عشق في ظروف خاصه بقلم دنيا محمد
الفصل 28
تقابلت والده زين مع سمر مواجهه اياها بكل ما عرفته من ابنها لتقابلها سمر بالهدوء.
"متكلمتيش ليه يا سمر؟ مشتكيتيش ليه؟"
تسائلت والده زين لتطأطئ سمر رأسها أرضا.
"انا اتعودت ان المشاكل اللى بتحصل بين والدى و والدتى مهما كانت متخرجش براهم، مش معقوله انا هبقى متعوده على حاجه و هعمل عكسها يا مرات عمى"
تحدثت سمر بهدوء و هى تنظر بوجه زوجه عمها بهدوء.
" بس اللى حصل ميتسكتش عليه يا سمر"
تحدثت زوجه عمها لتبتسم سمر بخفه.
"انا كنت مفكره انى ممكن اقدر أصلح الأمور، لكن كنت غلطانه، كنت مفكره انى هقدرم و اكتشفت انى ضعيفه اوى، أضعف من انى اكمل، كل مره كنت بقع و ارجع أقف تانى و أحاول، لحد ما طاقتى خلصت و مبقيتش حتى قادره أقف تانى"
"مش هنستفيد حاجه من الماضى غير المواجع يا مرات عمى، ربنا يسعد زين مع إللى اختارها بنفسه مش اللى اهله مختارينها، و اللى حصلى مع زين ده خلانى اخد درس هيساعدنى فى المستقبل، و هو انى مضغطش على عيالى فى حاجه، هكتفى فى انى اقول رأيى و بس، لكن تنفيذه ده هيبقى فى ايد عيالى، لأنهم هما اللى هيعيشوا مش انا"
تحدثت سمر بهدوء و هى تحمل حقيبه يدها ناهضه من زوجه عمها.
" اسفه أنى هقوم و اسيبك، بس العياده هتفتح كمان نص ساعه، و يادوب الحق اوصل "
تحدثت سمر بهدوء لتومئ لها زوجه عمها بهدوء لتغادر سمر بعد ذلك تاركه زوجه عمها خلفها تفكر فيما اصاب ابنها و ابنتها كذلك.
مرت الايام حتى اكتمل الشهر، تبدل حال زين، طالت لحيته بشكل ملحوظ، أصبح باهت بشده و كئيب كذلك، أصبح مهمل لنفسه و لهيئته، يلقى كامل انتباهه فى عمله متجاهلا اى شئ اخر حتى صحته.
سمر تباشر عملها بهدوء و عقلها يفكر كثيرا، تفضل العوده الى المنزل مساءا لتدلف لغرفتها لتبقى بها لتفكر و هى تنظر لتلك الحلقه الذهبيه التى تزين اصبعها.
طوال الشهر لم يرى زين سمر و كانت سمر مثله، طوال الشهر و قد أتى مالك مره واحده لزياره سمر و لم يأتى وحده بل أتى مع صغيرته مما أدى إلى ازدراء والده سمر منه، هى تعلم انها صغيرته و يريد أن يبثها حبه و حنانه، و تعلم أيضا انه اخبرهم بظروفه و ان ابنته لن تتركه، و لكن كان لابد أن يأتى لسمر لاول مره وحده على الاقل.
كانت هنا تحادث معتز يوميا بحجه العمل فى البرج الخاص به، و ما كانت سوى حجه واهيه حتى تحادث معتز و تشغل وقته لتجعله يفكر بها، لتفكر انها هكذا تتقدم خطوة فى ان يكون ذلك البرج من نصيبها.
.
عاد زين إلى المنزل بعد يوم عمل طويل و هو فقط يريد النوم لا أكثر ليوقفه والديه قبل أن يدلف إلى غرفته.
"تعمل حسابك تاخد اجازه من الشركه اسبوع علشان مسافرين اسكندريه"
"عمك الشركه بتاعته طلعت مصيف السنه دى و حجز شقه ليه و شقه لينا"
تحدثت والدته بإبتسامهم خافته لينظر لها زين كأنه يسألها هل ستذهب سمر أيضا؟
"كلنا رايحين، عمك و مرات عمك و سمر و انا و ابوك، و انت كمان هتيجى معانا صح؟"
انهت والدته حديثها بتساؤل ليومئ لها بخفه و هو ينهض من مقعده.
" جهز نفسك بقا علشان هنسافر بعد يومين، و خفف دقنك شويه"
تحدثت والدته ليتلمس زين ذقنه لا اراديا و هو يومئ لوالدته بخفه ليدلف إلى غرفته بعد ذلك.
جلس زين على طرف سريره يفكر قليلا، اسيراها الان و بعد مرور شهر، ترى كيف حالها؟ اوجهها منير بسعاده، ام منطفئ بحزن؟!
عادت سمر من العمل لتجد والدتها فى حاله من التوتر و تسير هنا و هناك دون هواده.
