الإثنين 25 نوفمبر 2024

روايه بقلم ساره مجدي

انت في الصفحة 29 من 36 صفحات

موقع أيام نيوز

ونس لكن لازم تعرفي حاجه مهمه جدا أنا مش هوايتي أذية الناس ولا إني أشوف ألمهم ووجعهم ده إللي بيفرح قلبي قرارك ده بتاعك والبيت هنا مفتوح أهو مقفلش بابه
في وشك
لكن منذ أكثر من ساعه وهي تشعر پألم في قلبها تريد أن تتحدث معه تريد أن تطمئن قلبها بصوته ولا تعرف هل السبب هو أنها خائڤة أم أنها تفتقده لكنها لو قالت أنها تريد أن تراه حتى لو كانت نظراته كلها تحمل الكره تريد أن تطمئن في أمانه

هل هناك شخص مثله في هذة الأيام الإجابه بكل تأكيد لا أذا حدث ما حدث مع شخص أخر غيره هل كان سيقبل ببقائها في بيته الإجابة أيضا بكل تأكيد لا أن أديم شخص أستثنائي بكل ما تحمل الكلمة من معنى
أنتفضت واقفه حين شعرت بمحاوله لفتح الباب وجحظت عيونها حين فتح الباب ودخل منه أخر شخص تتخيل أنها قد تراه الأن لم تكن تتوقع أن يأتي إليها الأن وكأنه خرج من أفكارها ظل الموقف ثابت لعدة لحظات كل منهم يتأمل الأخر والأفكار تدور في رأسه لكنه كان يفكر لماذا حضر إلى هنا أنه لم يستطع البقاء في القصر كان يشعر أن القصر
يجثم على صدره وكأنه قبر صغير بلا نوافذ أو أبواب ولا يوجد به هواء إحساسه أن هذا المكان لم يعد مكانه كان يخنق روحه ورغم إنها من المفترض أن تكون آخر شخص يلجىء إليها إلا أنه لم يستطع فأخذ مفاتيح سيارته وهاتفه وغادر سريعا لم يكن يعي إلى أين سيذهب حتى وقف أمام البناية لم يفكر كثيرا وصعد إليها عله يجد معها بعض الراحه أو الهدوء عله يستطيع أن يغمض عينيه لبضع ساعات براحه
خرج من ذكرياته على صوتها القلق وهي تقول أديم أنت كويس
رفع حاجبيه وحرك كتفيه عدة مرات ثم أجلى صوته وقال أنا كويس بس القصر هناك بيتجهز علشان كتب كتاب أختي نرمين ومش عارف أنام فقولت أجي أقعد هنا شوية
شعرت بالتوتر والقلق ومن داخل قلبها صوت يهمس بأنه ليس بخير لكنها قالت بأبتسامة مرتعشة مبارك ربنا يتمم لها على خير
ثم تراجعت خطوه للخلف وقالت بحزن فاليوم لن تستطيع أن تنام في سريرة ولن تستطيع أخذ منامته بين ذراعيها حتى تملىء صدرها برائحته طبعا ده بيتك وتيجي وقت ما تحب
نظرت في إتجاه المطبخ وقالت أنا هنام في المطبخ
ليقطب جبينه وهو يقول پغضب مكتوم فهو لم يعد يحتمل أي شيء مطبخ أيه إللي تنامي فيه ما في أوض جوه
وخطى عدة خطوات حتى أصبح في منتصف الصالة ثم وقف ونظر إليها وقال پألم ليه غدرتي بيا يا ونس أنا كنت شايفك بر أمان كنت شايفك الراحه بعد كتير من التعب كنت شايفك البيت إللي مكنش ليا في يوم ليه غدرتي ليه لو تعرفي أنا محتاجك دلوقتي قد أيه لو تعرفي أنا مدمر من جوايا إزاي مكنتيش عملتي إللي أنت عملتيه ده أبدا ومهما قولتي من
مبررات هيفضل نفس السؤال ليه عملتي
فيا كده أذيتك في أيه علشان تدبحيني بسکينه تلمه كده ليه
وظل سؤاله معلق في الهواء دون إجابه لكن دموعها كانت ټغرق وجهها وتجعلها تريد أن ترتمي بين ذراعيه تعتذر منه تتوسله أن يغفر لها ذنبها وخطيئتها لكنها تعلم جيدا أن ذلك الإعتذار لا يفيد بشيء ولن يغير من الآمر شيء بل بالعكس قد يفتح الچرح من جديد عندما أعطاها قلبه دون تردد وهي أخذته ووضعته أسفل قدميها ودعست عليه بحذائها دون مبالاه حتى أدمته ظل ينظر إليها والألم يتجلى على ملامحه بوضوح لكنه تركها ودلف إلى غرفته وأغلق الباب خلفه بالمفتاح وكأنه يريد أن يخبرها ألا تقترب 
