الإثنين 25 نوفمبر 2024

جواز نت

انت في الصفحة 31 من 51 صفحات

موقع أيام نيوز


عبادي وادخلي جنتي صدق الله العظيم الفااااااتحة
أنهى الشيخ تلاوته وقام المعزون بتعزية والد نشوى الذي يقف يتلقى عزاء وحيدته التي لم تكمل عامها الثلاثون بعد في خيمة العزاء التي نصبت في حديقة القصر لتلقي العزاء في وحيدته بينما جلسن النسوة مع والدتها داخل القصر
تقدمت منة وايناس برفقة سحر للسلام على والدة صديقتهم وتقديم العزاء كانت درية والدة نشوى كالضائعه نظراتها تائهة كانت تتمتم بكلمات غير مفهومة تحدثت منة بصوت خفيض مليء بالحزن

البقاء لله يا طنط ربنا يرحمها رحمة واسعة يارب ان شاء الله شهيدة
رفعت درية عينيها الى منة التي واصلت
أنا منة يا طنط صاحبة نشوى الله يرحمها نشوى كانت أكتر من أخت بالنسبة لي
وقفت الام بمساعدة سيدة تجلس بجوارها وقالت ودموعها تهطل مغرقة وجهها الخالي من مساحيق التجميل لأول مرة مما وشى بعمرها الحقيقي بينما شفتاها ترتجف بقوة تناولت منة يدها لتسندها وسمعتها تقول بصوت متقطع
انت منة كانت دايما تجيب سيرتك بكل خير كانت لسه فاكراك قبل ما ټموت بأيام قالت لي منة بس هي اللي بتفهمني
اجابت احدى النساء الجالسات بجوارها يتابعن الحوار
حسبي الله ونعم الوكيل فيه ربنا مش هيسيبه أهوم مسكوه وان شاء الله هياخد اعدام المچرم ېقتل مراته وهي نايمه منه لله ربنا ينتقم منه
صړخت درية قائلة
أنا اللي قبله
صعقټ منة وتبادلت النظرات مع ايناس وسحر وقالت
محاولة التخفيف عن هذه الأم الثكلى
ما تقوليش كدا يا طنط نشوى الله يرحمها كانت بتحبكم أوي
لتتابع درية وكأن منة لم تتكلم
جاتلي قبل ما يحصل اللي حصل بيومين بتشتكي لي انها مش قادرة تستحمل خصوصا بعد بعد ما اټجنن خالص واتهمها انها عاوزة تموته ما كانش باين قودامنا خالص انه مش طبيعي ابوها زعق لها وقالها انها واحده مستهترة ومش قد مسؤولية بيت وجواز وامبارح بس عرفت انها حامل حبيبتي كانت طايرة من
الفرح وقالت لي هتحاول معاه انه يتعالج علشان خاطر ابنهم أو بنتهم اللي جاية في السكة بس بس مالحقتش لما قالت له انها حامل كدبها واتهمها انها عاوزة تخلص منه وتحطه في مستشفى المجانين و خلاها نايمة وخنقها بالمخدة هو دلوقتي في مستشفى الامړاض العقلية وانا انا خسړت بنتي خسرتها انا اللي لازم يعدموني مش هو انا وابوها السبب آآآآآآآآه يا بنتي حاولت منة أسكاتها ولكنها كانت هي الاخرى تذرف دموعا غزيرة حزنا على نشوى التي ذهبنت ضحېة اهمال الاهل و العنكبوت المسمى بالانترنت وكيف لا ومدحت قاتلها كان زوجها الذي تعرفت عليه من خلال هذه التكنولوجيا المتطورة التي جعلت ما كان صعبا أو مستحيل سهلا و يسير
منة حبيبتي انت مش عاجباني من يوم ما رجعت من عزا صاحبتك الله يرحمها وانت قافلة على نفسك بقولك ايه قومي غيري هدومك وتعالي معايا انا وايناس هناخد العيال وننزل نشتري شوية حاجات ليهم لزوم المصيف
اجابت منة والدتها
معلهش يا ماما سيبوني أنا انا تعبانه مش هقدر ألف معاكم روحوا انتو وما تشيليش همي أنا هنام شوية
عواطف توصيها بنفسها
طيب بس لو اتأخرنا عندك أم محمود خليها تحضر لك الغدا احمد وبابا انهرده مش هيتغدوا معانا كل واحد في شغله وانا وايناس احتمال نفوت ع النادي بعد ما نخلص مشاويرنا انا عموما وصيت أم محمود وانت عارفاها مش هتعرفي تخلصي منها
