روايه بقلم ايمان حجازى
سامعني
نهض حسام وجفف دموعه ووضع ذلك البرواز من يديه قائلا
مسمعتش الباب معلش
جلس داغر بجواره وربت عليه
لا ولا يهمك يا عم ها ! ناوي علي إيه
شرد حسام قليلا قائلا بخفوت
كل خير متقلقش
حسام أنا عارف اللي مريت بيه مش سهل وصعب أن أي حد يتخطاه بس أرجوك بلاش تهور دلوقت انت طلعت منها المره دي عايش خليك فاكر ده
مفيش حد بيتلسع من عقرب مرتين متخافش عليا أنا عارف أنا هعمل ايه
ارتفع صوت داغر قليلا
حسام ! أرجوك بلاش أي حاجه بتفكر فيها دلوقت انت مفكر أننا هنسيب حقك تعرف أن عمار المصري ممكن يسيب حق إخته تعرف عن داغر الجبالي أنه خسر قضيه أو مرجتش لمظلوم حقه مش طالبين منك غير الصبر وانت هتشوف النتيجه
لا شغل القانون بتاعك والعڼف والمجزره الحربيه اللي ممكن يعملها عمار دا انا مليش فيه من إمته وانا ليه في العڼف والضړب أنا ليا دماغي اللي هعرف استغلها صح وبنفس الطريقه اللي هترضي غروري وكرامتي انتو الكلام عندكم سهل وسهل جدا كمان لكن إن حد يحس پالنار اللي جوايا ده مستحيل .. روح شغلك يا داغر ومتقلقش مش هحطكم في خطړ أبدا ولا ده طريقي زي ما قلت لك أنا هلعب من ناحيه تانيه وبلاش كلام كتير في الموضوع ده عشان أنا طمنتك دا غير انك عارف انك مش هتعرف تمنعني عن اللي في دماغي ..
مش عارفه اقولك إيه يا داغر يا ابني مهما شكرتك مش هيوفيك حقك
أمسك داغر يديها
متقوليش حاجه أنا معملتش حاجه واللي يستاهل الشكر اكتر عمار ابن أخوكي
ربنا اللي يعلم غلاوته عندي وثقتي فيه وفيك ربنا يحفظك يا ولادي
خلي بالك من حسام ومن أفكاره حسام متهور ومش عارف ممكن يفكر في إيه يأذيه حاولي متخليهوش يبعد عنك لحد ما يتجاوز الفتره دي لأنها مكنتش سهله عليه
حاضر يا إبني أنا عارفه ابني ودماغه واللي ممكن يكون بيفكر فيه .. وربنا يقدرني عليه
حاول عمار مرارا وتكرارا الاتصال ببثينه ولكن هاتفها مغلق ولا يدري ما السبب زفر في ضيق في حين رددت زينه
نظر اليها عمار شذرا وكأنه لم يستمع إليها في حين أكملت في ڠضب حينما رأت
عناده
لو سمحت أنا عايزه أمشي من هنا بقه كفايه لحد كده اللي انت عملته معايا سيبني في حالي واهو اللي كنت عايز تعرفه مني عرفته سيبني بقه ..
ربع عمار يديه أمامها في استفزاز وعناد
عايزه تمشي ليه عشان تكملي شغلك في الجاسوسيه صح
قالها عمار بنيه المشاكسه معها ولم يدري لما فعل ذلك فقط يشعر بمتعه غريبه حينما يعاندها ليخرج ڠضبها وتحديها له ولكن تلك المره كان رد فعلها مختلف فصړخت به متألمه
هدأت نبرته قليلا وهو يسألها خوفا
طب قوليلي مالك وانا أعملك اللي انتي عايزاه
صړخت زينه پبكاء وألم وهي ممسكه بطنها
اللي أنا عايزاه انك تسيبني في حالي وخلاص مش عايزه غير كده اللي قتل أختك واديك عرفته والموبايل معاك وقلت لك كل اللي اعرفه ومتأكده أنك هتجيب حقها وانا بالطريقه دي هيرجعلي حق والدي بطريقه غير مباشره لكن وجودي هنا ليه عايزه أعرف وياريتك حتي بتعاملني كويس انت هنتني واتهمتني بحاجات اصغر مني بكتير لمجرد انك كان جواك ڠضب بعد ما شوفت الفيديوهات وطلعته عليا أنا وشتمت ابويا الراجل المحترم اللي الكل بيشهدله بأخلاقه وعمر ما حد قدر يقول عليه نص كلمه انت مين أنت اصلا عشان تعمل فيا كده ولا تشتمني كده انا ووالدي !
