قلبي وعيناك والايام بقلم رحاب ابراهيم
..! لم يتحكم بغضبه ...ولم يستطع أن يخبرها ...أنه مع كل وجه العقاپ والاڼتقام هذا ...أنه جدا يغار !! في أحد المكاتب بالمشفى ..... وقفت ممرضة شابة ....جميلة الملامح لحد الفتنة ...أمام جاسر وقالت بدلال _ يعني خلاص هتسيبنا يا دكتور ! هنهون عليك أجاب جاسر بابتسامة ماكرة _ وأنت عمرك هونتي عليا غير مرتين تلاته كده يعني ضحكت الممرضة منار ووضعت يدها على فمها ثم قالت _ أهو ضحكتني وأنا زعلانة ...ينفع كده ! هز رأسه بابتسامة واسعة وقال بخبث _ يا قسۏتي .....لأ ما ينفعش ... بس إيه الضحكة دي ما تضحكيش تاني لو سمحتي ... سألت منار بمكر ورسمت على ملامحها عدم الفهم _ ليه ! رد جاسر بمكر وهو يخلع المعطف الطبي الأبيض _ قلبي .... قلبي دق وقال منار ...منار ...منار ... ھجم على المكتب فجأة شقيقه يوسف ...طبيب اسنان ....نظر يوسف له وهو يرفع حاجبه عندما وجده يخلع معطفه ويتحدث بتلك الطريقة الماكرة _ وحدوووووه .... تنحنحت منار بحرج ....ووضع جاسر البالطو الأبيض على ظهر المقعد ورد عليه بغيظ _ لا إله إلا الله ..... خير يا ...دكتور يوسف أقترب يوسف بابتسامة حاول يخفيها وغمز قائلا _ بقول وحدوووه ...وحد الله يا جاسر ....وحدي الله يا منار .... احنا في المستشفى مش في قاعة الؤلؤة ! استأذنت الممرضة منار وخرجت من المكتب بينما جر جاسر شقيقه يوسف من ملابسه وهز قائلا بغيظ _ كام مرة حذرتك تدخل زي الحمار كده على مكتبي ! عد يوسف على أصابعه العشرة ثم قال بشرود _ تقريبا عديت الألف وخمستاشر مرة ..... مافيش مرة فيهم كنت لوحدك...لازم أقفشك مع حد.... أنت مش عاتق ....لا جامعة ولا النادي وحتى المستشفى يا مفتري.... كل اسبوع واحدة شكل .... كتير كده !! قال جاسر بنفاذ صبر _ عايز إيه أخلص ! مابتجهمش على مكتبي كده غير لو في مصېبة .... حاول يوسف التذكر ولكنه نسى ما أتى إليه فقال بارتباك _ طب سندوتش وراجعلك ....نسيت ... ظهر فجأة آسر ورعد عند باب المكتب ....أغلق آسر الباب خلفهما ثم قال يوسف بعدما تذكر من صدمتهم _ افتكرت .....عمكم أضرب بالقلم يا رجالة ......! فغر جاسر فاه من الصدمة حتى قال آسر بعصبية _ أنا حاولت أعرف هي مين معرفتش ...ومش فاهم حاجة ! رد عليه رعد بتفكير _ طالما معملهاش حاجة وخدها مكتبه يبقى يعرفها .... نطق جاسر والذهول يملأ ملامحه وهتف _ دي مين اللي اتجرأت وعملت كده ! قال يوسف محاولا التذكر _ سألت منى وناسي قالتلي إيه !! يا جماعة سيبوني اتعشا وارجع ! عقلي هيشتغل وهعرفلكم كل حاجة والله والله ... عقد آسر يديه حوله وقال بحيرة _ أنا شايف أننا نستنى لما نرجع البيت ونسأله ...هتلاقوه دلوقتي عصبي ..... نفخ جاسر بضيق وغيظ _ أحنا متفقين على سهرة النهاردة ....بقولك ايه أحنا هنتنفي والله وحده يعلم موضوع القافلة ده هياخد اد إيه ....بعدين نبقى نعرف اللي حصل ..... قدامنا ٣أيام على السفر مش هضيع منهم دقيقة .... قال يوسف بتصميم _ لو المكان اللي هتروحوه فيه أكل ...هروح معاكم .....وإلا هقول لجدي ... جره جاسر أمامه وقال له بغيظ _ رايحين عيد ميلاد في ديسكو ....