الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

اقدار بلا رحمه بقلم ميار خالد

انت في الصفحة 1 من 22 صفحات

موقع أيام نيوز

رواية أقدار بلا رحمه
الكاتبة ميار خالد
الفصل الأول
في احدى العمارات السكنية بالقاهرة ..
صدع صوت صرخاتها و هي تقول له 
تتجوز عليا أنا .. ليه حرام عليك أنا ذنبي إيه
نظر لها زوجها الواقف أمامها بعصبية و أردف 
ذنبك إنك جبتيلي بنت .. و انت اكتر حد عارف إني كان نفسي في ولد يشيل أسمي 
دي حاجه بتاعت ربنا أنا مليش دخل

و عشان كده أنا قررت أتجوز تاني .. هي اللي هتجبلي الولد و لو مش عاجبك أخبطي راسك في الحيطه 
و أثناء كل هذا الشجار كانت تقف في إحدى الأركان تلك الفتاة الصغيرة ذات ال ٦ أعوام و يظهر منها نصف وجهها الباكي فقط و تستمع لحديثهم حتى قالت الأم 
و أنا مش هرضى إني أكون زوجه تانيه 
ورقة طلاقك هتكون عندك خلال أيام .. أنا مش هقدر استحمل أكتر من كده أنا كمان بني آدم و ليا قدرة تحمل .. انت طالق 
شهقت الأم بفزع و طالعها هو بقسۏة ثم ألتفت ليخرج من البيت بعصبية لتقع عينيه على طفلته و لكنه لم يهتم و خرج من البيت سريعا سقطت الأم مكانها و بكت بقهره حتى اتجهت اليها الطفلة الصغيرة و ظلت تربت على كتفها بحنان .
و مرت بضع أيام على الأم و عصبيتها تزيد يوما عن يوم على طفلتها حتى صړخت بها بإحدى المرات 
انت السبب في كل اللي أنا فيه .. أمشي من وشي !!
فزعت الطفلة من صرخات أمها عليها و ركضت إلى غرفتها پبكاء و ظلت بها قليلا حتى قالت 
ماما زعلانه مني .. أكيد أنا عملت حاجه لازم أروح أصالحها
و عزمت أمرها و خرجت من غرفتها و اتجهت إلى غرفة والدتها و لكنها قبل أن تدخلها توقفت حين سمعتها تتحدث عبر الهاتف و تقول 
والله ما عارفه أعمل إيه .. أنا كمان من حقي أتجوز و أكمل حياتي زي ما هو كمل بس مين هيرضى ياخد واحده معاها بنت .. لحد أمتي هفضل دافنه نفسي كده ما أنا كمان نفسي اعيش مش كفاية قبلت أتجوزه و هو أكبر مني كمان دلوقتي مش عاجبه و سابني و رمالي البنت .. أنا لسه صغيرة على الهم ده
كانت الفتاه الصغيرة تسمعها بدموع حتى أدركت أنها سبب تعاسة والدتها و عقبتها في الحياة و بعقل طفلة قررت أن تبتعد عن حياة والدتها حتى تكون سعيدة على الأقل هذا ما كانت تظنه اتجهت الى غرفتها مره اخرى و أخذت دميتها و نظرت إلى غرفتها مرة اخيرة ثم فتحت باب المنزل و نزلت الى الشارع لتضيع بين ثناياه
و لكن ما ذنب تلك الطفلة بكل تلك القسۏة .. 
و إذا كانت الحياة معروفة بالقسۏة و أن اقدارها بلا رحمة فإن الله هو العدل الذي وسعت رحمته كل شيء ولا يوجد كائن على الارض إلا و هو تحت تدبير الله أنه لا ينسى عباده ..
في احدى ملاجئ الأيتام بالقاهرة ..
في تمام الساعة الثالثة ظهرا ..
