روايه بقلم ساره مجدي
لنرمين لم يتلقى رد ففتح الباب ولكنه وجدها فارغه مر من أمام الحمام ليجد بابه موارب ومظلم أنها ليست بالداخل ولم يتبقى سوا غرفته بخطوات ثابته أقترب من غرفة نومه وفتح الباب بهدوء ليقف مكانه مشدوه من ذلك المنظر كانت نائمة في منتصف سريره وفوقها الشرشف شعرها الغجري مبعثر حول وجهها يعطي لهيئتها إغراء من نوع خاص ولكن ما أدهشه هو ما تضم بين ذراعيها وتريح رأسها فوقه أنها ثيابه الذي أبدلها آخر مرة قبل أن يغادر البيت بعد إكتشافه لما فعلته وليس
ظل يتأملها لعدة دقائق يحاول أن يروي عطش روحه لها دون أن تشعر به أو تراه لا يريد أن يخسر كبريائه أمامها هو ورغم حبه لها الذي وللأسف لم يتأثر بما فعلت إلا أنه لن يستطيع أن يكون معها أبدا أبدا شعر بتململها فغادر سريعا وجلس ف الصاله يحاول لملمة شتات نفسه قبل أن تخرح إليه
لم يعلق على كلماتها وساعدها في النهوض لتسير معه بهدوء والرؤية مشوشة بالكامل ليقول هو أنت تعبانه
أومأت بنعم وصوتها يكاد يصل لأذنه مأكلتش حاجة من ساعه إللي حصل
ليرفع حاجبه پصدمة وأجلسها على الأريكة وقال بهدوء يصل حد البرود عكس تماما من يشعر به من ألم في قلبه أقعدي وأنا هجبلك حاجة تكليها ولا أنت عاملة حسابك ټموتي هنا علشان تجبيلي مصېبه
يقف في منتصف
إلى الصحن والعصير والدموع تتجمع في عيونها لكنها بصمت أيضا أخذت الصحن وبدأت في الأكل كان من يراه يظنه ينظر إلى هاتفه لكنه كان يتابعها هي يدها التي تمسك الشطيرة فمها الصغير الذي يلوك الطعام وكم يبدوا شهيا أمام عينيه
مرت عدة دقائق على نفس الوضع لتقطعه وهي تقول أنا هروح أسلم نفسي
نظر إليها بعيون غاضبة لكنه لم يظهر ذلك الڠضب على ملامح وجهه وقال بهدوء أيه إللي غير رأيك مش كنتي خاېفة يتقبض عليكي
أومأت بنعم وهي تكمل كلماتها موضحه عايزة أكفر عن غلطي في حقك لو سجني هيردلك حقك أنا موافقه
أخفضت رأسها وهي تقول ما أنا بتكلم عن الحبس بس علشان أنا مش معايا فلوس الغرامة دي وهيبقى يا الدفع يا الحبس
أومأ بنعم رغم أن بداخله ڼار تحترق بمجرد تخيلها داخل الأسوار الحديدة بين القتلة واللصوص وفتيات الليل ليأخذ نفس عميق وهو يغادر المقعد ويقف أمامها لا يفصل بينهم سوا تلك الطاوله الصغيرة وقال أعملي إللي أنت عايزاه يا ونس لكن لازم تعرفي حاجة مهمه جدا أنا مش هوايتي أذية الناس ولا إني أشوف ألامهم ووجعهم ده إللي بيفرح قلبي قرارك ده بتاعك والبيت هنا مفتوح أهو مقفلش بابه في وشك
وتحرك في إتجاه الباب لكنه وقبل أن يفتحه الأضواء إللي شغاله دلوقتي متطفيهاش علشان الناس متلحظش وجود حد في الشقة وأنا مش فيها عبدالصمد كان هيبلغ البوليس أصله فاكر أن الشقة
مسكون