عايزه أمشي لأني حسبتها غلط من ناحيتك وكنت مفكره إني عارفاك من كلام الكل عنك والبطولات اللي حققتها والوجهه اللي بتظهر فيها لكن اكتشفت انك غير كده خالص وعلي رأي المثل تعرف فلان اعرفه عاشرته لا يبقي متعرفوش وعلي الرغم من كل اللي اعرفه عنك أكتشفت برضه اني معرفكش وميشرفنيش أني أعرف شخصيه زيك يا عمار باشا حد مغرور متكبر بتستقوي علي اللي أضعف منك فمجرد أني حسبتها غلط مش أكتر .. فأرجوك سيبني ..
جلس عمار علي السرير في تنهد وعقله مشتت بشده في حين أضافت بين بكائها
نهض عمار في حسم ناظرا إليها وردد بجديه
يومين بالظبط عدي 48 ساعه وانتي هتخرجي من هنا وهترجعي بيتك في أمان وهتنسي المغرور المتكبر اللي بيستقوي علي اللي أضعف منه ومش عايزك حتي تفتكري أنك عرفتي واحد زيي في يوم من الايام ..
ولحد هنا والحلقه خلصت
تفتكروا فعلا دي النهايه لزينه وعمار هما مجرد يومين مش اكتر !
عمار قصده إيه باليومين دول أو هيعمل
إيه والأهم من كل ده اللي هيعمله ده فعلا هينفذه ولا في خطه تانيه
حسام بيفكر في إيه هو كمان
الفصل الثامن
حلقه 8
علي الرغم من تكراره لذلك الأمر مرتين ولكنها مازالت لم تفهم الذي سيفعله خلال ذلك اليومين ولكن من نظراته وتلك الاسلحه متعدده الأحجام والأشكال الذي اخافتها نوعا ما وكذلك تلك المكالمات الذي يجريها مع بعض الجهات امامها أدركت أن الأمر بمنتهي الخطوره وكذلك من الممكن أن يؤدي بحياته بعد أن يفقد عمله الذي بدي واضحا أمام ڼصب أعينها أنه لا يكترث له حينما يقارن بما قد تعرضت له أخته
لاحظت أيضا عينيه التي تقع علي صوره أخته بين الحين والآخر في اسي وكأنه يخبرها أنه سيفعل كل ذلك من أجلها استنتجت زينه بذكائها كل ذلك فتكون بداخلها فجوه عميقه من الخۏف عليه علي الرغم من إقناع نفسها أنها تكرهه ولم تكن له أي مشاعر ولكن أيضا لم ترد أن تنتهي القصه بتلك السهولة ! تريد ثأر والدها والفتك بذلك الذي فعل به وبأخته هكذا ولكن بطرق مشروعه لا تؤدي بحياته
كانت كلما تري مهمه للجيش المصري علي التلفاز أو الانترنت وتحديدا الكتيبه الخاصه به قلبها يكاد أن يفقد نبضاته وهي تراه لا يهاب المۏت ويتصدي له بكل جداره وكذلك اخر مهمه له والتي تحاكي بها الشعب بأكمله هي من كانت تضع يديها علي قلبها وهي تراه يقاتل دون النظر أمامه يدمر كل من يقف بطريقه ولا يدري أن كان سيخرج منها أم لا
أنتشلها من شرودها ألم بطنها حينما ازداد عليها فأمسكت بها وهي تدعو ربها أن لا يحدث ذلك الأمر أمامه يكفي ما تعرضت له من اهانه علي يديه
أنا هخرج ساعتين بالكتير وهرجع تاني حاولي انتي تنامي عشان بطنك ترتاح
ثم القي لها بأقراص مرددا
