فارسي
انت في الصفحة 1 من 87 صفحات
فى أحد أحياء القاهرة المزدحمة بالطبقة المتوسطة وما تحتها ...حيث نرى سلاسل البنايات المتراصة دون تناسق..... ملتحمة بعضها ببعض وكأنها تشد أزرها وتهون عليها أثر هذا الزحام الغير مقصود من التكتلات العائلية والاسرية البسيطه... مع اختلاف الالوان والعقائد والمعاملات.... حيث الاختلاف النوعى البشرى الطبيعى والذى تتميز به بلدنا عن غيرها من البلاد ....نعم تختلف العقيدة واللون والمستويات الاجتماعية منذ سنوات وسنوات ....ولكن أجتمعوا على حب هذه الجيرة القديمة والاثار المترتبة عليها من ود وشهامه وتقارب روحى وصلة لا تنفك ان تنقطع ابدا.... ففيها يطيب السمر بأجتماع الاحبة وتختزل الذكريات الجميلة وتحلو سنوات الطفولة بكل تفاصيلها التى تأبى الذاكره على محوها يوما ما.....والتى أنطلق من خلفيتها شباب وفتيات فى عمر الزهور فى مجالات التعليم والعمل المختلفة كل له هدف وأتجاه وطريق يتخذه سبيلا لتحقيق طموحاته
وأخيرا ظهرت دنيا من وسط الزحام مبتسمة وأقبلت عليه فى لهفة تهتف به فى سعادة واضحه بعينين لامعتين نجحنا يا فارس ..نجحنا نجحنا
أتسعت ابتسامته وخفق قلبه بشدة وهو يخطو نحوها بخطوات واسعة مضطربة وهو يبادلها الهتاف بتكلمى جد......قوليلى بسرعه تقديرى ايه وتقديرك ايه
بتوتر هاتفا قولى بقى أنا خلاص أعصابى باظت
أبتسمت فى شغف قائلة مبروك يا سيدى جيد جدا زى كل سنه ...وانا طبعا مقبول زى كل سنه
ضحك فى سعادة كبيرة وهو يفرك كفيه فى بعضهما البعض قائلاالحمد لله أنا كده حطيت رجلى على أول سلمه
ضحكت دنيا بينما أقبلت عليهما فتاة أخرى تمشى نحوهما وعينيها مثبتة على فارس وعلى السعادة التى تبدو على وجهه وما أن أقتربت حتى قالت بمرح مبروك النجاح من غير ما أعرف النتيجه
ألتفت اليها فارس بمرح قائلاالله يبارك فيكى يا عزة ..الحمد لله جيد جدا
قالت بسعادة بالغه الحمد لله أنا كنت متأكده
أطرقت عزة براسها وقالت بهدوئها المعتاد مبروك مقدما عن أذنكم
ألتفتت لترحل ولكن تذكرت شىء مهم فأستدارت مرة أخرى وقالت له أنا هروح دلوقتى وأكيد مامتك هتقابلنى وهتسألنى على النتيجه ..تحب أقولها ولا أنت عاوز تكون أول واحد تبلغها خبر النجاح
نظر لها فارس بأمتنان قائلا قوليلها طبعا وهى أصلا منبهه عليا أول ما أعرف النتيجه أكلمها على طول ..وأردف مبتسما انتى عارفه بقى خالتك أم فارس مش هتستنى لما أروحلها.....
ضحك فارس وضحكت وهى تلوح مودعة لهمايلا أمشى أنا بقى سلام ..ومبروك مره تانيه
لوح لها وهى تقف أمامه وتنظر اليه بشك قائلةطبعا لو قلتلك انا مبحبش البت دى هتقولى دى جارتى ومتربين مع بعض ومينفعش مكلمهاش..مش كده
وهو يقول بقولك إيه سيبك من الكلام الفاضى ده وتعالى نروح نقعد فى أى حته
أستقلت معه أحد سيارات الاجرة وهى تهمس بتذمر واضح
كده يا فارس بتركبنى ميكروباص ده انا عندى أخدها مشى أحسن
أشار لها أن تصمت حتى يترجلا من السيارة ...ترجلت دنيا من السيارة بمعاونة فارس وقفت أمام الحديقة عاقدة يها أمام ها بحنق قائلةهى دى المفاجأه جايبنى جنينه زى دى
أختفت الابتسامه من محياه وهو ينظر اليها بحزن قائلا
ما انتى عارفه يا دنيا انا مقدرش على غير كده ....أنتظرها تجيبه ولكنها ظلت عاقدة حاجبيها حانقة
فاردف قائلايعنى هتضيعى علينا الساعه اللى خارجينها مع بعض ..أمشى يعنى!
