قلوب صماء بقلم فاطمه الالفي
نقي ليس به ذره بغيضه لاحد ولا كرة ولا قسۏة فقلبها الان أصبح طاهر نقي عامرا بالإيمان
صعد يزيد لغرفته ويتابع فحص التقارير التى تخص شقيقته وبدأ فى تصوريها وارسالها الى الدكتور الالماني وظل يتحدث معه عن تلك العمليه وخطورتها على شقيقته فهى فى عمر الثامنه عشر وتلك العمليه خطړ ولكن عليه ان يسعى لإتمام وعده إلى شقيقته وبعد أن قلقه الطبيب الالمانى من حدوث مجاذفه اذا خضعت شقيقته لعمل زرع القوقعه فنسبه فشلها تجاوز التاسعون بالمئه وفقط نسبه النجاح لم تتعدى العشرة بالمئه
قام ليصلى صلاة الاستخارة يطلب من الله الدعم فى اتخاذ القرار المناسب لتلك المجازفه وبعد أن انتهئ من صلاته وقرأ دعاء الاستخارة حاول إغماض عينه وهو يبتسم يشعر بالراحه بعد اعتراف كارلا بأنه برئ ولم يمسها فقد انزاح عن صدره ثقل كبير الان يتنفس براحه فجاه اقټحمت تفكيرة ذات العيون الزرقاء حاول تنفيضها من مخيلته فلماذا تاتى الان بمخيلته تغاضه عن الأمر وبعد لحظات كان فى ثبات عميق
اما فى منزل الحاج قاسم بعد ان تحدث مع محمد زوج عنبر وطلب منه أن يادبها بطريقته الخاصه
استقل شريف سيارته وبجانبه زوجته تحمل طفلها الصغير ادم ذات الخمس أعوام وعزم شريف على شق طريق الذهاب إلى بلدته
فى شقه عز ظل شارد يفكر فى حديث عمه ويتردد فى اذنه جمله واحدة بلاش تضيعها هى كمان من ايدك وتذكر خجلها وصډمتها عندما كان يشاكس عمه وابتسم لا اراديه وهى تستحوذ على تفكيرة وكأن ملامح وجهها طبعت بذاكرته وذات بشره خمريه وعينان زيتونتين وشعر بني قصير يصل إلى كتفها وذات غمزات ساحرة
هو انا كنت بحب جميله ولا حاسس بالذنب وخۏفت عليها حد ېجرحها وقولت انا أولى ببنت عمى انا مش فاهم حاجه ولا عارف انا عايز ايه طب جميله عايزة ايه هتكلمل مع جوزها ولا لاء يووةة بقي انا دماغي ضړبت خلاص بعد عدة ساعات من التفكير والأرق ألقى بنفسه بالفراش وذهب فى ثبات عميق
اما فى عروس البحر الأبيض المتوسط اسكندريه
كان يفكر فى صاحبه العيون السودا التى سحرته من دموعها وكانت هذة الشعله التى اشعلت نيران قلبه وجعله ينبض بقوة وقد قرر أن لن يضيع الوقت ويغتنم الفرصه ولا يتردد فهو قرار حاسم ومصيري وقد اتخده بقلبه الذى يخفق بشده وعليه أن يتم ما بدءه فقد أصاب بسهام الحب
الفصل السادس والعشرون
قلوب صماء
بقلم فاطمة الألفي
فى الصباح الباكر كان قد وصل اخيرا لبلدته بعد ساعات القيادة المتواصله ترجل من سيارته وحمل طفله النائم باحضان والدته وترجلت زوجته أيضا من السياره وسارت بجانب زوجها
وقف ياخذ انفاسه قبل ان يطرق باب المنزل
شريف ياربي على بعد المسافه
منى خبط يا شريف وخلصنا انا ھموت من التعب
شريف امال لو كنتي سايقه كنتي عملتي ايه
طرق عدة طرقات وانتظر ان يفتح له أحد بالداخل
كان يزيد مستيقظ بغرفته بعد ان صلى فرضه واسترق السمع وتأكد من طرقات على باب المنزل اسرع فى خطواته وهبط الدرج ركضا إلى أن وصل لباب المنزل وفتحه ليتفاجئ بوجود عمه وزوجته وطفله
يزيد بفرحه عمى مش معقول
شريف يعطى طفله لزوجته ليحتضن ابن شقيقه الراحل بحب واشتياق
شريف حمدلله على سلامتك يا دكتور وضمھ بقوة
تبادل السلام والعناق وبعد لحظات استفاق جميع من بالمنزل ورحب به والده والجميع وبعد ساعه متواصله فى الحديث معهم عن أمر جميله صعد غرفته برفقه زوجته لياخذ قسطا من الراحه
وظل يزيد يتحدث مع جده وعمه عن خوض عمليه جميله
واصف الله شايفو لصالح خيتك اعملو
علي والعمليه دى يا ولدي مضمونه عاد ومش خيطرة على جميله
يزيد بجديه عندنا مافيش حاجه مضمونه يا عمي الضامن ربنا احنا مجرد اسباب وبنعمل واجبنا واللى علينا وربنا هو الشافي احنا مجرد وسيله للعلاج والشفا من عند ربنا هو إللى بيقدر الارزاق
واصف عليونعم بالله
علي ربنا يجعل الشفى على يدك يا ولدى
يزيد أملى فى ربنا كبير
