فردوس الشياطين بقلم مريم غريب
يارا أفراد الحراسة بنظرارت مزدرية لمحها سفيان فطلب من الجميع أن يعتذروا لها
فعلوا ما أمروا به و ودعها سفيان دون أن يتخلى عن إسلوبه الخبيث و تلميحاته غير المريحة
تنفست يارا الصعداء عندما وصلت بأمان إلي سيارتها ..
شغلت المحرك و إنطلقت بعيدا و هي تقول
أوووووف .. الحمدلله . مش مصدقة إني خرجت . إيه بيت الړعب ده ....... !!!!!!!!!!!!!
يتبع ...
الفصل 7
خطړ !
تصل يارا إلي مقر الجريدة ...
تذهب
إلي مكتب الرئيس مباشرة و تلج بعد أخذ الإذن
إستقبلها شكري بإبتسامة مهللة قائلا
حمدلله علي السلامة يا ست الكل .. إيه شكل صحتك جت علي رحلة الفيوم . لا لو هتبقي كده أبعتك هناك علطول .. و ضحك بمرح
يعني منظري كده عاجب حضرتك وشي الأصفر عاجبك أوي يا أستاذ شكري .. ده من ربع ساعة بس كنت قاطعة الخلف
شكري و قد تلاشت إبتسامته
ليه خير
إيه إللي حصل !
زفرت يارا بضيق وجلست أمامه ثم بدأت تسرد عليه ما حدث معها بمنزل سفيان الداغر ...
نهآاااااارك إسووود ! .. صاح شكري پغضب شديد و هو يضرب بقبضته علي سطح المكتب و تابع
إنتي إيه إللي وداكي عنده أنا مش حذرتك يا أستاذة بتتصرفي من دماغك يعني و مش عاملة إعتبار لحد !!!
شكري بغلظة ده إنتي تحمدي ربنا إنك خرجتي أصلا
عارفة لو كان ضړب عليكي و لا كان حد حس بيكي . كمان ممكن تبقي تحت باطه كده و لو إتسأل عنك هيقول و لا شوفتها و كله هيصدق كلامه .. بيت سفيان الداغر الخارج منه مولود و الداخل مفقود يا أستاذة يارا
شكري بإنفعال ده يبقي أكبر تاجر سلاح في بلدك يا أستاذة
جحظت عيناها پصدمة و قالت
شكري هو إيه إللي عرفت منين البلد كلها عارفة يا ماما و الحكومة كمان بس محدش يقدر يهوب ناحيته
شكري بسخرية بيستثمر في البلد يا أستاذة . نص المشاريع الضخمة بإسمه و شركاتة علامة من علامات الدولة بإختصار يعني السلطة بتتعامل معاه بالسياسة العليا مالهمش دعوة هو بيجيب فلوسه منين أهم حاجة الاستثمارات تفضل مستمرة
صمتت يارا عندما أعجزتها الصدمة عن الكلام ..
ليكمل شكري بجدية
أنا هعفيكي من التحقيق ده و هدخل أي حد مكانك . بس إوعديني إنك تبعدي عن سكة سفيان الداغر ده .. إنتي زي بنتي في الأول و في الأخر و أنا مش عايزلك الآذي
الحمدلله أنه سابك تخرجي صدقيني و الله دي معجزة
نظرت له بغير راحة لكنها وعدته
أوعدك يافندم .. هبعد عن سكته
و ربنا يستر بقي !
صباح يوم جديد ... و تستيقظ ميرا من نومها بنشاط
أنه اليوم الداسي الأول بمدرستها الجديدة و الحماسة تملأها بشدة ..
ولجت إلي الحمام غسلت وجهها و فرشت أسنانها بقوة
و أخيرا إلتفتت لتأخد حقيبة ظهرها المتوسطة و إنطلقت خارجة من الغرفة ...
هبطت إلي الأسفل حيث تركت غريزتها تقودها لوالدها .. فدخلت إلي غرفة الطعام لتجده جالسا هناك كعادته في كل صباح يقرأ الصحف و المجلات
أشرق وجهه عندما ظهرت أمامه صغيرته الغالية
ألقي بالجريدة جانبا و فتح لها ذراعاه لتسرع إليه و تجلس علي قدمه
مش ممكن إيه الصباح الحلو أووي ده ! .. قالها سفيان
ميرا برقة شكرا .. دادي أنا مبسوطة أوووي
سفيان و هو ينظر لها بحب
مبسوطة عشان رايحة المدرسة
ميرا Yeah و مبسوطة أكتر إني هتآرف هتعرف آلي علي New Friends و مصريين كمان زيك
سفيان بإبتسامة ما إنتي كمان مصرية زيي .. نصك أمريكاني و نصك التاني مصري و لسا لما هتعيشي هنا أكتر هتبقي مصرية صرف . أنا مش مستعجل عليكي و عارف إنك لسا صغيرة و إنك واحدة واحدة هتطبعي بطبع أبوكي
ميرا أنا نفسي أبقي زيك في
كل هاجة حاجة أصلا ..