ألقى بأغراضه فوق الطاولة الصغيرة وخلع الجاكيت وحذائه وألقى بنفسه في وسط السرير يبغى بعض الراحه لكن عطرها كان ينتظره هناك بين وسادته والشرشف ليغمض عينيه بقوة وهو يروي شوقه إليها بأستنشاقه عبيرها الذي يسكن ألام روحه وقلبه ورغم عن كبريائه وكرامته أنحدرت دموعه وكأنها شلال لا يتوقف وصوت بداخله يقول پألم الكل لفظك الكل لا يريدك الكل لا يراك أنت نكره يا أبن الصواف نكره
ويبكي كطفل صغير تائه من أمه في مولد كبير مزدحم ولا أمل له في أن يجدها أو يعود إلى بيته يوما ما حتى غلب النوم همه وأغمضت عينيه رغم أنها لم تتوقف عن البكاء
وبالخارج كانت تجلس ونس على الأريكة هي الأخرى تبكي وكلماته تترد بداخل أذنها ليه غدرتي بيا يا ونس 
وظلت هي بينها وبين نفسها تكرر نفس السؤال ليه ماذا أستفادت الأن لا شهرة ولا مجد ولا ترند والشرطة تبحث عنها وخسړت القلب الكبير الملقب ب أديم الصواف لكن بماذا يفيد كثرة الأسئلة وما حدث قد حدث ولن يتغير شيء وليس بيدها إعادة الزمن والتوقف قبل كل هذا وظلت هي الأخرى تبكي حتى غلبها النوم على الأريكة 
يشعر پغضب شديد أن ما قالته شاهيناز لأديم مؤلم ولا يتحمله أي رجل وخاصه أنه قيل أمام الجميع أنها لم تهتم للفضيحه أو لچرح الكرامه
والرجوله التي سوف تسببه له كم هي سيدة أنانية لا تفكر إلا بنفسها فقط هل حفاظها على لقب عائلة الصواف يستحق كل هذا الألم التي سببته لنفسها ولبناتها ولأديم لماذا أذا هو من أجل سالي مستعد أن يضحي بأسمه وماله وعمره لماذا دائما المظاهر الخداعة
وحديث المجتمع عنا هو ما يفرق معنا أكثر ممن نحب حتى وأكثر من أنفسنا
دلفت سالي إلى الغرفة بعد أن أفتقدت وجودة بالأسفل هي تعلم أنه لم يتركها إلا بعد أن أطمئن لصعود والدتها إلى الغرفة لكنها أصبحت تشتاق لوجوده لا تشعر بالأمان إلا وهي ترى عينيه وألا تريد أن تعرف هل نجحت في أختبار اليوم هل أحسنت التصرف خاصه بعد حديثها مع والدتها
ظلت واقفه في مكانها تتذكر ما حدث بعد أن أنهت حديثها مع دادة مجيدة وأتفقا على كل شيء أقتربت سالي من والدتها وقالت بهدوء مامي من فضلك إحنا محتاجين إننا نعمل كل حاجة على الأصول نرمين تستحق ده حضرتك فكري في الموضوع زي ما ديما بتفكري فيه أسم الصواف مش عايزين حد يتكلم علينا خصوصا بعد الأخبار إللى أتنشرت في الجرايد ومواقع التواصل 
نظرت إليها شاهيناز بعيون حزينه لكنها تحمل الكثير من الڠضب ثم وقفت تنظر إليها وهي تقول أنا مبقاش عندي بنات وعمري إللي ضاع ضاع هدر سراج خسرني كرامتي وأنتو ضيعتوا كل تعبي ومكنتوش دوى لچروحي أعملوا إللي أنتوا عايزينه ومتقلقوش أنا هكمل لكم الصورة ولأخر مرة ومن بعد جواز نرمين مش عايزة أي حد منكم
وغادرت بعد أن ألقت على نرمين نظرة جعلت دموع الأخيرة تنحدر بحسرة لتضمها سالي إلى صدرها وهي تقول متعيطيش أنت عروسة ولازم تبقي أسعد بنت في الدنيا
بنت
قالتها نرمين ببعض السخرية لتقول سالي بتأكيد أيوة طبعا وأحلى بنوته في الدنيا
ثم دفعتها حتى تصعد إلى الأعلى وهي تقول يلا أطلعي بقى مسكاتك وأملي البانيو كده وأسترخي
أومأت بنعم وصعدت إلى غرفتها وحين ألتفتت إلى الخلف لم تجد حاتم فصعدت إلى غرفتها
عادت من ذكرياتها على لمسة يده لوجنتها وهو يقول مالك
