عشق في ظروف خاصه بقلم دنيا محمد
الفصل 15
مر اليوم على سمر بهدوء و سلام، كانت تتنقل بين الحاله و الأخرى تاركه لها انطباع جيد بين الأطفال و أهلهم كذلك.
بينما زين قضى يومه فى ڠضب جم، حتى ان هنا لم تسلم من غضبه الشديد.
يومان مرا و لم ترى بهما سمر زين، حتى أنه لم يذهب لها و لم يحادثها كذلك.
فى اليوم الثالث كل منهم اتصل بوالديه ليطمئن عليهم.
كانت سمر مازالت بالعياده الخاصه بها و استغلت وقت الفراغ الخاص بها، و زين كان بشركته و استغل وقته الفارغ كذلك للإطمئنان على والديه.
.
كانت سمر تجلس بمكتبها غافله عن الساعه التى تأخرت بالفعل لتدق هدى مساعدتها على باب مكتبها الخاص.
تسائلت هدى بهدوء لتنظر لها سمر قاطبه حاجبيها.
"هى الساعه كام؟"
"عشره و نص"
أجابت هدى سريعا لتعتدل سمر فى جلستها.
"انا اسفه يا هدى بس سهى عليا و نسيت الوقت خالص، تقدرى تمشى انتى و انا هقفل العياده النهارده، بس قوليلى قبل ما تمشى فيه حاجه ناقصه فى العياده اجيبها معايا و انا جايه؟"
انهت سمر حديثها بتساؤل لتومئ لها مساعدتها سريعا.
" اه حقن مضاد حيوى، الحقن كلها خلصت انهارده لان اغلبيه الأطفال اللى جم انهارده كان عندهم نزله معويه و كان لازم الحقن المضاد حيوى، فخلصت من العياده "
" تمام هجيب معايا و انا جايه بكرا ان شاء الله، فيه حاجه تانيه؟ "
تسائلت سمر مره اخرى لتومئ لها مساعدتها بالنفى.
" تقدرى هتفضلى انتى"
تحدثت سمر بهدوء وابتسامه خفيفه لتومئ لها مساعدتها مغادره المكان بعد ذلك.
نهضت سمر من على مقعدها و هى تلملم اشيائها فى حقيبتها لتنتهى خارجه و هى تغلق أضواء المكان بالكامل.
وقفت أمام باب العياده من الخارج و هى تهم بالاغلاق مخرجه هاتفها من حقيبتها.
" استنى،استنى يا دكتوره، استنى"
سمعت سمر صياح من خلفها لتلتفت و تجد رجل و امرأه كبيران بالسن و هما يحملان طفله صغيره مستسلمه للنوم و تكاد تكون لا تتحرك.
تحدثت المرأه و هى تبكى بشده لتومئ لها سمر سريعا و هى تفتح باب العياده الخاصه بها مره اخرى.
"تعالوا ورايا"
تحدثت سمر و هى تهرول للداخل لتصعد للأعلى حيث الغرفه التى جعلتها كالمشفى الصغير.
كان زين يقف بالشرفه بعد أن أنهى حديثه مع مخطوبته هنا، و تفكيره ذهب إلى سمر مره اخرى.
هى محقه، لا يوجد شئ يربط بينهم حتى يكون بينهم تلك العلاقه العميقه، و لكن أليست هى من طلبت الطلاق منه؟! و لكن ألم يكن يرد هو الانفصال عنها منذ البدايه؟!
اسئله لا نهايه لها و جميعها تبدأ بسمر و تنتهى بسمر كذلك.
خرج من شروده على صوت رنين هاتفه لينظر للهاتف و يجد انه والده من يحادثه ليقطب حاجبيه بإستغراب.
"ايوه يا بابا"
"سمر"
تحدث والده ليقطب زين حاجبيه و توتره اخذ فى الزياده.
"مالها سمر ،فيها ايه؟"
صاح زين بقلق و هلع ليجيبه والده بهدوء.