كانت تجلس في إحدى الأركان بحزن و تنظر أمامها بلا هدف و كأنها لا ترى شيئا حتي شعرت إحدى اخواتها بالدار منها 
قاعده لوحدك ليه يا براء تعالي العبي معانا 
ردت الفتاة الصغيرة التي تسمي براء و التي أصبحت بعمر الثمان أعوام 
مش عايزه العب
ليه بس ده حتي عيد ميلادك النهاردة
ثم تحركت من مكانها و قالت بحماس 
زي النهاردة من سنتين انت وصلتي للملجأ ده .. صحيح هو فين يامن و كريم 
نظرت لها براء بحزن و قالت 
محدش فيهم جه 
متزعليش هما بيحبوكي جدا .. دول بيجوا الملجأ خصوصا عشانك 
نهضت براء من مكانها پغضب طفولي و أردفت 
لا مش بيحبوني دول نسوا أن النهاردة عيد ميلادي و محدش فيهم افتكرني .. أنا هروح أنام يا سلمي
ثم ذهبت من أمامها و اتجهت إلى الداخل تاركا تلك الجنينه الممله بنظرها أنها تكون بتلك الحالة في ذهنها عندما توجد بها بمفردها أو بمعني أصح عند غياب أصدقائها الوحيدين بذلك المكان .. يامن و كريم .
ركضت سلمي خلفها سريعا حتى وقفت أمامها و قالت 
استني بس يا براء أنت رايحه فين!
أنا زعلانه دلوقتي يا سلمي خليني اروح الاوضه 
لا مش هينفع تدخلي 
ليه يعني 
نظرت لها براء ببعض الشك ثم دفعتها بخفه و ركضت داخل الدار لتجد المكان مزين بأكمله و كانت البهجة تعم المكان لتتسرب تلك الابتسامة العريضة إلى شفتيها سريعا نظرت أمامها تحديدا لتجد تجمع كبير من البالونات و قبل أن خرج من بينهم جميع اخواتها بالدار على رأسهم أصدقائها يامن و كريم ذو العشرة أعوام شهقت براء بفرحه و هي تنظر إليهم فاتجهوا إليها الإثنان و قالوا في وقت واحد
كل سنه و أنت طيبة يا براء
إيه ده! .. أنا كنت فكراكم نسيتوني 
نظر لها يامن بابتسامة جميلة وقال 
معقول برضو ننساكي .. أنا آسف أننا اتأخرنا عليكي بس ماما صممت أننا نعمل كل حاجه

لما نرجع من المدرسه
و هنا أتجه الجميع إلى براء حتي يحتفلوا بها و في تلك اللحظة لاحظت أيضا وجود بعض الكاميرات التي تلتقط لها صور و بعض الصحفيين أمامهم عاليا والدة يامن بتألقها المعتاد نظرت لهم براء بتساؤل ثم قالت 
هما مين اللي مع مامتك دول يا يامن .. دول بيصوروني
فكر يامن للحظات ثم قال بعقل طفولي 
مش عارف .. ممكن عشان ياخدوا لينا صور كتير و تفضل ذكرى و نشوفهم لما نكبر و نضحك زي ما بشوف الكبار بيعملوا 
نظر له كريم و قال 
أيوه صح .. بابا و أصحابه بيعملوا كده لما بيشوفوا صورهم زمان
هزت براء كتفيها بعدم اهتمام و أردفت 
يمكن 
نعود إلى عاليا و الصحفيين .. كانت تقف بتكبر ترتسم تلك الابتسامة المصطنعة على وجهها حتي اتجه إليها إحدى الصحفيين و ركز الكاميرا عليها و سألها 
لفته حلوة منك أن سيدة أعمال من طبقة راقيه زيك تعمل عيد ميلاد لبنت صغيرة في ملجأ
ضحكت عاليا بخفة و قالت بتصنع 
