عشق في ظروف خاصه بقلم دنيا محمد
الفصل الثاني
عادت سمر مع والديها إلى المنزل بعد ذلك اليوم الطويل الملئ بالأحداث لتصرخ سمر بوجه والدتها غاضبه.
"ممكن افهم بقا ليه اتكلمتى فى موضوع العريس بتاع أمريكا ده مع اننا نهينا الموضوع اساسا"
تحدثت سمر پغضب و هى تلوح بيدها أمام والدتها التى مصمصت شفتيها بغير رضا.
"يا بت يا هبله ده انا بعززك و بخليلك مقام يعنى هو يخطب و يعيش حياته و انتى لا"
تحدثت والدتها بعد ان جلست على إحدى المقاعد بالمنزل لټضرب سمر جبهتها بقله حيله.
" يا رب صبرنى، بابا ياريت تقول لماما و تفهمها كويس انى مش هتجوز دلوقتى خالص ماشى؟"
"عاجبك بنتك و اللى بتعمله ده؟"
تسائلت والده سمر پغضب و هى تنظر لزوجها الذى ابتسم بهدوء.
"سيبيها براحتها"
تحدث والدها بهدوء و هو يتحرك من مكانه متوجها إلى غرفته.
"سواء انت او بنتك هتشلونى"
تحدثت والدتها پغضب و هى تتبع زوجها حيث الغرفه.
جلست على سريرها بعد أن ابدلت ملابسها إلى ملابس البيت مطلقه سراح شعرها الأسود الطويل لتسند ظهرها على ظهر السرير متذكره الماضى.
تذكرت عند عودتها من الجامعه و والدتها تزف عليها خبر طلب ابن عمها ليدها ليتزوجها.
تذكرت مدى سعادتها و هو يلبسها تلك الحلقه الذهبيه لخطبتها لتحجز له.
تذكرت مدى اجتهادها لتنهى تلك السنه الاخيره فى كليه الطب حتى تتزوجه.
تذكرت سعادتها الغامره عند ارتدائها لفستانها الأبيض و هى تزف إلى زوجها من قبل والدها.
تذكرت دخولها لشقتها لعش الزوجيه الخاص بها و بحب حياتها.
تذكرت تركه اياها وحدها فى غرفه النوم الخاصه بهما فى ليلتهما الأولى كزوجين.
تذكرت انها ظلت مستيقظه طوال الليل منتظره اياه بينما هو ينعم بنوم هادئ فى غرفه اخرى.
تذكرت كلماته اللاذعه التى اذاقها اياها بأنه تزوجها رضائا لوالديه فقط.
"أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، يا رب طلع حبه من قلبى"
تمتمت بهدوء و هى تنهض من مجلسها لتتوضئ لتصلى بعض الركعات لعل قلبها يرتاح قليلا.
مر يومان على ذلك اللقاء الأسرى و سمر مشغوله بأمورها و زين مشغول بأعماله و خطيبته التى اختارها و ارتبط بها رغم رفض والديه لها رفضا قاطعا.
مر اسبوع و سمر و زين لم يتقابلا و لو بالصدفه.
بينما زين يجلس خلف مكتبه بتلك الشركه الكبيره الخاصه بهندسه الديكور دقت سكرتيرته الخاصه و التى لم تكن سوى خطيبته الباب ليأذن لها بالدخول.
تحدثت هنا بمياعه و هى تقف أمام زين الذى قطب حاجبيه بتساؤل.
"طيب خليها تتفضل"
نطق زين بهدوء و بداخله فضول كبير عن سبب تواجد ابنه عمه فى شركته.
"السلام عليكم و رحمه الله و بركاته"
ألقت سمر تحيه الإسلام فور دخولها مكتب زين و هى ترسم على شفتيها ابتسامه بسيطه رقيقه.
"وعليكم السلام و رحمه الله و بركاته، اهلا يا سمر"
رد زين التحيه و هو ينهض من مجلسه مادا يده بإتجاه سمر التى ابتسمت بإحراج.
"اظاهر انك نسيت انى مبسلمش على رجاله يا زين"
انهت سمر حديثها و هى تنظر بعتاب إلى زين الذى ارجع يده للخلف ليحك مؤخره عنقه بإحراج.
"اظاهر كدا، انا اسف"
تحدث زين بإحراج و هو ينظر بوجه سمر التى تغض البصر بعيدا عن وجهه.
"اتفضلي اقعدى يا سمر، تشربى ايه؟"
تحدث زين بعد أن جلس على مقعده مره اخرى لينهى حديثه بسؤال و هو يرفع سماعه هاتفه منتظرا اجابه ابنه عمه.
