روايه بقلم سهام صادق
بحنان يلا تعالي نعمل لأبوكي البسبوسه اللي بيحبها .. عشان أصالحه
فتأملتها زهره بخبث وقد لمعت عينيها بالمشاكسه .. وماكان من والدتها سوا أن ضړبتها علي ذراعها مش أنتي السبب ... ورايا علي المطبخ
وقف يتأمل زوجته بزيها القصير وعينين والدته تطالعه
الي أن نهضت نهي سريعا وتركت كأس العصير الطازج الذي كانت ترتشف منه وركضت نحوه وحشتني اوي ياحبيبي كده تغيب عني اسبوع انا والبيبي
وامسكت كفه ..
لتضعها علي بطنها التي برزت قليلا
فقبض علي معصمها بقوه وهو يطالعها پغضب ايه اللبس اللي انتي لبساه ده ياهانم جيتي من المطار بالمنظر ده
أخذ يطالع هو والدته پقهر وهو يري نظرات عدم رضاها علي زوجة أبنها ورغم ذلك تدافع عنها
وظفر بضيق وهو يجلس علي أحد الارائك .. ورفع بوجه نحو زوجته پغضب قائلا ادخلي اوضتي غيري المسخره ديه ... كويس ان شريف مشفكيش بالمنظر ده
فربتت مني علي ظهرها بحنان روحي ياحببتي اوضة جوزك ارتاحي من السفر
فصمتت نهي للحظات تتطلع الي وجه زوجها بندم ... ومن ثم أستجابت لطلب حماتها
وأقتربت منه والدته بعتاب مدام أختيارك ..يبقي لازم تنصحها مش تشخط وتنطر
.........
وضعت صنية الحلوي امام والديها وهي تبتسم قائله هاخد لحازم وجميله طبقهم
فأبتسم اليها والديها وهم يتابعون أحد المسلسلات القديمه .. وقبل ان تتجه لأختها وخطيبها الټفت نحو والديها ثانية أتصالحتوا طبعا وبقيتوا سمن علي عسل ..
فحدقت بها والدتها .. ثم تعالت صوت ضحكتها وهي تمسك كف زوجها وعشرة عمرها هو أنا برضوه أقدر ازعل أبوكي ... الكلمه كلمته والشوره شورته
فأخذت تطالعها زهره كالبلهاء .. الي ان وجدت والدها يهمس بحب ربنا يخليكي ليا يا أم البنات
فحرك كل من والديها رأسهما ... لتضحك هي بسعاده وهي تري الحب في عين والديها
وأتجهت نحو الغرفه التي يجلس بها حازم وجميله
فنظرت اليهما پصدمه أنت أيد أختي ياحازم يادي المصېبه .. يادي المصېبه .. ياحاج منصور تعالا شوف اللي بيحصل
فركض حازم نحوها ووضع بيده علي كده يازهره ديه مراتي ياناس والله مكتوب كتابنا
فتأملت زهره وجه أختها المرتبك.. وأخذت تحرك حاجبيها بطفوله .. لتنهض جميله بخجل نحو طبق الحلوي الذي مازالت تحمله هي
وبدأت تشاكس أختها وهي تتأمل ملامحها وقال ايه ماما بتقول جميله معندهاش غير عقل .. تيجي تشوف الحب
فأقتربت منها جميله وهي تضحك من افعال أختها وهمست بنبره دافئه بكره شريف يعلمك الحب ياأم لسان طويل
ليضحك حازم مؤكدا علي حديثها اما نشوف .. رومانسيتكم بقي ...ثم تابع بخبث بس قوليلي يازهره أنتي وشريف بتتلكموا أمتا في التليفون .. عايزين نرخم
فضحكت جميله بعدما تناست خجلها مش بيتكلموا ياحبيبي هو مش فاضي وهي علطول قافله تليفونها
بس طنط مني مظبطها هدايا كل شويه وايه من أغلي الماركات .. وتابعت حديثها بغمز ما أكيد حبيب القلب موصيها ...
فأستمعت هي لداعبتهما پألم وهي تتمني أن تعيش لو للحظه مثل تلك المشاعر التي شاهدة بها والديها .. واختها مع خطيبها .. ولكن شعورها بأنها لا شئ قد عاد اليها ثانية
فجلست بينهم تتوسطهم دلوقتي الحفله بقيت عليا اه ما أنتوا مهندسين بقي .. وبتعرفوا تطلعوا منها
وصړخت بوجههم ولعلمكم بقي انا وشريف .. مش راضين نتكلم في التليفون او نخرج سوا عشان كل ده حرام
غير انه تعبان في شغله اووي .. عايز يخلص الشغل بسرعه عشان نتجوز ونسافر فرنسا واشوف الناس النضيفه
وبدأت تتأملهم بقرف وهي تتابع حديثها الذي يمزقها مش انتوا ..