"بنتصل بيها كالعاده نكلمها بعد ما بتروح من العياده مبتردش، و لما الخط فتح سمعنا دوشه حواليها و واحده بټعيط و سمعنا صوت راجل، و بعد كدا الخط قفل بسرعه من غير ما نسمع صوتها، و احنا هنا ھنموت من القلق"
وضح والده ليتحرك زين من مكانه سريعا أخذا مفاتيح سيارته و مفاتيح المنزل غير أبها بملابس المنزل التى يرتديها.
" طيب انا هروحلها العياده و او لما اعرف حاجه هكلمكم علطول، متقلقش خير ان شاء الله"
حدث والده بما يريد اخباره لنفسه ليهرول إلى سيارته يقود اياها فى سرعه رهيبه.
بالعوده إلى سمر كانت تفحص الصغيره بهدوء.
"هى ايه اللى حصلها؟"
تسائلت سمر و هى تتحرك حول الصغيره و تجلب عده اشياء.
" كان عندها اسهال و ترجيع، و مكنتش راضيه تاكل حاجه خالص، قالتلى يا تيته هنام شويه، داخله بتطمن عليها لقيتها مولعه زى ما انتى شايفه كدا و مبتنطقش"
وضحت المرأه العجوز بينما سمر مازالت تتحرك هنا و هناك لتقف فجأه ضاړبه جبهتها بكفها.
"معلش يا حج هتعبك تروح تجيب الحقنه اللى هكتبهالك دى من اى صيدليه قريبه، لحسن خلصت من العياده انهارده "
تحدثت سمر ليومئ لها الرجل سريعا لتمد يدها بورقه كتب فيها ما تريد ليهرع الرجل سريعا ليجلب ما طلبت.
"هقول لابوها ايه؟ هقوله سامحنى مقدرتش اخد بالى من بنتك! حفيدتى! "
ظلت المرأه العجوز تندب حظها بينما سمر تلمست ملابس الصغيره لتجدها مبتله بالعرق.
" لازم نغير هدومها دى، بيتكم قريب من هنا؟"
تسائلت سمر لتومئ لها المرأه بخفوت.
"روحى بسرعه هاتيلها غيار بدل ده"
تحدثت سمر لتنظر المرأه إلى حفيدتها لتتفهم سمر خۏفها.
" مټخافيش، هى فى ايد امينه، بس بسرعه هاتيلها لبسها و انا هدخل بيها الحمام ابرد جسمها شويه على ما الحقنه تيجى"
تحدثت سمر و هى تحمل الصغيره متوجهه بها إلى المرحاض بينما المرأه هرولت للخارج لتجلب ما طلبته الطبيبه من ملابس اخرى.
.
أوقف زين السياره لينزل منها سريعا ذاهبا بإتجاه العياده ذات الباب المفتوح فتحه صغيره ليقطب حاجبيه مستغربا.
دلف للداخل ليجد ان الاضاءه خافته، بينما توجد اضاءه شديده فى الأعلى ليتقدم منها زين بخطوات بطيئه هادئه.
سمع صوت مياه جاريه ليتتبعها و هو ينظر حوله بحرص حتى وقف أمام باب مغلق ليفتحه بهدوء.
"سمر"
نادى زين على سمر التى كانت ممسكه بفتاه صغيره تبلل جسدها العارى بالماء البارد.
"اخرج برا"
صاحت سمر و هى تعطيه ظهرها تخبئ جسد الصغيره، و جسدها الذى شف بسبب ملابسها التى ابتلت.
"طيب اساعدك فى حاجه، و مين دى؟"
تسائل زين بفضول و هو يتقدم من سمر مره اخرى.
"قولتلك اطلع برا"
صاحت سمر پغضب ليتراجع زين للخلف خارجا من المرحاض.
أتت المرأه سريعا لتنظر إلى زين بإستغراب و لكنها تجاهلته دالفه لداخل المرحاض.
و بعدها أتى الرجل الكبير بالسن لينظر حوله بإستغراب.
" اومال فين الدكتوره؟"
تسائل الرجل لينظر له زين بتفحص.
"هو ايه اللى بيحصل هنا؟"
تسائل زين لينظر له الرجل بهدوء.
