حلم ولا علم بقلم منى لطفي
ما كان حد بيعرف يخليني اضحك الايام اللي فاتت وينسيني اللى انا فيه الا هو
نظر اليها متسع العينين وهو يقول بدهشة بالغة
مين دا أمجد
قالت بحنو وابتسامة فرح صغيرة تزين ثغرها بينما تألقت عيناها بنظرة حب
هو اللى كان مصبرني وكان بيعرف يخلي الضحكة تطلع مني ..
فردد بدهشة اكبر
أمجد
ايه الحكاية انت مزهول اووي كدا ليه كل شوية امجد ... امجد ايوه هو أمجد ..
فضحك قائلا
طبعا مين يشهد للعريس يا بختك يا عم أمجد هو فين ييجي يسمع الشعر اللي بيتقال فيه ...
وراك على طول واحسنلك تلم نفسك وتبطل تهريج على اخوك الكبير اكتر من كدا !! ..
الټفت علاء لمصدر الصوت ليطالعه وجه أمجد المبتسم بغيظ ساخر له وتقدم منهما وهو يتابع فيما يمد يده ليمسك يد هبة التى اضطربت فور سماعها صوته وتسارعت دقات قلبها
هز علاء برأسه ضاحكا وهويسير مبتعدا قائلا
انا ماشي على رأي المثل.. العروسة للعريس والجري للمتاعيس
وانصرف تاركا خلفه قلبين يرجفان إحداهما شوقا وشغفا والأخرى تساؤلا ورغبة في معرفة المزيد عن فارسها الوسيم....
وحشتيني ...
رفعت عينيها وأجابت وهى ماتزال تهرب بنظراتها
انت لحقت انت لسه سايبنى يدوب من ساعتين بلاش مجاملة ..
مد يده ليمسك بذقنها مديرا وجهها اليه وقال وعينيه تتشربان نظرة عينيها
ضحكت بخجل في حين توردت
وجنتيها حياءا من تدليله لها وتأبطت ذراعه متجهة معه حيث مكان تواجد الجميع...
بعد تناول طعام العشاء اجتمع الجميع في الحديقة حيث يحتسون الشاي قاطع أمجد أحاديثهم الدائرة قائلا
نهض واقفا من مكانه وامسك بيد هبة لتقف هي الأخرى امامه ومال اليها ناظرا في عينيها وتابع بابتسامة حب
عمى يوسف فرح قلبي انهرده بموافقته اننا نتمم فرحنا انا و هبة يوم الخميس اللى جاي ...
دهشت هبة ثم ما لبث وجهها ان احمر خجلا وهربت بعينيها الى الارض فيما بادر الجميع بتقديم التهانى وتقدم يوسف من ابنته يحتضنها ويقبلها على جبينها قائلا
عندما نظر يوسف الى وجه ابنته تأكد من صواب قراره بموافقة أمجد على الاسراع بالزفاف في حين انه كان متخوفا من هذه الخطوة خاصة بعد ان حكى له أمجد السبب الذي جعلها تركض بهذه الحالة الهيستيرية وقد تأكد تماما من أن أمجد لا ذنب له بما حدث بل إنه مجنيا عليه تماما كهبة!
لكن ما يقلقه هو عندما تستعيد هبة ذاكرتها ترى هل ستلومه لاتمام الزفاف وهو يعلم ان ما حدث كان بسببه ولكنها لا تعلم حقيقة ما حدث وانه بالفعل مظلوم !!
جلس ابوها ينظر اليها والى سعادتها وهى تجلس بجوار أمجد يتحدثان معا وابتسامة خفيفة تزين شفتيه ويتذكر وجهها حيث صعد اليها في وقت سابق للإطمئنان عليها بعد حديثه مع الجد و أمجد وكيف كانت نائمة في هدووء وكأنها لم تنم منذ زمن طوييل ...