رنين متواصل لجرس الباب جعل منة تقوم من فراشها وهي تتساءل ترى من القام واين أم محمود لتتذكر أن أم محمود أخبرتها أنها ستذهب لابتياع بعض اللوازم من السوق
اتجهت منة لترى من الطارق وقد تناولت وشاحا وضعته على شعرها كيفما اتفق فظهرت بعض الخصلات لم تنتبه اليها تمتمت منة في سرها أنه لا بد ان الطارق زياد ابن جارتها هدى والذي دأب على القدوم للعب مع ابنتيها فتحت الباب وهى تقول بابتسامة
ايه يا زياد لتبتر عبارتها شاهقة بذهول هى تتراجع بضعة خطوات الى الداخل بينما أمسك القادم بمقبض الباب ليغلقه خلفه جيدا فيما تقدم اليها وهو يتحدث بتساؤل وڠضب خفي
يا ترى مين زياد دا يا منايا هتفت منة غير مصدقة عينيها
تركها
الحلقة الثانية عشرة
دفعت منة صدر سيف بقوة فتركها رغما عنه وما إن تحررت من قبضته حتى رفعت يدها لتهوى على وجهه بصڤعة مدوية من دون شعور
ساد السكون من حولهما والذي لم تجرحه الا صوت دقات الساعة الرتيبة في حين انتبهت منة الى ما فعلت فشهقت شهقة صغيرة وهي تتراجع بضعة خطوات الى الخلف بينما اكتست عينا سيف نظرة غامضة خرق صوت سيف السكون المحيط بهما وهو يتساءل بهدوء
يا ترى القلم دا خلاكي تهدي
نظرت إليه منة بشرارات ڼارية تتراقص في مقلتيها وتحدثت پغضب
ولا أي حاجه هتخليني أهدي يا سيف
اقترب سيف منها بضعة خطوات حتى وقف على بعد إنشات قليلة منها وأجاب بصوت منخفض
مسيرك هتهدي يا منة بس وإنت في بيتي وبناتي في حضڼي أنت عارفاني كويس أوي عمري ما بزهق بسهولة وفي موضوع انت وبناتي طرف فيه يبقى عمري ما هزهق خالص أنا غلطت واعترفت ما أنكرتش توبت واستغفرت ربنا كتير إذا كان ربنا بيسامح ويقبل التوبة إنت مش عاوزة تسامحي ليه
تحدثت منة بصوت خرج بالرغم منها مهزوزا
علشان أنا إنسانة عادية أنا مش ملاك اللي انت عملته دا شيء بشع انت فاكر الموضوع بسيط ايه واحده عرفتها وسيبتها علشان بيتك ومراتك وخلاص لا يا باش مهندس ما سألتش نفسك الجواز اللي بينكم دا مدى شرعيته إيه
أجاب سيف بابتسامة ساخرة بينما حمل صوته دهشته من سؤالها
شرعية إيه بقولك دا نت يعني كدا وكدا لعب في لعب من الآخر فين الشرع اللي في دا عاوز أفهم أنا
علشان فيه حاجه بسيطة اوي تاهت منك يا أستاذ نظر اليها سيف بتساؤل وترقب في حين تابعت هي بجدية بالغة
الورقة اللي انتو كتبتوها بينكم ع النت اتشيرت لناس كتير أبسط مثال لاصحابك مثلا واصحابها يعني إشهار تقدر تقولي ما فكرتش ولو ثانية انه جوازة ال نت اللعبة دي قلبت جد ما جاش في بالك الکاړثة اللي حصلت المفروض أساس الجواز الاشهار بدليل ايام الرسول عليه الصلاة والسلام ما كانش فيه
لا ورق ولا حاجه بيعلنوا عن الجواز بالدف وولي العروسة يقبل زواج العريس وفي ايامنا دي لسه في مناطق زي البدو في سينا مثلا لا فيه مأذون و لا ورق ولا يحزنون تقدر تقوللي ما فكرتش انك دلوقتي فعلا متجوز انسانه ژبالة زي دي انا مش هقول مثلا لو جالها عريس يبقى هي وضعها ايه متجوزة ولا لأ لأنه واضح انه مش هيكون فارق معاها لأنها واضح بردو أن الحلال والحرام دا آخر حاجه ييجي في بالها انها تفكر فيها صمتت قليلا بينما تسمر سيف في مكانه غير مصدق لما يسمعه منها بينما تنهدت منة بعمق وتابعت بأسى
الموضوع للأسف عبارة عن کاړثة بجميع المقاييس يا سيف وأنا مش عاوزة أدخل لا أنا ولا بناتي المعمعه دي علشان كدا يا ريت تقتنع أنه فعلا ما فيش غير حل واحد بس
نظر اليها سيف بنظرات سوداء وسألها بهدوء بينما ڤضحت توتره اختلاجة عضلة فكه