لازم طبعا نحس بالطبقة اللي أقل مننا و نفكر ازاي نفرحهم كمان .. و مش بس كده أنا معوده ابني كمان أنه يصاحبهم و يتعامل معاهم كويس .. أنا ضد العنصرية في المجتمع 
ياريت كل الناس زيك 
ميرسي متشكره جدا .. هنفضل نتكلم كتير ولا إيه خدوا لينا شوية صور كده و عايزاهم بكره يكونوا منورين في الجرايد بعنوانين حلوة 
اكيد طبعا 
و بالفعل بدأوا في التقاط صور لهم حتي اتجهت مديرة الملجأ إلى عاليا التي كانت تقف بغرور وسط الأطفال حتي يلتقطون بعض الصور لها فانسحبت من بينهم نظرت لها المديرة بضيق و قالت 
مكنش ليه لزوم كل ده يا عاليا هانم
ازاي يعني لا كان ليه لزوم .. انت كنتي عايزاني اطلع بشكل مش لطيف قدام الصحافه
لا مش قصدي .. بس إيه لازمتها الصحافه انت مفهمتنيش كل ده 
حتي لو كنت قولت مكنتيش هتفهمي .. الحاجات دي مهمه عندي لازم كل حدث اعمله يكون متغطي بالكامل من الصحافه
زفرت المديرة بضيق ثم قالت 
اللي تشوفيه 
أبتسمت لها عاليا بتكبر ثم قالت 
اه و مكنتش عايزاكي تقلقي أنا كلمت جوزي و هو هيتبرع بمبلغ كويس للدار هنا 
كتر خيرك يا هانم 
ابتسمت لها عاليا ثم ذهبت من أمامها نعود إلى براء التي كانت تفتح هداياها بفرحه شديدة إلي أن وصلت إلى هدية يامن و قد ظهرت لمعة في عينيه ينتظرها أن تفتحها بفارغ الصبر و قد يديه بحماس طفولي نظرت له براء بابتسامة جميلة ثم فتحتها بهدوء لتجد بها فستان وردي صغير يتناسب مع طولها و سلسال طويل مكتوب عليه اسمها .. براء 
ايه رأيك .. حلوين
نظرت له براء بفرحه كبيرة و قالت 
حلوين بس ! دول حلوين اوي انا بحب اللون ده جدا .. بس في حاجه غريبة 
حاجه ايه 
السلسلة دي طويلة على رقبتي 
ابتسم يامن و قال 
ايوه أنا قصدت أجيبها كده و قولت لعمو يخليها طويلة 
ليه بس
علشان تفضل في رقبتك لحد ما تكبري خالص و كل ما تشوفيها تفتكريني .. و عشان كل ما أشوفها في رقبتك أعرف إنك لسه فكراني
و أنا مش هفتكرك ليه
قال كريم بمزاح 
اروح أنا أطفي الشمع طيب
ثم براء من يدها و خلفه و أردف 
يلا بقى يا براء 
ذهبت براء مع اصدقائها إلى الكعكة الخاصة بعيد ميلادها و قبل أن تطفئ شمعها صړخ يامن بها 
استني .. أتمني أمنيه الاول 
نظرت له براء بابتسامه و أغلقت عيونها و تمنت بداخلها شيئا ما ثم فتحتهما و اطفئت الشمع ثم ذهب الاطفال حتى يلعبوا جميعا و انصرفت الصحافه فتنفست عاليا براحه و اتجهت إلى يامن و قالت 
يلا بقى ولا ايه
استني يا ماما شوية كمان بس ده عيد ميلاد براء 
حبيبي يلا عشان ماما مشغوله اوي 
طب أمشي و ماما كريم هتبقي ترجعنا
قولت لا .. يلا 
و هنا اتجهت إليها براء و قالت لها 
خليه شوية يا طنط بالله عليكي 
نظرت لها عاليا بتكبر ثم قالت 
مش كفاية اللي عمله ليكي ولا ايه .. معلش بقى يبقي يجي وقت تاني هو كمان مشغول و عنده مدرسه و مذاكره كتير مش زيك 
