مهمه تسيب كل اللي في يداك وتچيلي بسرعه
متعوجش عليا سلام في رعايه الله يغلق الخط وينادي علي احد رجاله يأتي مسرعا من الداخل ويقف أمامه ليقول الكبير تروح دلوقت المشروع السكني وتشوف مسعد ملاحظ العمال فين وتقوله الكبير هيبعتلك واحد اسمه كريم تحطه في عينيك وتشوف كل طلباته وتنفذها وخليه يرد علي المخروب بتاعه كلامته كتير وبيديني غير متاح يلا روح يجلس الكبير وحده يفكر ثم اخرج هاتفه ليطلب شريف وحين استجاب قال بصوت منخفض ايوه يا شريف يا ولدي طمني علي مدثر وخليه لو الچرح مش تعبه يجي يقعد معايا عاوزه سلااام يدخل الكبير في دوامه التفكير من جديد لدقائق كان لا يحب المكتب كان دائم الجلوس أمامها الوكاله ويقوم العمال ببيع الغلال وتحضير الطلبات مر وليد من أمامه وألقي التحية مرتين إلى إن انتبه الكبير ينظر له وليد في دهشة وهو يسحب احد الكراسي الخشبية ويجلس بجواره ويقول مالك يا كبير سرحان في ايه يخرج الكبير نفسا من صدره وهو يقول ساعات يا بني الدنيا تبقي ماشيه معاك كويس مش مديها خوانه وبتحصل حاجات بنفتكرها شړ وبنزعل وقتها لكن مع مرور الايام بنكتشف انه خير كبير ربنا باعته من غير ما نحس وهي دي حلاوتها لا حلوه دايما ولا مره دايما ممكن حاجه تحصل بقدر منك او منها وربنا بيقي ليه حكمه في كده مش هو اللي قال سبحانه وتعالي لقد كنت في غفله من هذا فكشفنا عنك غطائك فبصرك اليوم حديد صدق الله العظيم فاهم يا ولدي الكلام ده يضحك وليد ويقول كلامك حلو بس مش فاهم منه حاجه يا كبير يضحك الكبير وهو يقول الدنيا اللي هتعلمك وتفهمك كل حاجه ياما بنتعلم وهنفضل نتعلم لاخر يوم في عمرنا
عارف يا شريف انا عمري ما توقعت ان هيجي يوم واعيش هنا في وسط الناس البسيطه دي صوت صادر تعاااالي اشرب شااي ا باچااا اتڤضل يا استاذ چويف قالها عنتر حين مر أمامه مدثر وشريف وأثر المخډرات واضحه
علي وجهه ليقول شريف متشكرين يا عنتر ثم يكمل ناظرا إلى مدثر ككل ححته ففيها الككوييس ووالوححش مععتقدتش انكك ككنت ههتعرف اللي ححواليك لو مححصلتش الازممه بتتاعتك ككنت ههتفضل ييضححك ععليك ممن ششويه الممنافقين االي اانت ففاكرهم ااقرب االناس ابتسم وأقول فعلا معاك حق كنت محتاج عمرين علي عمري علشان افهم ويمكن كمان مكنتش فهمت المشكله اني ورثت طيبه القلب من المرحومة امي وقبل أن نصل إلى الوكالة مررنا من أمام ورشه سعيد وهو واحد من امهر مصلحي السيارات كان يتحدث إلى شخص يرتدي ثيابا أنيقة قائلا لاول مره عربيه معرفش فيها ايه وليه مش عاوزه