جوازه نت بقلم منى لطفي
ونرجع في النور
خبط سيف باب السيارة مغلقا اياه بشدة بعد ان همس له من بين اسنانه
ابقى فكرني أقتلك بعد ما نرجع عموما مردودالك انا مابسيبش حقي ابدا ارتسمت على شفاه احمد ابتسامة مغيظة ولم يعقب فتح سيف الباب الخلفي مشيرا لمنة بالجلوس والتي كانت تقف على بعد خطوات منهما فلم تسمع شيئا من الجدل الذي دار بينهما فدخلت وابتسامتها تنير وجهها بعد ان أطلقت أنفاسها المحپوسة ترقبا
انقضت الفترة الاولى من الرحلة في هدوء لا يقطعها سوى بعض الاحاديث الخفيفة بين احمد وسيف والذي كان يجيب ببرود وقد أوشك في مرة من المرات على دفع أحمد من العربة فكلما وجه عبارة ما الى منة وجده هو من يقفز مجيبا عليه حتى أوشك على رميه من السيارة عدة مرات وكل مرة ينظر اليه شزرا بينما الآخر يلاعب له حواجبه الكثيفة بإغاظة ومنة لا تشعر بأي شيء غريب فهي لم تكن مولية اياهما أي اهتمام وكانت جلستها خلف شقيقها وحدث في مرة من المرات ان صاح احمد بحدة
كاد سيف ان يتسبب في حاډثة مروعة عندما جنح الى اليمين بشرود غير منتبه الى هذه سيارة النقل الضخمة والتي أطلق سائقها بوق عال مع سباب صارخ متدافع فما كان من سيف الا ان أوقف السيارة جانبا قليلا ريثما يلتقط أنفاسه والټفت بلهفة ليطمئن على منة التي بادلته نظراته القلقة بأخرى متسائلة عن سبب شروده المفاجيء سألها بلهفة لم يستطع مداراتها
انت كويسة يا منة
أومأت منة برأسها ايجابا مجيبة بهدوء
قاطع أحمد حديثهما قائلا بنزق
كويسة يا سيدي الحمد لله ممكن انت بقه تركز في السواقة يا تنزل وأسوق أنا المشوار صغير لحقت تتعب من السواقة كدا بسرعة
كاد سيف أن يلكم احمد على فمه عله يكف عن مرحه السمج ذاك ولم يعلم بماذا يجيبه ترى ما سيكون ردة فعله إن أخبره أن سبب ما كاد أن يحدث هو تركيزه على مراقبة منة في المرآة الخلفية فجلوسها خلف احمد جعل من الصعب عليه رؤيتها مما دعا به الى تسليط المرآة عليها هي وبالتالي لم يعي أي شيء مما يسير بجانبه سواءا من جهة اليمين أو اليسار
ألقى سيف بنظرة سخط ممزوجة ببرود الى احمد قبل ان يدير المحرك ثانية لمعاودة رحلتهما والتى انقضت وسط صمت تام هذه المرة
عجبك المنظر
منظر جميل بجد سبحان المبدع العظيم كل مرة أشوف فيها البحر كأني بشوفه لأول مرة البحر دا دنيا غامضة وعميقة بحس اني بحبه بس في نفس الوقت بخاف منه
التفتت اليه وهى على وقفتها مكتفة ساعديها والابتسامة لا تزال تنير وجهها الفتي بينما تقدم سيف منها بضعة خطوات يتلاعب الهواء بشعره وبخصلته الشاردة التي تتحدى يدها في ان تتقدم اليها معيدة اياها الى الخلف مع باقي زميلاتها من خصلات شعره الابنوسي قال سيف بابتسامة بينما تقطيبة خفيفة تعتلي حاجبيه الكثيفين
نظرت منة اليه بابتسامة في عينيها مجيبة
أكيد انت اكيد بتحب باباك بس في نفس الوقت پتخاف منه صح انتظرت الى ان وافقها بايماءة من رأسه قبل
ان تتابع شارحة
أنت بتحب باباك بس پتخاف على زعله وبتعمل حساب غضبه انا كمان بحب البحر بس بحس ان غضبه زي الاعصار متقدرش تقف في وشه لكن مقدرش غير اني أحبه وما اصدق اشوفه علشان أفضفض له باللي جوايا بيسمعني وبحس بموجه كأنه بيرد ويطبطب عليا
غشيت عيناها نظرة رقيقة بينما كاد هو أن يجز على أسنانه غيظا وغيرة من هذا ال بحر ترى هل سيستطيع يوما ان يجعلها تتحدث عنه بمثل هذا الشغف الذي يملأها لل بحر
نظر اليها سيف بنظرة عميقة من عينيه الناعستين وهو يتحرق شوقا لأن يرى عينيها تطالعانه هو بمثل هذا التوق والشغف اللذان تطالعان به غريمه البحر
لا يدري سيف ماذا هذا الذي تثيره فيه هذه الصغيرة لم يكن سيف من المندفعين وراء مشاعرهم بل كان يعمل عقله في كل أموره صغيرة كانت أو كبيرة أما بالنسبة الى اختيار شريكة الحياة فكان يكفيه ان تكون من أصل طيب ومنزل محترم على قدر من الخلق والثقافة ولم يكن يلتفت الى الجمال كثيرا ولكن بالطبع أن يحوز شكلها على قبوله حتى يستطيع المضي قدما في حياته معها ولكن فجأة دخلت هذه الفاتنة المشاغبة الصغيرة في لحظة غفلة منهبابتسامتها