نظرت لها براء بحزن و ترقرقت الدموع في عينيها بسبب كلمات عاليا القاسېة نظرت لها عاليا بابتسامة مصطنعة و في تلك اللحظة ظهر سؤال واحد في ذهنها
لماذا يعاملني الناس
بكل تلك القسۏة
و قال يامن 
ماما بلاش تكلمي براء كده هي بتزعل 
نظرت له عاليا بعصبية و قالت 
والله .. و انت ينفع تتكلم مع ماما كده عادي 
انا اسف .. خليني شوية عشان خاطري 
صمتت عاليا للحظات و في تلك اللحظة صدع هاتفها رنينا فقالت ليامن 
هروح اعمل مكالمه و هرجعلك تاني .. اتفقنا 
صړخ الاطفال بفرحة و عادوا الي مرحهم ولكن تلك المره كانت براء صامته لا تبدي اي رد فعل ابتعدت عاليا عنهم قليلا حتي وقفت في إحدى الزوايا و ردت المتصل أردفت 
بتتصل بيا ليه أنت مش عارف إني مشغوله دلوقتي!
وحشتيني

طب
أنا مش قولت تبطل كلامك ده .. افرض جوزي رد عليك مره بالغلط انت عايز توقعني في مشكله 
لا طبعا ميرضنيش .. بس انت كمان لازم تراعيني .. و لازم تقدري أن حبي ليكي أكبر منه يكفي إنطي اعرفك من قبل ما تتجوزيه اصلا .. ولا انت نسيتي انا سيبتك تتجوزيه ليه!
زفرت عاليا بضيق و قالت 
لا منسيتش .. محسسني انك مش مستفاد من اللي حصل ده في حاجه 
مهما كنت مستفاد مش زيك يا حبيبتي 
طيب و المطلوب دلوقتي 
اشوفك .. وحشتيني بقولك 
طيب هحاول اظبط مواعيدي و اشوفك
لا والله .. مواعيدك! انت هتعملي نفسك مهمه عليا ولا ايه
مش قصدي بس بجد عندي حاجات كتير 
النهاردة تكوني عندي .. تمام!
طيب هحاول 
عند يامن اتجه
الي براء عندما وجدها بتلك الحالة و قال 
مالك يا براء 
هي طنط عاليا ليه بتعاملني كده 
متزعليش منها هي مش قصدها .. مش كده يا كريم 
أيوة دي طنط عاليا طيبه اوي 
ابتسمت براء و قالت 
خلاص انا نسيت كل حاجه
نظر لها يامن و قال 
لا انا حاسس انك لسه زعلانه .. ايه يراضيكي طب
نظرت براء الي الأزهار المعلقة علي إحدى الأشجار و قالت 
عايزه ورده من دول 
صړخ يامن بحماس و قال 
بس كده 
ثم ركض سريعا و حاول أن يتسلق تلك الشجره وسط تشجيع كل الاطفال و كاد أن يصل الي الورده و لكن في لحظة اختل توازنه و انزلقت قدمه من على الشجره ليسقط بقوة على الارض!! 
صړخت براء 
يامن!!
عادت عاليا على صوت صرخات براء لتجد يامن على الارض و وجهه كله ملوث بالډماء التي تسيل من رأسه نظرت له بفزع و ركضت نحوه سريعا لوحده غائب عن الوعي و في لحظات كانت سيارة الإسعاف أمام الملجأ حملت عاليا ابنها و منه براء بدموع لتصرخ بها عاليا بقسۏة 
أبني لو جراله حاجه بسببك أنا هدمرك انتي فاهمه!! أمشي من وشي 
نظرت لها براء بدموع و قالت 
أنا بس عايزه اطمن عليه 
نظر لها كريم پبكاء و قال 
مټخافيش يا براء انا هروح مع يامن و هبقي اطمنك 
خرجوا جميعا و وضعوا يامن في سيارة الإسعاف و انطلقوا به الي المستشفي و عالجوا الچرح الموجود برأسه وسط صرخاته الباكيه و مر اليوم و اخيرا وسط مشاعر كثيره منها الحزن و القهرة و السعاده ..
