وقعت فى قبضه الاسد
بفرش المسجد وشراء المصاحف .. شكرها الرجل كثيرا ودعا لها بسعة الرزق .. كانت مريم تشعر بسعادة غامرة لأنها لم تتصدق عن ماجد فقد بل شملت صدقتها أمها وأبيها وأختها .. وتذكرت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من بنى لله مسجدا يذكر فيه اسم الله تعالى بنى الله له به بيتا في الجنة .. دعت الله أن يتقبل الهدية التى أهدتها لأفراد عائلتها.. قال لها الرجل
قوليلى يا بنتى الصدقة ليكي ولا لحد متوفى
قالت مريم بإستغراب
لحد متوفى .. بس ليه حضرتك بتسأله
قال الرجل مبتسما
عشان يا بنتى احنا هنعمل يافته بأسماء الناس المتوفيه واللى أهلهم اتبرعوا للمسجد وهنعلقها فى المسجد عشان الناس تدعيلهم بالرحمة والمغفرة
ربنا يرحمهم ويغفرلهم .. ماتوا مع بعض
قالت مريم بحزن
أيوة فى حاډثة
نظر اليها الرجل مشفقا وقال
ربنا يجعل الصدقه دى فى ميزان حسناتهم وحسناتك يا بنتى
تمتمت بخفوت
آمين .. ولسه فى كمان جوزى
نظر اليها الرجل بحزن بالغ وقال
لا حول ولا قوة الا بالله .. ربنا يعوضك يا بنتى ويصبر قلبك .. قوليلى اسمه
قالت مريم بحزن
ماجد ... ماجد خيري
يتبع
الحلقة التاسعة.
فى اليوم التالى ذهبت سهى الى عملها فى وجوم .. كان يبدو عليها الحزن وعلى عينيها آثار البكاء .. تطلعت مريم و مى كل منهما الى الآخرى .. لم تتحدث سهى طوال اليوم ولم تناكف فى مى كعادتها .. فقط انكبت فوق حاسوبها لكن بدا وكأنها لا تحرك الماوس تحت أصابع يدها .. فقط تنظر الى الشاشة شاردة .. ظلت هكذا طوال اليوم حتى آتى موعد الانصراف .. قالت مى ل مريم
قالت مريم وهى منهمكة فى علمها
لأ لسه .. عايزة ألحق أخلص كل الشغل اللى ورايا قبل سفرى ان شاء الله
سألتها مى قائله
ليه مش أستاذ عماد قالك انك هتشتغلى عن طريق النت
نظرت اليها مريم ويبدو على وجهها علامات التعب وقالت
أيوة بس أكيد أول كام يوم مش هعرف أشتغل هكون مشغوله مع أهلى .. وعشان كده حابه أخلص جزء كبير من شغلى .. عشان ما أتأخرش فى تسليم الشغل
أومأت مى برأسها وقالت
ماشى يا حبيبتى .. أنا ماشية بأه أشوفك بكرة
مع السلامة
خرجت مى وألقت مريم نظرة على سهى لتجدها فى دنيا آخرى تماما .. نادتها قائله
التفتت اليها سهى قائله
أيوة يا مريم
نظرت اليها مريم بقلق وقالت
انتى مش هتمشى
قالت بوجوم
آه .. لا .. لسالى شويه
لحظات واڼفجرت سهى فى البكاء .. شعرت مريم بقلق شديد اتجاهها فهبت واقفه واتجهت اليها وضعت يدها على كتفها قائله
سهى مالك فى ايه .. بټعيطي ليه .. سهى
حاولت سهى تمالك نفسها ووقف بكائها .. أعطتها مريم منديلا من حقيبتها فكفكفت دموعها وقالت بصوت مرتجف
مفيش أنا كويسه
جذبت مريم أحد المقاعد وجلست بجوارها قائله
لا مش كويسه طبعا .. قوليلى مالك ايه مضايقك يمكن أقدر أساعدك
مش هتقدرى تساعديني
جربي
صمتت سهى قليلا ثم قالت بخجل
مش هقدر أحكيلك على المشكلة .. بس كل اللى أقدر أقولهولك انى اتهنت اهانه جامده أوى أوى .. والمشكلة اللى تعبانى انى شايفه نفسى غلطت فعلا واستحق الإهانه دى
نظرت اليها مريم قائله
طيب طالما شايفه انك كنتى غلط .. يبقى تحاولى تصلحى الغلط ده
قالت سهى بمرارة
ياريت بس معدش ينفع اللى حصل حصل
قالت مريم بهدوء
لو معرفتيش تصلحى الغلط .. يبقى على الأقل توقفيه فورا ومتكرريهوش تانى أبدا مهما حصل
نظرت اليها سهى وقالت بأعين دامعه
أنا حسه انى واحدة رخيصة أوى .. مش عارفه أعمل ايه وازاى أشيل الإحساس ده من جوايا
ربتت مريم على كتفها وقالت
سهى هكلمك بصراحة لانى بحبك .. ولانى طلبتى منى النصيحة .. سهى اعرفى حاجه واحده .. سعادتك فى قربك من ربنا مش فى بعدك عنه .. ربنا مبيحرمش الا الحاجات اللى بتضرنا فعلا .. هو اللى خلقنا وهو أدرى بينا من نفسنا .. احنا اتخلقنا فى الدنيا دى مش عشان ناكل ونشرب وننام وبس .. لأ .. احنا اتخلقنا عشان نعبد ربنا .. نعبده صح زى ما قالنا .. مش نعبده بمزاجنا .. أكيد كلنا بنغلط .. بس فى فرق بين غلطه وغلطه .. وحتى لو اتنين غلطوا نفس الغلطه .. فى فرق بينهم .. لان الأول ممكن يتمادى فى الغلط ويستمر فيه وېموت عليه ويبعث يوم القيامة عليه .. أما التانى يعمل الغلط ويندم عليه ويبكى من الندم عشان غلط فى حق ربنا قبل ما يكون فى حق نفسه ويقرر انه ميعملش الغلط ده تانى طول عمره وربنا يقبل توبته وېموت وهو مفيش عليه الذنب ده
كانت سهى تستمع اليها فى استكانه وهدأت نفسها بعد سماع تلك الكلمات .. قالت سهى بشك
يعني لو مرجعتش للغلط ده تانى ربنا هيسامحنى أكنى مغلطتش أصلا
ابتسمت مريم قائله
أيوة بالظبط كده .. الغلط ده يتمحى تماما .. بس بشرط .. تكون توبه بجد .. وتندمى بجد .. وتقررى بجد انك مترجعيش لاى حاجه غلط بتعمليها .. وتصلحى من نفسك وتبعدى عن الحاجات اللى