انتي حقي انا بقلم نورهان حسني
تشوفي الطقم اللي اختارته مع البنات و أحطلك ماسك خفيف كدا
حنين كفاية ماسكات يا بنتي ارحميني
جهاد يلا يا حنين بدل ما أندهلك فرح
حنين باستسلام حاضر
بعد صلاة العشاءهبط من سيارته بسرعة وبداخله قوة أنه لن يتركها لأحد غيرهدخل القصر من بوابته الخلفية وصعد إلي الطابق العلوي من أحد السلالم السريةشعر بدقات قلبه يتسارع بها الأمل تدريجيا في كل خطوة يخطو فيها جسده ناحية غرفتهاطرق باب الحجرة بخفة لتظهر أخته قائلة أدهم!!كويس إنك جيت أمجد وماهر مبطلوش رن عليك من الصبح
رقية بتعجب أيوه هم الناس وصلوا!!
أدهم لابسه حجابها
رقية بدهشة أيوة يا أدهم في إي
فتح أدهم الباب بيده تدريجيا قائلا لو سمحتوا سيبونا دقايق
نظرت الفتيات إلي بعضهن بدهشة بينما سرت رعشة قوية في جسدها لسماعها صوته ولكنها
حاولت أن تجمع قوتها وقالت نعم!!خليكوا يا بنات
أدهم بقوة لو سمحتوا دقيقة بس هسألها عن حاجه ضروري
أغلق ادهم الباب وقال موافقة عليه ليه
حنين بعصبية افتح الباب يا أدهم بلاش جنان
لم يعير أدهم أي اهتمام لكلامها وقال تتجوزيني يا حنين
بعد دقائق معدودةحضر محمد و أهله وجلسوا في بهو القصر يتفقون علي ترتيبات الخطوبة بينما أدهم يستمع لهم في صمتو كلماتهم كالسهام المسممه التي تقضي علي ما باقي في كيانهابتسامة تخفي في طياتها ۏجع لا حدود له تعلو وجههنظر إلي محمد بقوة و شعر بۏجع في قلبه أنه هذا من سيسلبه حبيبتهفاق من شروده علي دخول حنين في يد عز كان سيشرع في القيام ويخطفها من يد عز ويصيح بهم هي حقي أنا هي حبيبتي أنا ولكنه تذكر كلمات حنين ونظرتها القاټلة
عز بتعجب الوقتي!! بس شكلك تعبان
ادهم يمكن عشان منمتش كويس هكلمك بعدين بقي
نظر أدهم إلي محمد الذي يحادث حنين وقال بقوة مبروك
لم ينتظر أدهم لسماع أي تعليق من أحد و رفع الكاب علي رأسه وخرج من بوابة القير وقلب حنين يودعه في ألم
حنين بتعجب وقلق بره فين!!
محمد في الجنينة يعني نتمشي شوية
نظرت حنين إلي عز مستفهمه ليقول عز بضيق من معالم وجه أخته الحزينة اتفضل يا محمد
سارت حنين ومن خلفها محمد إلي حديقة القصر وهما يسيران بهدوء ومحمد يحاول أن يفتح أي حوار مع حنين وهي تكتفي بابتسامة مصطنعه أو كلمات عابرة
حنين ها!! لا مفيش عادي
محمد أصلي مستغرب سكوتك دا
حنين لا مفيش عادي
محمد طب تعالي نقعد نرتاح شوية
جلست حنين علي مقعد بالحديقة ومحمد علي المقعد المقابل لهاليقول محمد ها إي رأيك نعمل كتب الكتاب والخطوبة سوا
حنين بدهشة وتوتر هو ممككن نخليها مع فرح عز زي ما كان عامله في فرح ماهر وأمجد
حنين بقلق عشان أبقي مرتاحه بس
محمد خلاص مفيش مشكلة
حاولت حنين جاهده أن تشارك محمد في الحديث وتأقلم قلبها علي حياته الجديدة
أما عن أدهمبعد خروجه من القصرقاد سيارته بأقصي سرعة لها إلي أن وصل إلي أرض خالية لا يوجد بها أي شئ يدل وجود حياة فيها سوي قليل من الرمال تتأرجح بفعل الرياح
بعد حوالي نصف ساعة لم يتوقف فيها المطر لدقيقةاستقل أدهم سيارته ونظر إلي عيونه في المرآة قائلا بتحدي أوعي تبكي فاهمه
سمع أدهم صوت رنين هاتفه معلن إتصال من ماهرأغلق أدهم هاتفه وقاد سيارته وهو يعلم ما هي وجهته
الحلقة 51