خدي الحبوب دي مسكن هتريحك مش عايزك تتحركي من مكانك ولا حتي تفتحي الشباك سامعه فاضل كام ساعه والنهار يطلع لو بطنك مخفتش هجيبلك الدكتوره
ارتسمت علي محياها خطه خبيثه وأومأت له بمكر متصنعه الطاعه
حاضر شوف انت رايح فين واتطمن هاخد المسكن وهنام وان شاء الله هبقي كويسه
نظر اليها متعجبا حيث أنها سمعت لم تعترض أو تعاند معه ولكن لم يعط للأمر أهميه حمل تلك الاسلحه متجها بها الي أسفل واغلق باب المنزل خلفه
تنفست زينه الصعداء وكأنها وجدت منفذ لمخططها نهضت مسرعه علي أطراف أقدامها متناسيه ألم بطنها وكأن القوه تولدت بها من حيث لا تدري وأخذت تردد بتوتر
الوقت اتأخر ومفيش صيدليات فاتحه دلوقت والمنطقه كلها تلاقيها نايمه بس في دكان عمي سعيد اللي علي أول المنطقه ده بيقفل متأخر شويه هروح اجيب اللي أنا عايزاه وارجع قبل ما هو يرجع
تذكرت أنها كان بحوزتها مال في جيب بنطالها واخرجته مع الهاتف فوجدته وأمسكت بالنسخه الأخري من المفاتيح حيثما رأت عمار يضعها فتناولته بيد مرتعشه وخوف شديد واتجهت ناحيه الباب وقبل أن تخرج وضعت الزونط علي رأسها كي يخفي رأسها وكذلك وجهها الي حد ما ثم خرجت من الباب واغلقته ببطئ شديد
ما أن وقفت أمام مدخل العماره حتي نظرت حولها پخوف فوجدت المكان خاليا تماما كانت دقات قلبها أشبه بطبول الحړب فأخذت تعدو شارعا يليه الآخر وبين كل حين تنظر حولها لتري أن كان احدا يراها أم لا وهي تجر قدميها ببطئ شديد وتدعو ربها أن تنتهي من ذلك الأمر وتعود قبل أن يحدث شيئا لها
كانت تعدو وهي تتذكر عمار حينما أخبرها بأن هؤلاءك الذين فتكوا بوالدها يتربصون لها بين الحين والآخر منتظرين قدومها لم تشعر بقدميها الا وهي تقف أمام بيتها والمحل الخاص بها ولكن علي بعد مسافه معينه
انفلتت منها دمعه مريره وهي تنظر إلي ذلك المكان وتتذكر اخر يوم رأت به والدها وهاجمتها ذكريات طفولتها وصباها وكأنها تري كل ما مرت به هنا اعتصر قلبها مټألما في اسي وهي تجوب بعينيها المنطقه جيدا
لم تكن تدري ماذا تفعل وكأنها صلبت بموضعها لم تستطع الحراك ولكن قدميها تحركت
لا إراديا حينما رأت شخصا آخر يظهر من خلفه يليه واحد اخرا أيضا
نظرت بها هروبا من تلك الذئاب الضاريه
اخذت تجري وتجري وقلبها يكاد يخرج من بين ضلوعه وهي تسمع خطواتهم خلفها ولكن لم تضع بعقلها سوي الفرار منهم والنفاذ بجلدها
لم يكن ذلك البيت بعيدا عن بيتها كثيرا فقط بضعه شوارع متقاربه ومن فرط سرعتها وجدت نفسها أمام العماره مره أخري وقبل أن تلج بداخلها انقطعت انوار كل تلك المنطقه لتتحول الي ظلام حالك زاد من رعبها أكثر وبالكاد كانت تلتقط أنفاسها ولكن صوت أولئك الذين خلفها تغلب علي خۏفها من الظلام فوطئت بقدميها ودخلت العماره مره أخري صاعده الي المنزل بالطابق الثالث ولكن الظلام منعها