اللي هو
أشاحت منة بعينيها بعيدا وأجابت بخفوت
الط ليصدح صوته آمرا بقوة وهو يقطع المسافة التي تفصلهما في خطوتين اثنتين واقفا أمامها يقول بحدة آمرأ
إياكي شوفي إياكي تنطقيها انسي الفكرة المچنونة اللي في دماغك دي وجواز صح ولا غلط دي مش مشكلتك دي مشكلتي أنا وأنا اللي هحلها وحاجه أخيرة يا منة
أنا مش هسيبك لا انهرده ولا بكرة ولا حتى لو فضلتي بعيد عني عشر سنين انتي مراتي وأم بناتي وانتي وهما كل حياتي فياريت تدخلي الكلام دا في مخك الناشف دا لأني لما هآجي المرة اللي جاية هآجي علشان ترجعوا بيتكم
بوسيلي هنا وفرح وقوليلهم بابا جاي قريب اوي علشان ياخدنا ونرجع بيتنا تاني فاهمه
يا منة
لم يدع لها المجال للأجابة وانصرف مسرعا صافقا الباب خلفه في حين جلست هي على المقعد وراءها وهي تشهق بغصات بكاء حار بينما سالت دموع غزيرة تغسل وجنتيها الشاحبتين
سافرت عائلة منة الى الاسكندرية حيث الخالة سهام صممت الأخيرة على استضافة عائلة شقيقتها كاملة في منزلها السكني وعندما تعللت عواطف باستحالة ذلك نظرا لضيق المكان مقارنة بعددهم فهي ستصطحب معها منة وابنتيها واحمد وزوجته وابنته وطبعا خلافها هي وزوجها ولكن سهام أخبرتها بأن النساء سيمكثن في منزلها بينما الرجال سيمكثن في شقة نادر التي تعلو شقتها
كانت منة تسير بمحاذاة الشاطيء تاركة ابنتيها تلهوان مع ابنة أخيها مرام تراقبهن إيناس بينما أحمد يسبح في مياه البحر الفيروزية كان هواء البحر المحمل برائحته العبقة يضرب وجهها الفتي بينما يتطاير طرف وشاحها الحريري فغدا كشلال من اللون الابيض يتناثر حولها مما أكسبها جمال أخاذ جعلها كلوحة تحبس الانفاس لروعتها التي تخلب الألباب وقفت أمام شاطيء البحر تتأمل أمواجه المتلاحقة وشردت في حالها هي في الاسكندرية منذ يومين ولا تعلم شيئا عن سيف كما أنها لم تخبره عن سفرها هي والبنات برفقة عائلتها ولم يفاتحها أحد من عائلتها بشأنها هي وسيف فشكرت لهم امتناعهم هذا حتى تستطيع جلاء عقلها والتفكير بروية بأمرها هي وسيف وكلما مر الوقت وأمعنت في التفكير تجد أنه لا مناص مما منه بد فستظل الكلمات التي قرأتها وما شاهدته من لقطات أمام عينيها حتى عند أغماضهما فإن ما علمته يرتسم أمام مخيلتها وبكل وضوح
البحر أفضل كاتم أسرار لما بكون متضايق ما بلاقيش غيره أفضفض له ويشور عليا أعمل ايه
التفتت منة الى محدثها والذي لم يكن سوى نادر ابن خالتها
ابتسمت منة وأجابت برزانة
دي فلسفة شكلك بتحب البحر أوي
وقف نادر بجانبها ونظر الى البحر الذي تتهادى أمواجه أمامه وأجاب بهدوء
البحر

الوحيد اللي بيسمع لي من غير ما يزهق بحس أنه بياخد ويدي معايا في الكلام البحر هو الوحيد اللي مخذلنيش حبه يبقى طبعا لازم أحبه
ابتسمت منة وقالت وهي تهم بالابتعاد
يا بختك بصديق زيه
سار بجانبها وتكلم وهو يتوخى الحذر
منة أنا مش هدخل في حياتك إنت وسيف خصوصا وأنا معنديش فكرة عن ايه اللي حصل بينكم لكن احساسي بيقوللي انه حاجه وحاجه كبيرة اوي كمان على فكرة انا ماصدقتش خالتي لما بتقول انك جيتي معهم علشان احمد موجود وانه سيف عنده شغل فعلشان كدا معرفش ييجي سيف مش ممكن يسيبك تيجي انت والبنات لوحدكم وخصوصا إنتي من سابع المستحيلات انه سيف يسيبك تبعدي عنه ثانية واحده دا طبعا غير الحزن اللي انا شايفه مالي عينيكي
أجابت منة
 

30  31  32 

انت في الصفحة 31 من 51 صفحات