"حفيدتى تعبانه و الدكتوره بتشوفها فيها ايه، مين حضرتك؟"
تسائل الرجل فى نهايه حديثه لينظر له زين بهدوء و كان على وشك ان يجيبه و يخبره انه زوجها الا ان تلك المرأه سبقته.
"انت جيت يا ابو مالك، هات الحقنه و اطلع برا معلش، و انت كمان يا استاذ"
تحدثت المرأه و هى تأخذ الحقنه من زوجها ليخرج و يتبعه زين الذى ذهب للإتصال بوالده يطمئنه على سمر حتى يهدأ والدها و والدتها.
"اديهالى اكلمها"
تحدث والد سمر ليتنهد زين بخفه.
"دى هى فى الاوضه مع الطفله و انا و جدها برا منعرفش ايه اللى بيحصل جوا"
وضح زين بهدوء و هو يدلك جبهته.
"زين، انت مبتضحكش على عمك صح؟ سمر كويسه؟!"
أكد والد سمر على سؤاله.
"و الله هى كويسه، بس فى الاوضه مع الطفله، طيب اديك جد البنت تكلمه لو مش مصدقنى؟"
تسائل زين فى نهايه حديثه ليتنهد عمه بثقل.
" معلش يا ابنى، لما تخلف و تبقى أب و بالأخص لبنت هتعرف انا حاسس بإيه دلوقتى، انا هبقى اكلمها كمان شويه "
أغلق عمه الهاتف ليزفر زين پغضب بسبب طريقته الفظه التى تحدث بها مع عمه، و لكن هو أيضا كان قلق عليها.
.
خرجت سمر من المرحاض و هى تحمل الصغيره واضعه اياها على السرير لتعطيها تلك الحقنه التى جلبها جدها، و تثبت لها محلول أيضا.
" هى هتبقى كويسه، صح؟ "
تسائلت المرأه بقلق لتومئ لها سمر بإبتسامه خافته.
"مټخافيش و الله هتبقى كويسه، اديها بس شويه وقت الحقنه و المحلول يعملوا نتيجه، و ان شاء الله على الصبح هتكون زى الفل"
تحدثت سمر بإبتسامه هادئه لتأخذ تلك المرأه نفسها و هى تنظر إلى حفيدتها بهدوء.
" حقك عليا يا بنتى، بس دى حفيدتى الوحيده و بنت ابنى الوحيد، امها توفت و هى بتولدها، و اتولدت يتيمه الام، و ابوها ظابط فى الجيش، يعنى حياته على كف عفريت، و هى من ريحته، لو كان جرالها حاجه مكنتش عارفه هقول لأبوها ايه و هى امانه فى رقبتى"
وضحت المرأه بهدوء لتبتسم لها سمر بهدوء و هى تربت على كتفها بخفه.
" ربنا يحميلك ابنك، و يطول فى عمركم لحد ما تشوفوا القمر دى عروسه"
تحدثت سمر بإبتسامه خافته ليقطع حديثهم صوت رنين هاتفها لتخرجه من جيبها سريعا لتجد انه والدها.
" الو"
" الو ايه و زفت ايه، انتى فين ده كله حرام عليكى وقعتى قلبى فى رجلى"
فور ان أجابت على الاتصال انطلق والدها موبخا اياها بصوت جهورى.
"اهدى بس يا بابا و قولى فيه ايه؟"
تسائلت سمر بهدوء تحاول تهدأه والدها و لكن هيهات.
"فيه انى اتصلت بيكى ميه مره و لما رديتى اخيرا مسمعتش حسك، و كل اللى سامعه واحده عماله بټعيط و صوت راجل، انتى عارفه انا كنت حاسس بإيه، انتى عارفه انا كان فيا ايه و بالأخص لما السكه اتقفلت فجأه من غير ما اسمع صوتك"
صاح والدها تاركا هاتفه بعد ذلك ليلتقطه أخيه و سمر لا تستطيع الحديث.
" بصى يا سمر، زين هيوديكى و يجيبك من العياده بتاعتك لحد ما احنا نرجع، و مش عايز اى اعتراض لانى مش هقبل بيه"
أغلق الاتصال بعد ذلك لتنظر سمر إلى الهاتف عاجزه عن الحديث.
"يتبع💙"