وصمه ۏجع بقلم سهام العدل
انت في الصفحة 1 من 113 صفحات
الفصل_الأول
بعد يوم شاق طويل عاد إلى منزله وفتح بمفتاحه الخاص ودخل ليجد الهدوء يسود المكان والصمت يملأ الأرجاء شعر بنغزة آلمته وهو يتذكر تبدل الحال وهذا المنزل الذي كان يضج بالسعادة وتغمره البهجة قد تحول إلى مخيم من الحزن والكآبة شهور قليلة بدلت حياته من حال إلى حال وهو يقف مكبل اليدين بعدما فعل كل ما استطاع فعله لتعود حياته كما كانت ولكن كل محاولاته باءت بالفشلدار بعينيه في المكان ثم أطلق تنهيدة حارة وصعد السلم المؤدي للطابق العلوي ثم سار بهدوء متجها لغرفة أطفاله الصغار وأضاءها بإبتسامة آملة باحثا بعينيه عنهما فلم يجدهما سرعان ماتلاشت الإبتسامة وحل محلها الخيبة على ماوصل له حاله وحال ولديه الصغيرين أطفأ ضوءها وخرج متجها لغرفة نومه فوجدها مظلمة كعادتها كلما يعود متأخرا أضاء ضوءا خاڤتا ودخل بهدوء وعينيه تبحث عنها المبعثر الذي فقد رونقه وجماله بسبب إهمالها له.
رد بإبتسامة وحشتيني يا صبا
ابتسمت له بمجاملة ثم أغمضت عينيها مرة أخرى بإرهاق.
تنهد بيأس ثم نهض يجلس
قالت بيأس وهي تنظر لنقطة في الفراغ مش هروح تاني يا ياسر قولتلك ملوش لزوم وأنت كل مرة تصمم
اعتدل في جلسته تاركا يدها ناظرا إليها بتأمل وقال أنا بصمم عشان أنتي مبتساعديش نفسك ياصبا بنضطر نلجأ للدكتور عشان يساعدنا ياصبا
ابتلعت صبا ريقها پقهر وحبست دمعتين لمعتا في مقلتيها وقالت بصوت متحشرج ڠصب عني يا ياسر مش قادرة
سقطت من عينيها دمعتين سرعان ما أزالتهما بيدها وقالت بصوت مخټنق بالبكاء عارفة إني مقصرة في حقك انت والولاد يا ياسر بس صدقني حاولت حاولت كتير وفشلت مش قادرة أواجهه الحياة تاني مش قادرة
بحب لا ياصبا تقدري وهتقدري وأنا جمبك ومعاكي لآخر نفس في عمري عشان خاطر ولادنا عاجبك الحال اللي وصلنا له مش عارفين نشوفهم ولا نعيش معاهم ثلاث شهور وعيالنا في حياتنا ضيوف ذنبهم إيه ياصبا
نهضت واقفة تعاتبه بصوت متعب أنت السبب يا ياسر أنت اللي رافض نجيب مربية لهم تاخد بالها منهم وتهتم بهم ويبقوا معانا هنا ثم تنهدت بإرهاق مترنحة تمسك رأسها بكلتا يديها.
تشوشت الرؤية ليها وأحست أنها ستغيب في عالمها فردت بكلمات تخرج منها بثقل ما نا هكون موجودة معاهم يا ياسر
رد بإستنكار موجودة فين ياصبا!!... أنتي مش عايشة معانا أنتي طول الوقت يا إما نايمة يا إما مغيبة عن الوعي بسبب المهدئات والمنومات اللي بتاخديها
ثم أرجوكي ياصبا البيت بيتدمر حتى شغلي بيضيع مني أنا بقيت أروح العيادة يومين بس في الأسبوع عشان أتفرغ للولاد والحمل تقل على ماما ويمني فوقي ياصبا الحياة عمرها ماوقفت على فقدان شخص عزيز أيوة من حقك تحزني على
فراقهم بس هما أكيد مش راضيين عن حالتك دي أنتي بتدمري نفسك وتدمرينا
ردت بدموع صامتة وصوت موجوع تنعي فقدان أغلى الناس على قلبها لا يا ياسر الحياة وقفت بالنسبة لي على فقدانهم
وقف يشاهدها بيأس وقلة حيلة ثم تنهد وخرج مطفئا ضوء الغرفة خارجا من الغرفة ومن المنزل بأكمله ذاهبا حيث ولديه الصغيرين.
تجلس في شقتها الصغيرة تنتظر قدومه بحماس شديد وفرحة عارمة تضع يدها على بطنها تتحسسها بهيام وسعادة افتقدتهم طوال سنوات عمرها السبع وعشرون تبتسم كلما تذكرت عبارات الإندهاش التي أطلقتها في وجه الطبيبة عندما أخبرتها أنها حامل في الشهر الثاني من كان يصدق أنها ستطير في سماء السعادة بهذا الخبر بعدما خشيت لسنوات طويلة أن تأتي بطفل لهذه الدنيا يعاني ماعانته من أن وعيت على هذه الحياة وهي طفلة في الخامسة من عمرها حتى أصبحت بهذا العمر والموجع أنها لم تشعر ولو مرة بلهفة من زوجها أن تنجب له طفلا وعندما كان يسأله أحدا عن تأخر الإنجاب طوال الخمس سنوات السابقة التي مرت علي زواجهم كان يجيب بصوته الأجش مستعجلين على إيه بكرة يجي بهمه... ولكنها الآن متيقنة أنه سيسعد بهذا الخبر آملة أن يكون هذا الطفل سبب في صلاح حال أبيه وتحسين العلاقة بينهم لم تطمع في الكثير سوي حياة هادئة وهانئة معه لم تجد منه يوما سوي معاملة جافة وأسلوب قاس ومالها سوي أن تتحمل وتعيش لقد كتب عليها منذ أن أطلقت صړخة قدومها للحياة أن تعيش ذليلة النفس في أي مكان تطأه لا تعلم لم في هذه اللحظة رجعت بذكرياتها لطفولتها الحزينة وهي ابنة الخامسة عندما أرادت أن تحمل أختها سدرة حديثة فسحبتها من على الفراش فأوقعتها دون قصد بينما تنشغل أمها في أعمال المطبخ رفعت يدها تتحسس خدها الذي