و في اليوم التالي جهزت عاليا نفسها حتي تذهب الي حبيبها الخفي حبيبها الذي تخلت عنه بمجرد أن وقع والد يامن في طريقها كان علاء والد يامن رجل طيب نوعا ما يحب زوجته و أبنه و بشده و لكن عيبه الوحيد كان ضعف شخصيته أمام زوجته فبسبب حبه الشديد لها كان يخضع لها في كثير من المواقف حتي هي زمام الأمور تزوجت عاليا والد يامن بحثا عن النفوذ و الثروة و بعد سنوات من زواجها عادت علاقتها بهذا الرجل مرة أخرى و ظلت تلك المقابلات السريه مستمره لعدة سنوات حتي وصل يامن الي الصف الثالث الاعدادي و كانت علاقته مع براء و الملجأ مستمره كان الوضع هادئ حتي جاء ذلك اليوم المشئوم ..
خرجت عاليا من بيتها بعد أن أخبرت علاء زوجها أنها ذاهبه الي إحدى صديقاتها و لكنه لم يصدق كلامها لذلك تابعها حتي وقفت بسيارتها أمام إحدى العمارات القديمه ترجلت من سيارتها و دخلت الي البناية بسرعه و هي تتلفت حولها و هو خلفها حتي وصلت الي شقة حبيبها الخفي و كان علاء يشاهد كل هذا فتح لها الباب و دخلت بسرعه قبل أن يراها احد احټرقت دماء علاء بشدة و تملكته العصبية ليذهب باتجاه الباب و يدفعه بقوه! و محاولة مع الأخرى استطاع من كسر الباب! دلف الي البيت بسرعه و بحث به كالمچنون ليجد عاليا بجانب هذا الرجل و تنظر له پصدمة!!
رواية أقدار بلا رحمة
الكاتبة ميار خالد
الفصل الثاني
دلف الي البيت بسرعه و بحث به المچنون ليجد عاليا بجانب هذا الرجل و تنظر له پصدمة!! قالت عاليا
علاء! بلاش تفهمني غلط أنا
هفهمك كل حاجه 
أتجه إليها علاء و قال بهدوء مرعب
أخرسي! مش عايز اسمع صوتك لحد ما نخرج من هنا
صمتت عاليا بتوتر و نظر علاء الي الرجل الذي يقف بجانبها و تحولت نظراته الي العصبية ليعطيه لكمه قويه في وجهه! وقع علي الارض بقوة و اڼفجرت الډماء من أنفه علاء زوجته من ذراعها و خرج بها من هذا المكان وسط دموعها استقلوا السيارة بدون أن ينطق بكلمه واحده و بعد فتره مرت بصعوبه عليها وصلوا الي بيتهم دلفوا إليه و وقفت هي أمامه بدموع و بدون أي مقدمات صفعها على وجهها بقوة و من ذراعها و صړخ بها 
ليه!! ليه عملتي كده .. أنا قدمتلك كل حاجه .. دي أخرتها بټخونيني يا عاليا!
هو اللي ضحك عليا و كان بيبتزني عشان ياخد مني فلوس 
اسكتي بقى كفاية كدب! انت متستاهليش

كل اللي أنت فيه .. أنا غلطان من البداية إني حبيتك ولا فكرت أتجوزك .. ناس كتير حذرتني و قالتلي إنك مش بتحبيني انت بتحبي فلوسي .. زي ما اديتك كل حاجه .. هاخد منك كل حاجه!
لا صدقني 
أصدقك! 