"و لا اى حاجه انا كنت جايه طالبه منك طلب"
تحدثت سمر بنبره هادئه بعد ان جلست على احد المقاعد أمام مكتبه.
"أؤمرى"
تحدث زين و هو يستند بمرفقيه على سطح مكتبه و هو ينظر بوجه سمر يتمعن به.
"الأمر لله وحده، شركتك ما شاء الله ليها سمعتها فى السوق و انا كنت اشتريت مكان علشان اعمله عياده ليا بس محتاجه حد يظبط الديكور على مزاجى لانى كنت عايزة اعملها على نظام مستشفى أطفال "
تحدثت سمر بهدوء و زين يستمع لها و يومئ لها من حين لآخر رغم أنها لم ترفع نظرها لوجهه و لو للحظه لترى اذا كان يتابعها ام لا.
" المكان ده بيت من دورين، و الدور فيه تقريبا ٣ اوض، فأنا كنت عايزة افتح الدور الأول كله على بعضه و الدور التانى أخلى اوضه مخزن و أوضه للكشف و الاوضه التالته عايزة احط فيها سرير او اتنين، و انا جايه و طالبه مهندسين و عمال ممتازين يشتغلوا معايا علشان نوصل المكان للوضع اللى بتخيله"
تحدثت سمر مره اخرى شارحه وضع المكان و ما تريد أن تفعله بالمكان من تغييرات و توسعات.
" تمام يا سمر قوليلى العنوان و هبعت افضل مهندسين الشركه يشوف اذا كان اللى انتى عايزاه ده ينفع و لا لا"
تحدث زين بهدوء بعد أن تنهد بقوة لتندفع سمر فى الحديث.
" اللى انا عايزاه يتعمل هيتعمل و بسهوله كمان"
قطب زين حاجبيه بإستغراب بسبب ثقه ابنه عمه الكبيره هذه.
" و انتى عرفتى منين؟ "
تسائل زين متربع لتجحظ عينا سمر پصدمه تحاول البحث بين طيات عقلها عن اجابه ما فهى بالتأكيد لن تخبره انه أحبت مجاله و قرأت فيه بسبب حبها له.
" كنت اتعرفت على واحده فى أمريكا و كانت مصممه ديكور و كانت معايا اول بأول و انا بدور على مكان مناسب للتغيرات اللى كنت عايزة اعملها و هى اللى اكدتلى على سهوله اللى انا عايزاه علشان كدا اشتريته"
حمدت سمر ربها بداخلها على تفكيرها بتلك الفكره سريعا و التى يبدو أن زين اقتنع بها.
" تمام سيبى العنوان و انا بنفسى هباشر على الشغل"
تحدث زين بهدوء لتومئ له سمر بحياء و هى مازالت تغض بصرها.
" تمام و المصاريف؟ "
تسائلت سمر على مصاريف ما تريد فعله بمكانها.
" مصاريف ايه بس عيب، ده هيبقى هديتى ليكى بمناسبه المكان الجديد"
تحدث زين بهدوء و هو يبتسم لتومئ له سمر نافيه لما قاله.
" لا مش هينفع، و لو مقولتليش على المصاريف انا هدور على شركه تانيه"
تحدثت سمر بهدوء و معالم وجهها اخذت فى الجمود.
"عيب على فكره اللى انتى بتقوليه ده"
تحدث زين بعتاب و هو ينظر إلى سمر التى حملت حقيبتها و نهضت ناويه الرحيل.
"يبقى الحق ادور على شركه تانيه بسرعه"
تحدثت سمر و هى ترتدى حقيبه يدها لينهض زين واقفا هو الاخر.
" طيب أهدى بس و اقعدى نتفاهم"
تحدث زين و هو يشير لها بأن تجلس على المقعد مثل ما كانت.
" هتقولى على المصاريف و لا اخدها من قصرها و ادور على شركه تانيه؟"
تحدثت سمر متشبثه بقرارها و هى مازالت تقف أمام زين الذى تنهد بقوة.
"طيب اقعدى و انتى دماغك انشف من الحجر كدا"
تحدث زين پغضب لتبتسم سمر بهدوء جالسه بمكانها السابق بينما زين ظل ينظر لها قليلا.
اتفقا الاثنان على كل شئ و اتفقا ان يتقابلا بالمكان فى اليوم الموالى لتغادر سمر المكان و لكن لم تغادر عقل زين الذى اخذ يفكر بها كثيرا.
هى تغيرت، بل تغيرت جدا، أصبحت أجمل و جمالها يزداد كل حين.
يتبع