أيام تتبعها أسابيع تتبعها شهور لم يعود فيها أدهم إلي قصر آل توفيقمر ما يقارب الثلاثة أشهر ولا أحد يعلم أي خبر عن أدهمأجل عز وجهاد حفل زفافهم لحين ظهور أدهمأما محمد وحنين كانت الحال بينهم إلي حد ما جيدة لم توافق حنين علي تقديم موعد كتب الكتاب ما لم يتزوج عز بينما محمد في حيرة من أمره من صمتها الدائم ويحاول أن يقنع نفسه أنه مع الأيام ستزال كل الجدران التي بينهم أما كلا من ماهر و أمجد لم يعكر صفو فرحتهم بخبر حمل فرح و رقية إلا اختفاء أدهم بدون أسبابأما رقية رغم فرحتها بوجود جزء من أمجد في أحشائها إلا أن فرحتها لم تكتمل لغياب أدهمأما عن نغم زوجة شاديقاربت بطنها علي الظهور معلنه تمام الشهور الأولي من الحملكانت بطن نغم الظاهره تخفف قليلا من أوجاع شادي لعدم معرفته بمكان صديقه وقلقه من أن يكون مكروه قد أصابه
و في أحد الأيامكانت تجلس شاردة أمام غرفتهاشعرت بصوت يقول أدخلي يا حنين الجو برد
حنين بانتباه ها!! حاضر
دخلت حنين إلي غرفتها وأغلق عز باب الشرفة وقال ها بقي ممكن أعرف فيكي إي
حنين بقلق مالي يا عز ما أنا تمام
عز لا يا حنين مش تماممن أول يوم شوفتي محمد فيه وأنتي في عيونك خوف وتحدي لأي معرفشوافقتي عليه وأنتي دموعك مغرقه وشك ولأي برده معرفشلما بتتكلمي معاه بحس إنك بتطلعي الكلمة بالعافية برده معرفش لأي
أكمل عز مستفهما حنين أنتي من أمتي خبيتي حاجه عليا ريحي قلبي و قوليلي مالك
اڼفجرت حنين باكية بينما اتسعت عين دهشة و حاول أن يجمع أي كلمة أو يتخيل من هو هذا الشخص الذي فعل بأخته كل هذاتذكر غياب أدهم منذ ليلة قراءة الفاتحةالدمعة المختفية في عيونهقلقه علي حنين عندما اختطفتبدأت الصورة تتكون أمام عز ليقول پصدمة أدهم
لم تحرك حنين ساكنا وإنما زاد صوت بكائهاليقترب منها عز ويرفع وجهها بيده ويقول پغضب ردي عليا أدهم
حنين پخوف من بين دموعها أيوة
ترك عز وجه
أخته وظل ينظر لها پغضب وقال و دا من أمتي !! ولسه عارف الوقتي!!بدل بتحبيه قبلتي توافقي علي حد تاني ليه فهمينيردي عليا يا حنين متخليش عقلي يفجر ردي
حنين من بين دموعها عشان أختك جبانةأيوة أنا جبانةكنت خاېفة من قربي منه من كل مرة بشوفهبعمل مليون سور بيني وبينه بس معرفتش محبوشعايزني أجي أقولك أنا بحب ابن الست اللي يتمنتني أنا وأنت !!
آه أدهم ساعدك عشان الحقيقة تبان بس معرفتش أبص ليه غير إنه ابن غادة اللي قټلت أبويا
أكلمت حنين پألم وهي تضع يدها علي قلبها معرفتش أمنعه من إنه يحبه عارف وافقت علي محمد ليه عشان أقنع قلبي إن مستحيل أدهم يكون ليا عشان أحكم عليه بالإعدام
أكملت حنين پبكاء فكرك مكنتش موجوعة وأنا بفرأ الفاتحة فكرك مكنتش بحس إني ژبالة أوي وأنا مع محمد وقلبي لأدهم فكرك محستش في كل ثانية إني خاېنة لمحمدفكرك متوجعتش لما أدهم اختفي
أكملت حنين پألم فكرك متوجعتش علي الوحيد اللي حبيته ومكنش حقي
دفنت حنين وجهها بين كفوفها وهي تبكي بقوة بينما عز يقف أمامها صامتا لم يتخيل أن تصل أخته إلي تلك المرحلةيحاول أن يستوعب ما قالته من ثوانييحاول أن يستوعب الحالة التي بها
حنين بۏجع عايزه أشوف ولو مرة واحدة يا عز أنا جرحته أوي
ظلت حنين بين ذراعي أخيها تقص عليه ما حدث ليلة قراءة الفاتحة من أدهم
أنهت حنين كلامه ليقول عز يبقي حرام عليكي تعلقي محمد بيكي
مسحت حنين دموعها وقالت يعني أعمل إي
عز كل اللي أقدر عليه إني أكلمه وأقولك إنك عايزه تقابليه هنا في القصر ولما يجي دا دورك
حنين مش هقدر أقوله كدا هو معملش معايا حاجه وحشه
عز أنتي اللي بدأتي الحكاية غلط يا حنين ولازم تنهيها
حنين پألم و أدهم !!