ليطالعها حازم ضاحكا وهو يستمع لجديتها .. الي أن صفقت جميله ايوه بقي ياواد يامحافظ انت انا قولت برضوه انك مش سهله ... يابتاعت فرنسا والناس النضيفه
ونهضت فجأه من بينهم وهي تهتف هات تليفونك ياحازم عايزه اعمل مكالمه مهمه
وقبل أن يناولها حازم هاتفه .. التقطته هي تغادر الغرفه هعمل تليفون منه ورجعلكم تاني ياروميو انت وجوليت
فعاد يطالع حازم جميله بهيام عملت خير والله هو أحنا كنا بنقول ايه ياقلب حازم
..
أغلقت زهره غرفتها خلفها بإحكام.. وجلست علي فراشها بساقين مرتجفين انا لازم أتصل بيه ليه بيتصل بس بماما او حازم ... لاما يحسسني اني
خطيبته ليروح لحاله
انا مش نقصه ۏجع
واخذت تبحث في هاتف حازم عن رقمه الخاص .. الي ان وجدته فسجلته علي هاتفها سريعا .. تنهدت بعمق وهي تحادث نفسها اتصلي بيه يازهره أفهمي منه ليه بيعمل كده .. ليه ناسيكي ولا كأنك خطيبته .. مش هو اللي طلب أيدك زي ما ريم قالتك
وتمالكت قواها .. وأخذت ترتب أفكارها بأنفاس مضطربه
وضع حاسوبه الشخصي علي تلك المنضده المقابله للأريكه التي يجلس عليها ويتابع أعماله ...نهض عندما وجد والدته تدلف اليه
وأقترب منها تعبتي ليه نفسك ياماما
فربتت مني علي ذراعه بحب وهي تناوله كوب النسكافيه المفضل له وبعض السندوتشات البسيطه مأكلتش كويس علي العشا .. قولت أجيبلك حاجه خفيفه ياحبيبي ..
وجلست علي فراشه بقلق مرات اخو تصرفاتها
مش عجباني ياشريف ..رغم ان باين عليها طيبه بس تربيتها مش زينا ياأبني
فاقترب من والدتها وحاوطها بذراعيه وهو يطمئنها هشام شخصيته قويه ياماما وهو عارف يسيطر عليها كويس ..وبتحترمه أظن أنتي شوفتي لما زعق فيها علي العشا اول ما شافها خرجه قدامنا بلبس مش مظبوط .. وكمان هي أختياره فحر بقي ياست الكل متتعبيش نفسك
فحاوطت والدته وجه بين كفيها قائله وانت ياشريف .. من ساعة مۏت..
وقبل أن تكمل والدته بباقي عباراتها .. نهض من جانبها هاتفا بعدما فهم مقصدها أنا نسيت مريم ياماما وجوازي من زهره هيتم وقريب اوي ...انا قررت اتكلم مع عمي منصور بكره واطلب منهم اتجوزها واسافر علطول
ورغم ان كلمة سفر اصبحت تزيد همها ولكن زواج أبنها هو الحل الوحيد ليأسس حياته من جديد .. فأبتسمت بحب وهي تنهض خلفه قائله فكر كويس ياشريف .. قبل ما تظلمها
فطالعها شريف للحظات وهو يفكر بقراره الذي أتخذه اليوم
عندما ذهب الي خالته المنزل بعد أصرار فارس عليه ليطمئن علي أحاولها بسبب وعكتها حزنا علي أبنتها
وقد رأها تجلس بشرود طفلها الذي سمته علي اسمه
فأخذ يتنهد بعمق .. وهو يلعن قلبه
ليفيق من شروده علي صوت والدته هو انا ليه مش بشوفك بتكلم زهره زي أي أتنين مخطوبين ...وسؤالك عنها بيكون عن طريق حازم او مامتها ...وبيكون قدامي عشان تراضيني
حتي تليفونك مفيهوش رقمها ..
واشارت اليه تتابع حديثها دورت في تليفونك ياشريف .. وتابعت بحديثها وفهمت دلوقتي سبب اختيارك لزهره بالسرعه ديه ...
وتذكرت يوم حفل زفاف أبن أختها .. لتطالعه شريف أبني ميظلمش بنات الناس .. مش ديه تربيتي وتربية ابوك ياشريف
وكاد ان يدافع عن نفسه .. الا انه وجدها خرجت من غرفته
لتتركه يقف كالتائه وهو لا يصدق بأنه أصبح ظالم في نظر والدته
ليشعر بهتزاز هاتفه في جيب بنطاله القطني ... فيخرجه ليري من يهاتفه ... فأخذ يطالع الرقم الظاهر أمامه بدون اسم
الا أن ضغط علي زر الاجابه ليسمع صوت أنثوي يحادثه بشمهندس شريف معايا ..