"السلام عليكم"
تحدثت سمر بينما والدتها لم تنتبه لها و هى تقف تنظر حولها و تفكر بشرود.
"و عليكم السلام و رحمه الله و بركاته"
اجابها والدها الذى كان يتابع هاتفه بهدوء لتتقدم منه سمر جالسه بجانبه.
"هو فيه ايه؟ ماما مالها فى ملكوت لوحدها كدا؟"
تسائلت سمر بإستغراب ليبتسم لها والدها بخفه.
"ابدا يا ستى من ساعه ما عرفت اننا هنسافر بعد يومين اسكندريه و هى على الحال ده"
تحدث والدها بهدوء لتومئ له سمر بخفه لتنتبه بعد ذلك ناظره إلى والدها پصدمه.
"محدش قالى"
صاحت سمر پصدمه ليقهقه والدها عليها و على تصرفها ذاك.
"انا لسه عارف الصبح، انا قدمت على رحله المصيف شقه ليا و شقه لعمك، اتصلوا بيا على العصر كدا و قالوا السفر يوم الجمعه"
تحدث والد سمر بهدوء لتومئ له بخفه.
"هو انا ينفع اخد ريتان معايا؟"
تسائلت سمر بهدوء ليذم والدها شفتيه بخفه.
"انا كلمت مالك و عرضت عليه فعلا و هو رفض "
تحدث والدها لتنظر له بهدوء و هى تومئ له بخفه.
" طيب ما تكلميه انتى و تقنعيه يا سمر، البت ريتان دى عسل خالص و انا حبيتها"
تحدث والدها بإبتسامه لتتنهد سمر بثقل.
" طالما رفض يا بابا يبقى ليه أسبابه، بلاش نضغط عليه"
تحدثت سمر بهدوء ليومئ لها بخفه.
" انا هقوم انام بقا"
"طيب مش هتتعشى؟"
"لا يا بابا انا عايزة انام"
حوار بسيط دار بين سمر و والدها قبل أن تدلف إلى غرفتها مبدله ثيابها جالسه على سريرها و هى تتمدد عليه مستعده للنوم، ليأتى فى بالها زين فجأه، ترى ماذا أصبح شكله الان؟ اول لقاء لهما بعد مرور شهر سيكون فى تلك الرحله المفاجئه، ترى كيف ستقابله بعد نظراته التى كانت تخترقها و تعاتبها؟!
اعتنى الجميع بأمورهم مستعدين للسفر لقضاء اسبوع عطله كامل فى الاسكندريه.
يوم الجمعه فى تمام السابعه و النصف كانت سمر و والديها يغادروا المنزل بعد أن تأكدوا من إغلاق جميع النوافذ و إغلاق المياه و الكهرباء و الغاز كذلك، حمل كل شخص حقيبه او اثنتان ليوقفوا سياره أجره لتنقلهم حيث مكان التجمع للسفر.
وصلت سياره الاجره إلى المكان المحدد ليجدوا زين و والديه هناك بالفعل.
فور خروجهم من سياره الاجره حتى تقدم زين منهم سريعا يساعدهم فى إخراج الحقائب لتنظر له سمر بتمعن.
ملابس كاجوال بعيده عن النمط الكلاسيكى الذى يعتمده اغلب الوقت، ذقنه التى نبتت بشكل ملحوظ و لكن جيد بنفس الوقت و اصابعها التى أصبحت تدغدغها للإقتراب منه و هى تتلمس ذقنه المشعثه
"سمر"
افاقت سمر من شرودها على صوت والدها لتنظر له بهدوء.
"بتضحكى على ايه؟"
تسائل والدها بإبتسامه هادئه لتنظر له پصدمه، أكانت تضحك لمجرد التخيلات!
"مبسوطه انى هسافر"
بررت سمر و هى ترسم ابتسامه هادئه على شفتيها ليومئ لها والدها بخفه و هو يقودها حيث عمها و زوجته و زين و والدتها التى تقف معهم.
"اسبوع كامل قاعدين مع بعض جايبه فيه كل الألعاب اللى لقيتها قدامى فى البيت، كوتشينه تلاقى، دومنه تلاقى، شطرنج تلاقى، و بصوا هتتقطعوا يعنى هتتقطعوا"
تحدثت سمر بمرح مع والدها و عمها بينما والدتها و زوجه عمها انشغلتا بالحديث معا و زين فقط يتابعها بهدوء و يتابع ابتسامتها الهادئه.
" هنشوف مين اللى هيتقطع"
تحدث عمها بمرح لتقهقه سمر بخفه بينما زين نظر لها و لم يزح عينه من عليها.
صعد الجميع إلى الحافله لتصعد سمر بالنهايه تقريبا.
صعدت وجدت والدها و عمها جلسا بجانب بعضهما، و والدتها و زوجه عمها جلسا بجانب بعضهما، و زين يجلس وحده بجانب الشرفه.
" بابا، دخلنى جمب الشباك"
تحدثت سمر بهدوء و هى تتعلق بذراع والدها الذى كان يحادث أخاه.
