روايه براثن اليزيد بقلم ندا حسن
رفع رأسه في شموخ وتكبر بل وغرور أيضا وشقيقه يفعل المثل وإنما هو جلس وحده وكأنه محاط بهالة فريدة من نوعها جلسته فريدة من نوعها تحمل عنجهية وغرور لا يصف ابتسامته خلفها مكائد وخبث لا يحكى نظرة الصقر الذي يمتاز بها تجعلك تنتفض بداخلك أنه فريد من نوعه حقا..
فكر فيما فعله الآن لقد أصبحت تلك الفتاة التي لم يراها ولو لمرة واحدة زوجته عقد قرآنه على فتاة لم يراها من قبل أيعقل ذلك وقد كان هذا طلبه جعل والدها يذهب لها كي تمضي وتضع موافقتها على الزواج هو من فعل ذلك هو من جعل رؤيتها آخر شيء ولم يكن وراء ذلك إلا الملاك الذي شاهدة في وسط الحقول الخضراء لم تبتعد عن مخيلته ولو لثانية واحدة تلك العيون الزرقاء لم ينسى ولو لدقيقة خصلاتها الحريرة ذهبية اللون وإلى هنا أغمض عينيه بشدة معنفا نفسه على ما يفكر به وما يفعله دون دراية منه فقد استحوذت هي على كامل تفكيره..
كده خلاص كل شيء تم إحنا هنعمل فرح على الضيق كده بعد بكره على طول عشان أهل البلد... هندبح كام عجل ونوكل الناس وخلصنا
نظر إليه نصر طوبار والد مروة حانقا ولكنه لم يظهر ذلك فقط من أجل ابنته
اللي تشوفوه ده في الأخر فرحكم
أجابه فاروق مبتسما بسخرية وهو يضع قدم فوق الأخرى كما فعل عمه قائلا كلمات ذات مغزى
طبعا فرحنا.. ولسه الفرح جاي ورا
لم يفهم نصر وشقيقه مقصده ولكنه صمت ولم يعقب على كلماته حتى يمر اليوم بسلام فهو لا يتحمل هذه العائلة بغرورها وتكبرها ولا يدري كيف سيترك ابنته هنا بينهم!..
ماذا قال كيف تفوه بهذه الكلمات ومن أين أتت.. هل إلى هذه الدرجة لا يستطيع التحكم بنفسه هل إلى هذه الدرجة تفكيره ب ملاكه الخاص يفعل به ذلك.. نظر إليه الجميع عندما وجدوا ملامح الاستغراب على وجهه بعد ما تفوه به ليتحدث هو قائلا وهو يحاول تدارك الأمر
بكره الساعة اتناشر هكون موجود علشان منتأخرش
ثم وقف على قدميه مقررا المغادرة ومن بعده عمه وشقيقه ليقف أيضا والد مروة وعمها تقدم يزيد مبتسما بغرور إلى والدها مقدما يده له حتى يصافحه ثم هتف قائلا
اتشرفت بيك يا نصر بيه
أنت بقى يزيد باشا الراجحي
ابتسم هو بسخرية شديدة ثم أجابه وهو يضع يديه بجيب بنطاله ليقف أمامه بشموخ
آه أنا بقى يزيد باشا الراجحي أنت بقى مين
ابتسم الآخر بسخرية مثله تماما ثم قلده متهكما وهو يضع يده بجيب بنطاله لينظر إليه بغرور مماثل
ثم أكمل متهكما وهو يبتسم بسخرية ليتشفى به
ولوني أشك في كده
قبض يزيد على يده وهي بداخل جيبه كاد أن يفتك به ذلك الطفل القابع أمامه من يظن نفسه كي يتحدث هكذا هل يقول أن لا أحد يوافق على زواجه بي ولهذا تم بالڠصب لو فقط يستطيع أن ېهشم وجهه وېحطم أسنانه البيضاء الذي تظهر وراء ابتسامته الساخرة ولكن لك يوم صبرا صبرا يا تامر
تدخل والد تامر سريعا متحدثا بتوتر وهو يشير بيده إلى الطريق
اتفضلوا... اتفضل يا يزيد يابني من هنا
سار الجميع معه إلى باب المنزل بينما وقف تامر مكانه يبتسم بسخرية عليه محاولا إخراج النيران من قلبه لما سرقه منه ذلك الحقېر بنظره..
الټفت إليه يزيد ليراه يبتسم وكأنه يقول له كانت لي الجولة الأولى يا غبي!.. ذهب ولكن كلمات ذلك الفتى الصغير بعقله لا يستطيع نسيانها وقد توعد له كما توعد لغيره من تلك العائلة فقط صبرا.
_______________________
في اليوم التالي
ترجل من سيارته التي صفها أمام منزل عائلة طوبار وقف مستندا عليها بغرور متنظرا ليأخذ من سميت زوجته حتى تأتي بفستان زفافها أو جنازتها أيهما أقرب هذا ما تحدث به عقله وهو يمر بعينيه على المنزل من الخارج يرى كم هو كبير ولكن ليس بقدر منزلهم تحاوطه الحديقة الخارجية بمساحه كبيرة غاية في الجمال والروعة ظل دقائق منتظرا وهو يتحدث بعقله متهكما على هذه الزيجة منذ البداية إلى أن أختنق من انتظاره ليتوجه صوب الباب الداخلي والذي ما أن وقف أمامه حتى فتح..
وقف
أمام الباب لا يحرك ساكنا ينظر إلى ملاك خرج للتو من الجنة ولكن حزين حزين للغاية عينيه الزرقاء رائعة الجمال