وفتح الباب وخرج ظلت تنظر إلى الباب بالدموع هو لم يشجعها ولا ينهاها عن تنفيذ فكرتها هو لم يتمسك بها ولم يظهر أنه قد باعها لكن من الواضح أنه قد زهدها وذلك ألمها أكثر لتعود إلى البكاء من جديد وهي تقول لنفسها بتوبيخ من أمتى
وأنت ضعيفة كدة من أمتى وأنت سلاحک بس الدموع والأستسلام من أمتى يا ونس من أمتى
وكان هو يقف خلف الباب يشعر بالأختناق كل ما يحدث حوله حقا يجعله يشعر أن روحه تختنق لكنه غادر سريعا حين وصله صوت بكائها وهمهمات لم يفهم منها شيء لكن قلبه يؤلمه خرج من المصعد وكأن عفاريت العالم تطارده ليتأكد عبد الصمد أن الشقه الأن مسكونه ليغلق الأغنيه التي لا يتوقف عن أستماعها للست وأدار محول الراديو على إذاعة القرآن الكريم وهو يقول السماح يا أهل السماح لا تأذوني ولا أذيكم
إنتهى من عمله وغادر مكتبه متوجها إلى مكتبها طرق على الباب برفق ثم فتح الباب حين سمع صوتها يسمح له بالدخول وحين تقابلت عيونهم قال أنا خلصت خلصتي علشان أوصلك ولا لسه عندك شغل
لتقول بابتسامة شاكرة هو أديم كلمك
أومأ بنعم وقال بصدق متقلقيش أنا جمبك وأصلا بيتي قريب من بيتك جدا لو حصل أي حاجة مجرد رنه منك خلال دقيقة هكون عندك
لتحمل حقيبتها وهي تغادر مقعدها خلف المكتب وقالت بمحبه نرمين محظوظة بيك بجد ربنا يوفقكم
ليقول بابتسامة عاشقة أدعيلي توافق عليا
سارت بجواره وهي تقول بمرح وهي هتلاقي زيك فين ولو هي موافقتش هشوفلك ست ستها
هي ست الستات وست البنات وست قلبي وروحي
قال بحب حقيقي لتضحك بصوت عالي وهي تقول ده أنت واقع واقع يعني يلا يا عم يارب توافق علشان نرحم عڈاب قلبك
ثم قربت وجهها من وجهه قليلا وقالت بهمس هكلمها ليك علشان ترحم عڈاب قلبك
ليضحك وهو يقول يبقى جميل ونرده في الأفراح ان شاء الله
أرتسمت إبتسامة رقيقة على ملامحها وكل منهم يصعد إلى سيارته حتى يعودوا إلى بيوتهم وقبل أن تغادر السيارة وجدت إسمه ينير شاشة هاتفها فأجابته وهي تنظر لإنعكاس صورة سيارته في المرآة أيوه يا فيصل
خليني معاكي على الفون لحد ما تطلعي الشقه علشان أبقى مطمن عليكي
غادرت السيارة وصعدت إلى شقتها وهو كان يحدثها كل عدة ثوان ليعرف إلى أين وصلت وحين دلفت إلى الشقه أغلقت الباب وقالت بمرح وصلت بسلام والشقة خالية سيدي الضابط
ليضحك فيصل بصوت عالي
وهو يقول تمت المهمه بنجاح أروح أنام بقى ده لو عرفت
صمت لثوان ثم قال كاميليا إدعيلي نرمين توافق
لتضحك وهي تقول صحيح الحب بهدله بس علشان أنت جدع معايا أنا كمان هبقى جدعة وهكلمها دلوقتي وأجس نبضها وهتصل بيك أطمنك
شكرها كثيرا ثم تحرك بسيارته وهو يدعوا الله أن يرزقه بها
أغلقت الهاتف الإبتسامة تزين وجهها بصدق ومحبه ولكنها لم تترك الهاتف بل إتصلت بنرمين حتى تنفذ وعدها
ظل جالس داخل السيارة ينظر إلى نافذة الشقة يريد أن يعود إليها ليضربها بقوه حتى يخرج كل الڠضب بداخل صدره وكان هناك من يراقب كل شيء ينتظر رحيله حتى يكتشف السر ويصبح لديه بدل السر الواحد إثنان وبدل الضربه إثنان وبذلك يضمن نهاية أديم الصواف