قالت هبة ل امجد بمعارضة خفيفة
معقول يا أمجد فرحنا يوم الخميس يعني بعد 3 ايام انت بتتكلم جد
قال ضاحكا وهو يمسك يدها في حين جذبتها بعيدا عنه في خجل منه ومن الجالسين حولهما
آه طبعا بتكلم جد احنا مش بنهزر هنا ! واحمدى ربنا انى ماخالتهاش انهارده! مع انى بصراحه كنت بفكر فيها يوم خروجك من المستشفى يبقى يوم فرحنا وتبقي ترتاحى يا ستي بعد كدا زى ما انت عاوزة! بس رجعت وقلت لأ.. انا عاوزك تكونى كويسة وتكون صحتك تمام لانى بصراحه عاوزك تتمتعى بيوم فرحنا انا عاملك مفاجأة جمييلة ..
نظرت اليه وتعابير حانية ومشاعر عميقة تطل من عينيها الرماديتين جعلته يسبح فيهما وهمست بصوت كهمس العصافير
انا مش عاوزة اى حاجه غير انك بعد الجواز ما تندمش انك اتسرعت .. بص يا أمجد انا مش عاوزاك تتمم الجواز علشان دا واجب عليك او انك حاسس انك المفروض تعمل كدا أمجد انا فاقده الذاكرة لكن معنديش القلب فهتخاف عليا من الصدمة! علشان كدا انا بفضل اننا ننتظر شوية لغاية ما اشوف العلاج اللى انا باخده هيوصلنا لفين ...
نظر اليها أمجد بكل جدية وقال
لو فاكرة انى هتجوزك عطف وشفقة وواجب تبقي غلطانه ابسط حاجة لو دا صحيح يبقى اقف جنبك لغاية ما تقفى على رجليكي من تانى وتخفي وخلاص لكن انا بعد اللي حصل بئيت مش عاوزك تغيبي عن عيني لحظة واحده ودا مش هيحصل غير لما نتمم الفرح ويتقفل علينا باب واحد ...
نظرت اليه متسائلة
ممكن أسألك سؤال
أومأ برأسه موافقا فتابعت
ايه سبب الخلاف اللي كان بيننا وخلانى اجري بالشكل دا
سكت قليلا ثم أجاب بهدوء ونظرة غامضة سادت عينيه
ابدا.. انت حضرتك كالعادة لازم تجادلى في أي حاجة أطلبها منك كنت عاوزك تبطلي شغل بعد الجواز بس انت بردو كالعاده اتنرفزت ورفضت ومرضتيش باللي بقوله وخدت في وشك وخرجت وانت بتجري حصل اللي حصل وللاسف مالحقتكيش..
علقت ضاحكة
تصدق انى ظلمتك !
نظر اليه متسائلا فقالت
آه.. بصراحه قلت في بالي لا تكون طلعت متجوز ومخبي وراك 3 عيال بأمهم
بهت أمجد قليلا واجاب
لالالا أبدا انا عمري ما اعمل كدا و إلا ماكانش والدك وافق عليا اساسا بس ايه اللي خلاكى تفتكرى ان الموضوع فيه واحده ست
أجابت بتلقائية
ابدااا حسبة بسيطة .. اللي يخلي واحده تطلع تجري بالاسلوب دا حاجه من اتنين يا سمعت خبر مش كويس عن حد عزيز اووي عليها يا اما عرفت ان جوزها خاڼها ....
نظرت اليه عميقا وفجأه اذ بها تضع يدها على رأسها وهى تئن فأمسك أمجد بيدها وهو يقول بلهفة
هبة مالك يا حبيبتي فيه ايه
أجابت وهى تمسد صدغيها بيديها
معرفش يا أمجد صداع مرة واحده معرفش من ايه وجامد اووي ..
أوقفها ونهض معها ونظر الى الجميع متعذرا بأن هبة تشعر بالتعب وانها تود الخلود للراحة.. وانصرف مصطحبا اياها الى غرفتها يرافقهما يوسف ليطمئن على وحيدته ...
حالما اطمئنا عليها بغرفتها جاءت علا حاملة كوب من الحليب المحلى الدافئ وهى تقول
انا جبتلها كوباية لبن دافي بعسل نحل تشربها هتخليها تعرف تنام كويس ومش هسيبها غير لما اطمن عليها ...
