غيوم ومطر بقلم داليا الكومي
علي باب غرفتها لم يغادر كما توقعت بل فتح الباب عدة سنتيمترات يراقب منها الغرفه وهو علي استعداد تام للمغادره اذا ما كانت فريده غير محتشمه... الباب فتح لمساحه اكبر ودخل منه عمرفخري ابن خالتها الكبري منى الي غرفتها وترك الباب مفتوح خلفه ...
حالتها النفسيه لم تكن تسمح لها باستقبال احد لكن عمر اقتحم خلوتها وفرض نفسه عليها بدون استئذان ... لو كانت تستطيع الكلام او الحركه لكانت طردته فورا من غرفتها وأسمعته ما يليق بتصرفه الفج ...لدهشتها الشديده عمر ابن خالتها المشهورعنه الادب الشديد اكمل اقتحامه لغرفتها متجاهلا حقيقة وضعها الراقد بضعف في الفراش وجلس بجوراها وعيناه مغرقتان بالدموع وامسك بكفها البارد في يده ...لاول مره في حياتها.. لكن عمر الان كان مختلف عن عمر المهذب الخجول الذى تعرفه هى كانت تعلم جيدا انه يحبها في صمت منذ سنوات..بالاحري منذ يوم ولادتها وهو يعتبرها ملكا خاصا به وهذا ما كان يضايقها بشده...عمر كان يعمل في الامارات بالتحديد في امارة دبي وحضر في نفس يوم الوفاه كما سمعت من رشا .... استجمعت قواها كى تستطيع سحب يدها من يده لكن عمر رفض بشده وشدد من ضغطه عليها ...كانت تعى حقيقة مظهرها جيدا لكنها لم تكن تهتم فهو من فرض نفسه علي خلوتها ...كانت منتفخة العينين حتى اختفت ملامحها تماما في الجزء العلوى من وجهها وشعرها الطويل مشعث ومتشابك كأنها لم تمشطه يوما وجسدها يرتجف پعنف من نقص السكر في الډم وبدأت في التصبب عرقا ...من دراستها علمت انها علي وشك الدخول في غيبوبه نقص السكر في الډم لكن عنادها كان اقوى من الحاح عائلتها عليها بالاكل وحتى من ټهديد محمد لها بالدخول في الغيبوبه اذا ما استمرت علي رفض الطعام..بالفعل هو كان معه حق فهى بدأت في الشعور بالدوار وعدم التركيز لكنها علي الرغم من ذلك كانت مدركه ان عمر يراها بدون حجابها
به بلطف وعندما تأكد انها مغطاه بالكامل حملها بين ذراعيه بخفه وخرج يجري من غرفتها...صاح في الجميع بالخارج وهو يجري الي اسفل ... الحقوا فريده اغمى عليها انا هاخدها المستشفي ... القى بمفاتيح سيارته الي احمد وقال ... احمد تعالي ...ودينا اقرب مستشفي ...ثم اكمل طريقه للاسفل وهو يحمل فريده ووضعها برفق علي المقعد الخلفى من سيارته واندس الي جوارها واحمد انطلق بالسيارة الي المستشفي....
فتحت عيناها ببطء لتجد نفسها مستلقيه علي فراش في مستشفى من الواضح انه فخم ومعلق في يدها سائل مغذى ينساب فى عروقها يبث فيها الحياه...كانت ما تزال تشعر بالدوار البسيط لكن الضباب الذى كان يمنعها من التركيز اختفي تماما وصفى عقلها...وايضا العرق والرعشه لم تعد تشعر بهما ...وضعها الصحى افضل علي الرغم من انها ما زالت ضعيفه ولا تستطيع النهوض بمفردها ...كانت تشعر كأنها فارغه من الداخل ولا تشعر ...باب غرفتها فتح ودخل عمر ووجهه يعبر عن ما يشعر به من قلق ...بادرها بقوله ... حمدالله علي السلامه ...كانت ستهاجمه اذا ما تجرأ وعاتبها علي ايصالها لنفسها الي ذلك الوضع لكنه لم يفعل ذلك ابدا بل قال بحنان .. الحمد لله خضتينا عليكى ...تلفتت حولها تبحث عن احدا من عائلتها لكنها لم تجد ...وعمر فهم علي الفور فقال فورا انتى عارفه محمد كان عنده امتحان النهارده وكان لازم يروح كليته ومامتك عندها ناس بيعزوها فأنا واحمد اللي جبناكى هنا ...احمرار وجهها الشديد جعله يقول انا اسف يا فريده بس كان لازم اعمل كده ...انتى عارفه ظروف احمد الصحيه ميقدرش يشيلك وكمان انا كنت خاېف عليكى مكنش ممكن استنى الاسعاف وفي النهايه برده مكنتش هخلي حد منهم يمد ايده عليكى ويشيلك فالنتيجه كانت هتكون واحده ...فقررت اتصرف فريده سألته بعجرفه ... ايه الي حصل ... عمر تجاهل لهجتها المتعجرفه وقال ... نقص سكر شديد ..سكرك كان وصل تحت الاربعين لما وصلنا... اوعدينى انك هتاكلي بقي