علي لازمن جوزها يعرف
يزيد بتفكير مش لازم دلوقتي
واصف وها وليه عاد مش حولت هتربيه وترجع بيتها لزوجها وحالها
يزيد ربنا يسهل يا جدي
فى منزل الحاج قاسم
كان فى غرفته يتابع بعض الفديوهات التى تخص تعليم الاشاره لفقدين السمع وحاول حفظ الاشارات المعينه لبعض الكلمات التى يبحث عنها وبعد انهى ما بدا قرر الذهاب الان الى منزل الحاج واصف ليتحدث معهم وطلب من جده ان يذهب معه هذة المرة لأمر هام وافق جده على طلبه وذهب معه سيرا على الاقدام وخلال نصف ساعه كان أمام بهو الدوار
كان يجلس الحاج واصف مع اولاده ويتثامرو فى امور الحياة
وصل مالك برفقه جده إلى منزل الحاج واصف القى مالك وجده السلام وصافح الجميع وجلس معهم ورحب بهم الجميع ماعاد يزيد كعادته لم يصفي بعد
قرر مالك الجلوس معه والتحدث معه على انفراد وافق يزيد وتوجه إلى خارج المنزل فى نزهه إلى الحقل
وخلال الذهاب لم يتفوه أحد بكلمه إلى أن وصل إلى مكان يعرفه يزيد واراد الجلوس
يزيد خير انا سامعك
مالك بجديه محتاج مساعدك
نظر له يزيد بغرابه شديدة مساعدتي انا وفى ايه بقي
مالك بتنهيد فى ان ارجع مراتي بيتها معززة مكرمه وانا بطلب منك دلوقتي ايدها للجواز وتحاول تحط ايدك فى ايدى انا بحب مراتي عايزها تكمل حياتها معايا وهعملها فرح كبير وهنعيش الحياه إللى فاتتنا انا غلط فى حقها ومستعد اعتذارها قدام اهلى كلهم واهلك صدقتي انا بحب جميله جدا وواثق كمان فى حبها ليه عشان جميله ماتعرفش تكرة وتساعدنى انك تتعرف على شخصي وتنسي إللى حصل ونبدا ونكون اصدقاء واوعدك عمرى ماهزعلها ولا هخذلك بس ساعدني انت أكتر شخص جميله متعلقة بيه وبكلمه منك هترجع معايا
يزيد بتنهيدة كلامك سليم بس هتتحمل جميله لحد امته شهر ولا اتنين ولا سنه ولا أكتر مش هتمل منها عمرك
مالك تقصد عشان وضعها انا خلاص بتعلم الإشارة عشان اعرف اتواصل أكتر من غير ورقه وقلم وجميله زكيه بتفهمني مش محتاج من الدنيا حاجه تانية غير وجودها فى حياتي هنكمل بعض وهنعدى كل المحڼ مع بعض ها لسه مش واثق فى كلامى انا راجل وقد وعدى ليك
يزيد انا عمرى ماهكون السبب فى كسر قلب اختي دى كل حاجه حلوة فى حياتي لو وجودها معاك هيسعدها ويفرحها انا مش هكون حاجز بينكم وهشيلك فوق راسي كمان وهقدرك انك بتحب اختي وباقي عليها بس إللى حصل زمان واجعنا كلنا بس عشان خاطر جميله نستحملك هههه
مالك بابتسامه افهم من كدة خلاص جميله هتروح معايا
يزيد نعم من غير ما تطلب ايدها مننا كلنا وناخد رأيها ونحدد معاد الفرح زى مابتقول ولا مش قد كلمتك
مالك بفرحه لا قدها طبعا
يزيد بس فى حاجه لازم تعرفها جميله ممكن تعمل عمليه عشان تسترد سمعها وصوتها كمان
مالك پصدمة هو ممكن
يزيد انت فاكر ان جميله مولودة كدة لا طبعا جميله كانت عاديه زينا وبتسمع وتتكلم بس للاسف وهى عمرها سنه جالها حمى شوكيه بس وقتها ماكنش فى علاج مناسب وكان جهل طبعا بدل مايشوفو دكتور يعالجها حلاق إللى عالجها وهى كانت تفصل تصرخ طول اليوم والحراره عاليه مش بتنزل انا فاكر كل حاجه كان عمرى تسع سنين وفضلت تصرخ لم فجأه سكتت وماحدش كان عارف ايه سبب سكوتها
طبعا كانت جميله اكتفت من الألم والحمي اثرت على السمع وكانت بتصرخ لانها مش قادرة تسمع ولا تميز الاصوات إللى حواليها والصړيخ دمر احبالها الصوتيه ومع فقد السمع نهائي بقت حالتها كدة واكمل بدموع تتساقط من عينه ومالك أيضا الذى تاثر من حديث شقيقها عن حالتها منذ الصغري
يزيد بمراره طبعا لم جميله مابقتش تدي اى رد فعل الكل فكر انها خفت ومش فى حاجه بتشتكى منها وفضلت على وضعها كدة كام شهر مش تسمع حد بينطق اسمها ولا تاخد بالها ولا تقدر تطلب هى عايزة ايه عمى شريف خد باله كان وقتها لسه بيدرس فى جامعه القاهرة وخدها يكشف عليها وبعد فحص الدكتور قال انها خلاص فاقدة السمع نهائي وكمان الاحبال الصوتيه بتبق