فهتف شريف ايوه مين معايا
لترفع الهاتف عن أذنها وقلبها يخفق پألم .. فهو لم يعرف صوتها
وعادت تضع الهاتف علي أذنها ثانيه قائله بحرقه انا زهره
نظرت الي كأس العصير الذي يضعه لها النادل بتوتر .. وحركت رأسها بإماءه بسيطه كشكر .. لينصرف النادل من المكتب بعدما نفذ أوامر رئيسه ..
ليدلف اليها هو بعد ذلك للحظات يتبعه شخصا يحمل اوراق يناقشه فيها .. فتنظر هي الي كأس عصيرها .. وكأنها تلهيها عن توترها
الي ان غادر الموظف المكان بعدما انهوا نقاشهم بأحوال ذلك الفندق الذي جاءت اليه سابقا يوم حفل الزفاف مدير اختها وابن خالتها حازم ... وأخذت تشغل بالها للحظات بسبب وجوده هنا ودعوته لها في مكتب المدير.. وكأنه هو المالك للفندق ..
فتنحنح هو بأبتسامه لاول مره تراها فيه مش معقول كاس العصير عجبك لدرجادي
لتنصدم زهره من حديثه ونظراتها البلهاء التي لاحظها لكأس العصير .. وألتفت نحوه بأضطراب ها
فنهض هو من فوق ذلك المقعد الذي جلس عليه للتو .. وجلس علي الكرسي الذي امامها قائلا بهدوء تعرفي ان شكلك وانتي متوتره .. شبه الاطفال
وعندما وجدها ترمقه بنظرات قاتله... تعالت أصوات ضحكته وهو يهمس قوليلي بقي عايزه تتكلمي معايا في ايه ...
واسند بمرفقه اليسري علي حافة المكتب .. متطلعا اليها ينتظر حديثها الضروري الذي هاتفته من اجله ليلة امس
فلاحظ هو سكونها .. الي ان همس بأعتذار انا اسف يازهره
فطالعته بأندهاش وهي تستمع لاعتذاره المفاجئ قبل ان حتي تبدء بالحديث ..
فتأملها للحظات وهو يري دهشتها اكيد بتقولي الشخص البارد ده بيعتذر زي الناس العاديه ..
فهمست هي بتسأل وليه ظنيت اني بقول عليك كده
ليبادلها هو الحديث متجاهلا سؤالها عايز اسمعك يازهره
ليدق هاتفه عقب تلك الجمله .. الي ان ضحك ثواني يازهره معلش
فأخذت تحدق به بغرابه ... ولاول مره تكتشف جزء من شخصيته حتي وسامته اليوم قد جعلتها تندهش
فهو بالفعل وسيم بوسامة الرجل الشرقي الهادئه .. يشبه الاروبين وكيف لا يشبههم وهو قد عاشرهم لسنوات
حتي ضحكته هذه التي يضحكها
للشخص الذي يحادثه جعلتها تشك بكل شئ حولها ..وصوته
وبعدما انهي حديثه بلباقه فرنسيه لم تفهم منها إلا جزء بسيط .. وجدته يفرقع بأصابعه امامها ضاحكا المرادي شكل حد تاني اللي عجبك
فرمقته بتلعثم وهي ټلعن قلبها الغريب الذي جاء اليوم كي يستكشف ملامحه وتصرفاته وقد نسيت كل الحديث الذي رتبه عقلها
لتستمتع للحظات برائحه عطره الفواحه التي قد سكرت انفها وهي لا تعلم كيف قد ظهرت الرائحه فجأه
فتأملها زهره .. زهره !
لتفيق زهره من كل هذا .. مغمضه عينيها قليلا كي تفيق من شعورها الغريب تهتف بجديه انا جيت النهارده عشان افهم انت ليه خطبتني مدام مش عايزني
فطالعها للحظات قبل ان يتمتم قدرك يازهره .. حطك قدامي .. وللاسف مكنش عندي خيار تاني
ولاول مره كانت تشعر هي
بالغباء .. فحدقت به متسائله مش فاهمه
ليتنهد هو للحظات ..ويرتب ما سوف يقوله لها .. الي ان قص عليها كل شئ صراحة
فوقفت من صډمتها وهي لا تصدق بأنها
كانت مجرد غاية اراد ان ېحطم بها قلب حبيبته السابقه
وما افظعها من حقيقه