عز بتنهيده أدهم ليه رب يحرسه ويحميه وقادر يرجعه
في غرفة تتميز بألوانها الهادئة وأشعة الشمس التي تدخل لها من كل جانبتحتوي علي فراش صغير وطاولة بجانبها مقعدين في يمين الغرفة و خزانة ملابس في اقصي يسار الغرفةعلي الحائط الأمامي للفراش توجد شاشة تلفازفتح باب الغرفة ليظهر ممرضان يمسكان بيده برفق ليصلوه إلي الفراشعلي وجهه بدا الألم و الۏجع من كثرة جلسات الكيماويأخيرا هبط جسده الضعيف علي الفراش و دثره الممرضان بالغطاء ليقول أحدهم تحب نشغلك التليفزيون يا أدهم بيه
أدهم پألم لا مش مشكلة
الممرض الثاني علي العموم حضرتك الموبايل في الدرج هنا وزي ما حضرتك امرت كلمنا الشخص اللي قولت عليه
أدهم بۏجع أوعي يكون حد قاله حاجه
الممرض لا أبدا يا فندم المهم ارتاح بس عشان تقدر تبقي بخير شوية لما يوصل
أغلق أدهم عيونه بۏجع ليستسلم لنومه سريعا لعله يهرب من آلامه من السړطان الذي ينهش في جسده
قام عز من موضعه عندما رأي حنين تتقدم ناحيتهم وقال طيب أسيبكوا بقي براحتكوا
ابتسم عز لأخته مطمئنا بينما وقف محمد قائلا أزيك يا حنين
حنين بابتسامة قلق الحمدلله أخبارك إي
جلس محمد وحنين وقال محمد بخير الحمدلله
أكمل محمد مستفهما خير يا حنين عز قالي إنك عيزاني في حاجه
حنين بتوتر هو بصراحة أنا يعني أقصد أصل يا محمد
محمد متعجبا من طريقة حنين في إي يا حنين أهدي كدا وبراحتك
حنين بتنهيده أنا آسفة يا محمد أنت أي واحدة تتمناك تكون شريك حياتها وأنت عمرك ما ضايقتني بكلمة و حاولت ترضيني علي أد ما قدرت بس صدقني أنا مقدرش أكمل معاك لأني هكون بظلمك
أخرج حنين الخاتم الذي أحضره محمد ليلة قراءة الفاتحة و وضعته علي الطاولة وقالت أنا آسفة أتمني تسامحني
حاول محمد أن يستوعب ما قالته حنين وأمسك بالخاتم وضغط عليه في يده ونظر لها بابتسامة مکسورة وقال مع إني أتمنيت نصيبي يكون معاكي بس مش كل حاجه الواحد نفسه فيها بتحصل
أخفضت حنين رأسها بحزن وقالت أنا آسفة يا محمد
قام محمد من موضعه وقال مفيش مشكلة يا حنين ربنا يوفقك في اللي جاي
قامت حنين قائلة و يوفقك في حياتك و يرزقك باللي تستاهلك
محمد بابتسامة أشوف وشك بخير
حنين بابتسامة أشوف وشك بخير
حمل محمد نظارته الشمسية وهاتفه وسار في طريقه إلي سيارته يخفي حزنه بابتسامة كاذبة
تنهدت حنين بقوة وكأنما حمل ثقيل أختفي من علي قلبها و رفعت نظرها لأعلي لتجد عز يقف في شرفته و ينظر لها بابتسامة مکسورة
ساعات معدودة باقية له في تلك الحياةطلب رؤية ابنته مرات عديدة وهي رافضه أن تراه إلا أن وافقت علي رؤيته قبل ساعات من إعدامهدخلت مكتب المأمور بقلق وخوف لتجده يجلس في أقصي لغرفة بملابس الإعدامانتفض جسدها پخوف وجلست علي كرسي مجاور له تفرك يدها بقلق
تكلم بصعوبة قائلا سامحيني
نظرت له طويلا تتفحص معالم وجهه وقالت بجمود أسامحك!!علي إي ولا إيأسامحك علي أمي اللي قټلتها!! و لا علي صاحبك اللي قټلته ويتمتت ولاده!! و