روايه فارس بقلم سلمى ناصر
إلى نفسي وقفت أتأمل النيل من فوق كوبري قصر النيل لم أشعر بالبرد فقد مر علي ما هو أصعب مضت ساعتين بعد انتهائي من جلستي الأخيرة مع هشام الذي قال قبل أن ينصرف مدثر في بنت وانا بسأل عليك في بيت الحج طه وقفت زي الاسد تتكلم البنت دي بتحبك لم أشك لحظه انه يتكلم عن احد سواها هي فريده جريئة وقوية فقد سهل علي الاختيار ولكن مريم يأتي صوت من خلفي ايه مش سقعان يا اونر ابتسم دون أن الټفت ومازلت ارمي عيني بداخل المياه المتلألئة بالأضواء ويدي داخل جيب الجاكيت يحميها قليلا من البرد لأقول بالعكس يا ياسمين مش حاسس بالبرد لتكمل كل أعوانك باعوك لريتشارد لأضحك وأقول بنبرة الراحل حمدي غيث هل سمعتم قبل ذلك عن احد خدع ريتشارد نضحك وكل منا ينظر في اتجاه مخالف إلى أن تقف بجانبي وتنظر هي الأخرى إلى المياه وتقول المايه شكلها حلو صافيه اووووي أغمض عيني وأقول صافيه تضحك وقد التفتت اتجاهي وتقول انا اقصد مايه النيل مش اختك ثم تكمل وقد تغيرت تقاسيم وجهها لتقول شكلك اتغير اووي يا مدثر كبرت فجأه كل ده يحصلك في اسبوعين لما عمري يضيع من ايدي وكل اللي عملته في حياتي يبقي زي الهوا يبقي لازم اكبر فجأه لما اسند علي اقرب الناس في عز تعبي وابص حوليا ملقيش حد يبقي لازم اكبر فجأه لما اكون مصدر سعاده لكل اللي كانوا سبب حزني لازم اكبر فجأه تدمع عينا ياسمين من كلامي وتقول بس انت اقوى من كده واذكى من اي حد ولما ترجع زي الاول لازم كلهم ينسوا مدثر الاولاني ويشوفوا واحد ميعرفهوش اتعلم تقسى اتعلم تبيع خلي الكل يخااف منك بس في نفس الوقت يحبوك شايف الكبير ده اتعلم منه كل حاجه ده صخره تتكسر قدمها اي حاجه وهو مش بيتكسر راجل واقف على رجله معدي السبعين الكل بيحترمه وبيحبه وفي نفس الوقت مع كل خطوه بيمشيها القلوب بتتهز من هيبته اوعدني يا مدثر انك تبقي زيه وقتها اضحك وأنا استعد للانصراف ثم أرفع كلتا يدي في الهواء وكأني استعد للطيارين وقول وهي تقف في دهشة من تصرفي الكبير ده اضعف مما تخيلي بس هو ممثل شاطر الكبير زي حلاتي طيب وكل اللي بيعمله ده من وراه قلبه مع السلامه يا ياسمين مدثر استني قالتها وأنا أعطيها ظهري وارفع يدي لتحيتها طب خالي بالك من نفسك يا مدثر علشان خاطري سمعتها وأكملت سيري في هدوء أرى نفسي متحديا لكل من حولي فأنا حقا لست الأقوى
من داخل منزلي
كنت فين يا مدثر كل ده سمعت صوته وأنا افتح النور بمجرد دخولي إلى المنزل أخطو خطوتين أضع المفاتيح في جيبي ثم أكمل طريقي
واجلس أمامه وابتسم قائلا
انت بتراقبني يا كبير
يتأمل وجهي في نظرة قوية لم أتحملها لأنهض وأقول تشرب شاي معايا يا كبير اجعد يا مدثر انا بكالمك قالها ليجعلني انظر حولي ثم أطاوعه واجلس من جديد ونظرت إلى الأرض ليقول انا مش محتاج اراجبك يا بني كل ما في الامر اني وصلت اختك صافيه ورجعت اطمن عليك واقولك بلاش تبدأ بالشړ يا مدثر هي جت ومدت أيديها وقالت انها غلطانه عفا الله عن ما سلف سامحها واللي عند ربنا مش هيروح.. اضحك في استهزأ مما قال وأجيبه في تحدي وانت جاي تنصحني بحاجه معرفتش انت تعملها من اربعين سنه يا كبير تغير وجهه إلى اللون الأحمر ويقول تجصد ايه بكلامك ده انهض من مكاني واجلس أمامه على ركبتي وأقول انت فاهم قصدي كويس انت كنت مدثر من اربعين سنه صوره بالكربون بس الفرق اللي بيني وبينك ان مراتك وقفت جنبك واستحملت معاك واخدت طارق ربيته لحد لما شد حيله علشان كانت خاېفه من اخوك بكر ابو هشام بعد لما حرقتله ارضه وجيت على مصر تشتغل وانت مستخبي في حوارها وكنت بتتسحب كل كام يوم تروح تطمن على طارق وأمه من غير ما حد يلاحظ غيابك لحد لما جه هشام واخد حبيبه طارق ابنك وخطبها وبعد كده سابها هشام واتصل بطارق وقاله خطبتك متلزمنيش واتنقلت العداوه بين ابنك وابن اخوك وعارف ان بكر حاول يضربك پالنار والطلقه جت في ذراعك وانت مش اتهمت حد...
يدخل ياسر غاضبا ووجهه يحمل كل الشړ ليرفع صوته ويقول
يعني أغيب عن البيت كام يوم ومحدش فيكوا يعرفني ايه اللي عملوا هشام معاكوا
وقفت فريده ومريم والحج طه ينظرون له تشجعت فريده
وقالت عاوزنه نقولك ايه واحنا شايلين همك وخايفين عليك انت لسه منقول ومنعرفش السبب لحد دلوقتي وقلنا كفايه عليك مراتك القديمه وشغلك يثور ياسر وهو يقترب منهم ويجلس على المقعد القريب يتوعد هشام قائلا حاضر يا