الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

روايه بقلم ميار عبدالله

انت في الصفحة 5 من 20 صفحات

موقع أيام نيوز


حتي ماشي
اومأت منة رأسها لتغلق نور سحائب الحقيبة وهي تتحدث بضيق
وصليني للمطار مش هقعد في البيت ده دقيقة تاني
هتفت منة وهي تحاول تهدئتها
اهدي بس يا نور
صاحت منفعلة
يعني مش هتوصلى تمام كده انا هروح لوحدي
فتحت باب حجرتها ثم سحبت حقيبتيها معا وهي تتوجه للخارج نظرت إليها الخادمة الانجليزية بتعجب ثم اسرعت اليها عندما نادتها وأمرتها بأن تأخذ حقيبتها وتتوجه بها نحو الأسفل...كانت منة تحاول بشتي الطرق ان تهدئها ولكن محاولتها باءت بالفشل أمام إصرار نور..

توجهت نور و الخادمة للطابق الاسفل حتي وجدت الجميع بالاسفل يتطلعون إليها باندهاش فهتف عمر
ايه يا نور رايحة فين 
هتفت ببرود  
راجعة مصر .. بشكركم على ضيافتكم ليا عن إذنكم
توجهت نحو باب القصر لتفتحه لتتفاجئ بيد تغلق الباب بسرعه ويحيط بجسده بباب القصر نظرت اليه بأعين مشټعلة غاضبة .. صاحت بحنق 
ما الذي تفعله أيها الحقېر
جز أسنانه بضيق ثم هتف بصوت خفيض
احفظي لسانك السليط ذلك والا اقسم انني سوف اقوم بقصه لك
بنبرة عدائية ردت
وهل انت تتوقع انني سأدعك لا والله لن ادعك تلمس شعرة واحده مني...والان ابتعد من هنا اريد العودة الى منزلي
هتف بقوة
كلا لن تعودين ولن تغادرى ذلك المنزل
بأي حق سوف امكث هنا وايضا انا لا ارغب المكوث فى ذلك المنزل بعد الان
هتفت نازلي بقوة إلى أمير
أمير توقف عن الذي تفعله الآن
ثم وجهت ببصرها نحو نور قائلة بعطف 
نور عزيزتي اريدك بعض الوقت
نبرتها الانجليزية المتوسلة جعلتها توافق علي مضض ...توجهت نازلي ونور الي حجرة المكتبة وقبل أن تغلق نازلي الباب أمرت امير أن يأتي ايضا.
جلس ثلاثتهم في صمت...كانت نور تنظر الى أمير بنظرات شرسة غاضبة حانقة وكان يستقبلها ببرود وابتسامة بارده تعتلي شفتيه ..نظرت اليهم نازلي وهي تتنهد بضيق متحدثه بهدوء
عزيزتي نور انا بجانبك فى أن تتخذى موقفا ولكن ليس بتلك السرعة إلى أين يا بنيتي ستذهبين وقد تأخر الوقت 
ردت وهي تكز اسنانها
الي المطار سأنتظر هناك الي ان اذهب الى القاهرة..الأهم هو انني لا اراه مرة اخرى
نظرت اليه نازلي پحده هاتفه
هل لديك تعليق عما فعلته منذ قليل
ببرود أجاب
لا
عادت سؤالها بصيغة أخرى
إذا لم قبلتها امام الجميع وانت فى حفلة خطبتك
كانت .... لقد فسخت خطبتي منذ قليل ...وهي الان غادرت تركيا بأكملها مودعة إياها
اجاب وهو يحاول أن يتحكم في أعصابه
قامت نور من مجلسها وهي توجه حديثها الي نازلي
سيدتي الشهر الذي أمضيته معكم كان رائعا بالفعل والآن سأعود بأدراجي مره اخري إلى القاهرة شكرا لكم على حسن ضيافتكم
اومأت نازلي رأسها تخرج من حجرة المكتب ثم أمسكت حقيبتها والأخرى تساعدها الخادمة لتنطلق بالسائق المخصص بالسيد علي الذي كان ينتظرها بالخارج بناء على أوامر نازلي إلى المطار..
نظر أمير الى نازلي بعد ان انتهت من التحدث مع مدير المطار
هل سمحت لها أن تخرج من القصر ..لما سمحت لها بالذهاب وكيف فى ذلك الوقت المتأخر تخرج من القصر ..وماذا عن السيد ....
قاطعته نازلي
اولا انا ليس لي الحق ان امنعها من الرحيل ولا أحد من ذلك القصر
شددت ولا احد ناظرة اليه پحده ليزفر هو بحنق لتتابع حديثها
ولكن بالطبع لن اتركها ترحل بمفردها كنت ساجعلها تنتظر للغد ولكن اصرارها منعني من ذلك فطلبت من سائق على أن يوصلها للمطار وقد جعلته يكون بجاورها حتى ترحل من هنا