شكرها يوسف و أمجد حيث ربت أمجد على راسها وتركها مع هبة وانصرف مع عمه الذي سأله عن سبب ذلك التعب المفاجيء الذي ألم بابنته بينما يسيران في الممر الطويل الذي يفصل بين الغرف فأجاب أمجد
الدكتور كان قالى انه كل ما حاجه تحصل تخليها تفتكر موقف مشابه او كل ما الذاكرة تحاول ترجع هيحصلها كدا عموما انا هكلمه بكرة ان شاء الله علشان أطمن أكتر..
انصرف كل منهما الى غرفته و أمجد يفكر في قرارة نفسه انه قد اتخذ القرار الصحيح لاتمام الزفاف فهو يعلم جيدا أنها متى ما استعادت ذاكرتها فستصر على الانفصال ولن تمنحه الفرصة لشرح الأمر لها ولكن بعد اتمام الزواج فسيعمل على أن تعلم بالدليل القاطع مدى حبه وعشقه لها وانه لو اقتضى الامر ان يسخر كل دقيقة من عمره ليؤكد لها مدى حبه فهو لن يتأخر ابدا ...
ما يهمه الآن ان يبتعد عما يثير ذاكرتها فهو في غنى عن اي تعقيدات اضافية يكفيه ما حدث الى الآن كما لا بد له ان يتأكد من ابتعاد انسان بعينه عن مدار هبة ويعمل على ألا يستطيع الوصول اليها ولم يكن هذا الشخص سوى .... سارة
اقسم بداخله بأنه لو صدر منها أي فعل يضر ب هباه فهو لن يتوانى عن التصرف معها وبقسوة شديده فمن يأذي هبة لن يتوانى عن نفيه كليا عن وجه الارض هو لن يسكت عما تسببت به من أذى لهبة ولكن الاڼتقام طبق يفضل أن يؤكل باردا وقد تعهد أنه عندما ينتهي منها ستتمنى لو لم تولد قط !!
مرت الايام السابقة عن الزفاف كلمح البصر وعلمت هبة ان أمجد كان قد قام بتجهيز طابق كامل في الفيلا لهما قبل الحاډث حيث كان من المفروض ان يتزوجا بعد الحاډث بيوم وعندما سألت عن فستان الزفاف اخبرتها علا ان الفستان بجميع لوازمه هدية من أمجد وانه قد اشتراه لها من باريس وانها لن تراه الا يوم الزفاف وعندما استغربت كيف وهو لايعلم مقاسها قالت علا بمرح
يا سلام وهو يعني كان يعرف مقاسك في فستان كتب الكتاب اللي خلاه يعرفه قبل كدا يخليه يعرفه دلوقتى ....
خجلت هبة فيما ڼهرتها والدتها التى اصرت على هبة ان تناديها ماما سعاد كما كانت تناديها قبل الحاډث .. حكى والد هبة لابنته عن طفولتها وعن والدتها المتوفاة وانها كانت تعمل لدى أمجد وكيف خطبها فيما تذكرت كلام أمجد وهو يداعبها قائلا
تعبتيني على ما وافقتي ما كانشي ناقص غير انى اخطفك!!
قالت بمرح
واللي انت عملته دا ايه مش خطڤ تحطنى قدام الامر الواقع في كتب الكتاب! انت بجد في منتهى الغرور ...
اعتمد أمجد الصارحة المطلقة في كل ما رواه لها عن علاقتهما وكل ما مرا به منذ بداية ارتباطهما متبعا لتعليمات الطبيب ولكنه لم يذكر اسم سارة مطلقا فلو استطاع لمحى اسمها من على وجه الارض كلية ...
وقفت هبة تنظر الى نفسها في المرآه بعد ان ارتدت الفستان وقد ارتدت معه الطقم الماسي المطعم بالياقوت الذي عرفت انه شبكتها من أمجد وذلك في جناح الفندق الذي سبق واختاره أمجد للزفاف وكان مفاجأه على حد قوله فهو فندق خمس نجوم يطل على النيل وقد ابهرها منظر الجناح الخاص بالعرائس والذي ينطبق تماما على اسمه الف ليلة وليلة ..
نظرت الى نفسها وفستانها وزينتها وهى لا تكاد تتبين ملامحها حيث شعرت انها سندريلا التي تنتظر اميرها ... سمعت علا تقول وهى ترتب لها وشاح الزفاف
بسم الله