وقف همام وهو يقول للضابط الذي يتابع معه القضية بعد الكثير من التفكير ومن أجل القضيه ظاهريا ومن أجل قلبه في حقيقة الأمر قرر ما قاله أنا عايز مراقبه دقيقة ل أديم الصواف عايز تقرير
يومي بخطواته قابل مين راح فين حتى بيكلم مين في التليفون كل حاجة
ودار حول المكتب وأكمل قائلا وعايز أسماء العيلة كلها وأرقام تليفوناتهم ومعلومات كامله عنهم
ليشعر الضابط بالإندهاش من كل هذا ما سببه فعائلة الصواف هي من قدمت البلاغ وهي من لها الحق وكل الأدله تثبت ذلك حتى بدون بحث أو عمل تحريات
لكنه أومأ بنعم وقال بأستسلام تمام يا فندم
ليغادر همام المكتب ثم مركز الشرطة وعقله مشتت بين كاميليا وبين قلقه من أختفاء تلك الصحفية أن البحث عنها شمل كل الأماكن المحتمل وجودها فيها لكن لا أثر لها وكأنها فص ملح وداب صعد إلى سيارته وهو يفكر هل هناك من كان يساعدها من داخل عائلة الصواف نفسها أم أن الأمر
كما وصفه علاء هي من فكرت وقررت ونفذت
نفخ الهواء من صدره بضيق شديد وعقله لا يريد التوقف عن التفكير والإحتمالات ومن وسط كل هذا يرتسم أمامة ملامح وجهها الخائڤ لينغزه قلبه من جديد ويتمنى لو ظل بالغرفة معهم وفهم ما يحدث معها وما سبب خۏفها أيه يا همام من أمتى وأنت قلبك حنين كدة وحساس بقيت سوما العاشق في نفسك الله يرحمك يا رجولة
وضحك على نفسه فهو من أعداء الأرتباط وكان قد أخذ قرار بعد الألتفات إلى تلك الأمور لكن بنظرة واحدة لها نسي قلبه كل تلك الوعود والعهود وغادر صدره وركض إليها همس لنفسه حتى يخرج من تلك الحاله أصبر يا همام أصبر خلص بس القضية وان شاء الله
صمت لثوان ثم قال بتعجب أن شاء الله أيه يا همام هي عملت فيا أيه بنت الصواف
وظل يضحك على نفسه وحاله وما حصل له من مجرد نظره واحده منه
يقود سيارته خلف أديم يراقب كل خطواته فبعد خروجه
من قصر الصواف كان في حالة ڠضب كبيرة ولو ترك نفسه لهذا الڠضب لقتل أديم في قلب قصر الصواف لكنه لكنه بأخر خيوط العقل وغادر حتى يفرغ كل ما بداخله من ڠضب في مكان بعيد ولم يكن له سوا فتاته التي تتحمله في كل حالته تحتفل معه حين يريد الإحتفال تواسيه حين يكون حزين وتنسيه حزنه بين
ذراعيها وتتحمل غضبه وصراخه حتى أنه أحيانا كثيرة يضربها پعنف كبير ورغم ذلك تتحمله بصبر وحب فهي تحبه بشدة وهو يعلم ذلك جيدا لكنها أبدا لم تكن لديه إلا مجرد فتاة
ليل لا تساوي سوى بعض المال وبعض الهدايا والتي ويالا العجب هي تفرح بهم كثيرا وبالفعل ذهب إليها وأخرج بها كل غضبه ضربها وقام بتكسير بعض الأغراض ولكنها ورغم كل هذا كانت سعيدة هو أحيانا لا يفهمها ولا يفهم مما تتكون هل الحب هو السبب المهم إنها قد هدأت من غضبه بالفعل وظل أكثر من ثلاث ساعات معها وقام بالتفكير