صمت علاء للحظات ثم قال 
في خلال يومين ورقة طلاقك هتكون عندك .. أنا مش هقدر اشوف وشك اكتر من كده 
قال تلك الجملة ثم خرج من البيت ومر يومين كان مختفي بهم تماما وبدلا من وصول اخبار الطلاق إليها وصل إليها خبر ۏفاة علاء! حيث أنهم وجدوه مټوفي في اليخت الخاص به بسبب أزمة قلبية حادة ..
و كان هذا الخبر صاډم لكل من عاليا و يامن أحست عاليا أنها السبب في مۏته و لكنها أقنعت نفسها أن هذا قدره و نصيبه وبعد ۏفاته انتقلت كل الأملاك الي عاليا و يامن لأنهم عائلته الوحيدة و لم يكن له اخوة أما يامن فقد أبتعد في تلك الفتره عن كل الناس بما فيهم كريم و دخل في فتره أكتئاب لتعلقه الشديد بوالده و كان الحل الوحيد لحالته تلك هو سفره ليكمل تعليمه في الخارج في بداية الأمر الموضوع بشده لأنه سوف يبتعد عن براء و كريم و لكنه و بسبب إصرار والدته سافر في النهاية حتي يأخد شهادة الثانوية بالخارج ..
حاول هذا الرجل الرجوع الي عاليا مرة أخرى و خصوصا بعد ۏفاة زوجها و لكنها رفضت و بشدة لقد زاد غرورها كثيرا وخصوصا عندما أيقنت أن كل الخيوط توصل إليها في النهاية وأنها المالكه لكل تلك الثروة! أنانيتها اقنعتها أن تتخلى عن كل الناس و تكتفي بثروتها و أبنها .. و سافر يامن في النهاية 
بعد مرور ثلاثة أعوام ..
و خصوصا في جنينه الملجأ كان يامن يتحرك بتوتر فحدثه كريم ليهدئ قليلا
أنت متوتر كده ليه أهدى شوية 
أنت متخيل إني هشوف براء ولأول مره بعد ٣ سنين!
ضحك كريم و قال
دي أول ما عرفت إنك رجعت من السفر فرحت جدا .. أحمد ربنا إنك صممت تخش الجامعة هنا و إلا كان زمانك هتقضي الأربع سنين هناك كمان 
هي اتأخرت كده ليه
ضحك عليه كريم وفي تلك اللحظة أنتبه يامن للقادمة نحوهم وكانت براء التي تغيرت كثيرا عن أخر مره رآها بها حجابها الرقيق الذي زين وجهها الصافي وعيونها البندقيه ذات الرموش الكثيفة وملامح وجهها الرقيقة مع شفتيها الممتلئة ذو اللون الوردي الطبيعي اتجهت إليهم بخطواتها الهادئة و أنفاسها المتسارعة بتوتر عندما وقع بصره عليها و أردفت
حمدالله على سلامتك .. عاش من شافك يا سيدي 
فين براء
نظر له كريم بتعجب و قال
ما هي قدامك أهي يا ابني
سرح يامن بها للحظات حتي قال بدون تركيز
شكلك أتغير جدا .. بقيتي جميلة جدا يا براء!
ضربه كريم في كتفه بخفه وهنا أنتبه يامن إلى كلماته ولوجه براء الذي كساه اللون الاحمر من الخجل حاول يامن أن يغير الموضوع فقال
النهاردة هنقضي اليوم كله مع بعض زي زمان و نتجمع مع كل اخواتنا في الدار إيه رأيكم
نظرت له براء و قالت
بس النهاردة عندي شغل كتير في الدار 
مليش دعوة بكل ده .. أنا ظبطت كل حاجه خلاص 
صمت الإثنان و انتظروا رأي براء حتي أبتسمت هي و وافقت و بدأ يامن و كريم بتجميع كل أطفال الدار و لعبوا سويا طوال اليوم و قد استمتعوا بكل لحظة فيه و أثناء لعبهم لاحظ يامن تلك السلسلة المعلقة برقبة براء فقال لها
معقول لسه محتفظة بالسلسله دي!