قالت وهى تلوح بعدم رضى لا متمشيش.. أمرى لله يلا ندخل
جلسا الى مقعد أمام النيل مباشرة وألتفت اليها ونظر لها بحب قائلا دنيا ..انا عاوز آجى أتقدم
بقى
ألتفتت اليه بسرعة قائله لالا مش دلوقتى
لما مرتبك يزيد شويه
فارس يا حبيبتى الدكتور حمدى وعدنى أول لما أتخرج هيزود مرتبى على طول يبقى نستنى ليه بقى..
دنيايا حبيبى مش قصدى... أنا قصدى يعنى نصبر شويه ..لما المرتب يزيد ونشوف هنعمل ايه
نظر لها بأستنكار وألتفت الى النيل مرة أخرى ولم يتحدث ...شعرت دنيا بغضبه وأستنكاره فهو دائما يظهر فى عينيه ما لا يريد البوح به
فقالت مستدركه يا حبيبى أفهمنى أنا عاوزاك تصبر لما تشوف تعينات النيابه مش جايز حلمك يتحقق وتبقى وكيل نيابه قد الدنيا وساعتها تتقدم بقلب جامد لبابا
أستدار اليها بجسده دفعة واحدة وقال بعصبيه
انتى كمان عاوزانا
نستنى عينات النيابه يعنى ندخلنا فى سنه كمان...ويمكن أكتر الله أعلم
دنيا
بتوتر طب وفيها ايه
يا حبيبى فات الكتير ما بقى الا القليل
هز راسه حانقا وهو يقول غريبه أوى أى بنت مكانك هى اللى تحب ترتبط بالراجل اللى بتحبه ...مش عارف ليه انتى اللى عماله تطولى فى المده وانا اللى مستعجل المفروض العكس يا دنيا...وبعدين انتى كده هتطلعينى عيل قدام مامتك ..انتى ناسيه انى وعدتها أتقدم اول ما اتخرج على طول
قالت دنيا بأبتسامه تريد بها أمتصاص غضبه ملكش دعوه بماما انا هفهمها إن التأجيل منى انا مش منك انت ..خلاص يا سيدى ارتحت
هز راسه نفيا وقال باعتراض لا مرتحتش طبعا ..انا مش فاهم انتى ليه مصممه على التأجيل انتى عاوزانى وانا وكيل نيابه وبس يعنى غير كده لاء
أخذت دنيا حقيبتها بتردد وهى تقول
فى ايه بقى أنت كل شويه تقولى كده ليه.. انت عارف كويس أوى انى بحبك ومقدرش أستغنى عنك
أبتسم بسخرية وقال هامسا اه ماهو باين...ثم نهض واقفا وهو يقول يلا بينا اروحك علشان اروح انا كمان زمان ماما مستنيانى بفارغ الصبر
أقترب فارس من الحى الذى يقطن به وهو ينظر للأعلى فى تسائل وهو يشاهد الزينة والكهرباء المعلقه فى تناغم بين الوانها المبهجه ايه ده هو فى فرح النهارده ولا ايه
أست صديقه عمرو وهو يفتح يه فى الهواء مداعبا فارس باشا ..الف مبروك النجاح ... عقبال النيابه وتبقى باشا رسمى وتشرفنا فى كل حته ونتفشخر بيك كده
ضحك فارس لمداعبة صديقه ورفيقه عمرو وبادله المداعبه قائلانتفشخر...ده انت بيئه صحيح
صفق عمرو بمشاغبة وقال ايوه هنبدأ بقى من اولها ..ماشى ياعم يحقلك اكتر من كده بكره هنقابلك بالحجز وبدفتر المواعين قصدى المواعيد
وضع فارس ه على كتف صديقه وهو يقول ده انت يبنى بجد الناس بتتفرج علينا ...قولى بقى هو فرح مين النهارده
قال عمرو وهو يلوح ب ه فرحك انت يا عريس ..أمك اول ما سمعت الخبر مسكتتش وقعدت تزغرد والحبايب بقى صمموا يعلقوا الكهربا دى علشانك...ورفع يديه بالدعاء قائلاعقبالى يارب لما أتخرج كده وابقى مهندس قد الدنيا
ثم همس فى اذنه أم عزة قاعده مع أمك وشاكلهم كده عاوزين يدبسوكوا