صاح پغضب
كيف تدعين ذلك الرجل الغريب يكون بجانبها حتى ترحل من هنا...ماذا سيحدث ان اصابها مكروه
هتفت بتعجب
رجل غريب !! أمير انت تتحدث بغرابة حقا ثم انني تحدثت الى مدير المطار وقد اوصيته عليها وايضا لكى يوفر لها مقعد في الطائرة الذاهبة لمصر غدا..والأمن هناك فلن يصيبها اي مكروه خصوصا انها ضيفتنا ضيفه عائلة كمال الدين
من رجل اصبح رجال عائمون حولها زفر بحړق لتبتسم نازلي متحدثه بخبث
هل قلبك يؤلمك !!
أجاب بدون وعي
كثيرا جدا
ثم افاق وهو ينظر لها قائلا بجديه حاول ان يرسمها
عن ماذا تقصدين
ابتسمت قائلة بهدوء
عن ماذا اقصد بالطبع أتحدث عن صوفيا هل فى ذهنك امرأة أخرى
ارتبك لحديثها فقام من مجلسه وهو يستأذن بالصعود للراحة ...صعد الى غرفته ليجد إياد يعبث بهاتفه لم يلتفت له بل سارع بالدلوف إلى الحمام ليستحم مفكرا فى كل تلك الاحداث التي حصلت منذ سويعات قليلة ...خېانة صوفيا ورحيلها الذي لم يوجع قلبه بل اوجع كرامته كرجل ...ثم رحيل نور اصبحت تشغل عقله بشكل غير معقول رحيلها جعله يشعر بوخز في قلبه ..تنهد بأسى ثم خرج من الحمام مرتدي منشفه تلف حول خصره ليري إياد مازال يعبث بهاتفه اقترب منه ببطء ليراه يبكى بصمت وهو يجول بصور له ولها..شعر بالحنين وهو يتأمل تفاصيل وجهها وهي تمسكه بقوه مقبلة وجنتيه...رفع إياد أنظاره متحدثا بحزن مزق له قلبه
لقد رحلت عني ولن تعود مجددا إلى هنا
احتضنه أمير وهو يمرر أصابعه على شعر متحدثا إياه بخفوت
لا تقلق عزيزى ستعود مرة اخرى
ابتعد إياد عن احضانه وهو يزيل دمعاته متحدثا بصوت متحشرج
حقا أتعدني بذلك
اعدك سوف تكون هنا وللابد ...والان غير ملابسك واصعد للنوم 
قالها بنبرة حازمة...نظر له الصغير بتساؤل
وماذا عنك عمو الن تخلد معي للنوم
جلست على فراشها وهي مڼهارة أسرع ظافرها يحتضن ويقبل رأسها ويبث بعض الكلمات المطمئنة لها ...ابتعدت عن احضانه وهي تهتف پبكاء مرير
انا السبب يا ظافر مكنش كل ده هيحصل بسببي ياريتني ما قلت انها تيجي هنا اني سابتني ومشيت وهى مڼهارة
تمتم بهدوء
متعيطيش يا منه اهدي يا حبيبتي وبعدين كل اللي حصل ده مش بأيدك ولا كان متوقع حتي يصدر من أمير خصوصا...انا رحلته لقيته فجأه بيقولي انه فسخ خطوبته بصوفيا وقالي بالنسبه للي حصل بينه وبين نور هو هيقدر يتصرف
هتفت بسخرية
يتصرف ! بجد بعد كل الناس اللي شافته تفتكر اللي حصل مش هيتنشر فى الجرايد بكره
اجابها مطمئنا
متقلقيش كل كاميرات الصحفيين اخدها وعملهم تفتيش ذاتي حتي كمان فتش الضيوف كلهم موبايلاتهم يعني مفيش حاجه تنتشر اطلاقا
أردفت بضيق
حتى لو الخبر متعرفش ليه عمل كده 
الاجابة ديه محدش هيقدر يجاوب عليها غيره
زفر بحنق عبر جملته ثم تسائل
فين إياد
فوق معاه الواد شاف اللي حصل كله واللي حصل بينه وبين نور طلع لفوق لاوضه عمه وهو حابس نفسه فوق
هتفت بها پقهر ليشدد من احتضانه لها وهو يبث بعض الكلمات المطمئنة.
تحدثت فريدة بسعادة صائحة
حقا هل افسخ خطبته بتلك الفرنسية 
كانت تجلس كلا من نازلي وفاطمة وفريدة على الأرائك الموضوعة في الحديقة..اومأت لها نازل لتتنهد فريدة بإرتياح
حسنا لقد انزاح حملا ثقيلا علي
ثم ما لبثت أن تحدثت پغضب وهي تتذكر قبلة أمير النور
هل ذلك الشاب اعمى كي لا يستطيع ان يميز بين صوفيا ونور فكل شخصية مختلفة عن الاخري كيف يقبلها أمام الملأ غير عابئ بالجميع
ردت فاطمة بخبث
ربما وقع الشاب في حبها مثلا