نظرت له براء بخجل و قالت
علشان كل ما تشوفها تعرف إني لسه فاكراك 
الكاتبه ميار خالد
أبتسم لها يامن ثم رجعوا إلى بقية الأطفال و من بعد هذا اليوم يامن من براء أكثر و قد تعلق بها كثيرا و هي أيضا و لكنها فضلت أن تخبئ شعورها بداخلها و بعد
فتره طويلة كان يامن قد أكمل العشرين من عمره و في إحدى المرات أثناء زيارته لها قالت له و هي غارقة في أفكارها
أنا خاېفه 
خاېفه من ايه 
فاضل شهرين و أكمل ال ١٨ سنه .. و ساعتها هخرج من الدار هنا 
أنتبه لها يامن أكثر لينتفض من مكانه لقد نسي تماما هذا الأمر! صمت بقلق فنظرت له براء بابتسامه و قالت
أنا بقولك عشان تخليني أطمن مش علشان تقلق أنت كمان
نظر لها يامن للحظات حتى قال
براء أنا لازم أقولك حاجه مهمه 
نظرت له براء بتساؤل و أردفت
حاجه إيه
أنا ...
و كاد أن يعترف لها و لكن أوقفه هاتفه الذي صدع رنينا و كان كريم نظر أمامه للحظات و شعر أنه بحاجه لترتيب أفكاره فقال
براء أنا لازم أمشي دلوقتي .. هاجي أشوفك بكره خليكي فاكره 
نظرت له براء بعدم فهم و لم يترك لها فرصه حتى ترد لأنه نهض سريعا من مكانه و خرج من الملجأ و ظلت هي تطالعه بتعجب حتى نهضت من مكانها هي الأخرى و ذهبت

لتتابع عملها و في طريقها للداخل قابلتها صديقتها سلمي و قد غمزت لها بأحدي عينيها نظرت لها براء بعدم فهم و قالت
في إيه بتبصيلي كده ليه
مش ملاحظة أن من يامن زاد أوي الفتره دي 
و إيه الجديد .. إحنا صحاب من زمان جدا 
أيوه بس دلوقتي الوضع اتغير 
نظرت لها براء للحظات ثم قالت
أتغير أزاي يعني مش فاهمه
يعني أنتوا مبقتوش صغيرين يا براء .. العمر بيجري و هو دلوقتي بقى عنده عشرين سنه يعني لا أنت صغيره ولا هو عيل أعتقد فهماني
نظرت لها براء بثبات و قالت 
اللي في دماغك ده مستحيل يحصل يا سلمي .. اطمني أنا عارفه حدودي كويس و عارفه أنا فين و هو فين .. مع معني أننا صحاب ده هيخليني اتعشم بحاجه مستحيل تحصل 
ثم تركتها و رحلت سريعا و طالعتها سلمي للحظات حتي ذهبت هي الأخرى وقفت براء في إحدى الأركان و كأن قلبها يدق بصوت عالي و بعد لحظات تحركت من مكانها لتصطدم بحنين إحدى اخواتها في الدار و كانت بعمر الخمسة عشر عاما وقالت عندما رأتها 
براء .. كنت بدور عليكي كنتي فين
معلش يا حنين كنت مشغوله شوية 
طالعتها حنين بحزن و قالت
كل ما افتكر أنه فاضل شهرين و تمشي قلبي بيتقطع .. عايزه أقضي كل لحظة معاكي .. أوعي تنسيني يا براء 
اخس عليكي يا حنين انساكي إزاي بس .. ده أنت أختي الصغيرة 
بجد .. يعني هتبقي تيجي تزوريني و أشوفك 
أكيد طبعا 
حنين بفرحه و ذهبوا لينهوا
 

انت في الصفحة 1 من 22 صفحات