غيوم ومطر بقلم داليا الكومي
بتفاصيل حياتها كالمعتاد لكنه لم يكن يبدأ معها أي حوار سوي تلك الاحاديث المهذبه المعتاده...وفي الليل كان يعطيها ظهره وينام علي الفور دون ان يحاول ان يتقرب منها كعادته
....قليل من الشعور بالذنب ضربها ...احكامها المتسرعه وعصبيتها الشديده تؤذى عمر بشده .. لكنها كانت تكابر مجددا وتأبي الاعتذار ...انتظرت منه ان يصالحها كعادته لكنه كان يتعامل معها بأدب شديد والحزن يغرق عينيه ....والدتها اتصلت بها تهنئها علي افتتاح مقهى عمر الجديد ...استشفت من حديثها ان الجميع فخور بعمر واعماله الجديده ..مقاهى المهندسين مشهوره بفخامتها وجودتها وعمر اعلن جيدا عن افتتاح مقهاه ...اعلان افتتاح مقهى يونيك الجديد احتل شاشات الفضائيات والجرائد ....الدعايه الجيده كانت تجذب الناس ... وعنوان المقهى الجوده والفخامه بأسعار زمان .... فريده ستكون غبيه اذا لم تشاركه فرحته...لبت رغبته في شراء فستان جديد ...فاجئته بفستان انيق ارتدته يوم الافتتاح ...علي ما تتزكر الان يوم افتتاح يونيك كان اخر يوم اهتمت فيه بنفسها او بمظهرها طوال فترة زواجهما ... يومها ظهرت انيقه وراقيه بفستانها الشيفون الازرق الراقي ...فوجئت بحضور فاطمه الي الافتتاح مع انها لم تدعوها ....كيف علمت فهى حتى لم تخبر احدا ....مجددا كذبت نفسها في نظرات الحسد التى كانت فاطمه ترشقها بها ربما فقط معجبه بفستانها الانيق ولذلك تتفحصها جيدا ...هى كانت تعلم ان فاطمه معجبه بأخيها محمد لكن محمد قلبه كان مشغول بالفعل ...نور شقيقة عمر الصغري كانت تملىء قلبه ولا تترك أي فرصه لاخري حتى بالمحاوله حب العمر يتكرر مجددا امامها فمحمد يعشق نور منذ صغره... فريده رحبت بفاطمه بلطف ... اهلا فاطمه نورتى ...فاطمه اجابتها بغل ... كده متعزمنيش يا فريده ... وكمان خبيتى الخبر...
فاطمه نظرت پحقد الي فستانها والي المكان وفخامته ...اشارت الي مصطفي وقالت ... مين اللي واقف مع جوزك ده .. مصطفي شريك عمر في الكافيه ... اه شريكه ... فريده اعتذرت منها بلطف ... معلش يا فاطمه هروح اسلم علي خالتو.. انها اليوم ابعد ما تكون عن حاجتها الي الجرعه اليوميه من استهزاء فاطمه بعمر ..اليوم يومه ويوم تتويج نجاحه ...احتاجت الي مساحه للتنفس ...فاطمه فرضت نفسها علي مناسبه عائليه ... لذلك تحججت برؤية خالتها وتركتها...هى لم تدعوها لذلك هى ليست مجبره علي مجالستها...خالتها تعلقت في ذراعها وقادتها الي حيث يقف عمر ...عيناها كانت مليئه بالدموع ...كانت فخوره بابنها الوحيد كل الفخر ...قالت بتأثر... عمر ابنى ما فيش منه اتنين ..طيب وحنين علي الكل...هتفرحونى امتى بحفيد ... الډماء ارتفعت پعنف الي دماغ فريده ...حفيد ... كيف ستبرر لهم تأخر الحمل ...نظرت في اتجاه فاطمه بقلق فهى خشيت من اكتشاف جريمتها في حق عمر .. ... لسه بدري يا ماما ...مش عاوز أي حد يشاركنى فيها...انا انانى جدا واكيد هغير من طفل هياخدها منى ...يا الله عمر ذبحها بكلماته ...انها هى الانانيه وليست هو ...هى كانت تعلم جيدا ان خالتها لم تكن تتدخل في حياتهما لكن من فرط سعادتها كانت تريد ان تري الاحفاد ..والدتها نفسها تمنت اليوم نفس الامنيه ..وعمر الخلوق لم يحرج والدته ولم يحرجها هى ...لقد تصرف بذكاء متقد ... الحفله انتهت في وقت متأخر ...الطعام كان راقي بدرجة مذهله وقائمة الاسعار كانت لا تصدق ... التخت الشرقي الراقي عزف ابدع الالحان والمكتبه الغنيه بأروع المؤلفات اضافت اثراء ثقافى علي المكان ...كان بالفعل مقهى النخبه المثقفه ... لابد وان تعترف مع نفسها انه مكان يشرفها امام صديقاتها ..مقهى يونيك قريبا سيصبح اشهر مقهى في البلد .... فريده انتهزت فرصة انصراف معظم الحضور ...اقتربت من عمر الذى كان يوليها ضهره .. قالت بصوت هامس ... مبروك ..عمر استدار علي الفور ...عيناه امتلئت بالشوق ... سألها بلهفه ... عجبك المكان ... فريده هزت رأسها بالايجاب عمر تطلع اليها بحب ثم قال ... طيب يلا نروح ... انت وحشتينى اوى ...لحظات الانسجام قاطعتها فاطمه التى قالت بوقاحه... ايه مش هتوصلونى ..الوقت متأخر ...عمر كتم لهفته علي فريده وقال بأدب .. طبعا
انه ضعف .. فريده استغلت حب عمر لها لاقصى درجه ...مع مرور السنوات تعودت علي تدليل عمر لها وتغاضيه عن وقاحتها وبرودها ...تقدمت في دراستها بدرجه ملحوظه حتى انها ارتفعت في ترتيبها في السنة الرابعة والخامسه واصبحت من العشر الاوائل ....اعتادت علي تلبية عمر لكل طلباتها واعتبرته عبدا خاضع يتمنى لها الرضى ...في بعض الاحيان عمر كان يغضب ويعتزلها لايام لكنه كان من نفسه يعود ليراضيها ....الان عندما تتزكر رفضها منحها