ظلت فريدة تستعيد ذاكرتها قليلا ثم تحدثت
انني احاول ان اتذكر هل تحدثا معا من قبل ام لا لكنني لا اظن انهما تحدثا سابقا او اجتمعا معا سوي في الفطار وربما في العشاء
ابتسمت كلا من نازلي وفاطمة على اثرها ..ثم عاد الصمت يغلفها من جديد.
أخذت تسترجع لحظات الخطبة من جديد...مشهد عندما قام بإحاطة خصرها مانعا إياها من السقوط.. كان محاطا خصرها بتملك ...رجفة رجت كامل بجسدها وهي تستعيد مشاهد قربه منها وبدون وعي وضعت اناملها 
نظرت إلى الساعة المعلقة في رسغها لتجد ان الوقت تخطى الساعة الثانية صباحا..حسنا تبقي خمس ساعات فقط وستودع تلك البلاد كل ما حدث ليلة أمس لن تتذكره مرة اخرى كأنه لم يحدث.
نظرت إلى وجوه من في القاعة لتجدهم كل مشغول بحديثه اما على الهاتف وإما من معه ...جاء احد العمال وهو بيديه طبق مليء بالطعام دعاها لتناول لكنها رفضت بهدوء...نظرت إلى باب القاعة لتراه هو بقمة وسامته وجاذبيته تنهدت بحسرة وهي تظن ان عقلها الباطني هو من يتخيله...أغلقت جفونها بتعب لتسمع صوت تحفظه عن ظهر قلب وهو يتحدث ببحه مميزه
كيف حالك 
كلا كلا يكفي امسكت بيديها وهي تضعها على جبهتها تتخيله بصوته ايضا ورائحة عطره المميزة...شعرت بمن يجلس بجوارها ملاصقا لها ارتفعت أنظارها للجالس بجوارها ... جحظت عيناها پصدمة لتراه يبتسم مكملا بهدوء
اعتقد نحن متعادلان أليس كذلك
كانت من الصدمة ألجمت لسانها من التحدث حثت لسانها على التحدث ولكنه اصر ان يعاندها بتلك اللحظة
غمغم بهدوء 
هيا يا فتاة هل اظل احدث نفسي طوال الوقت
تمتمت بضيق
ماذا تريد 
همس بصوت اربك جميع حواسهت
اريدك
نظرت إليه بارتباك ثم تابعت وهي تشيح أنظارها عن عينيه التي تأسر عيناها .. اشاحت ببصرها إلى نقطة في الفراغ قائلة 
حقا!! وماذا تريد مني
امسك ذقنها من سبابته وأردف باحتياج وهو يتعمق في عينيها
اريدك في حياتي ان تظلي نصفي الاخر
ارتجف جسدها اثر لمسته ثم تابعت بحزم وهي تشيح يده عنها 
اسفه انا لا اريدك ومن فضلك ابتعد عني
نظر لها بابتسامة هادئة
لماذا ترتجفين إذا من أثر لمستي لك هل انا حقا اول رجل فى حياتك ..هل أنا أول رجل اقبل شفتيك
وقح 
تمتمت بها بضيق ليضحك بقوة مظهرا غمازتيه نظرت له بهيام ثم استفاقت عندما غمز بعينيه وهو يتحدث بخبث
اعلم انني وسيم ولكن نظراتك لي تفضحك ثم إن ارتجاف جسدك ناتجا عن الاشمئزاز مني
نظرت له بذهول ثم استقامت من جلستها وهي تصيح پغضب
انت حقا وقح وحقېر وعديم التربية واي..
قام من مجلسه ثم وضع أنامله على شفتيها ليبتر باقي عبارتها.. نظر للذين يتابعون الموقف بفضول وتعجب ليتحدث ببعض العبارات التركية لهم ليصرفوا أنظارهم عنهم..ثم سلط بنظره لها ليجدها تنظر بأعين مشټعلة ابعد انامله عن شفتيها لتركز أسنانها بغيظ وهي تتحدث پحده
ماذا قلت لهم لم أفهم من الذي قلته سوى زوجه
دفعته بصدره بقوه ليرتد بعض الخطوات وهي تتابع بحدة 
زوجه حقا !! من هي تلك المدعوة بالزوجه انا اليس كذلك
دفعته بقوه اكبر وهي تصيح پغضب
كيف أذنت لنفسك لتفعل كل ذلك معي ها اخبرني ...هل أبدو مثل اى ساقطھ لتلامس جسدها بأريحية...ألا تنظر الي انا شرقيه وضع ذلك تحتها مائة خط ثم ان كانت تلك العادات غير محرمة عليكم فإنها ممنوعة عندنا .... لحظه !! ألست مسلما ها اخبرني وانا ايضا مسلمه كيف تفعل ذلك بي 
انتهت من عبارتها لتسقط أرضا وبيأس اڼفجرت في البكاء غير عائبة للذين ينظرون لها
 

انت في الصفحة 5 من 20 صفحات