روايه مدثر بقلم محمد محسن حافظ
حاجه في وقتها.
فكرت جيدا في خطة تجعل الجميع ينبهر مما سأفعله اتصلت بياسمين المنفذ الحقيقي للعملية و أطلعتها على ما يدور في رأسي قائلا اسمعي يا ياسمين عمي واولاده وعمر اخويا جايين الحاره عاوز اول ما يدخله تمشي وراهم عربيه بوكس زرقاء وفيها ظابط وأمين شرطه وأربع عساكر دول لازم تحضريهم ومش عاوز حد يشك انهم مش حقيقين علشان دول انا هركب معاهم وفعلا هيوصلوني عند مديريه الامن ويمشوا طبعي خالص لحد لما نوصل هتكوني مجهزه مجموعه تانيه قدام المديريه ودول مش عاوزهم يقلوا عن عشره يبتدوا بالواء والباقين رتب مختلفه بس عاوز فيهم يكون في نفس سني ويشبهلي شويه ودي مش صعبه عليكي دول هيستلموني من البوكس وهدخل معاهم المديريه بس قبل ما اطلع هدخل الحمام ويدخل معايا الظابط اللي المفروض انه شبهي وهنبدل هدومنا وهو هيكمل معاهم وانا هنزل لابس ظابط عاوز العساكر اللي في البوكس والظابط يكونو قريبين من البوابه واول ما اخرج يمشوا قدامي علشان وشي مش يبان والظابط اللي في البوكس يختفي واول ما تشوفيني ماشي خالي الرجاله الي فوق يسلموا الولد اللي فوق وينزلوا ويسبوه وعرفيه ان اول ما يدخل عليهم علشان يستجوبوا يقول انهم قبضوا عليه قدام المديريه من غير ما يعرف السبب ويوريهم البطاقه بتاعته وانه كان معدي بالصدفه لقي مجموعه ظباط أخدوه وطلعوه وهو مش فاهم حاجه بس خالي بالك لازم يكون قلبه جامد وميخفش لو ضغطه عليه مفيش دليل واحد ضده.
ما بيني وبين ياسر لا يعرفه احد وكذالك ياسر لا يعلم ما بيني وبين الآخرين لم أضع أوراقي كلها في سلة واحدة لا أخشي المتهور لأنه أعمى لا يفكر ما يقلقني كثيرا هو عمر أخي فهو اذكي مما يتخيلون فأنا من قمت بتربيته لا تستطيع أن تحدد هدفه قد يأخذك في مكان ويذهب هو في مكان آخر أنا لا أخشي سوي صاحب العقل الذكي فعمر لن يقف مكتوف الأيدي لذلك قررت الابتعاد قليلا فأنا ذاهب ألان إلى الصعيد بلد بكر سوف أكون بأمان من وجهة نظري ولكن اعلم أن اختفاء الكبير لأيام دون سبب وكذلك هشام ووليد وشريف سيثير بعض الشكوك لا أحب أن انظر تحت قدماي ولا أحب المفاجآت رغم أنني أعشق رؤية البعض و هم مذهولين من مفاجأتي التي أحظرها لهم
مدثر سرحت في ايه بكلمك وانت مش سامع حاجه خالص
قالتها فريده مما جعلني انتبه وهي تمسك ذراعي لأقول لا ابدا معاكي بس سرحت في اللي حصل
تضع رأسها على كتفي وتقول الحمدلله يا حبيبي
اضحك وأنا امسك رأسها وأقول على فكره احنا رايحين الصعيد لا ينفع لا كيوت ولا حبيبي خالي بالك
يظهر الكبير ليبتسم ويقول ربنا يخليكوا لبعض
أما بكر فقد ذهب في عالم آخر وقد تناسق شخيره مع صوت محرك السيارة.
منزل فؤاد
تغيرت الملامح تماما وعلت الدهشة والغيظ وجوه جميع الحاضرين إلا عمر الذي ضل يضحك وهو يصفق على يده حتى بطريقة غير عادية مما جعل الجميع ينظر له في ذهول و بعد أن انتهى تحول وجهه الأبيض إلى اللون الأحمر ليقول
ليقول فؤاد في دهشة ايه دي اللي كانت غايبه عليك يا عمر
ينظر له عمر وهو يهز رأسه وكأنه يرجع بشريط من الذكريات البعيدة ثم اعتدل في مجلسه وقال واحنا صغيرين وبنلعب في الشارع واحد ضړبني جريت على مدثر وانا بعيط ولما شافني اتخض وقالي مالك يا عمر كنت خاېف اوي قولتله كنت بلعب في الشارع والكوره دخلت محل الميكانيكي استاذنته ادخل اجبها ولما دخلت دخل ورايه ضړبني وقالي علشان تحرم تلعب هنا وقطع الكوره وقتها ضحك وقالي وده اللي مخليك ټعيط متزعلش انا هجبلك حقك منه عشر مرات بعديها بكام يوم نده علي وهو في البلكونه وقالي تعالى بسرعه يا عمر روجت اجري عليه لقيت الميكانيكي بيركب العربيه بتاعته واول ما دور الموتور العربيه ولعت ونزل يجري واقعد يلطم على وشه والعربيه بتتحرق قدامه ساعتها كان عندي اتناشر سنه ومدثر ستاشر سألته هو فيه ايه اخدني لجوه وقالي جبتلك حقك مفهمتش ساعتها بس هو كان فرحان بعديها بكام سنه سألته انت عملت ايه قالي ابدا شويه سكر حططهم في تنك البنزين رديت عليه وليه عملت كده رد عليه وهو باصص في عينيه وقال ده واحد بياخد حقه بدراعه واحنا أرقي من كده أتعود تاخد حقق بدماغك بس دايما حط في دماغك ان اللي قدامك اذكي منك واوعي تفتكر انك اذكي واحد في الدنيا علشان وقتها تبقي غبي لو فكرت في كده.
يضحك عمر ويقول
لازم ابقي اغبى منه علشان افهم ومغلطش تاني لكن اوعدكم المره اللي جايه مش هيفلت من ايدي .
محافظه سوهاج كوم غريب
وصلنا إلى بلدة صغيرة هي معقل عائلة الرواي
كان الجو هادئا و دافئا جدا بتمعن في وجه الكبير الذي دار حول نفسه وامتلأت عيناه بالدموع وهو يستنشق الهواء حوله وابتسم وكأنه غير مصدق حاولنا الاقتراب منه ولكنه لم ينظر الى احد ولكنه قال ادخلوا انتو وانا هروح مشوار وراجع على طول لم نفهم ولكن ابتسم بكر وقال سيبوه يا ولاد واطمنوا انا عارف هيروح فين.. دخلنا منزلا عاليا تحيطه الزهور والأشجار من كل جانب ولكن قبل دخولنا وجهنا نظرنا الى الكبير الذي بدأ في الابتعاد عنا متفحصا المحيط حوله لا نعلم أين هو ذاهب استقبلنا عدة أشخاص مرتدين الجلابيب وحاملين البنادق خلف ظهورهم كما يظهر في بعض أفلام السينما. نداء من بكر على زوجته التي أتت مسرعة لتضم هشام ابنها في قوة مما جعلني أتذكر