يا حبيبتي
أبتسمت إبتسامة صغيرة وقالت بأستفهام أخد كام من عشرة النهاردة
100 من عشرة أنت النهاردة كنت الأخت الكبيرة إللي نرمين محتاجها ودعمتي أديم إللي والدتك ظلمته بدون سبب 
أومأت بنعم وهي تقول أنا خاېفة عليه جدا ومن ساعة ما دخل الأوضة مخرجش وبجد نفسي أروح أطمن عليه بس مش عارفة هيبقى تصرف صح ولا لأ 
ربت على كتفها وهو يسير بجانبها حتى يجلسها على السرير وقال بعد عدة ثوان من التفكير سبيه لوحده وبكرة كلنا نطمن عليه
ثم دفعها برفق حتى تذهب إلى الحمام وقال برفق خدي دش سريع وتعالي نامي شوية علشان وراكي يوم طويل بكرة
أومأت بنعم ونفذت ما قاله بصمت وحين غادرت الحمام بهيئتها المهلكة دون أي مجهود منهتمددت
جواره في السرير وهي تقول أنا حاسة بتعب جامد أوي في بطني يا حاتم تفتكر من الفول
احتواها بحنان وقال بمرح أكيد يا حبيبتي الفول ده قاهر للمعدة الرقيقة إللي زي معدتك إللي متعودة على الكرواسون والباتونساليه والخضار السوتيه 
كانت تنظر إليه بتكشيرة طفولية ليضحك وهو يقول من جديد معلش يا قلبي لو فضلت ټوجعك لحد الصبح نروح للدكتور ماشي
أومأت بنعم ثم قالت بصوت ناعس تصبح على خير
وأنت أهل الخير يا حبيبتي
أجابها وأغمض عينيه مستسلم لسلطان النوم رغم عقله المشغول بأديم
فتح عينيه بتثاقل وكأنه ينتزع نفسه من السعادة والراحه بين رائحتها والتي بسببها كانت هي بطلة أحلامه الوردية طوال الليل كان يتنعم بين ذراعيها بالحب والراحه والأمان والأن يفتح عينيه على الواقع المرير المؤلم أخد نفس عميق محمل برائحتها وأعتدل جالسا يفكر فيما سيقوم به اليوم عليه اليوم أن يقوم بواجبه نحو أخته وبعد ذلك سوف يبتعد تماما هو لم يعد له مكان هنا لا يريد تلك الحياة المليئه بالأكاذيب والخداع لا يريد ما يذكره بمن هو ومن أين أتى أو يعايره أحد مره أخرى بوالدته الذي لا يعرف حتى أسمها غادر السرير ومباشرة إلى الحمام أخذ حمام ساخن فتح الخزانه ليخرج طقم جديد يرتديه من الملابس التي تركها هنا ولم يأخذها معه إلى قصر الصواف صفف خصلات شعره ووضع العطر وظل ينظر إلى نفسه عبر المرآة لعدة ثوان ثم غادر الغرفة كان قلبه يسابق خطواته حتى يراها ويا ليته لم يفعل وجدها نائمة على الأريكة بوضع غير مريح والدموع مازالت فوق وجنتيها وكأنها كانت تبكي
في نومها لم يعد يحتمل لا البقاء جوارها يريح قلبه ولا الإبتعاد عنها يهدء غضبه أطلق ساقيه للريح وغادر الشقه غير منتبه إنها كانت تتابع خطواته المسرعه وتتمنى أن تتشبث بقدميه ترجوه ألا يرحل لكن لم يعد من حقها سوا الدموع فقط ولذلك هي
أخذت القرار سوف تذهب اليوم إلى حفل الخطبه وتعترف أمام الجميع بخطأها أغمضت عيونها
لعدة ثوان ثم فتحتها والإصرار والثقه مما أحقق أنتصار تاني معاكي قبل ما أحقق أنتصاري الكبير في الواقع
قامت سالي بالإعداد للحفل
وعلى أكمل وجه بمفردها حتى أن أديم حين عاد إلى القصر وجدها تكتب الأسماء على الدعوات وترسل بها الحرس الشخصي للقصر حتى تصل الدعوات إلى أصحابها في وقت مبكر فيستطيعوا الإستعداد رفعت عيونها إليه حين قال تعبتي يا سالي
بالعكس أنا مبسوطة أوي وأنا بجهز فرح نرمين مش قادرة أوصفلك يا أديم أحساسي خصوصا وأني بعمل كل حاجة بنفسي
أجابته بأبتسامة واسعه ثم رفعت
28  29  30 

انت في الصفحة 29 من 36 صفحات