بس انت عارف لو حد عرف هعمل منك كفته .... قال يوسف مبتسما _ كفته ...طب ياريت ....بس مين عيد ميلاده في ديسكو ابتسم جاسر وتذكر تلك الفاتنة صاحبة الحفل _ بسبوسة ... يوسف بتعجب _ بسبوسة وعاملة عيد ميلاد لنفسها ! والتورته موافقة ! ابتسم رعد رغما عنه وقال _ دي صديقة جاسر.... بوسي وقفت چيهان أمامه وهو يجلس شاردا بعينيه للبعيد ولا يعرف لعذاب قلبه من طريق للخلاص ....قالت بعصبية _ ممكن أعرف يا وجيه دي مين بالضبط ! أظن من حقي ! تنهد بقوة ثم قال بضيق _ حكاية قديمة وخلصت يا چيهان .... أو عشان أكون صادق معاك ....بتخلص .... راقبت چيهان عينيه التي يملأها الحزن وقالت بضيق وغيرة _ طالما كده يبقى مش عايزة أعرف تفاصيل .... بس عايزة افكرك بحاجة....أنت وعدتني أنك مش هتسيبني .... ولا .... صمتت پخوف مر بعينيها وبنبرة صوتها ....وترقبت اجابته بقلق ولهفة ... قال ببطء كأن الأجابة اجبارية _ فاكر ..... أنا للأسف مش بنسى بسهولة .... أو مش بنسى خالص ..... ياريت كان بإيدي أقدر اتخلص بجزء كبير من ذكرياتي ..... كانت كلماته متقطعة.... ومليئة بالمعاني الكثيرة .... والألم بأطراف معانيها ظاهر ! زفرت جيهان بضيق شديد....علمت أنها ستواجه شيء كبير هو نفسه يواجهه ....ولكن أن انهزم سيضيع كل شيء....وهي لا تستطيع محاربة مشاعره لامرأة قلبه معها !! تارة تملكها شعور التحدي ...وتارة أخرى تملكها رغبة الأنسحاب .... أي الاختيارين أفضل! ... بعض الاجابات تترك للأيام ....... دقت على باب المكتب السيدة عفاف وسمح لها وجيه بالدخول...دخلت وظهر عليها الارتباك والقلق وهي تتحدث _ البنت اللي كلمتني عنها يا دكتور مشيت ....سألت الكل عليها لحد ما عرفت أنها خرجت برا المستشفى ..... الكلام ده بقاله دقايق ... انتفض وجيه من مقعده پصدمة....ومر بعقله خط سيرها وهي تبحث عن ابنتها ....مع ذلك الرجل الذي يعرف أنه لا يعرف معنى للرحمة ..... اتقدت نيران الغيرة والخۏف عليها حتى اشتدت أنفاسه ڠضب وتحرك وهو يتمتم بكلمات غاضبة .... ومن بين كلماته انتبهت جيهان لجملته الأخيرة ..... مش هسيبها لوحدها معاه ...لازم ترجعلي ادمعت عين جيهان وهي تره يسرع خلف حبيبته ويتركها كأن حديثه منذ قليل لم يكن .....
... ابتسامة على شفتيه...
ذلك الكبرياء الذي قال بالأمس أنا ..... فقد ذاكرته حينما دقت عقارب الفراق...! لم تكن أنفاسه المتسارعة تلهث من سرعة حركته إلى سيارته ..... بل من محارب خوف قلبه عليها ..... عاقب يا قلب عنيد ولكنك تحب بالتأكيد ..... فتح باب سيارته وسرعان ما شقت سيارته سير الطريق .... عينيه تلتفتان بجميع الاتجاهات بحثا عنها .... بينما هي أوقفت سيارة أجرة على بعد أمتار بعيدة خارج المشفى ...واستقلتها إلى عنوان شقة بأحد أحياء القاهرة كانت تعرف منذ سنوات أنها تابعة للعائلة ..... لم تثبت عينيه على شيء لأكثر من ثوان قليلة وهو ينظر هنا وهناك عل عينيه تلمحها ..... وأخيرا وقعت نظرته على الوجه المستهدف .... أوقف وجيه سيارته وهو يتلفظ باسمها بصوت عال... لم تنتبه له..... ولم تدرك أنه موجود بالاساس بل استقلت