عمى القلوب

بصوت فرحان
شكرا أوي يا عمو.
وسمعت صوتها وهي بتجري بعيد عني.
جميلة... يا جميلة.
وبدأت أحسس قدامي وأنا موطي.
يابنتي ردي عليا بالله عليكي.
قعدت علي الأرض وبدأت أفتكر الکابوس اللي شوفته ومش قادر افتكر مين جميلة اللي شوفتها دي!!
كل اللي فاكره حاډثة وناس مڤزوعة وصاحبي بيرمي في وشي وردة بيقول انت ملعۏن بالنسبالي وكداب.
وفي وسط تفكيري..
أتفضل يا عمو.
جميلة
أيوة اتفضل.. أنت اديتني ٢٠٠ جنية وأنا ماكنش معايا فكة خد بقي ال ١٩٥ دول انا اخدت ٥ جنية بس.
وخد بقي الوردة دي أنا باجي أبيع ورد هنا في المستشفي كل يوم والوردة ب ٥ جنية بس.

ساعتها لاقيت نفسي بضحك ومستغرب من اللي قدامي ومش فاهم أي حاجة وحاسس اني في وهم ومرة واحدةا وحطيت باقي الفلوس في ايدها وقلت
لما يهل الورد البلدي كل الورد ېخاف.
وسمعت جمال ضحكتها وهي بتقول
بالعربي اللي ماشفش العربي يبقي لا عاش ولا شاف.
ورحت بايس إيدها.
انتي ليه بتبيعي ورد يا جميلة
لاقيتها سكتت شوية وسمعت صوتها وهي بټعيط وقالت
علشان ماما تعبانة وبجيبلها الدوا.
وبابا
سافر عند ربنا ولسه ماجاش.
حاولت امسك دموعي بالعافية وخرجت مني تنهيدة وأنا بقول
ماما تعبانة مالها يا جميلة
ماما بتتعالج هنا في مستشفي العيون عينيها ۏجعاها يا عمو وبتشوف ضعيف اوي واتطردت من الشغل وأنا علشان بحبها بنزل أبيع ورد  جامد أوي لما برجع آخر النهار وبديها فلوس علشان تجيب الدوا وتعملي أكل جميل وحلو.
والله أنتي أجمل بنت شوفتها في حياتي يا جميلة.
في اللحظة دي سمعت صوت صاحبي وهو واقف جنبي وسمعت صوتها وهي بتقع لما زقها بعيد وقالها
أمشي يابت أنتي وبطلي تسول جاتك القرف انتي واللي زيك.
وسمعت صوت عياطها وهي بتجري بعيد عني فبدأت أنادي بصوت عالي
يا جمييييييلة خدي يا بنتي عاوزك.
يا جميييييييييييييلة !!!
قوم يا نور دي بت معفنة واخدة الإعاقة اللي في وشها حجة علشان تعرف تشحت وتصعب علي الناس.
تشحت تشحت يا ظالم!!
ده انا اديتها ٢٠٠ جنية وانا مش شايف انا مديها كام ورجعتلي الباقي.
يابني فوق بقي من الوهم ده دي بتربي زبون مش أكتر دي واحدة محروقة في وشها وشكلها وحش أوي أستغفر الله العظيم وبتستغل شكلها علشان تصعب علي الناس وتلم فلوس بقت تجارة يا صاحبي.
وقفت مكاني ووشي أحمر وقلبي موجوع
أمسك الوردة دي كدة.
دي وردة هي بتبيعها وهي مابتشحتش.
وماتقلش شكلها وحش لو سمحت.
حقك ما أنت أعمي ومش عارف تفرق بين الناس الحلوة والۏحش ...
فضلت ساكت دقيقة ومش مستوعب إن اللي قدامي ده صاحب عمري اللي من يوم ماوعينا علي الدنيا وأنا جمبه علي المرة قبل الحلوة.
عندك حق يا صاحبي.
أنا فعلا أعمي البصر بس أنت أعمي القلب
وعمي القلوب مالوش علاج.
رد عليا بصوت عالي وكله عصبية
بتقول عليا كدة علشان بت شحاتة  يبصلها
اللي  شوفتها بقلبي شوفت جمالها الحقيقي.
الجمال عمره ما كان بالشكل..
الشكل الدود بياكله لكن جمال الروح والقلب بيفضل ليوم الدين.
أنت الأعمي يا اللي كنت صاحبي مش أنا وللأسف عمي قلبك مالوش علاج.
وفجأة..
لاقيته رمي الوردة اللي في إيده في وشي وقال بصوت عالي
هتفضل لآخر يوم في عمرك ملعۏن بالنسبالي والناس هتفضل دايما شايفاك كداب ومنافق ومش عارف تفرق بين الحلو والۏحش.
وكإن الکابوس اللي شوفته بقي حقيقة أنا عايشها دلوقتي.
وصوت خطواته بدأت تبعد عني وسابني ومشي وفضلت واقف مكاني ومعايا أتنين بس.
ربنا وعكازي اللي بشوف بيه.
وبالصدفة سمعت صوت اتنين شباب معديين من جمبي
لو سمحت يابني.
أنا يا حاج
مسحت دموعي وقلت
ممكن  وتوقفلي تاكسي يوصلني لحد البيت
بس كدة ده أنا عينيا ليك يا حاج.
ولما كان هو وصاحبي ماشيين جمبي وبيوصلوني قولتلهم
نصيحة من واحد شاف الدنيا بشكلها الحقيقي مهما حصل بينكوا حافظوا علي بعض الدنيا فانية فحبوا قلوب بعض قبل ما تحبوا بعض.
وركبت التاكسي وأول ما وصلت البيت.
ازيك يابنتي.
الحمد لله يا بابا أمال فين عمو مصطفي ماجاش معاك ليه
وصلني لتحت البيت ومشي علشان عنده مشوار مهم.
طب