ضحك سفيان و قال
طيب خلاص كفاية دلع أحسن مش هخليكي تتحركي من جمبي إنهاردة .. يلا أقعد إفطري و سامح علي وصول هياخدك و يوصلك و يرجعك كمان بعد ما اليوم يخلص لحد ما أجبلك عربية بسواق
إبتسمت ميرا و شدت لنفسها كرسي و جلست بجواره بدأت تأكل ... و بعد قليل لاحظت أمرا
فنظرت لوالدها و قالت بإستغراب
هي فين أنطي وفاء !
عمتك صحيت من بدري و راحت النادي . مش هتتأخر قبل ما ترجعي إنتي هتكون هنا
و دق هاتفهه في هذه اللحظة ...
ده سامح .. قالها سفيان و هو يلقي نظرة علي الشاشة المضيئة ثم نظر لإبنته و أردف مبتسما
يلا أخرجيله .. و Good Luck يا حبيبتي !
كان سامح ينتظر ميرا بسيارته .. عندما تلقي إتصالا من وفاء
تآفف بضجر و رد بإقتضاب
ألو !
يلا باي .. و أغلق الخط و هو يزفر بضيق
وجد ميرا تخرج من باب المنزل و تتجه نحوه باسمة
رد لها الإبتسامة و مد يده ليفتح لها باب السيارة
صعدت بجواره و هي تقول بنبرتها الناعمة
Good Morning سامه سامح !
سامح صباح الفل يا قمر .. ها عاملة إيه إنهاردة
ميرا Im Fine و إنت
سامح و هو يشملها بنظرات الإعجاب
كويس طبعا . طول ما أنا شايفك ببقي كويس
ميرا بإبتسامة شكرا
سامح العفو يا حبيبتي . جاهزة لأول يوم في الدراسة
ميرا بحماسة كبيرة
أوووي . Im Ready جدااا
و أثناء حركتها تهدلت خصلة أمامية علي وجهها ليسبقها سامح و يمد أنامله ليرفع الخصلة خلف أذنها ..
تلكأت حركاته متعمدا و لكن ميرا لم تظن به سوءا بل أبقت علي إبتسامتها الرقيقة
بينما كان يمسد علي وجنتها الغضة المخضبة بالحمرة الطبيعية
كاد يستغرق في الأمر لولا رائحة الخطړ التي تسللت إلي حواسه ...
حمحم بإرتباك و سحب يده قائلا بصوت أجش
طيب .. نتحرك بقي . إربطي الحزام يا ميرا
ليأخذ نفسا عميقا ثم ينطلق بإتجاه المدرسة الخصوصية ...
في منزل يارا ...
كانت نائمة في غرفتها و الهاتف لا يكف عن الرنين .. تآففت بضيق شديد و أمسكت به
كان أحمد إبن خالتها و مشروع خطيبها الإجباري ..
حسبي الله و نعم الوكيل ! .. قالتها يارا بلهجة ناعسة و ضغطت بقوة علي زر الرفض
ثم عادت إلي النوم ..
و هكذا دواليك ظل الهاتف يرن بإلحاح مرة تلو المرة تلو المرة .. حتي فاض بها
ردت بإنفعال شديد
ألوووووو يا زرل إنت
إيه الزن ده عايز مني إيه علي الصبح يا صايع يا سمج . ما تروح تنام و لا شوفلك مصېبة تعملها . أنا زهقت منك يابني آدم ماسكة نفسي بقالي كتير و سايباكوا تهروا في الحوار المقرف ده بس خلاص أنا جبت أخري
مش هتجوزك . سآاامع يا حيوآااان يا بتاع البنات إنت مش. هتجوووووووزك
يا ساتر يا رب ! .. قالها صوت مختلف تماما
لتنتفض يارا معتدلة و تنظر إلي الرقم و هي تفرك عينيها بقبضتها ..
المتصل أكيد مش إللي مزعلك و هبيتي فيه من شوية
إلا صحيح مين الرزل السمج بتاع البنات ده إللي قولتي مش هتتجوزيه !!