"روحى اقعدى جمب ماما انا بتكلم مع ابوكى يا سمر"
تحدث عمها لتومئ له سمر بخفه.
"ماما دخلينى جمب الشباك"
تحدثت سمر بهدوء و هى تجذب ذراع والدتها بطفوليه.
"انا بتكلم مع مرات عمك، روحى اقعدى جمب زين"
تحدثت والدتها و هى تعاود الحديث مع زوجه عمها مره اخرى لتنظر سمر إلى زين الذى كان يتابع الحوار منذ البدايه.
نهض زين من مقعده فاسحا لها المجال لتدلف و تجلس بجانب النافذه لتبتسم بخفه و هى تجلس ليبتسم زين بهدوء بسبب تصرفها الطفولى ذاك.
انطلقت الحافله لتنظر سمر بهدوء من النافذه بينما زين ينظر إلى وجهها بهدوء بحيث يظهر انه ينظر من النافذه هو أيضا.
"اخبارك ايه يا سمر؟"
تسائل زين كاسرا حاجز الصمت بينهم لتلتفت له سمر بهدوء.
"الحمد لله، و انت اخبارك ايه يا زين؟"
تسائلت هى الاخرى عن حاله و كان لوقع اسمه من نبره صوتها الهادئه تأثير على نبضات قلبه.
"الحمد لله،عامله ايه مع خطيبك؟"
تسائل زين و هو يضغط على نفسه حتى لا يسبه أمامها لتذم سمر شفتيها بخفه.
"الحمد لله، و انت عامل ايه مع خطيبتك؟ "
تسائلت سمر و هى تجبر شفتيها على الابتسام.
"الحمد لله"
أجاب زين ليعم الصمت مره اخرى حتى وصلوا إلى الاسكندريه بسلام.
.
يوم السبت ذهب معتز إلى حيث عياده سمر ليجدها فارغه عدا من هدى التى يبدو أنها تستذكر دروسها.
" مسائك لذيذ"
تحدث معتز و هو يستند على سطح المكتب مائلا بجزعه للأمام قليلا.
" مساء النور، مفيش كشف انهارده و لمده اسبوع علشان الدكتوره مسافره، حضرتك ممكن تروح لدكتوره تانيه لو الحاله مستعجله"
تحدثت هدى كالانسان الآلى الذى يلقى بإحدى المعلومات العلميه ليبتسم معتز بإستهزاء عليها.
"هو فيه منك نسخه تانيه؟ اخدها و اخليها فى بيتى، على الاقل لا بتزود و لا بتنقص فى الكلام"
تحدث معتز مستهزءا لتعدل هدى من وضع حجابها على رأسها مخبئه تلك الخصله المتمرده التى ظهرت من أسفل حجابها.
"لا هى نسخه واحده و مش متوفره فى الاسواق"
تحدثت هدى بإبتسامه سمجه ليبتسم معتز بجاذبيه.
" طيب مينفعش اخد النسخه دى بيتى؟ "
تحدث معتز و هو يغمز بعينه اليمنى إلى هدى التى تجاهلته ناظره فى دفتر ملاحظاتها.
"يستخدم هذا الدواء فى شلل الأعصاب و قد يؤدى استخدامه إلى شلل دائم اذا لم يؤدى إلى الوفاه سريعا، و أحيانا يكون مفعوله أسوأ من مفعول السم من حيث الألم "
نطقت هدى بهدوء و هى تقرأ من دفتر ملاحظاتها ليبتسم معتز بخفه ليقاطع تلك اللحظه رنين هاتفه ليجيب سريعا فور ان رأى اسم هنا و الذى رأته هدى كذلك.
" الو"
" انا زعلانه بجد، ينفع اللى صاحبك بيعمله ده؟ يسافر كدا و يسيبنى لوحدى! "
تحدثت هنا بمياعه ليأتى صوتها إلى هدى التى ألقت بإهتمامها على ما فى يدها، أو هذا ما يظهر لمن يشاهدها.
"لا متزعليش ،مينفعش القمر ده يزعل اصلا"
تحدث معتز بإبتسامه لتنظر له هدى بإشمئزاز.
"لو مش عايزنى ازعل بجد، وصلنى اسكندريه بكرا اروح لزين"
تحدثت هنا بمياعه لتمثل هدى انها على وشك التقيؤ ليقهقه معتز بقوة.
"من عنيا، و اهو بالمره اقضى يومين فى اسكندريه انا كمان"
تحدث معتز لينهى الاتصال بعد ذلك ناظرا إلى هدى بهدوء.
"الكلام بينا لسه مخلصتش، راجعلك تانى"
أنهى معتز حديثه بغمزه مغادرا لتذفر هدى بخفه.
"فوقى يا هدى، العين متعلاش على الحاجب، انتى فين و هو فين، و حتى لو بصلك يغور بأخلاقه دى، ده بيكلم خطيبه صاحبه، انسان وقح بصحيح"
يتبع