كررت يارا و قد بدأ القلق يساورها
مين معايا
سمعته يتنهد ثم أعلن بصوته القوى الجذاب
سفيان .. سفيان الداغر يا أنسة يارا ........... !!!!!!!!!!!
يتبع ...
89
كان بعض الطلاب قد بدأوا يصلون ... عندما أوقف سامح سيارته أمام بوابة المدرسة الخصوصية
كانت أقرب إلي مشروع إستثماري بحداثة إنشائها و فخامة بنائها بدت مثل مجموعة من البيوت المتشابهة تحيط بها الأشجار و الأجمات الخضراء
ينظر سامح إلي ميرا ليجدها متوترة الأعصاب فقال بإبتسامة
إيه يا ميرا ! شكلك بقي Nerves كده ليه
فين حماستك !
نظرت ميرا له و قالت مغالبة توترها
مافيش هاجة حاجة يا سامه سامح . Im Fine Dont worry !
سامح بلطف عموما أنا هبقي معاكي خطوة بخطوة . لو حصل معاكي أي حاجة كلميني ميرا بإبتسامة رقيقة
شكرا .. أوك . أنا هانزل Now
مد سامح و قال
خلي بالك من نفسك !
نظرت ميرا إلي و عقدت حاجبيها بغرابة ليتركها سامح فورا و يعتذر بإرتباك
Sorry كنت بودعك بس . و معلش أنا نسيت قواعد أوروبا No touching . أنا ضايقتك
ميرا لأ أبدا . مش مضايقة
إنت مش شخص غريب يا سامه سامح
Youre my fathers friend .. و إبتسمت مؤكدة
رد لها الإبتسامة و قال
طيب يلا . إنزلي عشان ماتتأخريش
ميرا باي
سامح باي . مع السلامة
و نزلت ميرا من السيارة و هي تعلق الحقيبة علي كتفها ..
راقبها سامح و هي تمر عبر جهاز كشف المعادن حتي ولجت إلي الداخل و إختفت عن ناظريه
تنهد بعمق ثم شغل محرك سيارته و إنطلق شاعرا بالكدر إلي شقته السرية حيث يقابل وفاء خلسة بها كلما سنحت الفرصة ...
ها هي تكرر نفس موقفها الغبي مرة أخرى و تذهب إليه بقدميها ...
و كأن قوى خفية في صوته و إسلوبه أجبرتها علي القيام
إبتلعت يارا ريقها بصعوبة و هي تقف أمام هذا المطعم المشهور تنظر من خلال الألواح الزجاجية إلي مضيفها الجالس علي طاولة صغيرة بمفرده
رأته هادئا يحتسي كوب قهوة ببطء و تلذذ واضح .. رغم أنها تأخرت عن الميعاد نصف ساعة تقريبا و لكنه بدا مسترخيا غير عابئ بتأخيرها المتعمد
و أخذت نفس عميق ثم مشت صوب باب المطعم ...
كان سفيان يضع عندما شعر بظل .. تطلع ليستكشف ماهيته فوجدها أمامه
هكذا يراها مثالا حيا
أهلا أهلا . يا صباح الخير يا أنسة يارا ! .. قالها سفيان مرحبا
و قام ليصافح يارا التي إبتسمت بتردد و قالت
صباح النور يا سفيان بيه . إزي حضرتك
سفيان أنا تمام الحمدلله . نعم ربنا مالهاش أخر .. إتفضلي إقعدي ... و أشار لها نحو الكرسي المقابل له
شدت يارا الكرسي و جلست بتمهل
جلس سفيان هو الأخر و واصل نظراته المتبجحة فيها كان يتفرس في كل شئ
و هنا ضړبت الطاولة بكفها لتدرء تلك النظرات عنها ثم قالت بإبتسامة صفراء
خير يا سفيان بيه .. حضرتك طلبت تقابلني و أديني قدامك أهو . خير !!
نظر سفيان في عيناها و إبتسم قائلا بنبرته العذبة
خير . كل خير يا أنسة يارا .. الأول تشربي إيه
يارا ممكن عصير فراولة
إستدعي سفيان النادل و أسند له طلبها ثم عاد لحديثه معها ..
سفيان أنا كنت قايلك عايزك عشان نكمل كلامنا في مسألة التحقيق
يارا ده صحيح !
سفيان بإبتسامة معابثة
بصراحة ده ماكنش هدفي خالص .. أنا كنت عايز أشوفك و أتكلم معاكي بعيدا عن قضية